الشعـرو أنواعه
أولا : تعريف الشعـــر : فن أدبي يصور الحياة كما يحسّها الشاعر ويعتمد على الإيقاع والعاطفة والخيال .
والشعر يعتبر من أعرق الفنون عند الأمم كلّها , وعند العرب يعدّ الشعر أهم فن أدبي على الإطلاق , حيث سجّلوا تراثهم وتجاربَهم في الحياة , واعتبروه مجالاً للتعبير عن العواطف و الحوادث التي تحدث على كل المستويات .
ثانيا : خصائص الشعر : هناك عدد من الخصائص التي تميّز الشعر عن غيره من سائر الفنون الأخرى وتعطيه الصفات التي نعرفه بها وهذه الخصائص هي : الإيقاع ــ الأسلوب الشعري ــ المضمون الوجداني .
-1الإيقـــــــاع أو الموسيقى الشعرية : المقصود به أن العبارة في الشعر لها نغم منظم وطعم خاص يميّزها عن عبارة النثر العادية .وينقسم الإيقاع إلى قسمين هما :الإيقاع الخارجي والإيقاع الداخلي
الإيقاع الخارجي ( الموسيقى الخارجية ( : ويقصد به ما يلي : الأوزان والقوافي.
الأوزان : هي النظام الذي يحقق للشعر أنغاماً واضحة ومتناسقة ، حيث تتوالى الأصوات المتحركة والساكنة في نسق معين مما يؤدي إلى تشكيل وحدة نغميّة هي (( التفعيلة )) ثم تتوالى التفعيلات وفق نظام معين يسمّى ( البحر ) مما يؤدي بالتالي إلى تشكيل ( البيت ) الشعري الكامل .
القوافـي : وهي مقاطع صوتية تأتي آخر كل بيت لتكون نهاية له( هي آخر ساكنيْن وما بينهما والمتحرك الذي قبل أولهما ) . ومن قواعد ( القافية ) أن تختتم بحرف موحد في القصيدة كلها يسمى (( الروي )) فتصبح بذلك وحدة نغمية كاملة تتكرر بانتظام بُعدّ مسافات محددة وتجعل السامع يترقبها ويتشوّق إليها , لذلك تعدّ القافية جزءً مهمّاً من إيقاع الشعر له جماله وأثره في النفس .
الإيقاع الداخلي ( الموسيقى الداخلية):هو موسيقى خفيّة ونغم عذب نحسّه أثناء القراءة أو الاستماع ، ينتج عن انسجام الكلمات فيما بينها وحسن ترابطها بسبب المرادفات والنعوت والمعطوفات والاضافات والروابط كما تتشكّل من الصور البيانيّة وتآلف الألفاظ والجو النفسي في القصيدة .
2-الأسلوب الشعري : هو طريقة يستخدمها الشاعر للتعبير عن القضايا الوجدانية والمشاعر الذاتية وعن الأشياء عموماً من خلال إحساسه بها وعواطفه اتّجاهها . ويتمّ الأسلوب الشعري من خلال أمرين مهمّيْن هما : لغة الشعر - الخيال في الشعر
ا- لغــة الشعــــر :
الشاعر يقوم باستخدام اللغة لأهداف متعدّدة منها :
- التعبير عن المعاني التي تجيش في صدره .
- يصنع من اللغة الإيقاع المطلوب للشعر .
- يصنع من اللغة الصور الفنية كالتشبيهات والاستعارات ....التي يضمنها شعره .
ومن أجل ذلك نجد أن الشاعر يختار ألفاظ لغته الشعرية بعناية فائقة ويضعها في عبارة منغومة ويحمّلها الصور
الفنية التي يبدعها خياله , وهو يفعل كل ذلك بدون تكلف أو مشقة لأن موهبته الشعرية تتكفّل بذلك .
ب- الخيال في الشعر
يعتمد الشاعر على الخيال بشكل كبير , ويصنع منه صوراً فنّيّة يعبّر بها عن المعاني التي يريد إخراجها للناس , والشاعر الحقيقي والمبدع هو الذي يستطيع تكوين الصور الفنية والتعبير بها عن أفكاره و مشاعره .
3- المضمون الوجداني
الشعر الصحيح والصادق هو الذي ينبع من وجدان الشاعر ويحمل انفعالاته وعواطفه , وعندما نستمع إليه يتحرك له وجداننا وانفعالاتنا . والسبب في ذلك يعود إلى أنّ الشعر ملتصق بالوجدان , لذلك فموضوعاته وجدانية .
وإذا أراد الشاعر أن يعرض أي قضية فإنه يعرضها من خلال إحساسه الداخلي بها وما يجيش في نفسه تجاهها.
ثالثا :الشعر العمودي والشعر الحر :
1-الشعر العمودي : يعني القصيدة البيتيّة التي تتوافر فيها السمات التالية :
وحدة الوزن والقافية - وحدة البيت (البيت الواحد المؤلف من شطرين هو الوحدة الأساسية للقصيدة ) – عمق المعاني وسموّها – جزالة اللفظ وقوّته –الاعتماد على الصور الجزئية (التشبيهات والاستعارات والكنايات )
2-الشعر الحر –الحديث- التفعيلة : هو الشعر الذي لا يتقيّد بعدد من التفعيلات في البت الواحد الذي يسمى السطر ولا يتقيّد بقافية معيّنة ( لايستغني عنها وإنما ينوّعها ويلوّنها) ولا يتقيّد بروي واحد . للشعر الحديث خصائص كثيرة منها :
- اعتماد الوحدة العضوية والموضوعية (* الوحدة العضوية : كل بيت يرتبط بما قبله وبما بعده ولايجوز تقديم البيت أو تأخيره ونحكم على توفّر الوحدة العضوية في القصيدة من خلال توفّر وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي (وحدة المشاعر) - * وحدة الموضوع : يكون موضوع الأبيات واحدا من البداية إلى النهاية .
- تنويع القوافي – سهولة الألفاظ وبساطتها وإيحائها – الابتعاد عن الزخرف اللفظي – الاعتماد على نظام السطر- النزعة الذاتية (الشاعر ذو طابع وجداني يعبّر عن ذاته) – مظاهر الحزن والقلق والشعور بالألم ).