»)).
حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة بهذا)).
أقول: وكون الليالي الوترية أرجى ان تكون فيها ليلة
القدر لا يعني انها لا يمكن ان تكون في ليالي الاشفاع كما بينه شيخ
الاسلام وتقدم نقل كلامه، وقد قال الامام عبد الله بن احمد بن حنبل في
كتاب العلل ومعرفة الرجال رقم (2/ 398 - ط. دار الخاني) حدثني أبي قال
حدثنا معاذ بن هشام الدستوائي قال حدثني أبي عن عمرو بن مالك عن أبي
الجوزاء عن بن عباس قال:"قد حفظت ليلة القدر أربع مرات من فوق ايجار يلي
الشمس تطلع لا شعاع لها لثلاث وعشرين لسبع يبقين".
أقول: وهذا اسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن مالك وهو النكري
قال بن الجنيد في سؤالاته رقم (710) سألت يحيى عن عمرو بن مالك النكري
فقال ثقة"، وكذلك وثقه الذهبي في " الميزان " ذكره فيه تمييزا. وقد صحح
الالباني لعمرو بن مالك النكري في السلسلة الصحيحة 2472.
لكن قال ابن عدي في النكري كما في الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 108 - ط.
دار الكتب العلمية):"حدث عن ابي الجوزاء قدر عشر احاديث غير محفوظة"،
والأظهر عندي انه لا يتشدد في أثر كهذا مع توثيق امام علم الرجال ابن معين
للنكري. فهذا الاثر فيه ان عبد الله بن عباس حفظ ليلة القدر اربع مرات
لثلاث وعشرين من رمضان كما حفظ ابي بن كعب رضي الله عنه ليلة القدر لسبع
وعشرين من رمضان في بعض الاعوام فهذا يدل على انها تنتقل ولا شك انها تكون
في بعض الاعوام في الاشفاع.
فقد قال الإمام ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 144 - مكتبة الرشد): (حدثنا
الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال: نزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل
القرآن لأربع وعشرين) اهـ.
أقول: وهذا سند صحيح وأبو قلابة تابعي جليل. وقد روي في ذلك حديث عن واثلة
بن الاسقع لكن الراجح انه ضعيف واثر اخر عن عبد الله بن عباس اعرضت عنه.
يقول شيخ الاسلام كما في مختصر الفتاوى المصرية (ص85 - طبعة دار ابن
القيم)
(ولهذا كانت ليلة القدر كثيرًا ما تكون لسبع مضين ولسبع بقين
فتكون ليلة أربع وعشرين وهي التي روي أن القرآن نزل فيها)).
والله أسال ان يعيننا وإياكم على إدارك هذه الليلة والفوز بجوائزها انه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه
الأخ الفاضل عمر الموصلي
نقله إليكم :لخضر الجزائري