لخضر الجزائري 1 مشرف عام مميّز
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
| موضوع: الاسْتِعَارَة و أَنْوَاعُهَــــا 03.09.12 13:01 | |
|
الاسْتِعَارَة و أَنْوَاعُهَــــا 1/ تعريف الاسْتِعَارَة: 1- الاستعارة لغة: هي رفع الشيء و تحويله الى مكان آخر, يقال: استَعَار الفَارِسُ سَهما من من كِنانته, أي رَفَعَهُ و حوله منهـــا إلى يده. و من هنا يصح أن يقال استعار انسان من آخر شيئا, بمعنى أن الشيء المستعار قد انتقل من يد المعير إلى المستعير للانتفاع به, و من ذلك يفهم أن عملية الاستعارة لا تتمإلا بين متعارفين تجمع بينهمـــا صلة مـــا. 2- الاستعارة اصْطِلاحَا: هياستعمال عبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة, و هي من المجاز اللغوي أي: كلام يستعمل في غير معناه الأصلي. و هي تشبيه حذف أحد طرفيه (المشبه أو المشبه به) و علاقتهمـــا المشابهة دائمـــا, و يقسم البلاغيون الاستعارة من حيث ذكر أحد طرفيهـــا إلى تَصْرِيحِيَة و مَكْنِيَة. 2/ أقسام الاستعارة: الاستعارة عند البلاغيين نوعان همــــا: 1- الاستعارة التصريحية: هي ما صرح فيهـــا بلفظ المشبه به, أو ما استعير فيهـــا لفظ المشبه به للمشبه. * نحو قوله تعالى: {و رَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} قوله جل جلاله: { رَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ} استعارة تصريحية حيث شبه الربط و الشد على القلوب بشد القِرْبةِ بالوعاء و الحبل الذي تُرْبَطُ به, و القرينة { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ}. * و نحو قول المتنبي يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة: و أقبل يمشي في البساط فما درى *** إلى البحر يسعى ، أم إلى البدر يرتقي ففي هذا البيت مجاز لغوي -أي كلام استعمل في غير معناه الأصلي- و هما كلمتا (البحر) و (البدر) و المقصود بهمـــا سيف الدولة الممدوح في البيت الشعري, فالشاعـــر يشبه سيف الدولة دون أن يذكره تارة بالبحر و بالبدر تارة أخرى. 2- الاستعارة المكنية: و هي ما ظهر فيهـــا المشبه, و حذف منهـــا المشبه به أو المستعار منه, و رمز له بشيء من لوازمه. * نحو قول إيليـــا أبي ماضي: فتح الفجر جفنه *** فإذا الطوفان يغشى المدينة البيضاء فـ (الفجر) في قول الشاعر مشبه, و (الانسان) مشبه به محذوف رمز له بـ (يفتح جفنه) .. و في ذلك تشخيص للمعنوي (الفجر) في صورة حسية نقلت إلينا المعنى واضحا جليـــا, و عبرت عاطفة الشاعر بوضوح. * و قول الشاعر نفسه: كان ذاك الأنين من حجر في السدّ *** يشكو المقادر العمياء فالشاعر في هذا البيت شبه الحجر يشكو من مظالم الحياة و المقادر العمياء و يئن من شدتهـــا, كمـــا يئن الانسان من الظلم و القهر, لكنه حذف الانسان و أشار إليه بأحد لوازمه و هو الأنين. 3/ مكان الاستعارة من البلاغة: الاستعارة صورة من صور التعبير عن المعنى و تقريبه من ذهن القارئ, كما أنها صورة أيضا من صور التوسع و المجاز في الكلام. و البلاغيون ينظرون الى المجاز و الاستعارة و التشبيه و الكناية على أنهـــا عمد الإعجاز و أركانه, و على أنهـــا الأقطاب التي تدور البلاغة عليهـــا, فانهم يجلون المجاز و الاستعارة عنوان ما يذكرون و أول ما يوردون. و من خصائص الاستعارة, أنهـــا تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ, كما تجسد المعنويات, و تثبت الحركة و الحياة و النطق في الجمـــاد.
| |
|