الــــــــــمقدمـــــــة
تاريخ الأدب:و علم يبحث عن أحوال اللغة وما أنتجته قرائح أبنائها من بليغ النظم والنثر في مختلف العصور عما
عرض لها من أسباب الصعود والهبوط والد ثور, ويعني بتاريخ النابهين من أهل الكتابة
والخط ونقد مؤ لفاتهم وبيان تأثير بعضهم في بعض الفكرة والأسلوب.
مراحل تطوره:
التاريخ الأدبي وثيق الصلة بالتاريخ السياسي والاجتماعي لكل أمة, بل قل إن حكيهما لازم الآخر مؤثر
فيه ممهد له, غير أن الأول يسبق الثاني لما يسبق الفكرة, العمل والرأي والعزيمة
فكل ثورة سياسية أو نهضة اجتماعية إنما تعدها وتمدها ثورة فكرية تنظم أولا على
ألسنة الشعراء وأقلام العلماء لقوة الحس فيهم وصفاء النفس منهم,ثم ينتقل تأثرهم
وتطورهم إلى سائر الناس بالخطابة والكتابة فتكون الثورة أو النهضة, وينقسم التاريخ
الأدب إلى خمسة عصور على حسب ما نال الأمم العربية والإسلامية من التقلبات
السياسية والاجتماعية.
أ/ العصر الجاهلي: ويبتدئ باستقلال العدنانيين عن اليمنيين في
منتصف القرن الخامس للميلاد وينتهي بظهور الإسلام 622م.
ب/ عصر الإسلام الدولة الأموية: ويبتدئ مع الإسلام وينتهي بقيام الدولة
العباسية سنة 132.
جـ/ العصر التركي: ويبتدئ بسقوط بغداد وينتهي عند النهضة
الحديثة 1226ه.
د/ العصر الحديث: ويبتدئ باستيلاء محمد علي على مصر ولا يزال.
1)من كتاب التاريخ الأدب العربي لــ:أحمد حسني الزيات- دار المعرفة للنشر والطباعة بيروت- لبنان.
الحلف:العصر الحديث
صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ307.
أهم الدوافع والعوامل التي قاست بالأدب العربي بعد الضعف:
1/ الطباعة:فن قديم عرفهالإنسان منذ آلاف السنين ومكن الطباعة قائمة على جميع الكلمات من الأحرف الرصاصية المتفرقة لم تظهر إلا في عام 1440م على يد أحد العلماء الألمان جو تسرج ثم شاع استعمالها في
سائر بلاد أوربا, وعرفتها تركيا في منتصف القرن السادس عشر ميلادي ولأول مرة في
التاريخ ظهرت الحروف العربية مطبوعة 1514م بإيطالية وفي عام 1752 أنشئت في مدينة
حلب بسوريا أول مطبعة عربية .
2/ الصحافة: كان لانتشار الطباعة أثر كبير في ظهور
الصحافة وشيوعها في البلاد الأوربية وقد عرف الأوربيون قيمة الصحافة في النشر
الوعي القومي بين الشعوب وكان لها فضل في نجاح ثوراتهم السياسية والاجتماعية
والدينية تلك الثورات التي أخرجتهم من الظلمات العصور الوسطى إلى ضياء النهضة
الحديثة وكانت أول صحيفة عرفتها البلاد العربية هي جريدة الوقائع التي أسسها محمد
علي في مصر عام1828م وما زالت تصدر حتى اليوم.
3/الترجمة والبعثات العلمية: إذا تتبعنا تاريخ الحضارات وجدنا أن العامل الأول في
نقلها من أمة إلى أمة هو الترجمة فلم تنهض الحضارة العربية إلا وقد سبقت أوربا
بحضارتها الحديثة البلاد العربية في مختلف الميادين فكان لزاما على العرب أن
يتجولوا إلى نقل وترجمة العلوم والفنون والآداب الأوربية إلى اللغة العربية فحاول
بعض اللبنانيين الاتصال بأوربا عن طريق البعثات العلمية في مستهل عصر النهضة.
4/المجمع اللغوية: وكانت أهم مشكلة تقف أمام المترجمين العرب هي مشكلة المصطلحات اللغوية فكان
لزاما عليهم أن يؤسسوا مجامع لغوية لهذا الغرض فتكون المجمع اللغوي في كل من مصر
وسوريا والعراق ولم تكن هذه المجامع اللغوية قاصرة على أبناء قطر بعينه بل ضمنت
البارزين من علماء وأدباء البلاد العربية قاطبة على اختلاف تخصصاتهم العلمية
والفنية والأدبية وما تزال هذه المجامع تؤدي مهمتها في خدمة اللغة العربية
وتطويرها حتى الآن.
5/انتشار التعليم: قبيل العصر الحديث الخفض المستوى التعليم في البلاد العربية وانحصر في
الكتاتيب والزوايا والمساجد الكبرى التي يأوي إليها طائفة من راعي العلم في
العواصم الكبرى, وقد كان لهذه المؤسسات العلمية الثلاث الأعظم الفضل في حفظ التراث
الإسلامي والعربي خلال فترات الضعف والتخلف.
6/المستشرقون وأثرهم في اللغة والأدب: بدأت حركت الإستشراق في القرن العاشر
الميلادي وكان لها الفضل الكبير في نمو وازدهار النهضة الأوربية الحديثة, فقد أدرك
علماء الغرب أهمية الثقافة العربية فاتجهوا إليها ينقلونها إلى اللغة اللاتينية
التي أصبحت لغة العلوم والآداب فيما بعد ولقد اتصل الأوربيون بالحضارة العربية
عندما استقروا في بلاد الأندلس واحتكوا بالعرب ومن خلال الحروب الصليبية التي دارت
في بلاد الشام واستمرت قرنين من الزمن ثم عاد الأوربيين إلى اتصال بالشرق من جديد
إبان اتساع حركت الاستعمار الأوربي الحديث في القرن التاسع عشر الميلادي وكان هذا
الاتصال سببا في اهتمام علماء الغرب بالبحث في اللغات الشرق ودراسة تاريخه
وديانته.
تمـــــــــــــــــــــــــهيد(الشعر):
خطي الشعر العربي منذ العصر الجاهلي باهتمام كبير, فقد اتخذ منه الحكام سلاحا ودعامة ووجد فيه
الشعراء مكانة مرموقة ووسيلة ورأت فيه الجماهير تعبير عن بعض جوانب حياتهم فجعلته سلوا ها ومغناها ولم
يرق إلى مثل هذه المكانة لون آخر من الفنون الأدبية.
مرحل تطور: ظل الشعريتردد بين القوة والضعف حتى وصل إلى درجة الإسفاف قبيل العصر الحديث, ثم بدأ في
النهوض, ومر بمراحل نوضحها لك فيما يلي:
1/مرحلة الانتقال: في مطلع النهضة الحديثة اخذ الشعر
يحبو رويدا, رويدا, فظهر جيل من الشعراء يمثلون
مرحلة وسطى بين القوة والضعف, ولم يرتدوا فيما تردى فيه شعراء الضعف
السابقون, ولم يصلوا إلى ما وصل إليه الشعراء اللاحقون بعدهم ويمثل هذه المرحلة إسماعيل الخشاب و العطار
والساعاتي في مصر, وفي لبنان بطرس كرامة وناصف
بازجي, أما في سوريا أمين الجندي والأمير
عبد القادر في الجزائر ومحمود قبادو في تـــــونس, وغيرهم في مختلف البلاد العربية وقد
حاولوا الرجوع بالأسلوب الشعري إلى عصر القوة, فابتعدوا به عن الركاكة اللفظية واستفادوا به من مظاهر
النهضة في مظاهر السعة اللغة والتوسع قليلا في الأغراض كقول نـــــــــــاصف بازجي
المعبر عن رأيه في الحيـــــــــــــاة :
لا تبك ميتا ولا تفرح بــمولود فالميت للدود والمولود للـدود
وكل ما فوق سطح الأرض تنظره يطوى على عدم في ثوب موجود
بئس الحياة حياة لا رجاءلهـــا ما بين تصويب أنفاس وتصعيـد لا تستقر بها عين على
سنـــة إلا على خوف نوم غير محـدود
2/ نهضة الشعر العربي: ثم جاء البارودي ووثب
بالشعر العربي وثبة قوية فعاد بديباجته الى عصر القوة و حاك فحول الشعراء في
أسلوبهم ، و أسس مدرسة المحافظين في الشعر تخرج منها كبار الشعراء أمثال (احمد
شوقي ، حافظ إبراهيم ، احمد محرم...) و غيرهم ، و قد امتاز إنتاجهم بمتانة الأسلوب
، حسن الصياغة ،العناية بالمعنى ،المحافظة على بناء القصيدة العربية القديمة ،
والتوسع في الأغراض و الموضوعات الشعرية ، وقد حاولوا أن يستفيدوا من الأدب العربي
الأوروبي:
مادتها وأسلوبها: ينبغي أن تكون مادة الخطابة واضحة المعاني وسهلة الألفاظ والأسلوب.
شخصية الخطيب: يجب أن يكون الخطيب قوي الشخصية أكثر من قوة الكلمات والعبارات للتأثير في الجهود.
من أشكالها: المحاضرة,المناظرة, الحديث الإذاعي, التلفزيـــــــــــــون.
الرسالة: وهي من الفنون الأدبية القديمة التي عرضها العرب في الفترة مبكرة من تاريخهم وقد استخدمها
الرسول صلى الله عليه وسلم في مخاطبة ملوك
عصره لتبليغهم الدعوة الإسلامية الخالدة وزاد اهتمامهم خلفاء المسلمين بهذا الفن
كلما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية, فكانت الرسالة موضع اهتمام الحكام فأدوا لها
ديوان خاصا أطلقوا عليه ديوان الإنشاء وجعلوا
رئيسه من كبار الكتاب و الأدباء حق جاء الأتراك فألغوا ذلك الديوان .
المقالة: لون من ألوان التعبير النثري الذي كثر استعماله في الأدب العربي الحديث وهي من ثمرات
الاتصال بالأدب الأوربي. ويرجع الفضل في شيوخ هذا اللون من النشر إلى الانتشار
الصحافة وتنوعها وقد تناولت المقالة العربية موضوعات سياسية واجتماعية وعلمية
وأدبية.
القصة: لم يجعل الأدب العربي القديم من القصة بمفهومها البسيط, نفي الأدب الجاهلي قصص تدور حول أيام العرب
وحروبهم في القرآن الكريم قصص على الأنبياء أرسلوا إليهم كما عرف الأدب العربي في
تاريخه الطويل أعمالا أخرى توفر لها قدر من النضج الفتي وبعد تبوأت المقالة مكانة
مرموقة بين فنون الأدب العربي الأخرى ولكنها ما لبثت أن تخلت عن مكانتها بسبب
انحرافها إلى غرض تعليمي, فحلت بحشد من العلوم والمعارف وفي الأدب العربي نوعين من
القصة وهما : 1-القصة الطويلة (الرواية) 2- القصة القصيرة (الأقصوصة).
الرواية: مرت الرواية في أدبها العربي بأطوال متعددة تتجلى في:
*الرواية المترجمة: نتيجة اتصالنا بالعرب وإصلاحنا على قرائح الأدب بفنونه المختلة فاتجه بعض
أدبائنا إلى الفن القصصي.
بصفته الشكل الأكثر استيعابا بالمتطلعات واهتمامات الشعب ومن ثمة عينت الصحف والمجلات بنشر
القصة وأفردت لها بابا خاصا.
الروايةالتاريخية: وهي تستوحي أحداثها وتستمد
شخصياتها من التاريخ وتقدم صورة تاريخية لفترة ما بطبيعة العصر وعاداته.
الروايةالاجتماعية: اتجهت الرواية نحو قضايا المجتمع
ومشكلاته وعالجت ما تزدحم به الحياة ووصل حاضرنا بماضينا المجيد.
*خصائصها: تعدالرواية أكبر أنواع القصصية على الإطلاق وهي قادرة بذلك على تقديم لوحات عريضة كما
يجري في المجتمع فتناول جانبا رحبا من الحياة الإنسانية تستعب فيه الشخصيات وأهم
عناصرها الفنية:
1/البيئة: للبيئة الزمنية والمكانية دور كبير
في تحليت أحداث الرواية وتوضيح الظروف التي صاحبتها, ما يجعل للقارئ أكثر فهما
للأحداث والانجذاب لها.
2/الأحداث: أن الأحداث في ذاتها مهما كانت
أهميتها لا تكفي لإخراج عمل روائي ناجح, وإلا كان من السهل على كل إنسان أن يختار
الحوادث الكبرى ليستخذ منها مادة قصصية وقيمة الحادثة تأتي من أن الكاتب تعمقها,
نظرته لجوانبها المتعددة واكتسابها قيمة إنسانية وفنية
خـــــــــــــــــــــــــاصة.
3/الشخصيات: إن أول شيء يشغل بال الروائي
بطريقة تقديم الشخصيات إلى القارئ تعريفه بهم ولذلك نراه يبذل قصارى جهده ليقدمهم
فـــــــــي طريقة مشوقة تاستهوي القارئ وتجعله يـــهتـم بهــــــــــــــــــم.
4/الأسلوب: المقصود بالأسلوب هذا التعبير
ووسائله اللغوية وخصائصها الفنية يتبدل الأسلوب من كاتب إلــــــى آخر فلكل روائي
وسائله التعبيرية حقا أنه يستخدم نفس الألفاظ التي يستخدمها غيره من الروائيين إلا
أنه يصوغها صياغة جديدة فيها شخصيته وروح عصـــــــــــــــره.
الرئيسية 
البوابة 
