منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع تربويّ تعليميّ ثقافيّ يعتني بشؤون المتعلّمين والمعلّمين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا وسهلا بك في منتديات عين بسّام التربويّة . نسعد بحضورك معنا ونكون أسعد حين تتفضّل بمساهماتك النيّرة الهادفة . ستقضي وقتا شيّقا بين إخوانك وأخواتك في أسرة هدفها التربية والتعليم . دمت في حفظ الله ورعايته.
تذكّر قول الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد." ق 18 
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة "رواه الامام مسلم
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتّى يرجع." رواه الترمذي

 

 تحري ليلة القدر ==== علامات ليلة القدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

تحري ليلة القدر ==== علامات ليلة القدر  Empty
مُساهمةموضوع: تحري ليلة القدر ==== علامات ليلة القدر    تحري ليلة القدر ==== علامات ليلة القدر  Empty04.09.10 4:31

بسم الله الرحمن الرحيم :
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
علامات ليلة القدر ::: لشيخنا العلامة الإمام ابن باز رحمة الله عليه :
كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؟
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب -رضي الله عنه- الصحابي الجليل قد راقب ذلك سنوات كثيرة، فرآها تطلع صباح يوم سبعة وعشرين ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة سبعة وعشرين بسبب هذه العلامة، ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة سبعة وعشرين، قد تكون في سنوات أخرى في إحدى وعشرين، أو في ثلاثة وعشرين، أو خمسٍ وعشرين، أو في غيرها، فللاحتياط والحزم الاجتهاد في الليالي كلها. جزاكم الله خيراً .
:: المصدر ::

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ليلة القدر هل لها علامات؟! :::
بقلم: الشيخ يحيى بن موسى الزهراني *
اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [آل عمران].
وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9)[الحجر]، وقال تعالى : {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (42) [فصلت].
فقد أنزل الله عزَّ وجلَّ القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عزَّ وجلَّ من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانون سنة وثلاثة أشهر تقريباً، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} (2) {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (3) {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} (4) {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (5) [القدر: 1 - 5] . {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3) {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (4) [الدخان] ، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (4) [الدخان].
سبب تسميتها ليلة القدر
أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزَّ وجلَّ وبيان إتقان صنعه وخلقه.
ثانياً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} (2) {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (3) [القدر] وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولا شك.
ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدراً عظيماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه. وهذا لا يحصل إلا في هذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان، أو ليلة النصف من رجب، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أي ليلة لم يحصل له هذا الأجر. “الشرح الممتع 6/494″
يقول الشيخ ابن عثيمين: إن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً” ولم يقل عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
علامات ليلة القدر
1ـ قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.
2ـ زيادة النور في تلك الليلة.
3ـ الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر مما يجده في بقية الليالي.
4ـ أن الرياح تكون فيها ساكنة أي: لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.
5ـ أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
6ـ أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
7- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها” أخرجه مسلم.
تحري ليلة القدر
ليلة القدر ليلة مباركة، وهي في ليالي شهر رمضان، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار خاصة، وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، فكان أبي بن كعب يقول: “والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين” أخرجه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين، يعني ليلة القدر” أخرجه أحمد بسند صحيح. والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً، فعن عبدالله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين” قال: فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه” أخرجه مسلم وأحمد، وعن أبي بكرة: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “التمسوها في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث بقين، أو آخر ليلة” وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد” أخرجه أحمد والترمذي وصححه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر” متفق عليه.
وعن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد وكان لي صديقاً، فقال: اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: “إني أريت ليلة القدر، ثم أُنْسِيُتها أو نُسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع.. فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ـ قطعة ـ فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته” متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ” متفق عليه.
وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في رمضان، العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: “كنت أجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه، وقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين”، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد ـ خر من سقفه ـ في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طيناً وماءً” متفق عليه.
وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ـ يعتكف ـ في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى” أخرجه البخاري، قال أبو سلمة: قلت يا أبا سعيد: إنكم أعلم بالعدد منا، قال أجل نحن أحق بذلك منكم، قال قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هي في العشر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين” يعني ليلة القدر، قال عبد الوهاب عن أيوب وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: “التمسوا في أربع وعشرين” أخرجه البخاري.
وعن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى ـ تخاصم ـ رجلان من المسلمين فقال: “خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة” أخرجه البخاري.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها” أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر ـ البواقي ـ ” أخرجه مسلم.
وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال فأخذ الحصير بيده فنحاه في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: “إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه، قال: “وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد ـ قَطَرَ الماء من سقفه ـ فأبصرت الطين ظاهراً، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه كلاهما فيهما الطين ظاهرا وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر” متفق عليه.
وعن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين .. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. أخرجه مسلم.
مما سبق ذكره من الأحاديث يتضح لنا أن ليلة القدر لا يعلم بوقتها أحد، فهي ليلة متنقلة، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين، فهي ليلة متنقلة، ولقد أخفى الله تعالى علمها، حتى يجتهد الناس في طلبها، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة، فقد أخفاها الله تعالى عن عباده مثل ما أخفى عنهم ليلة القدر.
يقول البغوي رحمه الله تعالى: وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا في العبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي، واعتزاله النساء فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر” أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها”
فعلى المسلم أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم، فيجتهد في العبادة، ويكثر من الطاعة في كل وقت وحين، وخصوصاً في مثل هذه العشر الأخيرة من رمضان، ففيها أعظم ليلة، فيها ليلة عظيمة القدر، ورفيعة الشرف، إنها ليلة القدر، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقوم ويعتكف في هذه الليالي المباركات رجاء أن يدرك ليلة القدر، رجاء مغفرة الله تعالى له، فحري بكل مسلم صادق، يرجو ما عند الله تعالى من الأجر والثواب، ويطمع فيما عند الله تعالى من الجزاء الحسن، ومن يرغب في جنة الخلد وملك لا يبلى، وحري بكل مؤمن صادق يخاف عذاب ربه، ويخشى عقابه، ويهرب من نار تلظَّى، حري به أن يقوم هذه الليالي، ويعتكف فيها بقدر استطاعته، تأسياً بالنبي الكريم، نبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم، فما هي إلا ليال عشر، ثم ينقضي شهر الخير والبركة، شهر الرحمة والمغفرة، والعتق من النار، ما هي إلا ليال معدودات، ويرتحل الضيف العزيز، الذي كنا بالأمس القريب ننتظره بكل فرح وشوق، وبكل لهفة وحب، وها نحن في هذه الليالي المباركات ليالي النفحات الربانية الكريمة، نتأهب جميعاً لتوديعه، والقلوب حزينة على فرقاه، والنفوس يملؤها الحزن والأسى على مغادرته وارتحاله، ولا ندري أيكون شاهداً لنا أم شاهداً علينا، فقد أودعناه كل عمل لنا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال والأقوال، وأن يتجاوز عن سيئها وسقيمها، إنه رب بر رحيم غفور. فليحرص الجميع على أداء صلاتي التراويح والتهجد جماعة في بيوت الله تعالى طمعاً في رحمته، وخوفاً من عذابه، كما يحرص الواحد منا على جمع ماله، فكم هم الناس اليوم الذين نجدهم حول آلات الصرف الآلي، وكم هم الناس اليوم الذين نجدهم على الأرصفة، وحول شاشات التلفاز، والفضائيات، متحلقين وقد غشيتهم السكينة، وهدأت منهم الحركات، فهم جمود لا يتكلمون، وأسرى شاشات لا يُطلقون، وكلهم مسيئون ومذنبون، والعياذ بالله، فهل من عودة صادقة لدين الله تعالى، وهل من مراجعة للنفس، قبل أن يداهمها ملك الموت، فتقضي نحبها ولا تدري ما الله فاعل بها، لا بد أن نعرض أنفسنا على كتاب ربنا، وسنة نبينا فهما ميزانا العدل والحق، فحاسبوا أنفسكم في هذه الدنيا ما دام أنكم في دار المهلة، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فهي عشر ليال نتطلع فيها جميعاً لرحمة أرحم الراحمين، لعلنا نكون فيها من الصائمين المحتسبين، ومن القائمين الوجلين، وليلة القدر لا تخرج بحال عن ليلة من إحدى تلك الليالي فعلينا أن نجتهد ونخلص العمل لله تعالى رجاء الحصول على ليلة القدر، فمن وفق فيها للقيام والعمل الصالح، ومن ثم نالها فقد وقع أجره على الله تعالى، بمغفرة ما تقدم من ذنوبه، وكل ابن خطاء، وكل الناس صاحب خطأ وزلل، وذنب وخطيئة، فعلينا أن نصبر ونصابر ونرابط في هذه الليالي المباركات، لعلنا أن ندرك ليلة القدر، فيغفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا، فنفوز برضا الرب تبارك وتعالى.
وهذه العشر هي ختام شهر رمضان، والأعمال بالخواتيم، ولعل أحدنا أن يدرك ليلة القدر وهو قائم يصلي بين يدي ربه سبحانه وتعالى، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
وعلى المسلم أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في قيام هذه الليالي للاستزادة من العبادة، وكثرة الطاعة وفعل الخير، لا سيما نحن في موسم عظيم، لا يفرط فيه إلا محروم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لأصحابه: “قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتَّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم” أخرجه أحمد والنسائي، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعاً: “أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله” أخرجه الطبراني ورواته ثقات.
فتنافسوا في طاعة ربكم، وأروا ربكم منكم خيراً، واربؤوا بأنفسكم عن مواطن الريب والشك، واحذروا من الوقوع في الذنوب والمعاصي فكل مؤاخذ بما فعل، وبما قال، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة [ق]، وقال تعالى: {وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } (61) [يونس]. وورد عن بعض السلف الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.
ولهذا ينبغي أن يتحراها المؤمن في كل ليالي العشر عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: “التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” متفق عليه، وقد أخفى الله عز وجل علمها، حتى يجتهد الناس في العبادة في تلك الليالي، ويجدوا في طلبها بغية الحصول عليها، فيظنون أنها في كل ليلة، فترى الكثير من الناس في تلك الليالي المباركة ما بين ساجد وقائم وداع وباك، فاللهم وفقنا لقيام ليلة القدر، واجعلها لنا خيراً من ألف شهر، فالناس بقيامهم تلك الليالي يثابون بإذن الله تعالى على قيامهم كل ليلة، كيف لا وهم يرجون ليلة القدر أن تكون في كل ليلة، ولهذا كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في ليالي العشر من رمضان.
وليلة القدر لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام، بل هي تنتقل، أي قد تكون في عام ليلة خمس وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام. كما سبق ذكره من الأدلة.
فضائل ليلة القدر
1ـ أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1) [القدر].
2ـ أنها ليلة مباركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } (3)[الدخان].
3ـ يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (4) [الدخان].
4ـ فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (3) [القدر].
5 ـ تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} (4) [القدر] .
6ـ ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (5) [القدر].
7ـ فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عزَّ وجلَّ، قال صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
فليلة هذه فضائلها وخصائصها وهباتها، ينبغي علينا أن نجتهد فيها ونكثر من الدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم، أيها العاصي تب إلى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة.
فالبدار البدار إلى اغتنام العمل فيما بقي من هذا الشهر، فعسى أن نستدرك به ما فات من ضياع العمر، فيما لا فائدة فيه، فكم نشيع كل يوم ميتاً، ونودعه وندفنه، فتسال الدموع على الوجنات، ثم ما نلبث أن ننسى ونعود إلى ما كنا عليه من غفلة وضياع، فهذه العشر الأخيرة من رمضان قد تكون آخر ليالي ندركها فالموت بالمرصاد، إن لم يأت اليوم فغداً آت لا محالة، فاستعدوا بالعمل الصالح، والرغبة فيما عند الله تعالى من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، فعلينا بالجهاد الذي لا قتال فيه، ألا وهو جهاد النفس، فنجاهدها نهاراً بالصيام، ونجاهدها ليلاً بالقيام، فمن جمع لنفسه بينهما، ووفى بحقوقهما فهو من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب.
وما أعظم أن يرغم العبد أنفه لربه تبارك وتعالى، بكثرة السجود، وكثرة الركوع، وطول القيام، لمناجاة الخالق جل جلاله، فذلك من أعظم منازل الصبر، أن يصبر الإنسان على طاعة ربه، كيف لا، وهو لم يخلق إلا من أجل العبادة، فلنحرص على أن نتحلى بالصبر على طاعة الله تبارك وتعالى، لأن صلاة التهجد تحتاج إلى ذلك، وفضلها عظيم، فهي فرصة العمر، وغنيمة الزمن، لمن وفقه الله تعالى.
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يطيلون صلاة الليل متأسين بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه وتتشقق من طول قيامه لله، ومناجاة لمولاه، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21 )، فلما عرف الصحابة، وصالح سلف الأمة ما تدل عليه الآية، اقتدوا بنبيهم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، يقول السائب بن يزيد: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما ننصرف إلا في فروع الفجر”، وعن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر”
لماذا يفعلون ذلك؟ هل هذه الصلاة واجبة عليهم؟ لا، ولكنهم أيقنوا أن الجنة حفت بالمكاره، والثمن باهظ، والطريق طويل، فلا بد من إحضار المهر، وقطع الطريق بالصالح من العمل.
فلنحرص على الاتصاف بتلك الصفات الصالحة، ولنأخذ من نبينا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، ولنقتد بصالح سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين.
:: المصدر ::
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال: جزاكم الله خيراً هذه الرسالة من الأخت منى عبد العزيز من مكة المكرمة تقول ما هي الليالي التي تتحرى فيها ليلة القدر وما هو أفضل دعاء يقال فيها وما هي علاماته؟
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : آخر الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين ولكنها ليست هي ليلة قدر جزماً بل هي أرجأها ومع ذلك فإن القول الراجح عند أهل العلم أن ليلة القدر تتنقل تارة تكون في ليلة إحدى وعشرين وتارة تكون في ليلة ثلاثة وعشرين وفي ليلة خمس وعشرين وفي ليلة سبع وعشرين وفي ليلة تسع وعشرين وفي الأشفاع أيضاً قد تكون وقد أخفاها الله عز وجل عن عباده بحكمتين عظيمتين إحداهما أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ويصيبها فإنها لو كانت ليلة معينة لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط والحكمة الثانية أن يزداد الناس عملاً صالحاً يتقربون به إلي ربهم لينتفعو به أما أفضل دعاء يدعى فيها فسؤال العفو كما في حديث عائشة أنها قالت يا رسول الله أريت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال (قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني) فهذا من أفضل الأدعية التي تقال فيها وأما علامتها فإنها أن تخرج الشمس صبيحتها صافية لا شعاع فيها وهذه علامة متأخرة وفيها علامات أخرى كزيادة الأنوار زيادة النور فيها وطمأنينة المؤمن وراحته وانشراح صدره كل هذه من علامات ليلة القدر.
:: المصدر ::

السؤال: للعشر الأواخر فضل عظيم ومنزلة كبيرة العشر الأواخر من رمضان المستمع عبدالله آل حمد يقول فيه نرجو من شيخ محمد بيان فضل هذه العشر الأواخر؟
الجواب
الشيخ: هذه العشر الأواخر من رمضان هي أفضل شهر رمضان ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر وكان فيها ليلة القدر التي قال الله عنها (ليلة القدر خير من ألف شهر) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل ويطيل فيها القراءة والركوع والسجود وإذا كان مع الإمام فليلازمه حتى ينصرف لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وفي آخر هذه الأيام بل عند انتهائها يكون تكبير الله عز وجل ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى (لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى زكاة الفطر قبل الصلاة أي يوم العيد.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2055.shtml
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة لهمجموعة أسئلة يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤالهالأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنهاتنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذهالمسألة بالأدلة؟
الجواب
الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2084.shtml

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال: بارك الله فيكم شيخ محمد العشرة الأواخر من شهر رمضان مزية عظيمة حبذا لوتحدثتم عن هذا وكيف يكون شد المئزر الوارد في الحديث وما المقصود به ؟
الجواب
الشيخ: نعم العشر الأخيرة من رمضان فيها فضل عظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالاعتكاف ويخصها بالقيام كل الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها بالتجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف أول الشهر العشرة الأولى منه ثم اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة وإني أحث أخواني على اغتنام الصلاة فيها مع الإمام وإلا ينصرفوا حتى ينتهي الإمام من صلاته لأنهم بذلك يكتب لهم قيام ليلة والناس في مكة يصلون أول الليل بإمام وأخر الليل بإمام والإمام الذي يصلون به في أخر الليل يوتر ويكون من الناس من يحب أن يصلي قيام الليل في أخر الليل مع الإمام الثاني فإذا أوتر مع الإمام الأول فإنه إذا سلم الإمام أتى بركعة ليكون الوتر شفعاً ولا حرج عليه في ذلك فإن هذا نظير صلاة المقيم خلف الإمام المسافر إذا سلم الإمام المسافر عند الركعتين قام فصلى ما بقي هكذا هذا الرجل الذي دخل مع الإمام الأول الذي يوتر أول الليل وهو يريد أن يقوم مع الإمام الثاني الذي يقوم أخر الليل فإنه ينوي إذا قام الإمام الأول إلى الركعة الأخيرة الوتر ينوي أنه يريدها شفعاً فيصليها ركعتين ليكون أيتاره مع الإمام الثاني في أخر الليل نعم
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2112.shtml
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال: جزاكم الله خيراً من الجزائر السائل ع ع يقول في بلدتنا نحي ليلة القدروذلك بالقيام بعد صلاة المغرب بدقائق وتوزيع الأكل والثواب في المسجدويستمر القيام إلى طلوع الفجر فما حكم هذا العمل.
الجواب
الشيخ: هذا العمل غير صحيح أولاً لأن ليلة القدر لا تعلم عينها فلا يدرى أهي ليلة سبع وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو تسع وعشرين أو إحدى وعشرين أو ليلة الثنتين وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين أو ثماني وعشرين أو ثلاثين لا يعلم بأي ليلة هي أخفاها الله تبارك وتعالى أخفى علمها عن عباده من أجل أن تكثر أعمالهم في طلبها وليتبين الصادق ممن ليس بصادق والجاد ممن ليس بجاد فهي ليست ليلة سبع وعشرين بل هي في العشر الأواخر من ليلة إحدى وعشرين إلى ليلة الثلاثين كل ليلة يحتمل أن تكون ليلة القدر فتخصيصها بسبع وعشرين خطأ هذا واحد ثانياً الاجتماع على هذا الوجه الذي ذكره السائل ليس من عمل السلف الصالح وما ليس من عمل السلف الصالح فهو بدعة وقد حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من البدع وقال (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فعلى المسلمين في آخر الأمة أن ينظروا ماذا صنع أول الأمة وليتأسوا بهم فإنهم على الصراط المستقيم وقد قال الإمام مالك رحمه الله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن لا يتعبوا أنفسهم ببدعة سماها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة وأن ينفرد كل منهم بعبادته من ليلة إحدى وعشرين إلى ثلاثين تحرياً لليلة القدر وأن يجتمعوا مع الإمام على ما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعله وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غيره كما قالت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي من أعلم الناس بحال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سألت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً وهذه الأربع والأربع يصليها على ركعتين ركعتين يعني الأربع الأولى بتسليمتين والأربع الثانية بتسليمتين وليس كما توهمه بعض الناس أنه يجمع الأربع بتسليمه واحدة فإن حديث عائشة نفسه ورد مفصلاً من طريق آخر أنه كان يصلي ركعتين ركعتين ومجمل حديثها يفسر بمفصله وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) والأصل أن فعله لا يخالف قوله ولذلك نبين لإخواننا ونعتقد أنه واجب علينا أن نبين أن الذين ظنوا أن معنى الحديث أنه يصلي أربعاً بتسليمه واحدة ثم يصلي أربعاً بتسليمه واحدة لم يصيبوا في ظنهم بل صلاة الليل مثنى مثنى في رمضان وفي غيره فإذا قال قائل كيف قالت يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن فالجواب أن الأربع الأولى متشابهة في الطول في القراءة و الركوع والسجود والقعود متشابهة ثم يستريح بعدها قليلاً كما يفيده العطف بثم لأن ثم تدل على المهلة ثم يصلي أربعاً قد تكون مثل الأولى وقد تكون أقل منها وقد تكون أكثر يعني في التطويل ثم يستريح ثم يصلي ثلاثاً هي الوتر وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أنبه إخواني الأئمة على مسألة قد يفعلها بعض الناس وهي أنه يصلي في رمضان بالناس القيام ثم يجعل القيام كله سرداً فيصلي تسع ركعات فرداً لا يجلس إلا في الثامنة يتشهد ثم يقوم ويصلي التاسعة ويتشهد ويسلم محتجاً بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفعل ذلك في وتره ونحن نؤيده على أنه ينبغي نشر السنة لكن نشر السنة كما وردت فهل قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه بهذا العدد إن كان هناك حديث فليرشدنا إليه ونحن له إن شاء الله متبعون وداعون ولكن لا يستطيع أن يثبت هذا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه هذا العدد بتسليم واحد وإذا لم يكن كذلك فإن الإنسان إذا صلى لنفسه غيره إذا صلى لغيره ولهذا زجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أطال الصلاة في الناس وقال إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ولا يخفى على إنسان أن مثل هذا القيام يشق على الناس من يبقى طيل هذا القيام لا يحتاج إلى نقض الوضوء يعني إلى البول أو الغائط أو غير ذلك قد يكون في الجماعة من يحتاج إلى هذا وقد يكون في الجماعة من له شغل يريد أن يصلي مع الإمام تسليمتين وينصرف وقد يكون أشياء أخرى فيدخل هذا الفعل بما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من التطويل ثم إن الناس إذا جاءوا بعد أن كبر لهذا الوتر ماذا ينون أكثر الناس ينوي أنه تهجد لا وتر فيفوت الإنسان الذي دخل معه تفوته نية الوتر ويبقى حيران فأنا أشكر كل إنسان يحب أن يطبق السنة بقوله وفعله وأرجو الله لي وله الثبات على ذلك لكن كوننا نطبق السنة على غير ما وردت فهذا خطأ فنقول لإخواننا من صلى الوتر تسعاً على هذا الوصف في بيته كما فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد أصاب السنة وأما من قام به في الناس فقد أخطأ السنة لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعله أبداً والعاقل البصير يعرف أن هذا الدين يسر سهل فكيف نشق على الناس بسرد تسع ركعات ونشوش عليهم نيتهم ويبقى الناس بعد هذا متذبذبين أننوي الوتر أو ننوي التهجد أو ماذا سبحان الله أسأل الله أن يوفقني وإخواني المسلمين لإتباع الهدى واجتناب الهوى وأن يهدينا صراط المستقيم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4210.shtml

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال: المستمع من كلية الهندسة جامعة بغداد فائز فرج عبد الرزاق يقول في الآيةالكريمة (ليلة القدر خير من ألف شهر) لا أفهم كيف تكون ليلة القدر خير منألف شهر أرجو توضيح لهذا المعنى؟
الجواب
الشيخ: توضيح قوله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل هذه الليلة في فضلها وكثرة ثواب العمل فيها خيراً من ألف شهر بمعنى أن الإنسان لو عمل عملاً صالحاً ألف شهر ليس فيه ليلة القدر كانت ليلة القدر خيراً منه لما فيها من الثواب العظيم الجليل والخير والبركات
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6601.shtml

السؤال: ليلة القدر متى تبدأ يا فضيلة الشيخ بدايتها؟
الجواب
الشيخ: هي في العشر الأواخر من رمضان، وفي السبع الأواخر منه أرجى وأرجى، وفي ليلة السابع والعشرين أرجى وأرجى أيضاً، ولكنها تتنقل قد تكون هذا العام في ليلة ثلاث وعشرين وفي العام الثاني في خمس وعشرين وفي الثالث في سبع وعشرين أو في أربعة وعشرين وستة وعشرين وثمانية وعشرين أي نعم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7970.shtml

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
قرأت أقوالاً متعددة عن ليلة القدر، حدثونا عنها جزاكم الله خيراً، وعن وقتها إذا أمكن تحديده؟ جزاكم الله خيراً.
ليلة القدر هي أفضل الليالي، قد قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وقال فيها: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، فهي ليلة مباركة وهي ليلة القدر، وفيها يفرق كل أمرٍ حكيم، ومن ذلك كتابة الأعمال، والحوادث في ذلك العام، تكتب في ليلة القدر تفصيلاً بالقدر السابق، ومنها أنها أفضل من ألف شهر، أي العمل فيها والاجتهاد فيها خيرٌ من العمل والاجتهاد في ألف شهرٍ مما سواها، وهذا فضلٌ عظيم، وهي تكون في العشر الأواخر من رمضان، هكذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان)، والأوتار آكد، واحد وعشرين، ثلاثة وعشرين، خمسة وعشرين، سبعة وعشرين، هذه آكد، أفضل وأحرى من غيرها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)، وفي الأحاديث الأخرى الدالة على أنها تلتمس في العشر كلها، لكن الأوتار أحراها، وأحرى الأوتار ليلة سبعة وعشرين. جزاكم الله خيراً
http://www.binbaz.org.sa/mat/13766

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
حول رؤية ليلة القدر :
هلترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟ حيث أن بعضالناس يقولون: إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماءونحو هذا، وكيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان اللهعليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسانثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجوتوضيح ذلك مع ذكر الدليل.
قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليها بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))، وفي رواية أخرى: ((من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[1] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا.
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
[1] البخاري (4 / 221)، ومسلم برقم (760).
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
علامة ليلة القدر :
ما علامة ليلة القدر وما الواجب على المسلم فيها؟
السنة قيام ليلة القدر وهي تختص بالعشر الأواخر من رمضان، وأوتارها آكد من غيرها، وأرجاها ليلة سبع وعشرين، والمشروع الاجتهاد في طاعة الله جل وعلا في أيام العشر ولياليها، وليس قيام الليل واجباً وإنما هو مستحب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر أواخر ما لا يجتهد في غيرها، قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأخيرة شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله))[1]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[2] والأحاديث في ذلك كثيرة. والله ولي التوفيق.
[1] رواه البخاري في صلاة التراويح باب العمل في اعشر الأواخر من رمضان برقم 1884، ومسلم في الاعتكاف باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان برقم 2008.
[2] رواه البخاري في الصوم باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً برقم 1768، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان برقم 1268.
من برنامج نور على الدرب - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

قد تُرى ليلة القدر بالعين :
هل ترى ليلة القدر عياناً أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة حيث إن بعضالناس يقولون: إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نوراً في السماءونحو هذا، وكيف رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان اللهعليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسانثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجوتوضيح ذلك مع ذكر الدليل؟
قد تُرى ليلة القدر لمن وفقه الله سبحانه وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة رضي الله عنهم يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيماناً واحتساباً، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان – كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك – طلباً للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيماناً واحتساباً هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها. قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[1] رواه البخاري ومسلم، وفي رواية أخرى خارج الصحيحين: ((... من قامها ابتغاءها ثم وُفِّقَت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))[2]. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين، ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقراءة والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير، أدرك ليلة القدر بلا شك، وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيماناً واحتساباً. والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
[1] رواه البخاري في الصوم باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً برقم 1768، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان برقم 1268.
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار باب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحري ليلة القدر ==== علامات ليلة القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» {{ليلة القدر وتحديدها في ليلة صبيحة سبع وعشرين}}
» عبادة تحري ليلة القدر وقيامها
» إحياء ليلة القدر
» علامات ليلة القدر وفضائلها.
» المقال رفيع القدر في إثبات تنقل ليلة القدر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عين بسام التربوية  :: إسلاميات :: الخيمة الرمضانيّة-
انتقل الى: