بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية أعمال و أقوال القلب في قبول الحق
قال الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-:
*الثالثة عشرة:معرفة أنّ عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان: والحقيقة أنّ هذه المسألة مع التاسعة: (كونه دخل النّار بسبب ذلك الذُباب الذي لم يقصده بل فعله تخلُّصاً من شرّهم)1 فيها شبه تناقض؛لأنه في هذه المسألة أحال الحكم على عمل القلب، وفي التاسعة أحاله على الظاهر؛ فقال: بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده بل فعله تخلّصاً من شرّهم، ومقتضى ذلك أنّ باطنه سليم، وهنا يقول: إنّ العمل بعمل القلب، ولا شك أنّ ما قاله المؤلف-رحمه الله- حق بالنسبة إلى أنّ المدار على القلب.
والحقيقة أنّ العمل مركب على القلب، والنّاس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان، والفرق بينهم قصداً وذلاًّ أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية؛لأنّ من النّاس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق، وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق، لكن عنده نقص في القصد؛ فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاً.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله.
وأقوال القلب هي اعتقاداته؛كالإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه.
وأعماله هي تحركاته؛ كالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والاستعانة، وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنّة، والرجوع إلى سيرة الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته، هذا مما يعين على جهاد القلب.
ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
انتهى من كتاب (القول المفيد شرح كتاب التوحيد) المجلد الأول – دار ابن الجوزي –ص 231
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر ص 227