بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد سُئل الشيخ العلامة محمد بن هادي حفظه الله في عام 1426 هـ في جلسة شهر رمضان وكانت في المسجد الذي بجوار بيت الشيخ وكان السؤال كالآتي
السؤال : ما حكم تربية الحمام وما صحة حديث ( شيطان يتبع شيطانه ) ؟
الجواب
: أما تربية الحمام فهذا من حيث التربية فلا بأس به ولكن الغالب على
الاشتغال بهذا كما قال العلماء وذكروه إنه عند السفهاء من الناس كما ذكر
ذلك جمع من شرح الحديث حينما تكلموا عليه وذلك أن يستدعي أن يكون له مكان
عالي فيطلع الإنسان فيكشف على جيرانه بدعوى أنه ينظر إلى بيت الحمام أو على
بيض الحمام أو فربما دخل السفهاء وأصحاب المقاصد الفاسدة فوقعوا في هذه
الرذيلة الخبيثة وهي الكشف على الجيران بدعوى تفقد حمائمهم وهذا أمر معروف
وقد ذكره أهل العلم هذا جانب .
والجانب الآخر الغالب على أن المشتغل به هم
فسقة الشباب ولهذا تجد أنهم يستدرجون الأطفال بهذا فينتشر بينهم الغرام
والعلاقة المثلية عافانا الله وإياكم من ذلك كما نص على هذا أهل العلم
فيتعلق الصغير وغيره بهذه الحمائم فيأتي إلى ذلكم الكبير فربما تعلق به
فوقع بفاحشة اللواط والعياذ بالله فلهذا كره السلف رحمهم الله الاشتغال
بذلك ولكن لو رباها الإنسان في قفص لأجل أكل لحمها فلا بأس بهذا ربما بعضكم
يستنكر بعض هذه الكلام هذا موجود ذكره أهل العلم لم يخفي العلماء في هذه
الأمور شيئاً في شريعة الإسلام .
أما الحديث ( شيطان يتبع شيطانه ) فهو حديث حسن وهو من الأحاديث التي خرجها الإمام أبو داوود رحمه الله في سننه وانتقدت عليه وقال بعضهم أنه موضوع وقد دافع عن ذلك الحافظ بن حجر رحمه الله
وبين أنه حديث حسن وهو كما قال والمراد به وإن كانت حمامة إنها تلهي
الإنسان ، الاشتغال بالحمام وتتبع الصيد يلهي الإنسان ، يفوت عليه الطاعات
والعبادات والصلوات من هنا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( شيطان يتبع شيطانه ) .
الكاتب : أبو عبد الله ياسر الحبوني
ـــــــــــــــــــــ
و للفائدة أنقل شرح الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد للحديث
شرح حديث (أن رسول الله رأى رجلاً يتبع حمامة ...)
قال
المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في اللعب بالحمام. حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: شيطان يتبع شيطانة)
]. أورد أبو داود باب اللعب بالحمام، أي: أنه لا يسوغ اتخاذ الحمام للعب
به، لكن أن يتخذ للاستفادة منه، والانتفاع به، فلا بأس بذلك وهو سائغ، ولكن
أن يتخذ للعب هذا هو الذي ترجم له المصنف وأورد فيه هذا الحديث عن رسول
الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وفيه أنه رأى رجلاً يتبع حمامة يلعب
بها، فقال: (شيطان يتبع شيطانة)
فوصفه بأنه شيطان، وأن عمله من عمل الشياطين. وقال للحمامة: إنها شيطانة،
على اعتبار أنه ابتلي بها وافتتن بها، وإن كانت هي لا علاقة لها وإنما
البلاء كله ممن لعب بها، ولكنه وصفها بهذا الوصف لأنها تشغله أو أنها سبب
انشغاله بها.
تراجم رجال إسناد حديث (أن رسول الله رأى رجلاً يتبع حمامة ... )
قوله:
[ حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ]. مر
ذكر الثلاثة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف المدني وهو ثقة، أخرج له
أصحاب الكتب الستة. [ عن أبي هريرة ]. هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر
الدوسي رضي الله عنه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر أصحابه
حديثاً على الإطلاق فرضي الله عنه وأرضاه.
حكم تربية الحمام
تربية الحمام للاستمتاع به والاستئناس به وأكله لا بأس بها، وأما أن يلعب به أو يتخذه للعب فهذا هو الذي ورد فيه النهي.
حكم وصف الإنسان بأنه شيطان
وفي
هذا الحديث تسمية الإنسان بشيطان، والشيء الذي ورد يقال فيه، والشيء الذي
لم يرد لا يقال؛ لأنه قد يقال في شيء لا يناسب أن يقال فيه، والناس
يتفاوتون، والذي قال هذا هو رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلا يصلح أن كل
شيء يقال لفاعله: إنه شيطان.
حكم اتخاذ الحمام للتجارة والزينة
واتخاذ
الحمام من أجل التجارة به أو للزينة ليس فيه بأس؛ فكونه يبيع ويشتري في
الحمام ليس في ذلك بأس، وكذلك الزينة والاستئناس لا بأس بذلك، لكن لا يلعب
به ولا يؤذيه، وإنما يحسن إليه ويعطيه ما يستحق من الطعام، فإذا احتفظ به
وأبقاه عنده وحبسه عنده فإنه لا بد أن يقوم له بما يجب؛ لأن ملك اليمين
يحسن إليه مطلقاً سواء كان الرقيق أو ما تملكه يمين الإنسان من الحيوانات
والدواب، كل ذلك يجب عليه أن يحسن إليه.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشيخ على سنن أبي داود رحمه الله