لخضر الجزائري 1 مشرف عام مميّز
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
| موضوع: المعلم والأمانة العظمى 08.10.12 19:26 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المعلم والأمانة العظمى بسم الله الرحمن الرحيم المعلم والأمانة العظمى بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ... أما بعد لا يشك أحد منا أن المعلمين والمعلمات – في كل مراحل التدريس – يشكلون أكبر الفئات العاملة في أي مجتمع , وكذلك فأن أي مهنة موجودة في المجتمع , لا شك أن العاملين بها بدأوا حياتهم بالمرور بالمدارس , فجميع المهن أصلا مبنية أصلا على التدريس الأولي والمرحلي المعروف في المدارس النظامية , فمهنة التدريس هي أم المهن في الواقع ... من هنا ندرك جميعا أهمية دور المدرسة في المجتمع .. وأثرها الكبير في بناء المجتمع .. ونحن هنا في بلاد الأسلام ندرك أيضاً تعاظم المسؤلية على المعلم المسلم أكثر من عظمها على معلم كافر .. فنحن المسلمين حملة الهدى , ومن خير أمة أُخرجت للناس , ولعظم هذه المسؤلية على المعلم كانت هذه الخواطر والمناصحة لأخواننا المعلمين دافعنا لذلك قوله صلى الله عليه وسلم { الدين النصيحة } قلنا لمن يارسول الله ؟ قال :- { لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم } أخرجه مسلم . ماذا قدم المعلم لنفسه :- المعلم المسلم كأي فرد في المجتمع المسلم .. عليه أمتثال الأوامر الألهية وأجتناب المحرمات وهنا بعض الأمور أُذكّر فيها المعلم بما يفعله لنفسه راجيا أن يتسع صدره لها :- 1- المحافظة على الفرائض والواجبات والسنن المؤكدة :- فأهم هذه الواجبات هي الصلاة , آكد الواجبات بعد توحيد الله عز وجل , وهي العون على أمور الدنيا والدين بأذن الله .. قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إستعينوا بالصبر والصلاة } البقرة 153 ولا شك أن تركها كفر بالله عز وجل .. كما قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة رضي الله عنه ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة , فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . ثم يأتي بعد ذلك بقية فرائض الأسلام وواجباته من أيتاء الزكاة وصلة الرحم وغيرها .... ثم المحاظة على السنن المؤكدة مثل السنن الراتبة , والوتر و غيرها , ثم ياـي بعد ذلك السنن التي هي من كمال الألتزام بدين الله والتخلق بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . 2- الأخلاص في العمل لله تعالى :- أن لايكون المقصد في كل حركة وسكنة من حركاته وسكناته إلا وجه الله سبحانه وتعالى { قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين , لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } الأنعام 162-163 3- الزهد في الدنيا وعدم التكالب على ما فيها .. والرضا والقناعة بالقليل . 4- أن يجعل من نفسه القدوة لطلبته في قوله وعمله وسمته ومعاملته .. فلا تأمر طلابك أو حتى غير طلابك بأمر حسن وأنت تتركه أو أن تنهى عن أمر سيء وتأتيه . 5- الدعوة ألى الله .. من أوجب الواجبات :- ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود الطاقة والأدب النبوي الكريم .. وهذه النقطة نبسط لها بشيء من التفصيل فيما يلي فبالله التوفيق ومنه العون والسداد ... أ- دعوة المعلم لزملائه :- فلا بد أن يكون المعلم المسلم مشعل هداية ونور لغيره من زملائه .. وهذه وهذه الدعوة التي تدعو بها لا تقتصر على المعلم المقصر فحسب بل حتى للصالح منهم .. o فالمعلم الصالح تدعوه لتثبت – بعون الله لك – أمر صلاحه , وتذكره بأمور ربما غفل عنها.. وربما دعوته وناقشته في ملاحظة لا حظتها عليه .. بالحكمة والموعظة الحسنة وتجنب الأستفزاز وهذا النوع بحمد الله من أيسر الناس تقبلا للنصيحة غالباً . o أما الزميل المقصر فتذكره بالله وبعظم الدور الملقى على عاتقه فربما صلح بصلاحه كثير من الطلاب وربما عصوا بتهاونه رب الأرباب . وهذا النوع من الزملاء لابد من الصبر والأحتساب معهم ثم حسن الأسلوب بالتذكير وعدم الغلظة { أدع ألى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } النحل 125 . o ثم أنصح بكثرة الزيارة لهم خارج المدرسة , وأهداء الهدايا من أشرطة وكتيبات أو حتى الهدايا المادية من متاع الدنيا توددا لهم وتقريبا للخير لهم . o وهناك مسألة مهمة جداً أخي المعلم المسلم الصالح .. ألا وهي أياك والدخول مع هذا النوع في جدل عقيم في فرع قبله أصول في هذا الباب تناقشه فيه .. فأبدأ بالأهم فالمهم , أبدأ بأركان الأسلام فقد يكون هذا المعلم لا يصلي وأنت تناقشه وتكثر مثلا في حكم لبس السروال القصير أو التدخين وهي لا شك أنها مهمة لكن الصلاة أهم وللدعوة أولويات فأبدأ يارعاك الله بالأهم فالمهم . o وكذلك عليك بدعوة بقية الأفراد العاملين بالمدرسة من فنيين وأداريين ومراسلين وغيرهم . دعوة الطلبة :- وهذه الدعوة هي أعظم دعوة وأكبر مسؤلية .. وذلك لكثرة الطلاب الذين يدرسهم المعلم خلال فترة التدريس التي تمر عليه في حياته , فهم مئات بل ألوف , ثم أنهم بعد سنوات الدراسة سوف يصبح كلاً منهم في عمل مختلف عن الآخر .. فعليك بتقوى الله فيهم , فكم من معلم نذكره بخصلة طيبة ودعوة منه لنا , مازلنا نذكره بكل خير ألى يومنا هذا رغم مرور الأيام وتعاقب الأعوام . وكم من معلم لا نتذكره ألا بخصلة سيئة كانت فيه , فشتان شتان بين الصنفين .. والله المستعان . ومن أهم ما تدعو به الطلاب قولاً وعملاً ما يلي :- 1- الأخلاص في العمل والمواضبة عليه :- وأقصد بهذا التدرس الرسمي المناط بك .. فتلتزم بحضور الحصص والمحاضرات المخصصة لك .. وتعد لكل حصة قبل الدخول أليها وألقائها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله يحب من أحدكم أذا عمل عملا أن يتقنه ) . وهذه النقطة – حسب ما أرى – من أهم النقاط التي تجعل للمعلم الهيبة ثم الطاعة بعد ذلك وهذه بدورها تخدم النقاط التالية بأذن الله . 2- المحاولة بأن تكون القدوة :- في القول والعمل والسمت .. وذلك بألتزامك بالسنن القولية والفعلية التي تحلى بها محمد صلى الله عليه وسلم . فالطلاب أذا رأوك وأنت ذو خلق عال مواضب على فرائض دينك أحبوا منك هذا العمل قبل أن تأمرهم به , ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ً } الأحزاب 21 . 3- تسخير المادة التي تدرسها في تذكير الطلبة بالله سبحانه وتعالى وبقدرته .. فمواد الدين نفسها مواد روحية , ولكن هل تكتفي بالمنهج المقرر ؟؟ لعل المنهج طول العام لا يتجاوز الشر ألى العشرين صفحة ! فهل هذه الصفحات تكفي لحصول الفائدة لدى الطالب ؟!! أما المواد الأخرى المادية فيربط فيربط المعلم كل حقيقة فيها بعظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته .. فمثلا مادة الأحياء كم فيها من ذكر الله لمخلوقات الله تعالى , وكم في تلك المخلوقات من أجهزة تعمل .. فسبحان من خلق وصور .. ومادة الكيمياء وكيف تنظم الذرات والمواد فسبحان من خلق كل هذا وقدره تقديراً .. حتى مادة اللغة الأنجليزية .. يُعلم الطلاب فيها المصطلحات التي تفيدهم شرعاً في الدعوة ألى الله مثل مصطلح الجنة , النار , النبي وغيرها . لكن هناك ملاحظة هو أن لايطغى التذكير هذا على جوهر الدرس المقدم في كل مادة فيفقد الطالب الفائدة من الدرس الأصلي والله تعلى أعلم . 4- وضع النصيحة مراعاة لسن الطالب وأدراكه .. فطالب المرحلة الأبتدائية له أمور تخصه على حسب صغر سنه , وطالب المرحلة الثانوية له أيضا أمور تخصه وهكذا . 5- الأحسان والرفق واللين كما قال الشاعر :- ترفق بمن يأتيك للعلم طالباً 00000 وقل مرحباً ياطالب العلم مرحباً فهذا الذي أوصى به سيد الورى00000 كما قد روى الخدري عنه ورحبا فعن صفوان بن عسال المرادي رضي الله قال :- أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكيء على برد له أحمر فقلت : يارسول الله إني جئت طالباً للعلم , فقال :- ( مرحباً بطالب العلم إن طالب العلم تحُفُهُ الملائكة بأجنحتها , ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب ) رواه أحمد والطبراني بأسناد جيد واالفظ له . مع أن الشدة في بعض المواضع لها دور أيجابي في الدعوة والتوجيه , ولكن لكل حال لبوسها .... 6- أستغلال التجمعات الطلابية في غير الفصل الدراسي :- مثل الطابور الصباحي , وعند صلاة الظهر وغيرها في مثل ألقاء كلمة موجزة في أمور محددة تناسب كما قلت أدراك الطلاب وأعمارهم ثم أيضا مراعاة الوقت . 7- توزيع الأشرطة والكتيبات والنشرات الأسلامية بين الطلاب :- وليس شرطا هنا الألتزام بسن الطالب ولو أن هذا هو الأولى فالكتاب والشريط يمكن أن يبقى مع الطالب فترة طويلة يدرك منه لا حقا مالم يدركه وقت أستلامه .. وقد يصل هذا الشريط الى أسرة ذلك الطالب وينتفع به غير الطالب . 8- تشجيع الطالب ماديا ومعنوياً تجاه جهد معين أنجزه :- سواء في الدراسة أو في السلوك . 9- تذكير الطلاب بدورهم في المستقبل تجاه هذا الدين وتجاه مجتمعهم .. وكلما تقدمت مرحلة الطالب زاد المعلم في التذكير بذلك حتى يكونوا بأذن الله أعضاء صالحين لمجتمعهم ودينهم . 10- لعل أسلوب النصح – بالتحديد – في أي شيء له وضعه الخاص فكلما كان النصح للطالب أنفرادياً كان أكثر نفعا للطالب بأذن الله .. والنصح بين الطلاب يجعل الطالب الذي تنصحه يكابر ويعاند ويصر على فعلته .. يقول الأمام الشافعي :- تعمدني بنصح في إنفراد00000 وجانبني النصيحة في الجماعة فأن النصح بين الناس نوع 0000 من التوبيخ لا أرضى إستماعه ولكن أيضا كما قلت في الشدة , فالحال هنا لا يختلف كثيراً , فقد يكون النصح أمام الطلاب نوع من التأديب الذي لا يرتدع الطالب إلا به . وأذكر لك أخي الفاضل نصيحة نفيسة لهارون الرشيد يوصي بها الكسائي معلم إبنه لعلها تنفع بأذن الله , يقول هارون الرشيد [ أقرئه القرآن وعرفه الأثار , وروه الأشعار وعلمه السنن وبصره مواقع الكلام , وأمنعه من الضحك إلا في أوقاته , وخذه بتعظيم مشائخ بني هاشم إذا دخلوا عليه , ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه , ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم بها فائدة تفيده إياها من غير أن تخرق به فتميت ذهنه , ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه , وقومه ما أستطعت بالقرب والملاينة , فأن أباهما فعليك بالشدة والغلظة ] وهناك عدة نقاط يجدر بالمعلم الداعية أن يعيها :- 1. تعلم العلم الشرعي وذلك بالقرءة المستفيضة لكتب العلماء قديما وحديثاً وبحضور الدروس العلمية في بلدته التي يقيم فيها وأن عز ذلك فمن خلال الأشرطة .. 2. التعاون مع زملائك الطيبين في المدرسة – وخارجها أيضاً – للأتفاق على برنامج يسيرون عليه , حتى لا يحصل تضارب وتعارض في العمل الذي يقومون به . 3. أن لا تنسى أنك عضو في مجتمع كبير , المدرسة جزء صغير فيه , فلا تنسى المجتمع الكبير وتهتم بالمدرسة وحدها فأنت معلم في نظر الناس داخل المدرسة وخارجها , وحاول الموازنة بين البيت والمجتمع والمدرسة في دعوتك .. وأخيراً أخي المعلم الفاضل هذا هو جهد المقل أسأل الله العظيم أن ينفع بها وأن يجعلنا من الدعاة ألى الله بكل مانملك وأن يرزقنا السير على نهج رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام { ومن أحسن قولا ممن دعى ألى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } فصلت 33 وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ــــــــــــــــــ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][size=25] تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع | |
|