أنواع النثر
النثــــر: هو التعبير عما يجيش في نفس الإنسان من أفكار وخواطر ومشاعر وانفعالات بكلام جميل لا يتقيّد بالوزن ولا القافية . .
أنواع النثر : يتشكل النثر من أنواع عديدة منها : المقالة - الخطابة - القصة - المسرحية
وكل نوع من هذه الأنواع الأربعة يعتبر فناً مستقلاً بذاته له أصوله وقواعده وتقسيماته الكثيرة جداً
أوّلا: المقـال : هو بحث قصير محدود الطول يعتمد على منهج( مقدمة-عرض- خاتمة) . يعتمد اللغة المركزة والواضحة والفكرة العميقة والإقناع بالحجة والشواهد والأمثلة والحكاية .
1- أقسام المقال : يقسم النقاد المقال إلى قسمين هما : المقال الذاتي - المقال الموضوعي
أ- المقال الذاتي : هو المقال الذي تظهر فيه شخصية الكاتب بشكل قوي من خلال عرض قضاياه الشخصية ممزوجة بمشاعره وعواطفه .ويستخدم الكاتب في المقال الذاتي الاسلوب الأدبي المعروف , حيث يعتمد على اللغة الرفيعة والصورالخيالية المعبرة و المحسنات البديعية كالجناس والطباق والسجع والمقابلة ولكن دون تكلف ..
ب- المقال الموضوعي :هو المقال الذي يُبعِد فيه الكاتب عواطفه وقضاياه الشخصية ويقدم الحقائق كما هي دون أن تتدخل ميوله الشخصية في تقديم تلك الحقائ . ويستخدم الكاتب في المقال الموضوعي الأسلوب العلمي فيجمع مادته ــ وهي في الغالب من العلوم الطبيعية أو الإنسانية ــ ويرتبها ويعرضها بصورة منظمة متسلسلة وبعبارات واضحة بسيطة بعيدة عن الإيهام أو الاختلاف في التأويل , ولا يهتم بالصور الخيالية أو الإيقاع للألفاظ والعبارات . وكل ما يعنيه أن يوصل حقائق الموضوع الذي يكتب عنه إلى القارئ بسهولة .
2- خصائص المقال:
* وحدة الموضوع - صغر الحجم ( محدود الطول)- توظيف الحجج والبراهين - اعتماد منهجية خاصة( مقدمة - عرض- خاتمة) - سهولة اللغة ( موجه لعامة الناس) – الموضوعية ( ليكون له مصداقية)
3- تطوّر المقال: تطورت المقالة في العصر الحديث بسبب ظهور الصحافة والطباعة والحركة الإصلاحية الكبرى بداية من جمال الدين الأفغاني و مرورا بمصطفى كامل والابراهيمي وصولا إلى محمّد حسنين هيكل رائد المقالة المعاصرة . مرّ المقال عبر ثلاثة مراحل هي :
ا- مرحلة العناية بالإنشاء (تنميق الألفاظ) وقلة العناية بالمضمون . أسلوبها امتداد لمدرسة الصنعة اللفظية ومن روادها رفاعة الطهطاوي الذي كان له الفضل في تخليص أسلوب النثـر من عيوب التكلف و تعقيداته.
ب- بدأت المقالات تتخلص تدريجيا من قيود السجع والصنعة اللفظية وتعطي للأسلوب صبغة يفهمها الجميع.
ومن روادها جمال الدين الأفغاني و محمد عبده وبعد هما مصطفى لطفي المنفلوطي ، البشير الابراهيمي ، عبد الحميد بن باديس .
ج- تحررت المقالة من قيود الصنعة فصارت حرة طليقة سهلة تهتم بالمعنى دون أن تهمل المبنى... وذلك بفضل جيل من الكتاب تثقف ثقافة غربية والذي ساهم في بناء المدرسة الصحفية الحديثة. وقد تميزت في هذه المرحلة بوضوح الفكرة وجلاء العبارة . ومن رواده : الرافعي والكواكبي وطه حسين وعباس محمود العقاد ، ميخائيل نعيمة وجبران.
لعبت المقالة دورا رساليا في المجتمع الإسلامي في العصر الحديث .ونحصر هذا الدور وهذه الرسالة في :
الاصلاح والتثقيف و نشر الوعي و توجيه الرأي العام .
أشهر أنواع المقالات:
-1 [size=19]المقالة الأدبية: يصورفيه الكتّاب مشاعرهم وانفعالاتهم نحو الأحداث والأشياء ولكل أديب وجهة نظر فيما يحدث حوله. تمتاز باستعمال أسلوب الإطناب - استخدام الخيال المولد للصور المعبرة عن العاطفة - استخدام العبارات الجزلة - عمق الأفكار ووضوحها - سلامة اللغة وصحتها. من روادها : طه حسين والعقاد و المازني وغيرهم.[/size]
2-[size=19]المقالة النقدية : ترتبط بالأدب فتحلله وتقومه فتذكر ما فيه من ايجابيات وسلبيات تتناول ديوان شعر أو قصة أو قصيدة أو أي عمل أدبي آخر. من روادها : محمد مندور ، غنيمي هلال ، شوقي ضيف و غيرهم.[/size]
3 - المقالة السياسية : ظهرت بظهورالحركات التحررية التي دافعت عن الشعوب التي تعاني من جورالاستعمار في الوطن العربي . امتازت : بالبعد عن التكلف - سهولة الألفاظ ووضوح الأفكار - ذكر البراهين والحجج .
من روادها : عبد الرحمان الكواكبي ، محمد البشير الإبراهيمي، لطفي السيد و عبد الله النديم
4- المقالة الاجتماعية: تعالج فيها الفقر والبطالة والأسرة والمرأة والشباب... وامتازت : بجلاء الفكرة - وبساطة التعبير. من روادها : قاسم أمين ، و عبد الحميد بن باديس و محمد البشير الإبراهيمي.
5 - المقالة العلمية: تعالج مختلف شؤون العلم. تمتاز: تعتمد على الوضوح والمنطق - تبتعد عن الخيال والعواطف.- تعتمد على المصطلحات العلمية والأرقام . من روادها : أحمد زكي ، أحمد أمين
ثانيا- الخطابة :
1 - تعريف الخطابة : فن مخاطبة الجمهور, والتأثير فيه , واستمالته ..
2 [size=19]- عناصر الخطابة : للخطابة عدد من العناصر الرئيسة يمكن إجمالها فيما يلي :[/size]
أ- المقدمة : وهي أول ما يواجه الخطيب به الجمهور , لذا ينبغي أن تكون المقدمة مثيرة للانتباه بأسلوبها ومضمونها وأن تكون مدخلاً مناسباً للقضية التي سيطرحها .
ب- الموضـوع : وهو القضية التي تعرضها الخطبة , لذا ينبغي أن يحسن الخطيب ترتيبه , فيتدرج من الجزئيات إلى الكليات , ومن الأمور المعروفة إلى الأمور الجديدة التي يريد أن يقنع الجمهور بها , ويبسط الفكرة ويشرحها .
ج- البراهـين :وهي الحجج التي تؤيد القضية التي يريد الخطيب طرحها وهي التي تجعل الجمهور يقتنع بها ,وقد تكون شواهد من القرآن الكريم والحديث الشريف أو الشعر أوالأقوال المأثورة , وقد تكون حججاً منطقية تكشف الحقائق وتفنّد آراء الخصوم .
د- الخاتمة :وهي آخر أجزاء الخطبة , يجمع فيها الخطيب النتائج التي يريد أن يقنع الجمهور , لذا ينبغي أن أن تكون موجزة ومؤثرة .
كيف تكون الخطبة مؤثرة ؟ تكون الخطبة مؤثرة إذا توفر فيها ما يلي :
العاطفة القوية ــ الألفاظ الملائمة ــ العبارات المتناسقة ــ الصور الخيالية . ــ الإيقاع الصوتي . ــ أن يراعي الخطيب أحوال المستمعين ومستوياتهم الثقافية ــ أن يتجنب الخطيب التكلف والتصنع .
3 ــ أنواع الخطابة :
تتعدد أنواع الخطابة بتعدد المواضيع التي تعالجها , فإن كان الموضوع الذي تعالجه من أمورالدين سميت خطبة دينية , وإن كان من أمور السياسة سميت خطبة سياسية , وإن كان من أمور الاقتصاد سميت الخطبة اقتصادية , وإن كان من قضايا المجتمع سميت الخطبة اجتماعية وهكذا ..
ثالثا :القصة : يعتبر فن القصة من الفنون العربية المتجذرة في الأدب العربي القديم ولكن ليس بمفهومها الحديث .وممّن اشتهر بها: ابن المقفع (كليلة ودمنة) والجاحظ (البخلاء) وبديع الزمان الهمداني (المقامات) وأبو العلاء المعري (رسالة الغفران) وابن الطفيل (قصة حي بن يقضان) والحطيئة ( قصة كرم الضيافة) . وقد تطورت القصة كثيرا في العصر الحديث حتى وصلت الى العالمية فقد انتقلت إلينا عن طريق الغرب ومن أشهر القصاصين : طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ومحمود تيمور عملاق القصة القصيرة .
تتنوع القصة باعتبار موضوعاتها إلى أشكال وألوان منها: اللون الاجتماعي والسياسي والتاريخي والديني والفلسفي والنفسي...أما باعتبار حجمها واتساعها فهي على النحو التالي: سكاتش ، أقصوصة ، قصة قصيرة ، رواية
وللقصة مقومات فنية هي:
-1 الموضوع : ولا بد أن يكون مستوحى من الواقع وإن تخيّله الكاتب، كما ينبغي أن يكون لها مغزى.
- 2 الحبكة الفنية : وتقوم على تصميم واضح مفعم بعناصر الجاذبية والتشویق، ولهذا العنصر ثلاث خطوات:
أ – المقدمة : وهي تمهيد لأحداث القصة.
ب - العقدة: وفيها تتأزّم أحداث القصة حتى تصل إلى أقصى درجات التأزّم.
ج - الحل: وينبغي أن يكون منطقيا ومعقولا، وأفضل الحلول ما كان مفاجئا مثيرا للدهشة.
-3شخصيات القصة : ويجب أن يختارهم الكاتب بعناية، مع التعريف بملامحهم وعقلياتهم وعاداتهم..
-4بيئة القصة (المكان والزمان): حيث يختارها القاص بعناية ويبيّن ملامحها وعاداتها وتقاليد سكانها.
5- أسلوب القصة : يكون واضح العبارة، متلائما مع بيئة القصة وشخصياتها، متلونا بتلون المواقف من سرد إلى وصف إلى حوار.
6- المغزى: لكل قصة مهما كان نوعها رسالة تسعى إلى تبليغها . والقصة الناجحة هي التي تسمح للقارئ باستخلاص المغرى بلا وعظ وإرشاد .
رابعا:المسرحية : قصة تمثَّل على المسرح أمام الجمهور ، تعرض فكرة أو موضوعاً أو موقفاً من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة . تتألف من فصول ومشاهد تحتوي على العرض ثم العقدة ثم يأتي الحل .
تنقسم إلى نوعين:
مأساة(تراجيديا): وهي عرض حادث مهم یجري عادة بين أشخاص ذوي مقامات عالية ويحمل على الهول أو الشفقة ويثير الدموع .
ملهاة(كوميديا): وهي عرض حادث يحمل على الضحك، حيث تستمدّ صورتها العامة من الشذوذ الإنساني وتعرضه عرضا فكاهيا.
من روادها : توفيق الحكيم ، جورج أبيض ،فرج أنطوان... وفي الجزائر :أحمد رضا حوحو ، أحمد توفيق المدني ،الدكتور الركيبي ، كاتب ياسين ، محمد الطاهر فضلاء .....