المفتي : الزكاة ليست منّة ولا مباهاة ولا تعطى للطوافين على المنازل

مشرف عام مميّز تاريخ التسجيل : 22/09/2009

المفتي : الزكاة ليست منّة ولا مباهاة ولا تعطى للطوافين
على المنازل
حذّر سماحة
المفتي، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من ترك إخراج الزكاة أو التهاون فيها، مؤكدًا
على إخراجها في وقتها وبالنصاب الشرعي المحدد، وأن يتحرّى المسلم الدقة في ايصالها
لمستحقيها من الفقراء والمساكين وابن السبيل والعاملين عليها، مشيرًا إلى أن من
صعُب عليه الوصول إلى هذه الفئات المستحقة لها أن يعطيها للضمان الاجتماعي فإن لديه
المعلومات الدقيقة والموثقة والاحصاءات عن الأسر المحتاجة والفقيرة، وحذّر سماحته
من إعطائها للطوافين الذين يطوفون على الناس ويأخذون من الكثيرين، مطالبًا بالبحث
عن الأسر المتعففة المحتاجة التي تعاني من الحاجة ومن اثقلتهم الديون والأقساط،
وإيجارات المساكن، ومن لا تكفيهم رواتبهم سدّ احتياجاتهم الأساسية، وقال المفتي
العام : إن الزكاة فرض على المقتدر ومن بلغ لديه النصاب، وليست منّة من أحد ولا هي
وسيلة للمباهاة ولا هي معروف يؤدى بل أن تخرج ابتغاء مرضاة الله،
كما حذّر
سماحته التجار الذين يتحايلون على إخراجها فيقومون بتدوير أموالهم في تقسيط
السيارات والعقارات ويتحايلون على أنه ليس لديهم أموال حال عليها الحول، وقال: لم
يوكل صرف الزكاة لأهواء الناس بل حددت الفئات المستحقة لها .
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة المفتي العام أمس
وخصصها للحديث عن الزكاة وفرضيتها وشروطها وضوابطها وأنواعها وكيفية إخراجها،
ومستحقيها، وقال سماحته : إنها ركن من أركان الإسلام وصمام أمان للاقتصاد الإسلامي،
ومن أسباب رحمة الله لمخرجها، ومن علامات الالتزام بهذا الدين، ومن أسباب نصرة الله
لعبده، وعنوان الأخوة في الإسلام، وسمة من سمات أهل الإيمان والإسلام، وسبب البركة
في المال، وتساعد المسلم على التغلب على نزعات الهوى، وأن مخرجيها من المهتدين كما
جاء في القرآن الكريم، وهي مطهرة لأخلاق ولسلوك ولنفس الانسان من الطمع والجشع
وتزكية للنفس.
وأكد المفتي العام أن من يشكك في فرضية الإسلام وأنها ركن من
أركانه فهو كافر ومرتد عن دين الله، أما من يتقاعس عن إخراجها فإنه يعرّض نفسه
للعذاب الشديد، وقال: إن الله قد يبتلي البعض بالفقر والفاقة وقلة الامكانات او
انعدامها ليختبرهم ان صبروا ام سخطوا على ابتلائه، كما يختبر البعض بوفرة المال فهل
يكون سببا لطغيانهم وشحّهم وتكبّرهم واستعلائهم على الناس، مضيفًا أن المؤمن الحق
هو من يتخلّص من هذه البلايا فيرضى الفقير بقدر الله وقضائه ويؤدي الغني حقوق الله
عليه ويخرج زكاة ماله وتجارته وما أنعم عليه من تجارة وأموال وأنعام، وهي مقدارها
2.5% من الاموال التي حال عليها الحول، ثم تناول المفتي العام أنواع الزكاة منها
زكاة المال والخارج من الارض من الحبوب والثمار وبهيمة الأنعام من الإبل والبقر
والغنم، وفي النقدين من الذهب والفضة وما يقام مقامهما من الاوراق النقدية
المتداولة اليوم والتي يتعامل بها الناس، وقال: إذا بلغت الأوراق النقدية النصاب
تخرج عنها الزكاة وهي ربع العشر اذا حال عليها الحول، واضاف سماحته : إن المسلم
يزكي عن النقود التي في ذمم الناس ولا سيما الديون الموثوقة، وكذلك المقسطون
للسيارات والعقارات الاقساط الطويلة فيقوّم التاجر النصيب الذي يرد إليه سنويا من
هذه الاقساط ويخرج الزكاة عنه، اما الديون الميؤوس منها فإنه يزكى عنها صاحبها متى
قبضها وتكون زكاة لعام واحد، اما الديون الموثوقة والمطمئن صاحبها أنها سترجع إليه
والموثقة فيزكّى عنها كل عام سواء كانت قروضا او قيمة مبيعات او أجور، وأوجب الشارع
الزكاة في عروض التجارة من ملابس وعقارات او معدات .
وقال سماحة المفتي العام :
إن الزكاة أمانة تحتاج إلى دقة في إخراجها وتحرٍ عن المستحقين لها، ولم يوكل صرفها
إلى هوى المزكّين، وقال: إن الفقير الذي لا يجد شيئا يستحقها وكذلك من لا يغطي دخله
احتياجاته الاساسية ومصاريف اولاده وايجار مسكنه، مؤكدا ان الاقارب الأولى بالزكاة
دون تهويل أو إثارة أو تجمّعات وتعطى للمتعففين من الناس، أما المطوفون فان لم
تعطهم يعطهم غيرك، ولا يغرنك جمال ملبس المتعففين وتحسبهم أنهم غير مستحقين وهم في
الحقيقة أغنياء من التعفف فهم أولى بالزكاة، وتعطى للشاب غير المقتدر على الزواج
ومستأجر المسكن الذي يعجز عن دفع الايجار، ومن تكالبت عليهم الديون والاقساط
ومصاريف الأبناء، مشيرا الى ضرورة مراعاة حاجات الناس اليوم فليست كالأمس، فحاجاتهم
اليوم كثيرة ومرهقة واثقلت كواهل الأسر الكبيرة، وتعطى للمسجونين في قضايا الحقوق
والديون، وللغارمين لمصلحة الأمة والقائمين على الاصلاح بين المتنازعين وفك الرقاب
وابن السبيل، ولا تعطى للمتلاعبين بالأموال والديون والقروض، ولا يجوز اسقاط الدين
واعتباره من الزكاة، وحذّر من المجاملة في اخراج الزكاة .
وقال المفتي العام : إن الضمان الاجتماعي من أموال الزكاة
ومدعوم من الدولة ويصرف للأسر الفقيرة والمحتاجة، ولا يجوز ان يأخذ منه من لا
يستحقه، وطالب المفتي العام من لا يستطيع ايصال زكاته للفقراء والمستحقين ومن عجز
عن ايصالها لهؤلاء ان يعطيها للضمان الاجتماعي على أنها زكاته، فالضمان لديهم
احصاءات ومعلومات دقيقة عن الأسر الفقيرة والمحتاجة، واختتم المفتي العام خطبته
بالتأكيد على فضل العشر الأواخر من شهر رمضان مطالبا باغتنامها في الإكثار من
الدعاء والتهجّد وذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وسؤال الله قبول
الأعمال.
المدينة

» المفتي: زكاة الفطر من طعام البلد.. ولا يجوز إخراجها نقدًا.. ولا تعطى للواقفين عند الباعة
» المفتي: زكاة الفطر من طعام البلد.. ولا يجوز إخراجها نقدًا.. ولا تعطى للواقفين عند الباعة
» متى تجب الزكاة ؟ وما وقت وجوبها ؟ ومن هم مستحقوها ؟ وجوب الزكاة ليس مربوطا برمضان
» حكم النقود التي تعطى للأطفال يوم العيد!
» اغرب المنازل