هل أكل الطعام المعد للمولد النبوي جائز أم لا ؟
وكذلك عمرة المولد النبوي " والتي اصطلح على تسميتها هكذا لإرتباطها بالمولد ؟
وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله ربّ العالمين, والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاّ على الظالمين, وبعد:
اعلم أخي الحبيب, هداني الله وإياك لمعرفة الحقّ والعمل به, أنّ الاحتفال بالمولد النبويّ من الأعياد المبتدعة - ولست في مقام سرد الأدلة الشرعية على بدعيته -.
فإذا تقرّر هذا فاعلم أنه قد تباينت مظاهر الاحتفال بهذا المولد, وتنوّعت, وبتمحيص النظر يظهر لي - والله أعلم - أنها ترجع إلى ثلاثة أنواع, وهي:
1- أعمال مشروعة في أصلها:
مثل إحياء المولد بحلق الذكر وقراءة القرآن وتدارس سيرته صلى الله عليه وسلم في المساجد وغيرها.
ومن ذلك ما يسمى بعمرة المولد.
وحكم هذا القسم: أنّه من البدع الإضافية, لأنّ الشرع لا يجيز تخصيص مكان أو زمان بعبادة معيّنة إلا بدليل شرعي.
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"]رواه مسلموالقيام مشروعان في الأصل ولكن صار هذا الفعل مذموماً لتخصيصها بيوم لم يخصه الشرع بذلك.
2-[color=darkorchid] أعمال محرّمة في أصلها
:مثل إحياء المولد بالرقص والغناء, والمفرقعات, والشموع وغيرها من الأعمال المحرّمة.
وهذا القسم لا شكّ في تحريمه, لاشتماله على المعاصي والتبذير المذموم شرعاً.
3- أعمال مباحة في أصلها:
مثل فعل بعض الناس من تخصيص المولد بأنواع من المأكولات والأطعمة والأشربة ونحوها.
وحكم هذا القسم: أنّه محرّم لأنه:
- لما كان هذا الاحتفال مبتدعاً كان ما يلحق به من أعمال داخل في حكمه, لأنَّ «تَوَابِعَ الشَّيْءِ مِنْهُ»، ويُلْحَقُ حكمه به جريًا على قاعدة: «التَّابِعُ تَابِعٌ».
- ولأن صنع هذه الأطعمة أو قبولها ممن أهديت له, أو أكلها, هي نوع إقرار لهذه البدعة ومشاركة لأصحابها.
- أنّ صنّاع هذه الأطعمة من خبازين وطباخين وخلافهم, متعاونون على الإثم والعدوان, ومروجون لهذه البدعة, والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وعليه لا ينبغي للمرء أن يشارك في صنع هذه الأطعمة, ومن أهديت له فلا يقبلها ولا يأكلها, بل يردّها مع بين حكم الله فيها.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.