الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
روى الترمذي تحت أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك
قال حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا الربيع بن مسلم حدثنا محمد بن زياد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) .
هذا حديثٌ صحيحٌ.
قال الألباني صحيح (''المشكاة'' 3025 /الصحيحة'' 417 / التعليق الرغيب'' 2/65)
''قَالَ فِي النِّهَايَةِ :
مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ شُكْرَ الْعَبْدِ عَلَى إحْسَانِهِ إلَيْهِ إذَا كَانَ الْعَبْدُ لَا يَشْكُرُ إحْسَانَ النَّاسِ
وَيَكْفُرُ أَمْرَهُمْ ؛ لِاتِّصَالِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ بِالْآخَرِ
وَقِيلَ مَعْنَاهُ :
أَنَّ مَنْ كَانَ عَادَتُهُ وَطَبْعُهُ كُفْرَانَ نِعْمَةِ النَّاسِ وَتَرْكَ شُكْرِهِ لَهُمْ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ كُفْرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَرْكُ الشُّكْرِ لَهُ
وَقِيلَ مَعْنَاهُ :
أَنَّ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ كَانَ كَمَنْ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَإن شكرَهُ
كَمَا تَقُولُ لَا يُحِبُّنِي مَنْ لَا يُحِبُّكَ أَيْ :
أَنَّ مَحَبَّتَكَ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّتِي فَمَنْ أَحَبَّنِي يُحِبّكَ ، وَمَنْ لَا يُحِبُّكَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يُحِبَّنِي .
وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى رَفْعِ اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَصْبِهِ ''.
اه من الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح
وسئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي:
قرأت قولاً هو: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فهل هذا حديث، وما معناه؟
نعم، هذا حديث صحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)،
يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله؛ لسوء تصرفه ولجفائه،
فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحال أن لا يشكر الله.
فالذي ينبغي للمؤمن أن يشكر على المعروف من أحسن إليه من أقارب وغيرهم،
كما يجب عليه شكر الله سبحانه وتعالى على ما أحسن إليه فعليه أن يشكر الناس أيضاً على معروفهم إليه وإحسانهم إليه،
والله جل وعلا يحب من عباده أن يشكروا من أحسن إليهم، وأن يقابلوا المعروف بالمعروف،
كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:
(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)؛
ولهذا يشرع للمؤمن أن يدعو لمن دعا له،
وأن يقابل من أحسن إليه بالإحسان،
وأن يثني عليه خيراً في مقابل إحسانه إليه، وبذل المعروف له،
فهذا من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.
انتهى من موقع الشيخ رحمه الله
فهذه مشاركتي الأولى في مجلة معرفة السنن والآثار العلمية
أتقدم فيها بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
على ما يبذله من جهود في سبيل نشر التوحيد والسنة والدعوة للمنهج السلفي
فجزاه الله عنا خيرا وبارك الله له في وقته وعمره وأهله وماله وولده
قال أيوب :" إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله تعالى لعالم من أهل السنة"
أخرجه واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (1/60رقم30)،
وقال ابن شوذب :" إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها".
أخرجه ابن بطة في الإبانة (1/204رقم43)
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى
ولا أملك إلا أن أتمثل ببيتين من الشعر:
لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً *** أَعْلَى مِنْ الشُّكْرِ عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ
إذًا مَنَحْتُكَهَا مِنِّي مُهَذَّبَةً حَذْوًا******** عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ
كما أشكر القائمين على هذه المجلة المباركة
وأخص بالذكر أخي الكريم أبا محمود السلفي وجميع المشرفين
وكذا فريق التفريغ على ما يبذله من خدمة لدروس الشيخ
فبارك الله في الجميع وجعل ما يبذلونه في موازين الحسنات.
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
وأن يرزقنا الإخلاص لوجهه الكريم
إن ربي لسميع الدعاء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك