النابغة الجَعْدي توفي نحو 670م – نحو 50 هـ
حياته
هو قيس ، وقيل
حسان ، بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة الجعدي العامري من جنوب اليمن .
كُنيّ بأبي ليلى ولُقب بالنابغة لأنه سكت عن الشعر ثلاثين سنة ثم نبغ في
قوله في الاسلام . هو أقدم من النابغة الذبياني . عاش طويلاً ونادم المنذر
أبا النعمان بن المنذر . قيل إنه كان في الجاهلية يصوم ويصلي ويستغفر وهجر
عبادة الاصنام . وله ابيات يذكر فيها التوحيد والبعث والجنة والنار . وفد
على النبي على رأس وفد من قومه فأسلم وأنشده قصيدته الرائية، فأعجب بها
الرسول وقال له : أجدت ، لا يُفضض الله فاكَ .
نسبه:
ينتسب بنو جعدة
إحدى قبائل بنو عامر بن صعصعة الشهيرة ويتسلسل نسبها إليه : جعدة بن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وجاء في كتاب الأغاني : ( في أخبار النابغة
الجعدي ) في اسم الشاعر النابغة الجعدي / حبان بن قيس بن عبدالله بن وحوح
بن عدس وقيل : ابن عمرو بن عدس مكان وحوح بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن
قيس بن عيلان بن مضر وقيل : هو أبو ليلى عبدالله بن قيس بن عُدس المعروف
بالنابغة الجعدي وهو صحابي وقيل : أن اسمه / قيس بن عبدالله وقيل /
عبدالله بن قيس وقيل : حيان بن قيس بن عبدالله بن عمرو بن عدس بن ربيعة
بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعدي، نسبه هكذا قاله
أبو عمر وقال الكلبي : هو قيس بن عبدالله بن عدس بن ربيعة والراجح عندي
أنه / حبان بن قيس بن عبدالله, ينتمي إلى جده جعدة بن كعب, من بني عامر بن
صعصعة, من قيس عيلان أبو ليلى شاعر مخضرم مطبوع, سمي بالنابغة لأنه أقام
مدة لا يقول الشعر ثم نبغ فيه كان من الحنفاء الذين أنكروا الخمر في
الجاهلية وهجروا الأوثان, شهد فتح فارس ثم شهد وقعة صفين مع / علي بن أبي
طالب سكن الكوفة فسيره معاوية إلى أصفهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد جاوز
المائة . ومن المراجع : الأعلام 6 / 58 - العقد الفريد 2 / 97 - الأغاني 5
/ 33 - أسد الغابة 5 / 291 , 293 - بروكلمان 1 / 232. والذي ذكرناه أشهر
ما قيل فيه، وإنما قيل : له النابغة؛ لأنه قال الشعر في الجاهلية، ثم أقام
مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه فقاله، فسمي النابغة وطال
عمره في الجاهلية والإسلام، وهو أسن من النابغة الذبياني، وإنما مات
الذبياني قبله، وعمر الجعدي بعده طويلاً، وقيل : عاش مائة وثمانين سنة
وقال ابن قتيبة : عاش النابغة الجعدي مائتين وأربعين سنة
شهد فتح فارس ثم شهد وقعة صفين مع علي بن أبي طالب سكن الكوفة فسيره معاوية إلى أصفهان
فمات فيها وقد جاوز المائة . قال له النبي لا يفضض الله فاك ودعا له بطول العمر فعاش 180 عاماً وتوفي ايام عبد الله بن الزبير
وفي
العام التاسع من الهجرة قدم النابغة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ضمن وفد من الوفود التي انقادت لهذا الدين وأتت لتعلن الإذعان والاستسلام
له، وفي هذه الأثناء التي استنشقت فيها النفوس الحياة من جديد كما
استنشقتها أول مرة، باغت النابغة الحضور بقصيدته الرائية الشهيرة التي حوت
مديح الرسول صلى الله عليه وسلم كما حوت أبيات الحكمة، الأمر الذي حدا به
بأبي هو وأمي أن يدعو لشاعرنا رضي الله عنه قائلا: "لا يفضض الله فاك"،
فأثبتها الله فلم تبل له سن، وقيل إن سنة لم تسقط إلا وأنبت الله بدلا
منها....
ورغم أن هذه الرواية الفائتة لا يسلم إسنادها من مقال من
الناحية الحديثية، نظرا لاشتماله على الضعفاء وغير الموثوق بأخبارهم، فإن
للقصيدة شهرة واسعة جدا في كتب الأدب وكذلك السير والتاريخ، بنفس السياق
الذي مر بنا، على نحو جعل بعض عبارات المحدثين تشي من وجهة نظري بأن لها
أصلا لا محالة، ولا يخفى ما ينبغي أن يأخذ به الباحث نفسه من معايير في
التعامل مع كل من هذه القصص التي يترتب عليها أحكام شرعية، وتلك التي لا
تعدو كونها مجرد قصة غير مستحيلة الحدوث، فقد ترخص الأئمة في قبول هذا
الصنف الثاني ببعض ضوابط لا مجال الآن لتفصيلها، يهمنا أن نخلص منها إلى أن
روايتها من حيث هي لا غبار عليها مع أخذ الحيطة من الجزم بحدوثها لاسيما
إن تعلقت القضية بإطلاق بعض الأحكام واستنباطها، على أنني أحب أن أنبه إلى
أننا وإن كنا مترددين في الجزم بوقوع هذه الحادثة وصحة قصيدته، فالذي لاشك
فيه بحسب زعمي هو أن للنابغة صحبة، فقد ترجمت له الكتب المعنية بهذا الشأن،
ونصوا على ذلك أثناء ترجمته، كما أنه يغلب على الظن أنه قائلها، على ما
يعتري بعض أبياتها من شك
يحسن بنا أن نشير إلى اختلاف المؤرخين في اسم
نابغتنا رضي الله عنه، هل عبد الله أو عبد الله بن قيس أو قيس بن عبد الله
أو حبان بن قيس، وقد قيل إن سبب تسميته بالنابغة هو أنه ظل ثلاثين سنة في
الجاهلية دون ان يعرف عنه قول الشعر ثم نبغ فيه وتفجر على لسانه..
واختلف العلماء في اسمه، فقيل: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وقال ابن قتيبة: هو عبد الله بن قيس بن جعدة بن كعب بن ربيعة.
وقال
الأصفهاني: هو حبان بن قيس بن عبد الله بن وحْوَح بن عدس- وقيل: ابن عمرو
بن عدس مكان وحوح- ابن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن
معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر.
واتَّفقت مصادر ترجمته أنَّ كنيته "أبو ليلى"، وأنَّهُ عمره طويل، فقد جاوز المئة سنة.
أمَّا
عائلته، فذُكِرَ منها أمَّه، وهي فاخرة بنت عمرو بن جابر بن شحنة الأسديّ،
وأخُوهُ وحوح، وقد أشار إليه ابن سلام دون أن يذكر اسمه، وقال المرزوقي
إنَّ اسمه "محارب".
وقال البكري إنَّ محارباً هذا هو محارب بن قيس بن عدس من أشراف قومه.
أمَّا
امرأتهُ، فقد ذكر ابن سلام أنَّه تزوّجَ امرأةً من بني المجنون، وهم عدد
بني جعدة وشرفهم، فانزعتهُ وادَّعت الطلاق، فكان يراها في منامه.
وأمَّا
سنة ولادته، فلم تعرف، وكذلك سنة وفاته، وقال الزركلي: إنَّهُ توفيَّ نحو
السنة 50 هـ/ نحو 670م. ولكن ذكر أنَّه جاهليّ، أدرك الإسلام، وكان أكبر من
النابغة الذبياني، "ويدلّ على أنَّه أقدم من النابغة الذبياني أنَّهُ
عمِّر مع المنذر بن المحرّق قبل النعمان بن المنذر، وكان النابغة الذبياني
مع النعمان بن المنذر وفي عصره، ولم يكن له قدم إلاّ أنَّهُ مات قبل
الجعدي، ولم يدرك الإسلام".
ورد ذكره في "سير أعلام النبلاء": ((هو أبو ليلى شاعر زمانه له صحبة ووفادة ورواية وهو من بني عامر بن صعصعة.
يقال: عاش مئة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد ويمتدح الأمراء وامتد عمره قيل عاش إلى حدود سنة سبعين.
قال محمد بن سلام: اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة.
له شعر كثير، تحدث في أكثره عن طول عمره كقوله:
ولقد شهدت عكاظ قبل محلِّها فيها، وكنت أُعَدُّ مِ الفتيان
والمنذر بن محرّق في ملكه وشهدت يوم هجائن النعمان
وعمرتُ حتى جاء أحمد بالهُدى وقوارعٍ تتلى من القرآن
وقوله (أعدّ مِ) معناه (أُعدُّ من) لكنه اضطر فحذف النون.
وقد ذكر الرواة أنه أنشد الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدته الرائية حتى قال فيها:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال
له الرسول صلى الله عليه وسلم : (أين المظهر يا أبا ليلى؟) قال: قلت:
الجنة، قال: ¸أجل، إن شاء الله تعالى• ثم قال له الرسول ³: (أنشدني من
قولك). فأنشدته:
ولاخير في حلمٍ إذا لم يكن له بوادرُ تحمي صَفْوَهُ أنْ يُكَدَّرا
ولاخير في جهلٍ إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال:
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لايَفْضُضِ اللهُ فاك) مرتين.
فَرُوِيَ أنّ النابغة بقي عُمْرَهُ أحسن الناس ثغرًا، كلما سقطت سِنٌّ عادت
أخرى.
وهذه القصيدة طويلة مشهورة، ومطلعها :
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابًا كالمجرَّة نَيِّرا
ومنها:
وجاهدت حتى ما أحسُّ ومن معي سهيلاً إذا ما لاح ثم تحوَّرا
أقيم على التقوى، وأرضى بفعلها وكنت من النار المخوفة أحذرا
وفيها أبيات في الفخر، جيدة، منها قوله:
وإنَّا لقومٌ ما تَعَوَّدُ خيلُنا إذا ما التقينا أن تحيدَ وتنفرا
وننكر يوم الرَّوْعِ ألوانَ خيلنا من الطعن حتى تحسبَ الجَوْن أشقرا
وليس بمعروفٍ لنا أن نردَّها صِحاحًا ولا مستنكرًا أنْ تُعَقَّرا
توفي أيام ابن الزبير، وقد جاوز المائة.
وقيل: إنه قال في ابن الزبير:
حكيت لنا الصديق لمـا ولـيتـنـا عثمان والفاروق فارتاح مـعـدم
وسويت بين الناس في الحق فاستووا فعاد صباحاً حالك الليل مـظـلـم
في أبيات فأمر له بسبع قلائص وتمر وبر. وقد حدث عنه يعلى بن الأشدق ولم يصح ذلك.
ويقال: عاش مئة وثمانين سنة وقيل أكثر من ذلك. وشعره سائر كثير. وقيل: اسمه حيان بن قيس وكان فيه دين وخير)).
شهد
النابغة الجعدي عهد الرسول وعهد خلفائه الأربعة ، وكان موضع احترامهم
وتقديرهم ، كما شهد فتح فارس وانحاز إلى الخليفة علي بن أبي طالب في صفين .
ولما ولّي معاوية أمَر مروان بن الحكم بأخذ أهل النابغة وأمواله فهدده هذا
الأخير وأوعد بني أمية بهجائهم فرد له معاوية ما أخذ منه . قيل إنه مات في
أصفهان بفارس .
تبادل النابغة الجعدي الهجاء مع عدد من شعراء زمانه
بينهم أوس بن مغراء والعجاج وكعب بن جعيل وليلى الأخيلية ، وكانت لهم
الغلبة عليه . صنفه بعض الشعراء القدامى في الطبقة الثالثة من الشعراء .
يدور شعره حول الافتخار بأمجاد قومه، إلى جانب المدح والهجاء والحكمة .
يمتاز بقلة التكلف وطول النفس والإقلال من الألفاظ الغريبة الصعبة . تأثر
بالإسلام ووردت في شعره ألفاظ قرآنية وبعض الإشارات الدينية .
بقي
شعر النابغة الجعدي موزعاً في كتب اللغة والادب الى ان جمعته المستشرقة
الايطالية ماريا نالينو وطبعته في روما سنة 1953 م . وقام عبد العزيز رباح
بتحقيق ما جمعته الايطالية وأعاد تبويبه وقام المكتب الإسلامي بنشر عمل
رياح سنة 1964 م .
و يروى أنه عندما جاء للنبي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- مسلما أنشده قائلا:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجـرة نـيرا
بلغنا السماء مجدنا وجــدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال
النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال: «الجنة»،
قال النبي_صلى الله عليه وسلم_: «أجل إن شاء الله»، ثم أكمل إنشاده:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمى صفوه أن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي: «لايفض الله فاك مرتين».
ومن أبياته التي ألقاها أمام الرسول قصيدة مكونه من ما يزيد عن 200 بيت مطلعها
تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ومن حاجة المحزون ان يتذكرا
تقضى زمان الوصل بيني وبينها ولم ينقضي الشوق الذي كان أكثرا
واني لاستشفي برؤية جارها إذا ما لقاؤها علي تعذرا
والقي على جيرانها مسحة الهوى وان لم يكونوا لي قبيلا ومعشرا
يقال أنه عاش مئة وعشرين سنة، وقيل مئة وثمانين، وقيل أكثر.
القصيدة :
الحمد لله لا شريك له
من لم يقلها فنفسه ظلما
المُولج الليل في النهار
وفي الليل نهارا يُفَرِّج الظُلما
الخافض الرافع السماء على الأرض
ولم يبن تحتها دَعَما
الخالق البارئ المصور في الأرحام
ماء حتى يصير دما
من نطفة قدَّها مقدرها
يخلق منها الأبشار والنسما
ثم عظاما أقامها عصبٌ
ثُمَّتَ لحما كساه فالتأما
ثم كسا الريش والعقائق أبشارا
وجلدا تخاله أَدَما
والصوت واللون والمعايش والأخلاق
شتى و فرق الكَلِم
ثُمَّتَ لا بد أن سيجمعكم
والله جهرا شهادةً قَسَما
فائتمروا الآن ما بدا لكم
واعتصموا إن وجدتم عصما
في هذه الأرض والسماء ولا
عصمة منه إلا لمن رحما
المعنى العام:
في
هذه القصيدة ضروب من التوحيد لله والإقرار بالبعث والجزاء والجنة وأيضا
بعظائم قدرة الله تعالى والنار وصفاته عز وجل حيث ابتدأها بالتحميد.
أهم مؤلفاته:
-ديوان النابغة الجعدي
وفاته :
توفي
في أصفهان بعد أن سيره معاوية مع أحد ولاتها وهكذا عاش في جاهليته وإسلامه
موحداً متبعاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدحه رسول الله (ص) ودعا
له وقد مدحه الكثيرون من العلماء ، وري أنه سأل يونس النحوي النابغة فكيف
تقرأ " وجئتك من سبأ بنبأ يقين " . فقال يونس : قال الجعدي وهو أفصح العرب :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ *** يبنون من دون سيله العرما
فشهد
يونس للنابغة بأنه أفصح العرب في عصره وقراءته يعد بها دلالة على علو قدره
وسمو رتبته رضي الله عنه صحابياً جليلاً ما أخطأ الحق في جاهليته ولا
إسلامه