منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع تربويّ تعليميّ ثقافيّ يعتني بشؤون المتعلّمين والمعلّمين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا وسهلا بك في منتديات عين بسّام التربويّة . نسعد بحضورك معنا ونكون أسعد حين تتفضّل بمساهماتك النيّرة الهادفة . ستقضي وقتا شيّقا بين إخوانك وأخواتك في أسرة هدفها التربية والتعليم . دمت في حفظ الله ورعايته.
تذكّر قول الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد." ق 18 
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة "رواه الامام مسلم
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتّى يرجع." رواه الترمذي

 

 الاستعارة التمثيلية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

الاستعارة التمثيلية Empty
مُساهمةموضوع: الاستعارة التمثيلية   الاستعارة التمثيلية Empty17.05.13 21:28

الاستعارة التمثيلية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
إجابة الأسئلة.
السؤال الأول:
ما الفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة
التصريحية من خلال الأمثلة
السؤال الثاني: أجرِ الاستعارة في هذه الآية؟
إجابة السؤال الأول: الاستعارة المكنية هي ما حذف فيها المشبه
به ورمز له بشيء من لوازمه.
ومثاله قول الحجاج في أحد خطبه:
"إني لأرى رءوسًا قد أينعت وحان قطافها وإني
لصاحبها".
وهنا يقول الحجاج مهددًا: "إني لأرى رءوسًا قد
أينعت"أفاد أنه شبه الرءوس بالثمرات ثم حذف المشبه به ورمز للمشبه به بشيء من
لوازمه وهو أينعت.
الاستعارة التصريحية: وهي ما صُرِّحَّ فيها برمز المشبه به.
مثاله: قوله تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [إبراهيم: 1] فهنا شبه
الضلال بالظلمات، والهدى والإيمان بالنور، ثم حذف المشبه وهو الضلال والهدى،
واستعير بدلاً منه لفظ المشبه به ليقوم مقامه، بادعاء أن المشبه به هو عين المشبه،
وهذا أبعد مدى في البلاغة.
الإجراء سليم، وأيضًا التعريف كذلك صحيح، لكنه عندما عرف
الاستعارة التصريحية قال ماذا؟
قال: في الاستعارة التصريحية وهي ما صرح فيها برمز المشبه به.
لا.. هو: بلفظ المشبه به، الأدق من هذا أن يقال بلفظ المشبه به،
اللفظ المخصص للمشبه به صرح به واستعير لفظه تمامًا.
يقصد بالرمز على ما أعتقد أنه اللفظ
صحيح، لكن الأصرح من هذا والأدل والأدق أن يقول: بلفظ.
أما جوابه فجيد وصحيح وأيضًا تحليله طيب وشواهده أيضًا منطبقة
على القاعدة.
يقول في السؤال الثاني: والذي هو: أجرِ الاستعارة في هذه الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾
[الحجرات: 12]
ابحث عن الاستعارة في الآية؟ ثم أجرِ استعارة مكنية في موضع
وتصريحية في موضع آخر؟
الإجابة: هنا في قوله تعالى: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ
لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ استعارة تصريحية تبعية، فقد شبه الغيبة بالأكل بجامع نهش
الأعراض في كلٍ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثم اشتق من الأكل
الفعل (يأكل).
ويجوز أيضًا أن نجري الاستعارة على وجه آخر فنقول: إنه تم تشبيه
الغيبة بإنسان يأكل أو حيوان مفترس ينهش، ثم حذف المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه
وهو (يأكل) فتكون الاستعارة مكنية.
الإجراء بعمومه صحيح، لكن إجراءه للمكنية غير دقيق عندما شبه
المغتاب، الأدق من هذا أن يقال: إن الله -جل وعز- قد قال: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ ﴾ شبه المغتاب الذي يأكل أعراض الناس ولا يفرق بينهم
بحيوان أو بسبع مفترس لا يفرق بين ما يأكل من صغير أو كبير أو حلال أو حرام، بجامع
الانتقاص في كلٍ، فالحيوان المفترس ينتقص من الميتة وأيضًا المغتاب ينتقص من أعراض
إخوانه.
ثم حذف المشبه به حذف المكنية، ودل عليه بلازم من لوازمه وهو
الأكل، الفعل المضارع (يأكل).
التصريحية التبعية هنا صحيح إجراؤها، أن نقول استعير الأكل في
قوله (يأكل)، استعير الأكل للاغتياب أو الغيبة، شبهت الاغتياب أو الغيبة شبهت
بالأكل بجامع الانتقاص في كلٍ واللامبالاة، ثم اشتق من الفعل المضارع يأكل بمعنى
يغتاب، ثم اشتق من المصدر وهو الأكل الفعل المضارع يأكل بمعنى يغتاب، وذلك على
سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي: كلمة ﴿ أَحَدُكُمْ
﴾ لأن الأحد وهو يغتاب لا يأكل أكلاً حسيًا، لا يأكل أكلاً حسيًا ولا ينهش اللحم،
وإنما بلسانه يغتاب وينتقص عرض أخيه.
بقي في السؤال فقرة، هو قال؟
قال: أجرِ الاستعارة في هذه الآية؟ ثم قال هنا: ابحث عن
الاستعارة في الآية ثم أجرِ استعارة مكنية في موضع؟ وتصريحية في موضع آخر؟ فأجاب
في استعارة تصريحية التبعية، هو فقط ذكر الإجابتين، وقال: ويجوز أيضًا نجري
استعارة في كذ.
جيد.. إجراؤه بشكل عام كما نبهنا صحيح، في الجملة صحيح.
لكن الأهم من هذا كله هو ما الغرض البلاغي من الاستعارة في
الآية؟
الغرض البلاغي لم وردت الاستعارة هنا؟ سواءً كانت مكنية في
المغتاب أو تصريحية تبعية في (يأكل)؟
الغرض البلاغي منها هو: التنفير من حال الغيبة، والتبشيع من تلك
الحال، وأيضًا صرف المؤمنين عن أن يغتاب بعضهم بعضًا، وصيانة أعراض المسلمين
والمسلمات بتشبيهها بتلك الحالة المنفرة، حالة الإنسان يأكل لحم أخيه ميتًا، ينهشه
ويأكل، لاشك أن هذا فيه تنفير من حال الغيبة لأن الغيبة -حقيقة- كبيرة من الكبائر
متوعد عليها، ولذلك هذه الآية الحكيمة صورت حال الغيبة بهذه الصورة البشعة حتى
ينفر منها كل إنسان، وليتصور كل إنسان أنه هو الذي وقعت عليه الغيبة هل يرضى أن
ينتقص في عرضه أو في وجهه أو في شكله أو هيئته أو سيارته أو زوجته أو ولده أو
كذا..؟ إذن كيف تجترئ على الآخرين بأن تنال من أعراضهم؟ أو من ذممهم أو من أموالهم
أو نسائهم أو غير ذلك من الأمور؟
إذن الهدف الأساسي هو صيانة المجتمع المسلم والذب عن أعراض
المؤمنين والتنفير من حال من يفعل ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول
الله.
توقفنا عند الاستعارة الأخيرة وهي النوع الأخير من أنواع
الاستعارات التي ذكرها المؤلفان وهي: الاستعارة التمثيلية.
ولعل الأخ الكريم يقرأ القاعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، التقسيم الرابع من أقسام الاستعارة: (الاستعارة
التمثيلية.
الاستعارة التمثيلية: تركيب استعمل في غير ما وضع له بعلاقة
المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الأصلي).
نعم.. الاستعارة التمثيلية -كما ذكرنا- هي من أنواع الاستعارات،
لكن تفترق عن بقية الاستعارات من حيث كونها تركيباً، أما تلك الأنواع -كالتصريحية
والمكنية- فهي لفظ استعمل في غير ما وضع له، أما هذه فإنها تركيب استعمل في غير ما
وضع له، وبقية التعريف ينطبق على تعريف الاستعارات الأخرى وهي: (في غير ما وضع له
لعلاقة).
لابد من علاقة المشابهة بين التركيب الأصلي والتركيب الذي جيء
به من أجل تلك الحالة، مع قرينة -أيضًا- مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
والغالب أن القرينة تكون حالية أو عقلية.
ووصف هذه الاستعارة بأنها تمثيلية لمح فيه -حقيقة- تشبيه هذه
الاستعارة بالتشبيه التمثيلي، لأن التشبيه التمثيلي -كما هو معلوم- هو أن وجه
الشبه فيه الجامع بين الطرفين يكون منتزعا من عدة أشياء يضم بعضها إلى بعض، فكذلك
أيضًا الاستعارة التمثيلية يكون وجه الشبه فيها منتزعًا من حالات أو أمور يضم
بعضها إلى بعض بحيث تؤدي وجه شبه متحد أو ملتقٍ بين المعنى الأصلي للتركيب وبين
الحالة التي استعير لها التركيب.
ولعل التمثيل يبين ذلك، عندما تقول: "أنت تنفخ في
رماد" تقوله في حق إنسان يتعب حاله في شيء لا طائل من وراءه، أو لا يكون له
أثر مناسب.
شبهت حال من يفعل هذا الفعل -يتعب حاله وجهده في أمر ليس خلفه
طائل ولا نفع- بحال من ينفخ في رماد يبحث عن نار، في حين أن هذا رماد ولا فائدة،
مهما جلست ليلاً ونهاراً تبحث عن هذا فإنك لا تجده، فاستعيرت الحالة هذه لتلك
الحالة، استعيرت حالة من ينفخ..
فسميت تمثيلية مُثِّل، هذا مثل هذ.
نعم، مثل الحالة التي يفعلها فلان بعدة أمور: بنفخه، أو عمله،
أو جده، أو اجتهاده، عدة أحوال تجمع ثم تطابق أو تشبه بها حالة إنسان قد أكب على
رماد فهو يبحث ليلاً ونهارًا أو ينفخ ليوقد نارًا أو يبحث عن نار أو وميض نار في
هذا الرماد، فهذا مثل بجامع بذل الجهد في ما لا طائل تحته أو لا نفع وراءه.
كذلك قولهم -مثلاً- في من يأتي بالقول الفصل في موقعه أو في
مقامه: "قطعت جهيزة قول كل خطيب": هذا المثل عربي.
أصله: أنه وقعت بين حيين من أحياء العرب مقتلة قتل واحد من حي
من الأحياء.
ثم اجتمع القوم ليصلحوا بين الحيين من أجل أن لا تسيل الدماء،
فبينما هم -أقطاب القوم- قد اجتمعوا يحاولون ويفكرون في طريقة الصلح المفاوضات
قائمة في هذا وكذا إذا بامرأة اسمها جهيزة جاءت صائحة تقول: إن أولياء المقتول قد
قتلوا القاتل، فأصبح ذلك مثلاً: (قطعت جهيزة) -أي كلامها هذا- (قطعت جهيزة قول كل
خطيب)، فأصبح هذا مثلاً.
هذا المثل يستعار لمن يقول القول الفصل في قضية ما، الناس
يتداورون أو يتداولون الكلام والقضايا وصور الحلول وكذا، فيأتي الإنسان برأي لامع
أو بقول جامع ثم يكون فصلاً، قال: "قطعت جهيزة قول كل خطيب" انتهى
الموضوع.
كذلك الحديث -مثلاً- حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يلدغ
المؤمن من جحر مرتين) هذا يقال في حق من يقع في خطأ ثم يعرف ذلك الخطأ، لكن يأتي
غدًا أو بعد غد أو بعد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين فيقع في الخطأ نفسه، أو في
الإثم نفسه، فيقال: كيف؟ (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
فالحديث تمثيل لإنسان أدخل يده ويعرف أن هذا الجحر فيه ثعبان أو
عقرب أو كذا فلدغته فتأذى وكاد يهلك، ثم جاء مرة أخرى إلى المكان نفسه ثم أدخل يده
فلدغته -أيضًا- وقد يكون فيه هلاكه، فيقال: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)،
فالمؤمن ينبغي أن يكون حذرًا، إذا وقع في خطأ أو في إثم أو كذا فلا ينبغي أن
يكرره، بل ينبغي أن يحرص.
من الأشعار مثلاً: قول أبي الطيب المتنبي:
ومن يك ذا فم مر مريض ** يجد مرًا به الماء الزلال
هذا الكلام الذي ذكره أبو الطيب يقول: إن المريض الذي اعتراه
مرض في فمه في لوزتيه أو كذا إذا أراد أن يشرب الماء العذب يجد أنه مر علقم، لا
يكاد يستسيغه.
ضربه أبو الطيب لأي شيء؟
هو رجل معجب بشعره، يكاد يصل إلى حد الوله بأشعاره، عنده حب
الذات ظاهرة في أشعاره، وقد لا يلام لأن الرجل متقن -حقيقة- لكن لا يصل به الأمر
إلى هذا.
القصد من هذا: أنه ضربه -مثلاً- لمن لم يعجب بأشعاره ولم يتذوق
أشعاره ولم يجد فيها الروائع الأدبية، يقول إنه مريض الذوق فاسد.
ما مثله يأبى الطيب، قال: مثل إنسان اعتراه مرض في حلقه أو في
لسانه أو في فمه حتى إذا قدم له الماء العذب يجده علقمًا مرًا لا يستسيغه، ويقول
إنه كذا، فهذا مثل هذا.
فالاستعارة التمثيلية -حقيقة- جميلة جدًا، وهي تقال في المقامات
المناسبة، فهي تصور المقامات وتجليها وتقدم الأدلة المقنعة لها، مثل أن يقال:
"استسمنت ذا ورم" هذا المثل يقال في حق من رأى إنساناً فبهر به، وأعجبه
وكذا وقال: إنه كيت وكيت، فإذا نطق تعجبت من غثيانه أو من قلة كلامه أو من سقطاته
وكذا فتقول: "استسمنت ذا ورم".
وأيضًا القضية المشهورة مع أبي حنيفة -رحمه الله- عندما جاءه
أعرابي، كان متبسطًا مع تلاميذه ومادًا قدميه في الحلقة وكان يشرح درسه، فلما أقبل
ذلك الأعرابي ببزته وهيئته كف قدمه وأخذ هيئته واستعد، وكان يشرح في أوقات
الصلوات، كان يشرح -في ما قيل- يتكلم عن وقت دخول صلاة الفجر، كان يقول: وقت صلاة
الفجر إنما يحين إذا ظهر الصبح، وهو البياض المنتشر من الأفق من الشمال إلى
الجنوب، ويمتد إلى وقت طلوع الشمس -إلى بزوغ الشمس-، هذا هو وقت صلاة الفجر.
فهذا الرجل رأى التلاميذ يسألون، فأراد أن يظهر عقله وأنه صاحب
بيان، صاحب تفكير، فقال: يا شيخ: عندي سؤال، قال: تفضل، قال: أرأيت يا شيخ لو طلعت
الشمس قبل أن يطلع الفجر فما الحكم؟ فقال: آن لأبي حنيفة أن يمد قدمه، فمد قدمه
ورأى أن الرجل لا عقل له أو ليس عنده تفكير، فأصبح مثلاً مشتهرًا.
يقال هذا المثال في إنسان يأتي بالخرق، أو بالعجائب أو بالأشياء
التي لا تليق أو بأمور يتوقع أن يأتي بشيء جميل أو رائع أو يستفاد منه، وإذا به
يأتي بالعجب العجاب.
إذن لعلنا ننتقل إلى المجاز المرسل، لأنه حقيقة الموضوعات كثيرة
في الكتاب، ولابد أن نستغل الوقت لأخذ ما تيسر منها.
المجاز المرسل، في الصفحة الثامنة والثمانين بعد المائة:
(المجاز المرسل كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير
المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
من علاقات المجاز المرسل:
أولاً: السببية، المسببية، الجزئية، الكلية، اعتبار ما كان،
اعتبار ما يكون، المحلية، الحالية).
الآن انتقل المؤلف بعد الكلام عن الاستعارة وأقسامها، وما تعلق
بها انتقل إلى القسيم الثاني للمجاز اللغوي، وهو المجاز المرسل، لأن المجاز -كما
ذكرنا- اللغوي قسمان:
قسم يتعلق بمجاز لغوي لفظي في الاستعارة، ومجاز لغوي لفظي خاص
بالمجاز المرسل.
والفرق بينهما: أن المجاز في الاستعارة هو: أن العلاقة بين
المعنى الأصلي والمعنى المتجوز به المجاز هي: المشابهة.
عندما تقول: رأيت أسدًا يخطب، العلاقة بين الأسد الحقيقي ومن
استعرت له -وهو الرجل الشجاع- هي المشابهة في شجاعته، أما في المجاز المرسل فإن
التعريف هو نفس التعريف تقريبًا: كلمة استعملت في غير ما وضع لها لعلاقة غير
المشابهة، هذا في المجاز المرسل.
وأما في الاستعارة: لعلاقة المشابهة، هذا الفرق بينهما.
العلاقة في المجاز المرسل غير المشابهة، وأما العلاقة في
الاستعارة فإنها المشابهة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، فالمجاز المرسل هو
الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة
المعنى الأصلي، هو بقية التعريف نفسه.
إنما سمي المجاز المرسل مرسلاً لإطلاقه عن المشابهة، قيل إن
السبب في كونه مرسلاً هو الإرسال بمعنى الإطلاق وعدم التقييد، سمي مرسلاً لأن
العلاقة فيه غير المشابهة، ليست مربوطة أو مقيدة بالمشابهة، وقد قيل -أيضًا- إن
علاقاته كثيرة غير مقيدة، فهي مطلقة مرسلة.
وعلاقات المجاز المرسل كثيرة، لكن ذكر المؤلفان منها: السببية.
السببية هذه مثل أن تقول: رعينا الغيث، الغيث لا يرعى، وإنما
رعينا آثاره؛ لأن الغيث سبب لإنبات النبات، والعشب الكثير.
وليست هنا علاقة الشبه.
ليس هنا علاقة مشابهة، فقط لأن الغيث لما كان -الغيث- سببًا
كانت العلاقة سببية، ولهذا أطلق السبب وأريد نتيجته، فالسبب المقصود هنا هو
النتيجة وهو العشب هو الذي يُرعى بقرينة رعينا، فالقرينة المانعة من إرادة المعنى
الأصلي هي لفظة "رعينا" لأن الرعي لا يكون للغيث وإنما الرعي يكون
بنتيجة الغيث ونهاياته وهو العشب.
وأيضًا منه أيضًا قول الشاعر:
له أيادٍ عليّ سابغات ** أعد منها ولا أعدده
المقصود بالأيادي هنا النعم، فلما كانت الأيادي سبباً للعطايا
والنعم والإكرام أطلقها الشاعر وأراد آثارها وهي الهدايا أو العطايا أو المكارم
التي وجدها من ممدوحه، فهذه العلاقة هي السببية.
فهنا يطلق السبب ويراد المسبب، يطلق السبب -الغيث- ويراد مسببه
أو نتيجته وهو العشب.
يطلق السبب -اليد- لفلان علي أيادٍ كثيرة، أو له يد عليّ في هذا
العمل، أي: نعمة فضل.
اليد هي سبب لتقديم النعمة.
أي نعم.. لهذا الفضل.
قد تكون العلاقة المسببية، فيكون العكس يطلق المسبب ويراد
السبب، كقوله -جل وعز- ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ [غافر: 13]
فالمقصود هنا هو: أنه ينزل ماءً وهو المطر والغيث العميم الذي ينتج عنه الرزق،
فأطلق المسبب -بعكس ما تقدم- وأراد السبب، فالعلاقة هنا المسببية لأننا ننظر في
الإطلاق على اللفظ المطلق، فإذا أطلق المسبب وأريد السبب نقول: العلاقة المسببية
كما هنا، ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ القرينة المانعة من
إرادة المعنى الأصلي هو أن الرزق لا يُرى، عيش ولا تمر ولا قمح ولا غير ذلك إنما
الذي يُرى هو الماء النازل من السماء، ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، فهو الله -عز وجل- عندما ينزل هذا الغيث العميم في
أوقات متعددة ويترادف هذا الغيث ينتج عنه ذلك الخير وتلك النعم المتعددة
المترادفة، والله -جل وعز- أيضًا جعل من الماء كل شيء حي.
فالقصد من هذا أن المسبب هنا هو الذي أطلق وأريد السبب وهو
الماء.
قد تكون العلاقة الجزئية: كقوله -جل وعز-: ﴿ فَتَحْرِيرُ
رَقَبَةٍ ﴾ [المجادلة: 3] ليس المقصود تحرير رقبة فقط واحدة، المقصود عبد مؤمن،
فأطلق الجزء وأريد الكل، فتكون العلاقة عندئذ الجزئية.
كأن يقال أيضًا: "بث الحاكم عيونه في المدينة"
فالعيون هنا جزء من الإنسان مقصود بهم الذين يتقصون ويرون المفاسد أو الأمور التي
تخل بالبلد أو بالأمن أو كذا، فهم يتلقطون هؤلاء ويتتبعون حتى يئدوا الفساد وحتى
يقضوا.
بجزء من جسده.
أي نعم.. فالمقصود هنا ليس العين ذاتها وإنما المقصود هو
الإنسان نفسه الذي يبحث عن هذا.
هذا يدعونا إلى التساؤل:
ما الغرض البلاغي من المجاز المرسل؟
الغرض البلاغي من المجاز المرسل هو المبالغة في هذا الشيء،
وتصوير قيمة هذا الشيء المطلق وأثره، تصوير قيمته وبيان أثره.
مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ
رِزْقًا ﴾ بيان أن هذا الذي نأكله هكذا كله نازل عن هذا الغيث العظيم الرزق
الحقيقي، ولهذا بعض الناس للأسف الشديد قد يكون عنده كراهية للمطر أو للغيث يقول:
يفسد علينا السيارات أو الثياب أو كذا، أو النساء: يفسد أيضًا علينا المكياجات أو
القضايا هذه الحقيقة هذه نظرة سطحية ساقطة، وإنما العبرة.
ساقه الله -عز وجل- رزق.
نعم رزق، ثم إنه غسل للأجواء، غسل وتنظيف للأجواء المكدرة
والأشجار والدنيا كلها تتنظف، حتى الأطيار تفرح به، والأشجار وكل إنسان إلا هذا
الإنسان الذي انحرف في النظرة أو جهل أثر هذا الغيث.
فالشاهد من هذا: أن التصوير ظاهر جدًا في المجاز المرسل حرف
واحد بث الحاكم عيونه تحس كأن العيون تتحرك، تصوير ظاهر جدًا، رعينا الغيث، له
أيادٍ علي، يعني تحس أن الشيء نفسه قد ملكك بيده، ففيها تصوير واضح ودقيق وتقديم
للدليل أيضًا، وتقديم للدليل والبرهان له.
قد تكون العلاقة الكلية: عكس الجزئية، وذلك إذا نظرنا إلى أن
الكل قد أطلق وأريد الجزء كقوله -جل وعز- ﴿ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ
لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ﴾ [نوح: 7] طبعًا
أصابعهم لا يمكن أن تدخل، كل الأصابع لا يمكن أن تدخل وتستقر في الأذن؛ لأنه من
حيث الخلقة والهيئة لا يستطيع إلا الأنامل رأس الأصبع، فأطلق الكل وأراد الجزء.
أيضًا في آية البقرة: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِم ﴾ [البقرة: 19] أي: أناملهم من شدة الصواعق في آية البقرة.
قد يكون من علاقات المجاز المرسل النظر إلى ما كان، اعتبار ما
كان: كقوله -جل وعز- في آية النساء: ﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ﴾
[النساء: 2] فالمقصود هنا من كانوا يتامى الذين كانوا يتامى باعتبار ما كان.
قد يرد سؤال: لماذا عبر عنهم لماذا؟
لأن القرينة المانعة هو ما أمر الشارع به من أن اليتيم -وهو من
مات أبوه-، اليتيم هو الذي مات أبوه قبل البلوغ، ما أمر الشارع به: أن يُجعل عليه
ولي أو وصي يقوم على أمواله ويدبرها ويثمرها حتى تنفع هذا اليتيم، ثم إذا بلغ ورشد
﴿ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾
[النساء: 6] بدليل الآية، ﴿ فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ ﴾ الدفع إنما يكون بعد الرشد،
ولكن الآية الحكيمة هنا عبرت ﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ﴾ باعتبار ما
كان، للتدليل ولترقيق قلوب الأولياء، أن هؤلاء كانوا يتامى، فاتقوا الله في
أموالهم بعد الرشد والعقل فادفعوا إليهم.
أراد أن يرقق قلوب الأولياء والأوصياء على هؤلاء ولا يأكلوا
أموالهم بالباطل، لأن الله قد توعد من يأكل أموال اليتيم بقوله -جل وعز-: ﴿ إِنَّ
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي
بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10] فالمتوعد على من أكل
مال اليتيم بهذا، فالشاهد أن المجاز وقع في لفظة اليتامى، فنظر فيها إلى اعتبار ما
كان سابقًا.
هم الآن رشدو.
يدفع إليهم عند الرشد، والاستئناس: الرشد حيث يتصرفوا، يأخذ
ويعطي يبيع ويشتري لا يغلب في بيعه ولا في شرائه ولا كذا، فيكون عندئذ قد رشد.
هم بعلاقة باعتبار ما كان.
العلاقة هنا باعتبار ما كان يتيمًا، الغرض البلاغي منه هو
الترقيق، واستحضار حال اليتم، لأن هؤلاء ضعفة فلا تأكلوها، أنتم أوصياء فقط انتهى
عملكم.
أيضًا اعتبار ما سيكون: مثل قوله -جل وعز- على لسان نوح -عليه
السلام- في دعوته -عليه السلام- على قومه: ﴿ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا
عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [نوح: 27] فاعتبار ما سيكون
أن هؤلاء القوم بعدما رأى ودعا فيهم ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، ورأى منهم
أنه كل جيل مهما دعاه إلى الله -عز وجل- فإنه يظل ويركب جادة أقوامه في الكفر
والعناد، قال: إن هؤلاء سيلدون كفارًا فجارًا باعتبار ما سيكون، فنظر إليهم من هذا
الباب، فعكس سابقه اعتبار ما كان بالنسبة لليتامى، اعتبار ما سيكون ممن سيلد.
تقول مثلاً: النساء يلدن الرجال، باعتبار ما سيكون، والقرينة
التي تمنع من ذلك الحالية المرأة عندما تلد: تلد طفلاً صغيرًا لا يكاد ينطق أو
يصرخ، تقول: النساء يلدن الرجال.
تقول مثلاً: العلماء يربون العلماء، باعتبار ما سيكون، أو
يعلمون العلماء أو يخرجون العلماء، أي باعتبار ما سيكون، سيكونون هؤلاء علماء بإذن
الله.
أيضًا من العلاقات: المحلية، حيث يطلق المحل ويراد من حل فيه، ﴿
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾ [العلق: 17]، النادي لا يدعى، إنما المقصود به من حل به،
وأيضًا مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82]، فالقرية لا تسأل
إنما يسأل أهلها ومن أقام فيها.
والغرض البلاغي هنا في مثل: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ كأن
القرية بحيطانها وجدرانها وغرفها ومقاماتها وأسواقها تشهد لهؤلاء.
فهي مبالغة، كأنها لو استنطقت لنطقت بحالهم أو بما وجه إليها من
السؤال.
الحالية: مثل قوله -جل وعز-: ﴿ إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾
[الانفطار: 13] فأريد بالنعيم هنا الجنة، أريد بالنعيم الجنة، ولما كان النعيم
حالاً في الجنة أطلق النعيم، وأريد الحالية الذي حل فيه، فالمقصود هنا ﴿ إِنَّ
الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ المقصود به هي الجنة في الآخرة، ولكن لما كان النعيم
أظهر ما يكون فيها وأبين أطلق هنا من باب إغرائهم وأيضًا الترغيب في تلك الجنة،
نسأل الله -عز وجل- الكريم من فضله.
لعلنا ننتقل إلى المجاز العقلي.
المجاز العقلي: في الصفحة الثانية بعد المائتين:
(المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو
له، لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.
الإسناد المجازي يكون إلى سبب الفعل، أو زمانه، أو مكانه، أو
مصدره، أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول، أو المبني للمفعول إلى الفاعل).
المجاز العقلي: هو نظير المجاز اللغوي،
لما كان المجاز اللغوي يقع فقط في المفرد في الاستعارة أو المجاز المرسل هنا اختلف
عن ذاك، فلا يقع في المفرد، بل يقع في التركيب، يقع في الإسناد، (إسناد الفعل أو
في ما معناه) إسناد الفعل: عندما تقول: يدرس الطالب الدرس، هنا أسندت الدراسة إلى
الطالب إسنادًا حقيقيًا.
لكن عندما تقول: بنى الحاكم الرياض أو المدينة أو الزهراء
مثلاً، هذا إسناد مجازي، تركيب إسناد مجازي، لماذا؟
لأن الحاكم نفسه لم يقم هو بيديه ببنائه، وإنما لما كان هو
السبب وهو الباذل للمال والمقرر والمصدر للأوامر في هذا نسب الفعل إليه، نسبة
مجازية لا حقيقية، فهو إسناد عقلي، ما الذي أدرك هذا؟ العقل، ولهذا سمي مجازًا
عقليًا، فإن العقل يدرك هذا التصرف.
هل هذا تقسيم؟ هل نعتبره تقسيماً منطقياً؟.
نعم من حيث النظر إلى مدلولاته.
من حيث التصورات والتصديقات، هذا من نوع التصديق؟.
النظر في هذا من حيث المصطلح، والنظر الدقيق لدلالة اللفظ، فلما
رُئي أن دلالة الاستعارة إنما تكون في اللفظ، الأسد أو النعامة أو كذا قيل إن هذا
مجاز لغوي، التجوز فيه من حيث اللفظ اللغوي فقط، كذلك المجاز المرسل يد فلان أو
لفلان يد علي وكذا، أما هنا لما كان الدلالة إنما حدثت من حيث المجاز في التركيب،
قيل: إن الإسناد هنا إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له.
يعني شيئين مشتركين فأسندا مع بعض.
أي نعم.. أسند التركيب أو الفعل نفسه إلى غير من هو له، لما كان
العقل هو الذي يدرك ذلك سمي مجازًا عقليًا، ولما كانت اللغة من حيث الدلالة تدرك
ذلك الإسناد في التجوز اللفظي في الاستعارة وفي المجاز المرسل، سمي مجازًا لغويًا
من حيث اللغة، أما هذا من حيث العقل وهو الذي ندرك ذلك الإسناد في التركيب نفسه.
تعريفه هو تعريف المجاز اللغوي، لكن اختلف فقط في الإسناد، قال:
المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه، أما المجاز اللغوي فهو الكلمة
المستعملة.
-لاحظ- الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة المشابهة في
الاستعارة، وغير المشابهة في المجاز المرسل مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
أما هنا -المجاز العقلي- فإنه إسناد الفعل أو ما في معناه إلى
غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
فهنا: قولهم: أو (ما في معناه)، المقصود بما في معنى الفعل، هو
ما في معنى الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول والمصدر أو نحوه مثل:
اسم الفاعل كقولك: "أضارب زيد عمرًا"، أضارب هنا ضارب
اسم فاعل، وزيد هو فاعل كأنك قلت: أيضرب زيد عمرًا، فإن اسم الفاعل يعمل عمل فعله،
فيعمل عمل فعله فرفع الفاعل ونصب المفعول.
واسم مفعول أيضًا: "أمفهوم الدرس" كأنك قلت:
"أفهم الدس" اسم مفعول "مفهوم" هنا قام مقام الفعل المبني
للمجهول.
والمصدر مثل قولك: "حبك الأعداء خيانة" بمنزلة أن
تقول: "أن تحب الأعداء خيانة".
تركيب كامل.
أي نعم.. فالمصدر يقوم مقام فعله، اسم الفاعل يقوم مقام الفعل،
فإسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة.
طبعًا العلاقة هنا كما هو -أيضًا- غير المشابهة، تكون علاقة مثل
المجاز المرسل لأمور ستأتي، مع وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي أو
الأصلي.
ذكر هنا بعضًا من علاقات المجاز العقلي، فذكر مثلاً، الزمانية.
قد تكون السببية هي العلاقة.
مثلاً: السببية مثل ما حكى الله -جل وعز- وذكر في كتابه العزيز
عن فعل فرعون ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4]
فلما كان التذبيح بإذن وعلم وأمر فرعون نسب الفعل وأسند إليه، -والحقيقة- الغالب
أن الذي يذبح ذلك: هم الناس الجنود ومن في حكمهم ومن تحت سلطة فرعون، لكن أسند الفعل
إليه تبشيعًا لفعله و-أيضًا- تذكيرًا بأنه هو الفاعل والسبب الرئيس، فيبوء بآثام
هؤلاء وترتد إليه آثامهم وإجرامهم، فقال: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي
نِسَاءَهُمْ ﴾ فهنا العلاقة: السببية، الذي دعا إلى التجوز هو كون فرعون هو الذي
أمر بهذا، فكل من فعله كان فعله ذلك الذي فعل السبب الرئيس فيه هو فعل فرعون أو
إذنه أو ما تعلق بذلك.
قد تكون العلاقة -مثلاً- الزمانية، كأن يقال: "فلان نهاره
صائم وليله قائم" تصوير دقيق جدًا، كأن تصف إنسان بالزهد والتقى والورع،
تقول: "نهاره صائم وليله قائم" فأنت نسبت الصيام إلى النهار، ونسبت
القيام إلى القيام، دلالة على أن الإسناد هنا إلى الزمان.
النهار زمن، والليل زمن، يعني المقصود بهذا أنه يصوم النهار
ويقوم الليل، لكنك أسندت الصيام إلى النهار.
ومنه قوله -جل وعز- فيما ذكر سيبويه -رحمه الله- في كتابه في
قوله -جل وعز-: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [سبأ: 33]، وقال: الليل
والنهار لا يمكران، وإنما يمكر فيهما، أي مكركم أي بل مكركم في الليل والنهار،
فأسند المكر إلى الليل والنهار تجوزًا، وإنما الليل والنهار ظرفان زمانان يمكر
فيهما.
فالتجويز هنا أو المجاز العقلي هنا دلالته ظاهرة جدًا في أن
الإظهار مبالغة بأنهم جعلوا ليلهم مكرًا ونهارهم كذلك، يعني هؤلاء فعلهم في النهار
مكر وعناد ومكابرة وأيضًا علو وعتو.
فهذا -أيضًا- المجاز العقلي نلمح فيه أن فيه تصويرًا دقيقًا
للمعنى الذي أسند فيه، ويظهر المعنى بصورة رائعة جدًا.
قد تكون العلاقة المكانية: كأن تقول: ازدحمت شوارع القاهرة أو
شوارع الرياض بالسيارات.
أو تسند من غيرها، تقول: ازدحمت شوارع القاهرة، والمراد بهذا
ازدحمت شوارعها بالسيارات، يعني كأن لكثافة السيارات: الشوارع نفسها ازدحمت، أسندت
الازدحام إلى الشوارع، والصحيح أن السيارات هي التي ازدحمت، فأسندت هذا لأن
الشوارع أمكنة.
ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ ﴾
[الأعراف: 43] الأنهار ليست تجري؛ لأن الأنهار هي أخاديد مواضع المياه، والذي يجري
الماء الذي في النهر، ولكن لما كان الماء ملابسًا للنهر وكان النهر مكانًا للجريان
أسند الفعل إلى المكان، ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ ﴾.
تقول: "يجري النيل" الحقيقة النيل اسم والذي يجري
الماء فيه، يعني فالمكان لما كان مكانًا لهذا الشيء أسند الفعل إليه تجوزًا، وهذا
التجوز في الإسناد يسمى مجازًا عقليًا.
قد تكون العلاقة مثلاً المصدرية، تقول: "عظم علم
فلان" أسندت العظم إلى العلم، والعلم مصدر لا يسند إليه شيء، المقصود بهذا
غزارة علمه ونباهته وظهوره أيضًا.
أيضًا أن تقول: "جد الجد" والجد لا يجد ولكن الشخص
المسند إليه جد، جد فلان والمقصود أن فلاناً هو الذي جد، ولكن لما كان جده ظاهرًا
ومتمثلاً في حرصه وتبنيه وغير ذلك وبروز هذه المعاني لديه أسندت الجد إلى الفعل
نفسه، من باب التجوز وعلى طريقة الإسناد العقلي.
قد تكون العلاقة مثلاً المفعولية: كقول الحطيئة فيما اشتهر عنه
في بيته الذي هجا به الزبرقان بن بدر التميمي -رضي الله تعالى عنه- وتظلم أمام عمر
بسبب هذا القول، وهو:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها **واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
عمر -رضي الله عنه- أراد أن يخفف عن الزبرقان، قال: لا أسمع
هجاءً، قال: أولا تبلغ مروءتي إلا أن أطعم أو أكسا، ذلك من شأن النساء.
والعجيب: أن هذا الأمر لو قيل لأحد الشباب أو بعض الشباب في هذا
الزمان -اجلس في بيتك وسنجري لك راتبًا تطعم وتكسى- لتبسم واستطاب هذا.
لكن الرجل: رجل له مروءته، له مكارمه، قال: أولا تبلغ مروءتي
إلا أن أطعم أو أكسا إن ذلك من شأن النسا، فتظلم أمام عمر -رضي الله عنه- فنادى
حسان وقال: هل ترى هجاء قال لم يهجه وإنما سلح عليه.
الشاهد من هذا قوله: "دع المكارم لا ترحل" قرينة
الهجاء "دع المكارم" يعني لست أهلا للمكارم، لا ترحل لطلبها، "واقعد"،
فماذا؟
امرأة تكسى وتطعم، الكاسي هنا اسم فاعل، المقصود أنت المكسو ،
أنت المطعوم الذي يقدم لك الطعام والرزق ويؤتى به في البيت كذا وأيضًا تجلب لك
كالكسوة، وهذا من شأن النساء من خصائص النساء.
أطلق اسم الفاعل هنا وأسند إليه صفة الإطعام والكسوة والمقصود
به المفعولية، المقصود به أنك تطعم وأنك تكسى، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ فَلْيَنْظُرِ
الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿5﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 5، 6]
فالمقصود: الماء لا يدفق من نفسه، وإنما يُدفق، فالمقصود ﴿ مَّاءٍ دَافِقٍ ﴾ أي
مدفوق، فأطلق اسم الفاعل، ونسبت إليه الصفة، صفة الدفق، ولكن المقصود هو المفعول،
وهو المدفوق.
كذلك قوله: ﴿ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾ [القارعة: 7] والعيشة لا
ترضى، ولكنها مرضية أي مرضي عنها أو مرضي بها، ولكن لما كانت هذه العيشة الناعمة
إلى درجة أنها لو نطقت لرضيت بهذا الذي فيها من النعيم والتكريم.
قد تكون العلاقة الفاعلية: بأن يطلق الوصف إلى المفعول ويراد
الفاعل، كقوله -جل وعز-: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ
وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴾
[الإسراء: 45] والحجاب لا يكون مستوراً، وإنما يكون ساترًا، فالمقصود اسم الفاعل
ساتر، فالوصف هنا نسب إلى المفعول والمقصود به الفاعلية، أنه الحجاب نفسه ساتر
بينك وبين هؤلاء الكفار، فكأن الحجاب الذي بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين
هؤلاء من غلظه وعظمه كأنه يصبح مستوراً، نفسه من كثافته يصبح مستوراً، فإذا كان
أصبح مستوراً فمن باب أولى أن يكون ساترًا لمن خلفه أو لمن وراءه.
أيضًا مثله قوله -جل وعز-: ﴿ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا
﴾ [مريم: 61] فأطلق اسم المفعول ونسب الوصف إليه "مأتياً" والمقصود به
"آتياً" المقصود به وعد الله -عز وجل- في اليوم الآخر آت، فهنا ننظر إلى
المؤدى والنهاية وهو الإطلاق وهو كونه اسم الفاعل النتيجة هو أن هذا الوعد هو آتٍ
يوم القيامة.
أسئلة الدرس.
السؤال الأول: ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي
والاستعارة من واقع الأمثلة؟
السؤال الثاني: في أي مقام تقول الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن
من جحر مرتين)؟
السؤال الثالث: أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي؟ تكون
العلاقة فيهما السببية؟ مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟
يقول: في قول الله -عز وجل- على لسان فرعون: ﴿ يَا هَامَانُ
ابْنِ لِي صَرْحًا ﴾ [غافر: 36] هل نقول: إنه إسناد مجازي حيث أنه أسند إلى هامان
وأراد العمال أو الخدمة؟ أو نقول: أنه مجاز عقلي بحيث أن الذي يبني الصرح ليس
هامان وإنما الخدم الذين يخدمونه؟.
نعم هو الآية هنا المقصود أن هامان وزير فرعون، والآمر الناهي
للعمال وما يتعلق به، فالإسناد هنا لاشك أنه مجازي، ففرعون أمر هامان أن يبني له
صرحًا، والمقصود به أن تأمر العمال والسعاة ومن في حكمهم أن يشيدوا الصرح المطلوب.
فهنا تجوز ظاهر في البناء؛ لأن الذي سيفعل ذلك ليس هامان، وإنما
العمال أو المتخصصون في البناء، هو مجاز عقلي أسند الفعل أو الأمر فيها هنا لغير
من سيقوم به.
يقول
: بالنسبة للمجاز طبعًا اتضح أنه كيف دخل في علم البيان لكن
كيف يدخل في علم المعاني؟.
ليس داخلاً، بعض العلماء عد المجاز العقلي من علم المعاني من
حيث الإسناد، من حيث إسناد الفعل وما تعلق به.
لكنها -الحقيقة- هي قضية خلافية بين علماء البيان ولعل المترجح
من حيث الإطلاق من حيث كونه مجازًا أن يعد المجاز العقلي من علم البيان لأنه قائم
على التصوير، والمختص بفن التصوير هو البيان، لأن التجوز في المجاز العقلي سواءً
كان على قصد السببية أو الزمانية أو المكانية أو غير ذلك هو تصوير حالة معينة، ثم
إن وصفه وإطلاق الكلام عليه بأنه مجاز يلحقه بالمجاز اللغوي، ويكون قسيمًا للمجاز
اللغوي.
وهناك عندنا: المجاز ظاهرتان أو أمران: لغوي وهو قسمان: استعارة
ومجاز مرسل، وتركيبي، وهو الواقع في الإسناد وهو المجاز العقلي، فالقضية خلافية
بين علماء البلاغة، ولكن الأولى ولعله الأرجح أن يُعد من فنون علم البيان، لأنه
قائم على التصوير والتجوز.
لعلنا نأخذ -إن تيسر- ضابط الكناية لأن المصطلحات كثيرة ولابد
منها.
الكناية هي جميلة وسهلة وخفيفة الظل -إن صح التعبير- فقد عرفت
بأنها: لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي.
الكناية أصلاً من كنَّى فلان عن فلان أو كنيت بكذا عن كذا إذا
سترته، لم أذكر الشيء الحقيقي أو الاسم الحقيقي له، وإنما أردت لازمه، أتيت بلفظ
لأستره، كأن أقول:
أبو عبد الله، واسمه فلان أو محمد، أو أبو يحيى واسمه سعيد مثلاً،
فكأنك تستره بهذه الكنية.
لكنها من حيث كونها فنًا من فنون البيان، فهي لفظ أطلق وأريد به
لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي.
مثلاً: أن تصف الإنسان بالكرم، تقول: فلان واسع المجالس، كناية
عن كرمه أو فلان كثير رماد القدر كما كانت العرب تكني.
واسع المجالس تغطي على لفظة الكرم.
أي نعم.. هي تستدل بها، ولهذا: الكناية فيها الحقيقة سوق شيء
بدليله، كأنما تقدم بين يدي الصفة التي تطلقها على فلان دليلاً شاهدًا على هذا،
فلان كثير رماد القدر، فلانة نؤومة الضحى كناية عن أنها مترفة وأنها مخدومة.
أيضًا مثل قولهم أيضًا: فلانة بعيدة مهوى القرط، وهو الذي يوضع
في الأذن، دليل على طول عنقها، وجيدها وأيضًا طول قامتها.
أيضًا قوله -جل وعز- وهذا ورد في الذكر الحكيم: ﴿ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة: 223] كناية عن أنهن موضع الولد وموضع العشرة، أيضًا
قوله -جل وعز- في حق النساء ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾
[البقرة: 187] كناية عن الستر عن المحرمات وعن الفسق والفجور بحيث أن الإنسان يفضي
إلى زوجته وتفضي إليه فيكون ذلك عفة للمجتمع المسلم وللنساء والرجال أجمعين.
فهي كناية مؤدبة للغاية من غير تصريح بما بعدها أو بالمقصود
منها.
الكناية قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
كناية عن صفة، أو كناية عن موصوف، أو كناية عن نسبة.
الكناية عن صفة: أن تطلق صفة لكنك لا تريد الصفة المطلقة، وإنما
تريد لازمها.
مثل: فلان كثير رماد القدر، لا تريد كثرة رماد القدر بالضبط،
وإنما تريد أنه يوقد عنده الحطب وتكثر الذبائح والطبخ وكذا لكثرة الوراد وهذا يدل
على كرمه، فتطلق صفة تريد بها اللازم.
الثاني أو الصفة الثانية له، فلان كما قالوا: طويل النجاد وهي
حبائل السيف كناية عن طول قامته، وعن شجاعته، كما قالت الخنساء في بيتها المشهور:
طويل النجاد رفيع العماد ** كثير رماد إذا ما شتى
إذا ما شتى: إذا ما أقام، المقصود بكثرة الرماد هو -كما ذكرنا-
الكرم رفيع العماد: المقصود بها العمد البيت الذي قام بيت الشعر، فكلما كان رفيعًا
دل على نباهة شأن صاحبه، وأنه معروف وأنه سيد مقصود.
الكناية عن موصوف: بذكر صفات الشيء، وعدم التصريح به، وإنما
تذكر صفاته، كقوله -جل وعز- عن النساء: ﴿ أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ
وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ [الزخرف: 18] هو لم يذكر النساء وإنما
كنَّى عنهن بهذا الأمر.
الأسئلة مرة أخرى:
السؤال الأول: ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي
والاستعارة من واقع الأمثلة؟
السؤال الثاني: في أي مقام تقول الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن
من جحر مرتين)؟
السؤال الثالث: أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي؟ تكون
العلاقة فيهما السببية؟ مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ayisemlayodjad
مشرف سابق
ayisemlayodjad


تاريخ التسجيل : 22/12/2011

الاستعارة التمثيلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستعارة التمثيلية   الاستعارة التمثيلية Empty17.05.13 22:14

ممكن الفرق بين الكناية و الاستعارة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lecture.ahlamontada.com
 
الاستعارة التمثيلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية
» الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية
» الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية
»  الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية
» الاستعارة التصريحية و الاستعارة المكنية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عين بسام التربوية  :: التعليم المتوسّط :: اللغة العربية والتربية الإسلامية :: السنة الرابعة-
انتقل الى: