بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق السلالات والفصائل، الذي قال في كتابه وجعلناكم شعوبًا وقبائل، والصلاة والسلام على من جعله الله بين التوحيد والشرك حائل.
نسمع كثيرًا عن كلمة الشَّعب، والفصيلة، والقبيلة، والفخذ...الخ. ويعرف هذا أكثر من يقرأ في كتب الأنساب.
ألفاظ تنتشر في كتب الفقه المطولة، وكتب الأنساب الموسعة، ويظن كثير من الناس أنها أسماء لمسمَّى واحد.
ولكن الحقيقة أن لكل اسم منهم معنى يختلف عن غيره.
وتُسمى بـ(أنساب العرب). وتنقسم أنساب العرب إلى ست مراتب تجمع أنسابهم، وهي: شَعب، ثم قبيلة، ثم عمارة، ثم بطن، ثم فخذ، ثم فصيلة.
يقول الماوردي - رحمه الله - في تعريف هذه الأنساب:
الشعب: النسب الأبعد كعدنان؛ سُمي شعبًا، لأن القبائل منه تتشعب.
القبيلة: وهي ما انقسمت فيه أنساب الشعب (أو العرب)، كربيعة ومُضر؛ سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها.
العمارة: ما انقسمت فيه أنساب القبيلة، كقريش، وكنانة.
البطن: ما انقسمت فيه أنساب العمارة؛ كبني عبد مناف، وبني مخزوم.
الفخذ: ما انقسمت فيه أنساب البطن؛ كبني هاشم وبني أمية.
الفصيلة: ما انقسمت فيه أنساب الفخذ؛ كبني العباس، وبني المطلب.
فالفخذ يجمع الفصائل، والبطن تجمع الأفخاذ، والعمارة تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل، فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبًا، والعمائر قبائل.
انتهى كلام الماوردي - نقلا من (كفاية النبيه شرح التنبيه) في الفقه الشافعي.
وزاد غيره: العشيرة. قبل الفصيلة، والله أعلم. __________________
شَمِّرْ إِلَى طَلَبِ العِلْمِ العُلُوم ذيُولاً*** وَانْهَضْ لِذَلِكَ بُكْرَةً وَأصِيلاً
وَصِل السُّؤَالَ وَكُنْ هُدِيتَ مَباحِثًا*** فَالعَيْبُ عِنْدِي أنْ تَكُونَ جَهُولاً
وُجدت هذه الأبيات مكتوبة بخط شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.