أبو فيصل مديرالموقع
تاريخ التسجيل : 03/09/2009
| موضوع: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 25.02.10 17:27 | |
| العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر
كانت العلاقة بين المعلم والمتعلم في صدر الإسلام قائمة على الحب والوفاء والتكريم والتوقير، فالمعلم والد يؤدب بالحسنى، ويهذِّب بالحكمة، ويقسو حينما تجب القسوة، ولكنها قسوة من يريد الخير لابنه وتلميذه.
وكان المتعلّم ابناً مطيعا بارّاً، يرى في إجلاله لأستاذه مظهراً من مظاهر الأدب وحسن الخلق، وكان التلميذ يعتبر نفسه عجينة في يد أستاذه المحب له الحريص عليه، فهو يشكِلُّها ويصوغها على حسب ما يرى, ويعتقد فيه الصلاح والنجاح. وعلى التلميذ أن يسمع ويستجيب.
وكان الطالب يحافظ على وفائه لأستاذه حتى بعد تخرّجه أو انقطاعه عن حلقة الدرس، أو بلوغه مرتبة ملحوظة في الحياة, فهو يظلّ يذكر مدرسه بالخير، وهو يحتفل لقدومه ولقائه, ويتأدب أمامه ويستحي منه ويزوره ويتودد إليه.
وكان المدرِّسُ من جهته يظلّ على صلة بتلميذه ولو نزل معترك الحياة, وهو يواصل توجيهه وإرشاده بحسب طاقته وإمكاناته وقدراته، وهو يتبع خطواته في المجتمع، ويفرح لتوفيقه ونجاحه في مجال عمله.
هذه العلاقة بين الأستاذ وتلميذه ظلّت قوية ومتينة إلى عهد قريب. ولو رجعنا إلى عهد أبعد، وذهبنا نسترجع تاريخنا الإسلامي لوجدناه عاطراً بقصص الحب والوفاء المتبادل بين المعلّمين والمتعلّمين مليئاً بمواقف التمجيد من جانب التلاميذ للأساتذة والمربّين والأوائل.
ومن أبلغ ما ورد في مجال تكرم الطلاب لأستاذهم هذه القصة
كان المعلّم النحوي الشيخ "الفراء" يقوم بتعليم ولدَيْ الخليفة العباسي المأمون علوم العربية، وذات يوم أراد "الفراء" أن يقوم من درسه، فتسابق الأميران إلى حذائه ليقدِّماه إليه وتنازعا على ذلك لحظة، ثم اتفقا على أن يحمل كل منهما من الحذاء واحدة, ولما علم الخليفة الوالد "المأمون" بالقصة تأثر منها وأعجب بها . أما اليوم: فإنّ من الطلاب من ينسى حق أستاذه وهو بين يديه يغترف من علمه وفضله، فكيف به إذا بعٌد عنه وتخرَّج وعمل في ميدان تخصصه. كما أنّ بعض المدرّسين وهم قلة لا يؤدون حق تلاميذهم عليهم ,ولا يبذلون الجهد المطلوب في سبيل تعليمهم وتربيتهم ومعالجة مشكلاتهم.
حقاً لقد ضعفت الرابطة بين التلميذ وأستاذه في عالمنا المعاصر، وضعفت العلاقة بينهما في بعض الأحيان ضعفاً ينذر بأخطر العواقب؛ إذ بدأ الطالب يسرف في الاعتزاز بشخصيته، وقد يعلو صوته على أستاذه أو يخشى في تعبيره معه، أو أن يضع ساقاً على ساق في وجهه أو يصرِّح أمامه في جرأة بما لا يليق التصريح به، ومن الطلاب من يتجرأ فيعصي أمر أستاذه. فأين هذا مما قاله الشاعر شوقي في فضل المعلم :قم للمعلِّم وفِّـهالتبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولاأرأيت أعظم أوأجلَّ من الذييبني وينشئ أنفساً وعقولاً
وكما ورد في قوله تعالى جلت قدرته وفي فضل العلم: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنْسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.
وقوله عز وجل لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}.
فالتعليم هو وظيفة الأنبياء السامية، والمعلّم هو وريثهم في هذه الرِّسالة. ومحمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم يقول "إنما بعثت معلماً".
حقّا,ً إنّ موضوع العلاقة بين الأستاذ وتلميذه في الوقت الحاضر هو من موضوعات الساعة التي يجب أن تأخذ طريقها إلى الاهتمام والعناية والرعاية والمعالجة السريعة, ولا شك أنّ هذا العلاج يشترك في تقديمه ولاة الأمور من المسؤولين والمربّين والآباء والمدرّسين والمثقفين من العلماء والأدباء، وكذلك نخبة من الطلاب, وحتى نستطيع أن نعود بهذه العلاقة الوثيقة والرابطة المتينة التي كانت تربط الأستاذ بتلاميذه إلى ما كانت عليه من قوة ومحبة ومودة وألفة، وكان لها الفضل الأكبر في تخريج جيل عربي إسلامي من أئمة الفكر والأدب والعلوم ومن كبار العلماء والفقهاء والمحدثين الذين وضعوا الأساس المتين لحضارتنا الإسلامية العربية المجيدة في عصورها الزاهرة.منقول للفائدة | |
|
نعيمة مشرف
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 30.06.10 19:15 | |
| السلام عليكم. فضل المعلم على التلميذ عظيم .وانا لا يمكنني ان انكر افضالك علي.جعله الله في ميزان حسناتك. | |
|
ಇmeakaಇ
تاريخ التسجيل : 13/12/2010
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 14.12.10 17:13 | |
| | |
|
miley مشرف سابق
تاريخ التسجيل : 26/10/2010 الموقع : parai*
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 18.02.11 13:34 | |
| شكراااااااااااااااااااااااااااااااا | |
|
يويو مشرف
تاريخ التسجيل : 31/12/2010
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 07.04.11 12:20 | |
| بـــــــــــارك الله فــــــــــيــــــــــــك على هذا النقل المميز | |
|
رميساء عضو جديد
تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 02.06.11 13:20 | |
| احترامي لك شكرا كتير على الموضوع وشكرا لك أيضا أستاذ | |
|
maroi مشرف سابق
تاريخ التسجيل : 26/10/2010
| موضوع: رد: العلاقة بين الأستاذ والتلميذ في صدر الإسلام وفي عالمنا المعاصر 08.06.11 12:31 | |
| جزاك الله ألف خيرا شكرا لك على الموضوع رائع | |
|