/01/الاستعارة : تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه (
المشبه أوالمشبه به) .
نفهم من الكلامالسابق أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسين وهما (
المشبه والمشبه به) فإذاحذف أحد الركنين لا يعد تشبيهاً بل يصبح استعارة .
لاحظ الفرق بين :
محمد أسد -
رأيت أسداً يتكلم -
محمد يزأر وهو يفترس الأعداء .
-2
أنـواع الاستعـارة :
(أ) -
استعارة تصريحية : وهي التي حُذِفَ فيها المشبه (
الركن الأول) وصرح بالمشبه به .
مثل :
نسي الطين ساعة أنه طين .. شبه الشاعر
الإنسان بالطين ثم حذف المشبه (
الإنسان) وذكر المشبه به (
الطين)على سبيل الاستعارة التصريحية .
مثل :قوله تعالى
الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .. شبه
الكفر بالظلمات والإيمان بالنور ثم حذف المشبه (
الكفر والإيمان) وذكر المشبه به (
الظلمات والنور) على سبيل
الاستعارة التصريحية .
(
في قلوبهم مرض ) ، (
واعتصموا بحبل الله ) .. بين الاستعارة بنفسك .
(ب) -
استعارةمكنية : وهي التي حُذِفَ فيها المشبه به (
الركن الثاني) وبقيت صفة من صفاته ترمزإليه .
مثل :
حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي فشعرت بالفخر والاعتزاز .
المحذوف المشبه به ، فالأصل :
التاريخ يتحدث كالإنسان ، ولكن
الإنسان لم يذكروإنما ذكر في الكلام ما يدل عليه وهو قوله :
حدثني (فالدليل على أنها
استعارة : أن التاريخ لا يتكلم).ومثل :ماسبق :
طار الخبر في المدينة ..
استعارة مكنية فلقد صورنا
الخبر بطائر يطير ، وحذفنا
الطائر وأتينا بصفة من صفاته (
طار) ، (فالدليل على أنها
استعارة : أن الخبر لا يطير). .
-
يهجم علينا الدهر بجيشمن أيامه ولياليه -
وتبني المجد يا عمر بن ليلى -
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا - شاكٍ إلى البحر ..
بين الاستعارة بنفسك .
(جـ) -
الاستعارة التمثيلية : أصلهاتشبيه تمثيلي حُذِفَ منه المشبه وهو (
الحالة والهيئة الحاضرة) وصرح بالمشبه به وهو (
الحالة والهيئة السابقة) مع المحافظة على كلماتها وشكلها وتكثر غالباً في الأمثال عندما تشبه
الموقف الجديد بالموقف
الذي قيلت فيه .
مثل :
لكل جواد كبوة - رجع بخفي حنين -
سبق السيف العذل -
فمن يزرعِ الشوك يجنِ الجراح .
سر جما ل الاستعارة : (
التوضيح أو التشخيص أو التجسيم) .
س :
بين نوع الاستعارة فيما يأتي :
1 - سيغمر ليلنا فجر قريب .
2 - رأيت بحرًا يتصدق على الفقراء .
3 - تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً
4 - أحاذر أنيرين الفقر بعدى وأن يشربن رنقاً بعد صاف
5 - قال عمر أبو ريشة (1908-1990م) يخاطب بلاده :
يا عروسًا تنام ملء المحاجرِ شيِّعي الحُلمَ و الطيوفَالسَّواحرِ
6 - قال أبو العتاهية : وإذا العنايةُ لاحظتكَ عُيونُها نَمْفالمخاوفُ كُلُّهُنَّ أمانُ
7 - نامت أحلام الأطفال في فلسطين فمتى تستيقظ؟!!
8 - لأَبي خالد القَناني : أحاذر أن يرين الفَقـْر بعـدي وأن يَشْرَبْنَرنقاً بعدَ صـافِ
9 - يقول شوقي وهو في منفاه : أحرام على بلابله الدوح حلالللطير من كل جنس؟
10 - وسلا مصر هل سلا القلب عنها أو أسا جرحها الزمانالمؤسي
11 - النور يبني في السفوح وفى الذرا دورا مزخرفة وحينا يهدم
12 - ابتلعت أطماع اليهود حقوقنا في عروبة فلسطين .
13 - وطني خذ العهد الأكيد .
14 - أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا .
15 - لأبي فِراس الحمداني :
أراكَعَصِيَّ الدَّمعِ شـيمتُكَ الصَّبْـرُ أما للِهـوَى نهيٌ عليكَ ولا أمْرُ ؟
فقُلْتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الـهوَى قتيـلُك. قالت: أيُّهُمْ ؟ فَهُمُكُـثْرُ
16 - للنابغة الذبياني : فهمْ يـتساقـَوْن المنـيـّةَ بـيـنـهم .
17 - نسور الجو دمروا مواقع الأعداء .
الكناية:
هي تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي ، و إنما يقصد به معنى ملازم للمعنى الحقيقي .
أو هي : تعبير استعمل في غير معناه الأصلي (
الخيالي) الذي وضع له مع جواز إرادة المعنىالأصلي (
الحقيقي) .
.. لتوضيح الكلام السابق بمثال يقول (
أبي نظيف اليد) منالواضح أن المعنى الحقيقي هنا ليس مقصوداً وهو معنى غسل اليد و نظافتها من الأقذار، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم لذكر هذه العبارة الذي يتولد ويظهر في ذهننامن: (
العفة أو الأمانة، أو النزاهة أو الترفع أو نقاء الضمير..) وما شابه ذلك منالمعاني المجردة حسب سياق الحديث ، وهذه هي الكناية معنى ملازم للمعنى الحقيقي .
- مثال آخر: قال تعالى (
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ) (الفرقان: من الآية27) .
لو تأملنا الآية السابقة نجد أن المقصود من هذه الآية ليس المعنى الحقيقي وهو
عض اليدين، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم لذكر هذه الآية الذي يتوّلد ويظهر في ذهننا من: (
الندم الشديد) حيث إن من ظلم نفسه بكفره بالله ورسوله ولم يستجب لدعوة الإيمان يرى مصيره المرعب يوم القيامة ألا وهوالإحراق في النار فيندم على ما كان منه في الحياة في وقت لا ينفع فيه الندم ، فيعضعلى يديه .
-
تدريب : بين الكناية فيما يأتي :
عتريس خفيف اليد - عاتبتصديقي فاحمر وجهه - الحر يأبى الضيم - الحلاق خفيف اليد - أنا الذى نَظَر الأعْمَىإلى أدَبي - قال أعرابي لأحد الولاة : أشكو إليك قلة الجُِرْزان (الفئران الكبيرة) - لغة الضاد هي لغة القرآن - كنانة الله كم أوفت على خطر .
&
أنواع الكناية :
1 -
كناية عن صفة :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه (كالكرم - العزة - القوة - الكثرة ...)
- مثال : قال تعالى (
وَلا تَجْعَلْيَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)
كناية عنصفة البخل كناية عن صفة التبذير
- فلان ألقى سلاحه (
كناية عن الاستسلام) .
- فلان نقي الثوب (
كناية عن النزاهة والطهارة ) .
2 -
كناية عن موصوف : وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (
العرب - اللغة - السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف .
- مثال (
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) كناية عنسيدنا يونس .
- قال الشاعر :
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل كناية عن السفينة .
3 -
كناية عن نسبة : وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصلبالموصوف (
كنسبته إلى الفصاحة -
البلاغة - الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
- مثال : قال الشاعر :
أبو نواس في مدح والي مصر :
فما جازه جود ولا حل دونه ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
- مثال :
الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه كناية عن نسبة هذا الشخصإلى الفصاحة ؛ لأنها في بيانه وإلى البلاغة ؛ لأنها في لسانه .
- مثال : (
الفضل يسير حيث سار فلان ) كناية عن نسبة الفضل إليه.
-
سر جمال الكناية :
الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
س1 : كيف أفرق بينالكناية والاستعارة ؟
جـ : الفرق أن في الاستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنىالحقيقي، فحين أقول: رأيت أسداً يحكي بطولاته ، فـ(
أسد ) هنا استعارة، والقرينة (
يحكي) وهذه القرينة مانعة لإرادة المعنى الحقيقي ، فلا يوجد أسد يحكي أو يتكلم ،بينما في الكناية لا توجد قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول : (
عتريس يده طويلة) فيجوز إرادة المعنى الحقيقي وهو طول اليد ، كما يجوز إرادة المعنى الخياليالذي يختفي خلف المعنى الحقيقي و هو أنه لص
18 -
فأمطرت عين الطفل لؤلؤاً ..
باالتوفيق