هل الوسيلة لها حكم مقصدها (دائماً) ؟ للاخ ابو معاذ سعد الدوخي

مشرف عام مميّز تاريخ التسجيل : 22/09/2009

هل الوسيلة لها حكم مقصدها (دائماً) ؟
قال أنمار الجميلي: «وجهل أو تجاهل -أي الشيخ أبو عبد الحق الكردي- أن الوسائل لها أحكام المقاصد فإذا كانت المقاصد شرعيّة فلا بُدَّ من وسائل شرعيّة فكلاهما متلازم لا ينفكُّ أبداً»
أقول وبالله التوفيق: لي وقفةٌ على قولك:«فكلاهما متلازم لا ينفكُّ أبداً» ، وهذا على إطلاقه فيه نظر من وجهين :
الأول: إنَّ من القواعد المقررة: «الوسائل لها أحكام المقاصد»، فلا يكفي صلاح المقصد وشرعيَّته، وإنما شرعيَّة ما يُفضي إليه من الوسائل، خلافاً للقاعدة اليهودية الفاسدة «الغاية تُبرر الوسيلة»!، وشقيقتها القاعدة البعثيَّة «كلُّ شيءٍ من أجل النصر»!!.
لكن قد تنفكُّ الوسيلة عن مقصدها في الحكم، كأن يكون الشيءُ واجباً شرعيَّاً، ووسيلته مكروهةٌ، أو محرَّمةٌ!!.
قال ابن القيِّم -رحمه الله- : ( لا يلزم ذلك[1] ؛ فقد يكون الشيء مُباحاً ، بل واجباً ، ووسيلته مكروهة، كالوفاء بالطاعة المنذورة : هو واجب ، مع أن وسيلته ، وهو النذر مكروه منهي عنه ، وكذلك الحلف المكروه مرجوح ، مع وجوب الوفاء به أو الكفارة ، وكذلك سؤال الخلق عند الحاجة مكروه . ويباح له الانتفاع بما أخرجته له المسألة ، وهذا كثير جداً.
فقد تكون الوسيلة متضمنة مفسدة تكره أو تحرم لأجلها ، وما جعلت وسيلة إليه ليس بحرام ولا مكروه)[2].
الثاني: تنفك الوسيلة عن حكم مقصدها إنْ دلَّ دليلٌ صحيحٌ عليها، مثل :
أولاً : إباحة أكل الميتة لدفع مفسدة الموت، فدفع الموت مقصد شرعيّ، وأكل الميتة -أصالة- محرّمٌ بالكتاب، والسُّنَّة، والإجماع، لكنه أُبيح لدفع مفسدة أعظم -وهي الموت-، ولأنَّ المشقة ههنا غير محتملة .
ثانياً : كذب الرجل على أهله .
ثالثاً: كذب الرجل لإنقاذ نفسه من عدوٍّ .
رابعاً : كذب الرجل لإصلاح ذات البين .
فهل أنمار الجُهيلي جهل هذه النصوص، أم تجاهلها، أم أنه الهوى ؟!
أترك الجواب للمنصفين . . .
كتبه :
أبو معاذ سعد الدوخي
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أي كون الوسائل تابعة لمقصودها في الحكم .
[2] التفسير القيم لابن القيم، سورة الفاتحة .

» عن معاذ بن جبل - رضي اللّه عنه قال
» 10أعراض للسرطان نتجاهلها دائماً
» بالصور ... أجمل الشوارع في العالم تتمنى أن تراها وتمشي فيها دائماً