لخضر الجزائري 1 مشرف عام مميّز
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
| موضوع: هل يصح أن تُطلق كلمة (الشيخ) لكلِّ أحدٍ من الناس؟! 19.01.11 16:39 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أما بعد:
فإليكم هذا الكلام الطيب في هذه المسألة التي كثرت عند الكثير من الناس, ألا وهي: هل يصح أن تُطلق كلمة (الشيخ) لكلِّ أحدٍ من الناس؟!
واعلم -فهمك الله- إن لقب "الشيخ" -كمرتبة علمية- لا يستحقه إلا من بلغ مرتبة في العلم أو السن أو الشرف, كما سُئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: هل يصح أن تطلق كلمة الشيخ لكل أحد من الناس, ولا سيما أن هذه الكلمة أصبحت متفشية, فأرجو توضيح ذلك؟ الجواب: ((كلمة شيخ في اللغة العربية لا تكون إلا للكبير, إما كبير السن, أو كبير القدر بعلمه أو ماله أو ما أشبه ذلك, ولا تطلق على الصغير, لكن كما قلت: تفشت الآن حتى كاد يلقب بالشيخ من كان جاهلاً أو لم يعرف شيئاً, وهذا فيما أرى لا ينبغي؛ لأنك إذا أطلقت على هذا الشخص كلمة شيخ وهو جاهل لا يعرف اغتر الناس به, وظنوا أن عنده علماً, فرجعوا إليه في الاستفتاء وغير ذلك, وحصل بهذا ضرر عظيم, وكثير من الناس -نسأل الله لنا ولهم الهداية- لا يبالي إذا سُئل أن يفتي ولو بغير علم, لأنه يرى إذا قال: لا أدري, كان ذلك نقصاً في حقه, والواقع أن الإنسان إذا قال فيما لا يعلم: لا أدري, كان ذلك كمالاً في حقه, ولكن النفوس مجبولة على محبة الظهور إلا من عصم الله -عز وجل-, فالذي أرى: أنها لا تطلق كلمة شيخ إلا على من يستحقها, إما لكبره, أو لشرفه وسيادته في قومه, أو لعلمه, وهذا كما كان بعض الناس الآن يطلق كلمة إمام على عامة العلماء, حتى وإن كان هذا العالم من المقلدة يقول: هو إمام, وهذا أيضاً لا ينبغي, ينبغي ألا تطلق لفظ إمام إلا على من استحق أن يكون إماماً, وكان له أتباع (1), وكان معتبراً قوله بين المسلمين ...)) (2). اهـ لكن المتعصبين في كل زمان ومكان -في واقع أمرهم- يعتبرون معلمهم ومربيهم هو: ((الشيخ)) عندهم -وإن كان صاحب بدعة-, أو أنه هو شيخهم اعتباراً للعرف السائد أحياناً بأن من تعلم علماً -وإن كان دنيوياً- على يد شخص ما, قيل: إن هذا الشخص هو شيخه في هذا العلم, بغض النظر عن حال هذا الشيخ من ناحية موافقة السنة والمرتبة العلمية, بل إن أصحاب الطرق الصوفية يقال عنهم ((شيوخ)) في عُرف أتباعهم, وهكذا, ومن الأمثال السائرة للمتصوفة: ((كل شيخ وله طريقة)). ومهما كان فإن إطلاق لقب: ((الشيوخ)) على هؤلاء المتعصَّب لهم هو باعتبار حال أتباعهم, لا باعتبار حقيقة أمرهم, فهؤلاء الشيوخ قد يكونون من العلماء الكبار, وقد يكونون من طلبة العلم, وقد يكونون من أهل الأهواء, فنحن نخاطب هؤلاء الأتباع بما استقر في عُرفهم واصطلاحهم مراعاة لواقع أمرهم, لعلهم يقبلون النصح. اهـ
من كتاب: التعصب للشيوخ عواطف مشوبة بالأهواء داءٌ وبيلٌ مزق الأمة شِيَعاً صفحاتٌ من تاريخ المُتعصبين الأَسْوَد
تأليف: أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
========== (1) متبعون لا مُقلدون. (2) لقاء الباب المفتوح [117] مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- التفريغ منقول من موقع الشبكة الإسلامية بواسطة سحاب. | |
|