التكبير المقيد بعد الصلوات المفروضة. التكبير المقيد يبدأ وقت التكبير المقيد بالنسبة لمن في الأمصار بأدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ثم يقطع .
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري"(6/124):
وقد حكى الإمام أحمد هذا القول إجماعاً من الصحابة، حكاه عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس.اهـ
وقال ايضا
(
والاجماع الذي ذكره أحمد ، إنما هو في ابتداء التكبير يوم عرفة من صلاة الصبح أما اخر وقته ، فقد اختلف فيه الصحابة الذين سماهم)) .
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى"( 24/220):
أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة.اهـ
وقال السرخسي ـ رحمه الله ـ في "المبسوط"(2/42):
اتفق المشايخ من الصحابة: عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أنه يبدأ بالتكبير من صلاته الغداة من يوم عرفة.اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.
فقد قال النووي رحمه الله في المجموع (38/5). (وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
قال العلامة ابن الحاج _رحمه الله_ (المتوفى سنة 737 هـ ) :
السنة أن يكبر الإمام في أيام التشريق دبر كل صلاة تكبيراً يسمع نفسه ومن يليه , ويكبر الحاضرون بتكبيره , كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة . أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد , والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب , و إن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده .(المدخل ( 2 / 440 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى اللجنة الدائمة رقم ( 10777 ) س: أسمع بعض الناس في أيام التشريق يكبرون بعد كل صلاة حتى عصر اليوم الثالث، هل هم على صواب أم لا؟
ج: يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق، والمقيد، فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.
وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق،
وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: ما صفـة التكبير المطلق، والتكبير المقيد؟
الإجابة: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد)، أو يكرر التكبير ثلاث مرات، (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر).
والمطلق: هو الذي يسن في كل وقت،
والمقيد: هو الذي يسن في أدبار الصلوات المكتوبة، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن المقيد إنما يختص بالتكبير في عيد الأضحى فقط، من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق.
وأما المطلق فيسن في عيد الفطر، وفي عشر ذي الحجة، والصحيح أن المطلق يستمر في عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق، وتكون مدته ثلاثة عشر يوماً، والسنة أن يجهر بذلك، إلا النساء فإنهنَّ لا يجهرنَّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى - المجلد السادس عشر - صلاة العيدين.
السؤال: هل يشترط في التكبير المقيد، أن يكون بعد الصلاة التي تقام جماعة، أو يسن ولو صلى منفرداً؟
الإجابة: يكون مشروعاً سواء صلى الإنسان في جماعة، أو صلى منفرداً، هذا هو الأقرب، وبعض العلماء يرى أنه لا يشرع إلا إذا صلى في جماعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى - المجلد السادس عشر - صلاة العيدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد تحصل أن من نقل الإجماع أربعة أئمة: 1- الإمام أحمد: كما نقل عنه ابن رجب.
2- النووي.
3- شيخ الإسلام.
4- ابن رجب.
والله أعلم وأعلى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
جمعته ورتبته من الشبكة وفتاوى العلماء رحمه الله.
أخوكم أبو عبد الله الأثري.
ونقله إليكم أخوكم
لخضر الجزائري