النـص :
بينما لا تعرف الأمم إلاّ الفُرس والروم ، ولا تتحدّث إلاّ عنهما ، إذ بأمّة تنهض من حيث
لم يكن يتوقّّع لها أن تنهض ، أمّة تخرج من جزيرة العرب صغيرة لتدخل التاريخ كبيرة ، وتخطّ في صفحاته أحداثها العظيمة ، ولكن كيف يمكن لشبه جزيرة العرب أن تبعث أمّة ،أو تنشئ دولة ببواديها القاحلة وصحاريها الجرداء ؟! وكيف تستطيع قبائل العرب المتناحرة (( أن تفكّر في حضارة )) أو تقيّمها ؟! لقد كان كسرى الفُرس يسمّي العربيِ راعي الإبل والغنم ، وكان قيصرُ الروم يصفه بالحافي العاري والجائع ، أ فمن هؤلاء الرعاة العراة الحفاة تنهض أمّة يعبأ بها الروم ويهتمّ لها الفرس ؟! لقد نهضت هذه الأمّة ، و أخذت الأرض تهتزّ تحت قدم كل فارس منها ، وما كان لها أن تنهض لولا الإسلام ، فواجهت الفرس والروم وتغلبت عليهم ، فرضخوا لها (( وهم صاغرون )).
إنّ المسلمين لم يتغلبوا على هذين الأسدين بالعدد والعُدَّة وإنما بعقيدة (( ثبتت فيقلوبهم)) وإيمان صحيح وبهذا العلب نشأت الحضارة العربيّة الإسلاميّة التي(( حملت عبءالحضارة)) في العالم عشرة قرون تباعا ، ونشرت الإسلام في أنحاء الإمبراطوريتين وما وراءهما ، وكادت تمتدّ إلى أكثر من ذلك لولا الانتكاسات التي ألمّت بها . فمــا أعظم تاريخ أمّتنا ! .
[محمد حسين هيكل « الصديق أبو بكر » بتصرف ]
الأسئــلة :
/ البناء الفكريّ : ( 06 نقاط )
1 – ضع عنوانا مناسبا للنص .
2 – ما الذي جعل العرب يشكّلون أمّة وينشئون حضارة ؟.
3- لماذا تعجّب الكاتب من عظمة تاريخ أمّتنا ؟
4 – اشرح ما يلي : المتناحرة – تباعا .
2 / البناء الفنّي : ( 02 نقطتان )
1 – استخرج من النص : استعارة و مقابلة
3 / البناء اللّغويّ : ( 04 نقاط )
1 – بيّن محلّ الجمل الواردة بين قوسين من الإعراب في النص
4 / الوضعية الإدماجيّة : ( 08 نقاط )
لمَّا دخل العرب الإسلام تغيّرت طباعهم وتهذّبت أخلاقهم بفضل تعاليمه السمحة .
اكتب نصّا حجاجيا في ثمانيّة أسطر تحث من خلاله صديقك على خلق كريم دعا إليه الإسلام موظفا : ثلاث حجج لإقناعه ـ استعارة ـ جملة شرطيّة .
|