تعريف ومقتطفات من المعلقات السبع
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :


.


.


[ تعريف المعلقات ]


..


..


كان فيما اُثر من أشعار
العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر
العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً ، وأبرعه وزناً ، وأصدقه
تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام ، ولهذا كلّه
ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد سمّيت
بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات .


.


.


.


[ التعريف اللغوي ]


..


..


فالمعلّقات لغةً من العِلْق :
وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّ به ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما
عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير ، والعِلْقُ هو النفيس من كلّ
شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس
أموالنا . والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق .


.


.


.


[ التعريف الإصطلاحي ]


..


..


وأمّا المعنى الاصطلاحي
فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت
فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين
من آثار أدبية.


.


.


.


[ العلاقة بين التعريفين ]


..


..


والناظر إلى المعنيين اللغوي
والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ،
بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة
، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر
المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم ، إلاّ بعد
أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .


.


..


[ سبب تسميتها بـ ( المعلقات ) ]


..


..


( القول الأول )


..


..


لأنّهم استحسنوها وكتبوها
بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد
الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقول صاحب العقد الفريد : « وقد
بلغ من كلف العرب به )أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد
تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة ،
وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير
، والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات .


.


.


.


( القول الثاني )


..


..


أو لأنّ المراد منها
المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم ،
وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر
بتعليقها في خزانته .


.


..



..



.


..


[ الأقوال في تعليقها بالكعبة ]


..


..


( موقف المثبتون )


..


..


لقد وقف المثبتون موقفاً
قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ
حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه
ومثله ابن رشيق والسيوطيوياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى
أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على
أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على
ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت
الشعراء ذلك بعده .


.


.


.


( موقف النافون )


..


..


الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق .



كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها
من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما
اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن
هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما
يذهب إليه نولدكه .



.


..


.


..


[ أغراض الشعر الجاهلي ]


..


..


سأعرج للحديث عن أغراض الشعر الجاهلي لصلتها بالموضوع الأصلي ( المعلقات )


..


..


( الوصـف )


..


..


لقد أحاط الشاعر الجاهلي في
أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله وما يتراءى أمامه من
مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدع فيقول:


..


..


قِفارٌ مَروراةٌ يَحَارُ بهـا القطـا


يظلّ بها السبعـان يعتركـان


يثيران من نسج التراب عليهما


قميصيـن أسماطًا ويرتديـان


وبالشَّرف الأعلى وحوش كأنها


على جانب الأرجاء عُوذُ هجان


..


..


فهذه الصورة الكلية الرائعة
التي رسم فيها الشاعر كيف تحولت ديار نبضت بالحياة والحب وصبوة الشباب إلى
ديار آوت الوحوش والسباع حتى أن الطيور تتوه فيها، وتلكم الضواري تصطرع
والأتربة تتصاعد بينهما فتحيل المروج الخضراء قفارًا لا تعني إلا الموت
والخراب، والخلفية الدرامية المفجعة لوحوش تشاهد الصراع وهي فوق الجبال،
وقد بلغت لضخامتها مبالغ مذهلة .


.


.