الشعوب الإفريقية
أين يسكن الإفريقيون. تأتي إفريقيا في المرتبة الثانية من حيث السكان بعد آسيا، وتوضح هذه الخريطة توزيع السكان ومواقع المدن الكبرى، وتظهر المناطق الآهلة بالسكان بالألوان الداكنة.
عدد السكان. يبلغ عدد سكان إفريقيا حوالي 831 مليون نسمة، يسكن أكثر من 600 مليون نسمة منهم جنوبي الصحراء، كما أن ثلثي الإفريقيين يسكنون في قرىً ريفيةٍ وتسكن البقية في المدن.
يصل متوسط الكثافة السكانية إلى 28 شخصاً/كم²، إلا أن السكان لايتوزعون بصورةٍ متساوية على أجزاء القارة، ذلك لأن معظم الصحراء الكبرى وبعض المناطق الصحراوية الأخرى خالية تماماً من السكان. وإضافة إلى ذلك، نجد أن بعض أراضي الحشائش الجافة والغابات المدارية قليلة الكثافة سكانياً. وفي المقابل، نجد أن مناطق أخرى مكتظةً سكانياً. وتأتي مصر (وادي النيل) كإحدى أكثر المناطق من حيث الكثافة السكانية في العالم وذلك بمتوسط كثافة يصل إلى نحو 1550شخص/كم² في الوجه البحري. ومن بين مناطق الكثافات السكانية العالية الأخرى في إفريقيا قطاعات من ساحل البحر المتوسط وأجزاءٌ من نيجيريا ومنطقة البحيرات والساحلان الغربي والجنوبي الشرقي للقارة.
يتزايد سكان إفريقيا بصورةٍ مطردة ويعزى ذلك إلى التحسن الواضح في العناية الطبية بالأطفال، كما أن هناك ارتفاعاً في معدل المواليد (عدد الأطفال الذين يولدون لكل 1000 شخص في العام). يبلغ معدل المواليد في إفريقيا 38 طفلاً لكلِّ 1000 شخص، وهو أعلى من المتوسط العالمي. لكن معدل الوفيات أيضاً (عدد الأشخاص الذين يموتون في العام) أعلى من المعدل العالمي إذ يصل إلى 14 حالة وفاة. وعلى العموم، فإن معدلي المواليد والوفيات في إفريقيا ضعف مثيليهما في كثيرٍ من الدول الصناعية.
يصل معدل العمر المتوقع في إفريقيا، وهو متوسط عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها الأفراد، إلى 52 عاماً بينما يصل هذا المعدل إلى 76 عاماً في بعض الدول الصناعية. وينخفض المعدل عن المتوسط العام للقارة بصفةٍ خاصة في الدول الإفريقية الأكثر فقراً، فهو مثلاً في زامبيا 37 عاماً، وفي موزمبيق 40 عاماً. ويبدو الوضع مختلفاً في الدول الإفريقية الأكثر نماءً حيث يكون العمر المتوقع أعلى من المتوسط العام للقارة، فهو على سبيل المثال، يصل إلى 75 عاماً في ليبيا، و69 عاماً في تونس.
يُعزى ارتفاع معدل الوفيات في إفريقيا إلى جملة أسباب، فالناس يُعانون في كثير من أجزاء القارة سوء التغذية. ثم إن المجاعة قد فتكت عبر السنين بأعداد لا حصر لها من الإفريقيين خصوصاً في الدول المتاخمة للصحراء. وإضافة إلى ذلك، فإن سوء الرعاية الصحية وعدم كفاءة الخدمات الطبية قد ساهما بشكلٍ واسع في نشر الأمراض. وأخطر الأمراض في إفريقيا الإيدز، والملاريا، والبلهارسيا، والسل، ومرض النوم، والحمَّى الصفراء.
شعوب إفريقيا. تنتمي شعوب إفريقيا إلى جماعات عرقية وجنسية ولغوية ودينية متنوعة، والصور أعلاه تعطي فكرة عامة عن مختلف شعوب القارة.
الأجناس البشرية في إفريقيا. من غير الممكن التحدث عن أجناس بشرية خالصة لم تختلط بغيرها في إفريقيا أو غيرها، إلا أننا نستطيع أن نميز بين ثلاثة أجناس في القارة هي:
1-الجنس الإفريقي و2- الجنس الأوروبي و3- الجنس الآسيوي (الإندونيسي والهندي)
الجنس الإفريقي. يشكل نحو 75% من العدد الكلي لسكان القارة، وربما يكون هؤلاء السكان الأصليين لإفريقيا. ينقسم هذا الجنس إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
1- الأفارقة السود أو الزنوج، 2- الأقزام، 3- الخويسان. وقد سكن الأقزام والخويسان إفريقيا قبل أي من الجماعات الأخرى.
تبلغ نسبة الإفريقيين السود 70% تقريباً من سكان القارة، وهم يشكلون غالبية السكان في شرق وغرب ووسط وجنوب القارة. وعلى الرغم مما يبدو من تفاوت في ملامحهم الجسمانية، فإن جماعاتِ منهم تشترك في خصائص مميزةٍ مثل جماعات النيليين النحيلة الأجسام التي يصل طول بعض أفرادها إلى 210سم.
أما الأقزام، فهي جماعة قصيرة القامة بشكل غير عادي، تميل سحنتهم البنية إلى الاحمرار. ويتراوح طول القزم الراشد بين 120 و142سم. يسكن حوالي 150,000 قزم في إفريقيا حيث يقطنون بصفة خاصة في الغابات المدارية في حوض نهر الكنغو (زائير) بوسط إفريقيا.
ويضم الخويسان السان أو البوشمن والخويخيين أو الهتنتوت، ولكلتا الجماعتين بَشرةٌ بُنِّيةٌ مصفرّةٌ وشعرٌ مجعَّد ملفوف. وقد سكنت جماعات الخويخيين والسان على وجه الخصوص معظم جنوبي وشرقي إفريقيا. أما اليوم، فلم يبق منهم سوى 50,000 من السان يسكنون صحراء كلهاري في بتسوانا وناميبيا (التي تسمى أيضاً جنوب غربي إفريقيا) و 40,000 من الناما في ناميبيا أيضاً.
الجنس الأوروبي. بدأ الأوروبيون الاستقرار في أجزاء من إفريقيا خلال القرن السابع عشر الميلادي. وتضم القارة اليوم حوالي خمسة ملايين من أصل أوروبي ينحدر أغلبهم من أصولٍ بريطانية أو هولندية أو فرنسية، ويسكن معظمهم في جنوب إفريقيا وزمبابوي.
الجنس الآسيوي. سكان مدغشقر، وهي جزيرة في جنوب شرقي القارة الأم، والبالغ عددهم 5,2 مليون نسمة، هم من أصل إندونيسي وصلوا إلى الجزيرة منذ 2000 عام مضت.
الجنس الهندي. يضم هذا الجنس حوالي مليون شخص في جنوبي وشرقي إفريقيا، وهم أحفاد أسلاف وفدوا من الهند خلال القرن التاسع عشر.
الأجناس البشرية الأخرى. يختلف العلماء حول تصنيف العرب والبربر في شمال إفريقيا، إذ يعتبرهم بعض العلماء جزءاً من الجنس الأوروبي، على حين يعارض بعضهم الآخر ذلك. استقرت أول جماعة عربية في شمال إفريقيا خلال القرن السابع الميلادي، وتضم القارة حوالي 125 مليوناً من العرب يسكن معظمهم في مصر وشمال السودان وعلى طول ساحل البحر المتوسط. كما سكن البربر شمال غربي إفريقيا منذ عصور ما قبل التاريخ ويوجد منهم الآن حوالي 20 مليوناً يسكنون بصفة رئيسية في الجزائر والمغرب.
وتوجد أعداد كبيرةٌ من الإفريقيين ذات أصولٍ مختلطة. ففي السودان مثلاً، يوجد كثيرٌ من السكان ذوي الأصل الإفريقي الأسود المختلط بالعنصر النوبي ذي السِحنة البُنية والذي يرجع في أصوله إلى قدماء المصريين والليبيين. ويعيش في جمهورية جنوب إفريقيا أكثر من5,2 مليون نسمة من ذوي أصل يختلط فيه الإفريقي مع الآسيوي والأوروبي وكانت حكومة جنوب إفريقيا تصنِّفهم كملوَّنين.
مجموعة عرقية نيجيرية تقيم حفلاً دينيّاً شعبيّاً. كل جماعة عرقية في إفريقيا لها معتقداتها وطقوسها الدينية الموروثة.
المجموعات العرقية. تنتمي شعوب إفريقيا إلى مئات الجماعات العرقية وكل جماعة تتكون من أُناس يشتركون في التاريخ واللغة والدين وفي التراث الفني وأساليب الحياة. وكان استعمال لفظ قبيلة شائعاً في الماضي لتمييز هذه الجماعات، لكن العديد من العلماء رأى أن اللفظ مضلِّلٌ واستعملوا بدلاً منه لفظ الجماعة العرقية، وعموماً لايزال لفظ قبيلة مستعملاً لدى بعض دوائر العلماء لتمييز مجموعةٍ صغيرةٍ داخل المجموعة العرقية الكبيرة.
تكوّن جماعاتٌ متعددةٌ من العرب والبربر مجموعات عرقية متميزة في شمال إفريقيا. أما في إفريقيا جنوبي الصحراء، فتوجد أكثر من 800 جماعة عرقية وسط الإفريقيين السود. ويحتفظ معظم الإفريقيين بروابط عرقية قوية تصل بينهم.
اللغات. تحتفظ معظم الجماعات العرقية الإفريقية بلغاتها أو لهجاتها الخاصة. ومع أن هناك بعض الأفراد من جماعاتٍ عرقيةٍ مختلفة يتحدثون لغةً واحدةً مشتركة، فإن اللغة في الغالب، تميز الإفريقيين كأعضاء في جماعات عرقية معينة. يتحدث الإفريقيون أكثر من 800 لغةٍ مما يجعل الاتصال بينهم متعذراً في بعض الأحوال. لكن هناك بعض اللغات الشائعة الاستعمال كالعربية والسواحيلية والهوسا. وإضافةً إلى ذلك، فإن ملايين الإفريقيين يتحدثون أكثر من لغةٍ واحدة يستعملونها في أسفارهم ولتسيير أعمالهم وفي الشؤون الحكومية. تنقسم اللغات التي يتحدث بها الإفريقيون إلى ثلاث مجموعات كبيرة، هي:
1- اللغات الإفريقية، 2- اللغات الإفريقية الآسيوية، 3- اللغات الهندية ـ الأوروبية.
اللغات الرئيسية في إفريقيا
اللغات الإفريقية. يتحدث بها حوالي 290 مليون نسمة يسكنون أساساً جنوبي الصحراء وإلى الغرب من السودان الجنوبي. تنقسم هذه اللغات إلى ثلاث عائلات رئيسية هي: 1- النيجرية ـ الكردفانية. 2- النيلية ـ الصحراوية. 3- الخويسانية.
تعتبر النيجرية الكردفانية أوسع لغات إفريقيا السوداء انتشاراً، وذلك قياساً إلى العائلات اللغوية الأخرى، إذ تضم حوالي 300 من لغات البانتو المستعملة في وسط وشرق وجنوب إفريقيا. يُشير لفظ بانتو إلى لغات البانتو وإلى المجموعات العرقية التي تتحدث بها أيضاً. وتُعتبر اللغة السواحيلية أكثر لغات البانتو استعمالاً. ومن بين لغات البانتو الأخرى المهمة لغات الكاندا والكيكيويو والكونغو والروندي والسوثو والزولو. كما تضم مجموعة اللغات النيجرية الكردفانية لغات أخرى غير البانتو تستعمل في غربي إفريقيا منها الأكان والإجبو، أو الإيبو واليوروبا.
ويتحدث اللغات النيلية الصحراوية حوالي 35 مليوناً يقطنون في أجزاءٍ من تشاد وكينيا ومالي والنيجر والسودان وتنزانيا وأوغندا. وتُعتبر لغات الدينكا، والكانوري، والماساي، والنوير، اللغات الرئيسية داخل هذه المجموعة.
يتحدث حوالي 100,000 من بينهم الخويخيون والسان، في جنوب غربي إفريقيا اللغات الخويسانية التي تستعملها أيضاً مجموعتان صغيرتان داخل تنزانيا. وتُسمَّى هذه اللغات أحياناً بلغات التكتكة وذلك نسبة إلى الكثير من كلماتها ذات حروف الذلاقة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه اللغات لا تنتمي إلى أي من اللغات الإفريقية الأخرى.
اللغات الإفريقية ـ الآسيوية. تُستعمل في الجزء الشمالي من إفريقيا، وتضم العربية والبربرية وهما اللغتان الرئيسيتان في أقصى الشمال الإفريقي حيث يتحدث نحو 125 مليونًا اللغة العربية ويتحدث 20 مليوناً البربرية. هذا بالإضافة إلى لغات إفريقية آسيوية أخرى مثل الأمهرية والجالا والهوسا والصومالية.
اللغات الهندية الأوروبية. تنتشر الأفريكانية والإنجليزية في الجنوب الإفريقي حيث يتحدث بكلٍّ منهما نحو ثلاثة ملايين نسمة، وهما تُعتبران عموماً اللغتين الأساسيتين في مجموعة اللغات الهندية الأوروبية. والأفريكانية هي اللغة التي طوَّرها المستوطنون الهولنديون الأوائل في جنوب إفريقيا. انظر: الأفريكانية، اللغة.
ويتحدث عددٌ كبيرٌ من المتعلمين الإفريقيين اللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية التي تبقى في مجملها دليلاً على الإرث الاستعماري القديم في العديد من البلدان الإفريقية. وهذه اللغات تتخذ لغات رسميةٍ في كثيرٍ من بلدان إفريقيا، كما أنها أدت دوراً في مجالات توحيد لغات هذه الشعوب، والاتصال والتعامل الدوليين، والدواوين الحكومية.
لغات أخرى. يتحدث سكان مدغشقر لغة ملاجاسي وهي لغة من عائلة اللغات الملايوية ـ البولينيزية. كما يتحدث المنحدرون من أصولٍ هندية في جنوبي وشرقي إفريقيا لغات هندية مختلفة، إلا أن معظمهم يعرف اللغة الإنجليزية.
الإسلام له ملايين الأتباع في إفريقيا. معظم الشعوب في الشمال تقيم شعائر الإسلام، كما يعتنقه كثير من الإفريقيين الآخرين. توضح الصورة مسلمين يصلُّون في نيجيريا.
الأديان. يدين حوالي 200 مليون إفريقي بدياناتٍ إفريقيةٍ موروثة. وهناك مئات الديانات في إفريقيا لأن كل مجموعةٍ عرقية محلية لها مجموعتها الخاصة من المعتقدات والممارسة. لكن هذه المعتقدات المحلية تحتفظ فيما بينها بكثيرٍ من السمات المشتركة. وتفسر هذه العقائد كيف خُلقَ الكَوْن، كما تبيِّن الحق والباطل وتوضح العلاقة بين البشر والطبيعة وتحدد العلاقة بين الصغار والكبار. تُبين هذه المعتقدات أسباب المآسي وتُعلّم الناس كيف يعيشون حياةً طيبةً ويتجنبون المشاكل.
تعترف بعض المعتقدات الإفريقية بوجود الربّ، لكنها تزعم أنه يتعين على الناس طلب المساعدة عن طريق التوسل إلى أربابٍ أصغر أو أرواح الأسلاف المُتوفَين. ويقيم بعضهم الطقوس الخاصة بهم ويقدمون القرابين إلى ما يسمونها آلهة ونجد أن الكثيرين من أتباع هذه المعتقدات يقيمون الاحتفال بمناسبة انتقال الطفل إلى سن النضج.
وأكثر الديانات تعقيداً هي تلك التي توجد عند بعض الجماعات في غرب إفريقيا مثل الدوجون في مالي، واليوروبا في نيجيريا، والأشانتي في غانا. تضم ديانات هذه الجماعات مجموعة معقدة من العقائد عن الربّ والآلهة الأدنى. ومن ناحية أخرى، تتولى المرأة في غرب إفريقيا المناصب الدينية المهمة. لمزيد من المعلومات عن الأديان الإفريقية الموروثة، انظر: الأساطير، علم.
ويعتنق حوالي 250 مليوناً الإسلام، وهو الدين الرسمي في بلدان شمال إفريقيا. كما يُعتبر الإسلام قوةً لها أهميتها في كثير من البلدان المجاورة. وإضافة إلى ذلك، فإن أقليات مسلمةً كبيرةً تتمتع بنفوذٍ واسعٍ في بلدانٍ مثل أوغندا وتنزانيا.
ويتبع حوالي 130 مليوناً النصرانية، ينتمي معظمهم إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وإلى العديد من الكنائس البروتستانتية. وتتبع أعداد متزايدة من الإفريقيين كنائس إفريقية مستقلةً تجمع بين المعتقدات النصرانية والطقوس الإفريقية الموروثة.
أنماط المعيشة في إفريقيا الشمالية
تشترك بلدان إفريقيا الشمالية: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، وشمال السودان، ومصر في خصائص عدة. تتحدث الغالبية الكبرى من السكان نفس اللغة وهي العربية، وديانتهم هي الإسلام، ولها تاريخ مشترك هو تاريخ الأمة العربية. وتتشابه كثير من الملامح العرقية والحضارية للمنطقة مع ملامح البلدان المجاورة، لكن هذه البلدان تُشكل فيما بينها بشكلٍ عام منطقة متميزة تختلف عن سائر إفريقيا جنوبي الصحراء.
تقع إفريقيا الشمالية بمحاذاة البحر المتوسط. ولذلك فقد ظلت على اتصالٍ مباشرٍ مع أوروبا والشرق الأوسط طوال تاريخها. لقد حكمت فرنسا يوماً ما الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس، وحكمت إيطاليا ليبيا، وحكمت بريطانيا مصر والسودان. والجزيرة العربية هي صاحبة أكبر أثر في تاريخ هذه المنطقة، التي تعتبر جزءاً مهماً من العالم العربي المعاصر.
وإضافة إلى الأغلبية العربية المسلمة، توجد في إفريقيا الشمالية أقليات أخرى تختلف في اللغة والجنس والدين. على سبيل المثال، البربر في كل من الجزائر والمغرب يشاركون العرب في الدين ولكنهم يحتفظون بثقافتهم المتميزة ويتحدثون لهجاتهم الخاصة. كذلك يشكل الإفريقيون السود أقليةً عرقيةً مهمةً، غير أن كثيرين منهم يتحدثون العربية ويدينون بالإسلام. ومن الأقليات الأقباط النصارى الذين يتحدثون العربية ويتبعون الكثير من أنماط الحياة العربية.
وتتعرض الصفحات التالية بشكل رئيسي إلى أنماط الحياة العربية في إفريقيا الشمالية. لمزيد من التفاصيل، انظر المقالات الخاصة بكل بلدٍ من بلدان المنطقة.
الرعي البدوي والزراعة القروية هما نمطا الحياة التقليدية في إفريقيا الشمالية. الصورة إلى اليمين توضح بدواً ينتقلون بانتظام في المراعي بإبلهم وماعزهم وأغنامهم.. وتوضح الصورة إلى اليسار مزارعي وادي النيل وهم يعملون في حقولهم المروية مستع
حياة الريف. يعيش حوالي نصف السكان في المناطق الريفية، ويعمل معظمهم في تربية الحيوان أو زراعة المحاصيل في مزارع صغيرة مؤجرة أو مملوكة للعائلة، حيث يؤدون جميع أعمالهم بالأيدي. يشتغل المزارعون في بعض المناطق في مزارع حكومية يستعملون فيها الآلات والتقنية الحديثة، غير أن الآلاف من سكان الريف لا تتوافر لهم أرض يفلحونها.
يسكن الناس في كثيرٍ من أجزاء ريف إفريقيا الشمالية في مساكن ذات سقوف مستوية وذات حيطان من اللَّبن سميكة تساعد في الوقاية من الحرارة العالية في فصل الصيف. أما في مناطق المرتفعات، فتُبنى بعض المنازل بالجص أو الحجر. وتتميز معظم بيوت الريف ببساطة الأثاث، كما تنقصها وسائل الراحة العصرية مثل الهاتف وإمدادات المياه والكهرباء.
قرية ريفية في المغرب منازلها ذات سقوف مستوية وحيطانها من اللَّبن. الكثير من المنازل ذات حيطانٍ سميكة للوقاية من الحرارة الشديدة بالمنطقة.
وتربي جماعةٌ صغيرةٌ من الرحَّل تُسمى البدو الجمال والماعز والأغنام في الصحراء.كانت معظم إفريقيا الشمالية آهلةً يوماً ما بالبدو، والأدب الشعبي العربي مليء بقصص مغامراتهم. أما في الوقت الحاضر، فإن أقل من 10% من سكان المنطقة بدو، وهم يتحركون بانتظام بين مراعي الصيف ومراعي الشتاء ويسكنون خياماً مصنوعة من الصوف والشعر والوبر.
يتبع نمط الحياة في المناطق الريفية بإفريقيا الشمالية أنماطاً تقليدية. الأزواج هم الذين يقومون بإعاشة الأسرة، والزوجات هن اللائي يقمن برعاية الأطفال مع الاهتمام بالشؤون المنزلية. كما يعمل الأطفال مع ذويهم إما في الحقل وإما في المنزل. وعندما يكبر الوالدان يقوم الأبناء برعايتهما.
واهتمام أهل الريف وتطلعهم محصوران في محيط الأسرة والقرية. وتمثل الرحلة الأسبوعية إلى سوق القرية التجربة الفريدة للقروي خارج بيته ومزرعته.
ميدان في مدينة الجزائر بالجزائر تُحيط به المحال التجارية الصغيرة والمساكن. ويبدو المسجد في خلفية الصورة.
حياة المدينة. القاهرة عاصمة مصر وأكبر مدينة في إفريقيا حيث يسكنها 12 مليون نسمة. أما بقية المدن ذات المليون نسمة في إفريقيا الشمالية فهي الإسكندرية (مصر)، والجزائر (الجزائر)، والدار البيضاء والرباط (المغرب)، والخرطوم وأم درمان (السودان). ويعكس الفن المعماري في معظم مدن الشمال الطابعين الأوروبي والإسلامي. والمساجد وأسواق الهواء الطلق سمات مميزة لكل المدن. وتكتظ جنبات الشوارع الضيقة المتعرجة في الأحياء القديمة بالمنازل والحوانيت. أما الطرق الواسعة والحدائق والشقق الحديثة وعمارات المكاتب، فإنها تمثل الأجزاء الأحدث من المدينة.
ويبدو سكان المدن في إفريقيا الشمالية في أغلب الأحيان متمتعين بمستوى معيشي أفضل من سكان الريف، فوسائل الراحة كالسيارات والكهرباء وإمدادات المياه والهاتف أكثر توافراً في المدن. كما توجد بالمدن منشآت طبية ومدارس وجامعات. كما أن الكثرة الغالبة من العاملين بالمدن يحصلون على أجورٍ أفضل من العاملين بالأرياف.
لقد قادت جاذبية حياة المدن الكثيرين من سكان الريف إلى الهجرة إليها، فسكن بعضهم مع الأقارب أو في الأحياء الفقيرة المكتظة. وأصبحت العديد من المدن تعاني شدة الازدحام وما يتبع ذلك من نقص في الخدمات المدنية كالكهرباء والهاتف وإمدادات المياه.
حفل عرس ريفي في مصر حيث تُزف العروس إلى منزل العريس وهي داخل هودج فوق جمل. كانت مثل هذه الاحتفالات تمثل بعض أنماط الزواج الريفي في الماضي.
الزواج والأسرة. تنظم قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية أمور الزواج في كل إفريقيا الشمالية. إضافة إلى ذلك، فإن الوالدين ـ غالبًا ـ يختاران الزوج أو الزوجة لأي من أبنائهما أو بناتهما. كما أن تدخل الوالدين لتنظيم المهر أو الزواج أصبح أقل شيوعًا مما كان في السابق لاسيما وسط سكان المدن.
في كثير من أنحاء ريف إفريقيا الشمالية، تتكون الأسرة ليس من الوالدين والأطفال فقط وإنما من الأجداد والعمات والخالات والأعمام والأخوال وأبناء العمومة والخؤولة. إن هذه الأسرة الممتدة توفر الأمن النفسي والمساعدة المالية والحياة الاجتماعية. أما في المدينة، فإن العائلة النووية المكونة من الوالدين والأطفال هي المظهر العام.
كان الدور التقليدي للمرأة هو البقاء في البيت لرعاية أسرتها، ولكن أعدادًا متزايدة من النساء قد استفدن من التعليم والفرص المتاحة التي لم تكن متوفرة في الماضي، وبدأن يعملن خارج البيت.
أسرة راعٍ بربريّ في المغرب تُعدُّ وجبة مع شاي بالنعناع والبقلاوة المصنوعة من العسل والفواكه والمكسرات. يقدم الشاي بالنعناع مع الوجبة وكمرطب للضيوف.
الطعام والملابس. يُشكل الخبز المسطح ومنتجات الحبوب الأخرى الطعام الرئيسي في إفريقيا الشمالية. والكسكسي هو الطبق الشعبي في معظم أجزاء المغرب العربي، وهو من حبوب خشنة من القمح مبخرة ثم يُصبُّ عليها الحساء وتضاف إليها الخضراوات وقطع من اللحم. أما في مصر والسودان، فيشكل الخبز والفول الوجبة الشعبية خاصةً في المدن وينفرد السودان بوجبة شعبية أخرى هي الكِسْرة وهي رقائق من الذرة يُضاف لها اللحم والخضراوات الطازجة. يأكل الناس أيضاً الفواكه والخضراوات. ويكلِّف اللحم كثيراً حين يكون جزءاً من الوجبة اليومية، غير أن الناس يتناولون أحياناً لحوم الدجاج أو الماعز أو الحملان أو الجمال.
ويلبس كل الناس تقريباً في المدن والقرى على حد سواء الملابس التقليدية. يلبس الرجال أردية طويلة فضفاضة وجلباباً أشبه بالقميص، كما يضع الكثيرون عمامة أو طاقيةً على رؤوسهم. وتلبس النساء ثياباً بسيطةً وطويلةً أو عباءة داكنة اللون أو شالاً، وذلك لدى خروجهن إلى الشارع. وتتبع بعض النساء التعاليم الإسلامية في وضع حجاب على الوجه، ويلبس كثير من الرجال والنساء في المدن الزي الغربي.
توسيع قاعدة التعليم في الريف كان هدفاً رئيسياً لحكومات إفريقيا الشمالية، لكن نقص المدارس والمعلمين أضرَّ بالعملية. الصورة لفصلٍ في ليبيا.
التعليم. تحاول الحكومات الوطنية تطوير التعليم ببناء المزيد من المدارس وتوسيع فرص التعليم وإتاحتها لأكبر عددٍ من المواطنين، خصوصاً في المناطق الريفية، غير أن هناك مصاعب تعوق هذا التطور. ويتزايد السكان بمعدلٍ أكبر من القدرة على بناء مدارس جديدة، كما أن تكاليف التعليم في ازدياد مستمر، على حين أن الكثير من المناطق تعاني نقصًا في المدرسين المؤهلين. وهناك أعدادٌ غفيرةٌ من التلاميذ يضطرون إلى ترك المدرسة لكي يؤدوا عملاً من شأنه مساعدة أسرهم. وفي بعض المناطق، تفرض مصاريف دراسية لتعليم الأطفال، وهو أمر لا تستطيعه معظم الأسر. وعلى العموم، فإن بلدان إفريقيا الشمالية قد صادفت نجاحاً في توسيع قاعدة التعليم الثانوي والجامعي أكثر من التعليم الابتدائي، ذلك لأن الكثير من خريجي مرحلة التعليم الابتدائي يجدون فرصاً للالتحاق بالمرحلة الثانوية.
أنماط المعيشة جنوبي الصحراء
تتكون الغالبية العظمى من سكان جنوبي الصحراء من الإفريقيين السود. وقد حكمت الممالك والإمبراطوريات والدول مدن جنوب الصحراء حتى مطلع القرن العشرين عندما تسلمت القوى الأوروبية زمام الأمور في المنطقة. حكمت فرنسا معظم غرب إفريقيا وسيطرت البرتغال على أجزاءٍ من جنوب إفريقيا وأسَّست بريطانيا مستعمراتٍ لها في الغرب والشرق والجنوب. أما اليوم، فإن الإفريقيين يحكمون معظم إفريقيا جنوبي الصحراء، غير أن المناهج المدرسية تدرس بالإنجليزية أو الفرنسية أو البرتغالية. كما أن العديد من المتعلِّمين الإفريقيين يتحدثون لغةً أوروبية. ولكن النفوذ الأوروبي لم يؤثر في الحياة اليومية للإفريقيين في جنوبي الصحراء.
ينتهج الإفريقيون عموماً طرقاً تقليديةً في إحياء عادات أسلافهم، حيث يعيش معظمهم في المناطق الريفية معتمدين على فلاحة الأرض. ويمثل رعي الأبقار مصدر اعتزاز لمجموعات معينة في شرق إفريقيا، فهي للرجال منهم مقياس الثروة ودليل المكانة الاجتماعية، كما أنها مورد أساسي للغذاء والضرورات الأخرى.
وقد أحدثت الثروة المعدنية تنمية اقتصادية هائلة في الأجزاء الجنوبية من إفريقيا أكثر من أي جزء آخر في القارة. لكن معظم الثروة التي يتم الحصول عليها من الإنتاج المعدني كانت إلى وقت قريب في أيدي البيض وهم أقلية متميزة في الجنوب.
ويستعرض الجزء التالي بصورةٍ رئيسية أنماط حياة الإفريقيين السود في جنوبي الصحراء. لمزيد من المعلومات انظر الجزء الخاص بكل قطر.
رعي الأبقار مفخرة قبائل الدينكا والفولاني والماساي والتركانا، في جنوب الصحراء. والأبقار رمز الثروة عند هذه القبائل التي تستفيد من منتجات الألبان ولا تأكل اللحم إلا نادراً. ويتحرك الرعاة بقطعانهم حركةً موسمية.
حياة الريف. يعيش حوالي 70% من سكان إفريقيا جنوبي الصحراء في قرى من المناطق الريفية، حيث لا تضم القرية سوى عدد يتراوح بين 40 و50 شخصاً، ومع ذلك فإن هناك بعض القرى التي تضم المئات بل الآلاف. ومهما يكن حجم القرية، فإنها نسيج مترابط من مجتمع ينتمي إلى مجموعةٍ عرقيةٍ واحدة حيث ينتمي الأفراد بعضهم إلى بعض بالقرابة أو بالزواج.
ويتمتع الملوك والزعماء بقدرٍ عالٍ من الاحترام عند بعض القبائل على الرغم من محدودية نفوذهم السياسي. ونجد في كثير من الأحوال أن منصب الملك أو الزعيم منصب وراثي، ويستخدم وسيلة لربط القرى ذات الأصل العرقي المشترك. وفي وسط المجموعات العرقية ذات التنظيم غير المحكم، فإن كبار السن هم الذين يقومون بتصريف الشؤون المحلية.
سوق مفتوحة بالقرب من أبيدجان في ساحل العاج حيث تعرض البضائع التي يبيعها تجار الجملة وتعاونيات الأسر الزراعية. الأسواق هي أيضاً مراكز لالتقاط الأخبار والترويح الاجتماعي.
والقرى في معظمها تجمُّع بسيط من المنازل تُحيط به الأراضي الزراعية. ويمكن أن تحتوي التجمعات السكانية الكبرى على مدرسةٍ أو على قليلٍ من المتاجر وربما تشمل أيضاً مؤسساتٍ أخرى كالعيادات الطبية أومباني المحكمة التي تسوِّي النزاعات المحلية وتجبي الضرائب. وتضم معظم القرى ميداناً مركزياً يتجمع فيه الناس لزيارة بعضهم بعضاً وللترويح والاحتفال.
وتتفاوت المساكن من قرية إلى أخرى تبعاً للمناخ ونمط الحياة والتقاليد. يسكن كثير من الإفريقيين في بيوت من الطين المجفف بالشمس ومفروشة بالتبن والقش وأوراق الأشجار، ويوجد في كلِّ القرى عدَّة منازل من الخرسانة مفروشة بصفائح المعدن. تُغطىّ بعض المنازل في أجزاء من غربي إفريقيا بالفخار وتُزين بأشكال منحوتة. وتبنى بيوت المسلمين أحياناً حول فناء بحيث تقوم النساء بأداء واجباتهن المنزلية دون أن يتمكن أحد من غير أفراد الأسرة من النظر إليهن. وهذه العادة نابعة من التقاليد الإسلامية.
ولم تتغير الحياة في القرية كثيراً، فمعظم السكان يفلحون الأرض ويربون الحيوانات. كما أن وسائل الزراعة الحديثة لا تستعمل إلا في أجزاءٍ من إفريقيا مثل كينيا وزمبابوي وأجزاء من غرب إفريقيا، ولكن غالبية الفلاحين في جنوب الصحراء يستعملون مثل أسلافهم الآلات اليدوية.
الآلات الزراعية الحديثة تستعمل في الإقطاعيات الواسعة جنوبي الصحراء. وهي تنتج محاصيل للتصدير. لكن معظم المزارعين يملكون حيازاتٍ صغيرة وأدوات يدويةً بسيطة.
يمارس كثير من الإفريقيين الزراعة المتنقلة لأن التربة في إفريقيا رقيقة وفقيرة ولهذا فإن المزارعين ينظفون التربة من الأشجار والحشائش ويزرعون المحاصيل لعدة سنوات حتى تضعف التربة وتقل خصوبتها، وعندها تتحرك الجماعة إلى موقعٍ آخر، ومن ثم فإن القطعة المهجورة تستعيد خصوبتها وبالتالي يمكن زراعتها مرةً أخرى. ولايزال نظام الزراعة المتنقلة ممارساً في مناطق كثيرة، إلا أنه في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، يصعب التحرك من موقع إلى آخر. وعليه يظلُّ المزارعون يزرعون أراضي تقل خصوبتها وتزداد فقراً موسماً بعد آخر.
وتقوم معظم العائلات الزراعية بزراعة المحاصيل الغذائية لاستعمالها الخاص. تشمل المحاصيل الغذائية التي تزرع في أراضي الحشائش في إفريقيا الشرقية والجنوبية، الفول السوداني، والحبوب مثل الذرة الشامية والدخن والذرة الرفيعة. أما في الأراضي الرطبة، فإن المحاصيل تشمل الموز ولسان الحمل والأرز والجذريات مثل اليام والكاسافا.
تزرع المحاصيل النقدية أيضاً، مثل البن وحبوب الكاكاو والقطن وجوز الهند والفواكه. ثم يبيع المزارعون محاصيلهم للحصول على المال لشراء أغراضٍ مثل الدراجات والمعلبات والملابس والبرافين والمصابيح وعلب الثقاب. ويستعمل المزارعون أيضاً ما يحصلون عليه من النقود لتسديد الضرائب وتغطية تكاليف العلاج والتعليم.
المنازل الريفية تختلف بحسب المناخ والتقاليد ومواد البناء المحلية. ومنازل قبائل الإندبيلي في جنوب إفريقيا، كما توضح الصورة أعلاه، مصنوعةٌ من الطين الجاف ومطليةٌ بعدة ألوان.
وبالإضافة إلى زراعة المحاصيل، يربي المزارعون الدجاج، والماعز، والأغنام التي ربما تباع للحصول على المال.
تمتلك العائلة الزراعية في العادة حيازاتٍ خارج القرية وتزرع كل واحدةٍ منها بمحصول مختلف. قد تقوم العائلات أيضاً باستئجار حيازاتٍ من الأرض ومزارع في أراضٍ مملوكة لكبراء القرية وزعمائها. يقوم الفلاحون أيضاً بالعمل لوقت محدود في الإقطاعيات والمزارع الكبيرة. وعموماً، فإن الرجل والمرأة يفلحان معاً لساعاتٍ طويلةٍ من اليوم لكسب عيشهم.
وتعمل المرأة القروية ساعاتٍ طويلةٍ لتنجز أعمالها المنزلية مثل جمع حطب الوقود وطحن الحبوب وحمل ماء الشرب. لكن استحداث بعض الآلات البسيطة، مثل مضخة المياه والمطحنة اليدوية في القرى، قد وفَّر للمرأة وقتاً للقيام بأعباء أخرى. يشترك جميع من في القرية في الأعمال الكبيرة مثل تنظيف قطعة أرضٍ جديدة أو بناء بيت جديد، ويقوم الناس أثناء أدائهم لهذه الأعمال التعاونية بتناول الطعام والشراب معاً والغناء بصورةٍ جماعية.
ويقوم بعض المزارعين، مثلهم مثل الذين يعيشون على ضفاف النيل، بري حقولهم. إلا أن النمط الغالب هو الاعتماد على الأمطار الموسمية. وتبعاً لذلك، فإن العمل وجميع الأنشطة المماثلة تأخذ طابعاً موسمياً. وتعمل الأسر الزراعية أياماً طويلة وشاقة في أثناء موسم الأمطار، فتزرع وتعتني بمحاصيلها. وقد يكون هناك نقصٌ في الغذاء خلال الموسم الزراعي، لكن الغذاء يتوافر في الموسم الجاف بعد الحصاد حيث يجد الناس مزيداً من وقت الفراغ الذي يمضونه في ترميم معداتهم ومنازلهم، وفي لقاء الأصدقاء والأقارب، وفي بيع محاصيلهم للحصول على الأغراض الأخرى. وتقوم المرأة في غرب إفريقيا، عادة بالعمليات التجارية، الأمر الذي مكَّن بعضهن أن يصبحن ثريات بحكم مهارتهن في العمل التجاري. أما في الأنحاء الأخرى من إفريقيا، فإن التجارة عملٌ يمارسه الرجال والنساء دون تمييز.
وتمثل الاحتفالات الجماعية جزءاً مهماً في الحياة الريفية الإفريقية. وهي تقام عادةً للاحتفال ببداية موسم الأمطار أو الزراعة أو الانتهاء من الحصاد. ولبعض الجماعات حفلاتٌ سنوية حيث ترقص مجموعات غير معروفة من كبار السن من غير المسلمين حتى يتخلص المجتمع من القوى الشريرة والسحرة. وتجتمع القرية كلها، وأحياناً تكون معها القرى المجاورة، للاحتفال بميلاد طفل أو زواج أو جنازة، أو لعلاج مريض أو بلوغ أحدهم سن الرشد. وعلى وجه العموم، فإن مثل هذه الاجتماعات تساعد على تقوية الروابط الأسرية والعقائد الدينية.
ويترك الشباب في كثيرٍ من أجزاء إفريقيا قراهم لعدة سنوات إلى المدن بأمل الحصول على مايكفي من النقود للزواج أو لتأسيس عمل تجاري صغير أو لمواصلة الدراسة. ويحصل كثيرٌ من الرجال في وسط وجنوبي إفريقيا على وظائف مؤقتة كعمال مناجم. ونتيجة لكل هذا، فإن على النساء في القرية القيام بكثير من الأعمال الزراعية بأنفسهن.
والبداوة إحدى أنماط الحياة السائدة في أجزاء من إفريقيا، خصوصاً أثناء الفصل الجاف بالقرب من الصحارى وفي مرتفعات شرق إفريقيا. وتتَّبع جماعات الدينكا، والدينكا الفلاني، والماساي، والتركانا، مسارات محددةً لإيجاد أراضي المراعي لقطعانهم من الماشية، والأغنام والماعز وفي بعض الحالات الإبل.
ويعتمد الرعاة المتنقلون على حيواناتهم في الحصول على الطعام. ويهتم الرجال والصبيان بالقطعان، أما النساء فإنهن يرعَين الشؤون المنزلية. تقوم بعض جماعات الرعاة، كالماساي مثلاً، ببناء حظائر كبيرة لحيواناتهم. وداخل هذه الحظائر، يبنون بيوتاً أشبه بالأكواخ القبابية من القش والطين والروث الجاف، كما تسكن جماعات أخرى في خيام مصنوعة من جلود وشعور الحيوانات.
متجر حديث في داكار (السنغال) يختلف تماماً عن السوق المفتوح حيث تتغير أنماط الحياة شيئاً فشيئاً بفعل انتقال القرويين وأهل الريف المستمر إلى المدن.
حياة المدينة. لا يشكِّل سكان المدن أكثر من 30% من مجموع سكان جنوبي الصحراء في إفريقيا، غير أن هذه النسبة ترتفع في جيبوتي وغينيا الاستوائية وموريشيوس وجنوب إفريقيا. وتتحرك أعداد متزايدةٌ من سكان الريف نحو المدن بحثاً عن العمل. وفي جنوبي الصحراء، ظهر عدد من المدن التي يتجاوز عدد سكانها المليون مثل أديس أبابا (إثيوبيا)، وأبيدجان (ساحل العاج)، ومدينتي الكاب وجوها نسبرج (جنوب إفريقيا)، وكنشاسا (الكونغو الديمقراطية)، ولاجوس (نيجيريا).
وفي جنوبي الصحراء الإفريقية، توجد مدن قديمة يبلغ عمرها عدة قرون، فمدينة إكسوم الإثيوبية ربما تجاوز عمرها أكثر من 2,000 سنة. وعندما وصل الأوروبيون الأوائل إلى غرب إفريقيا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، وجدوا أن مدناً مثل تمبكتو في مالي وإبادان وكانو في نيجيريا، كانت ولفترة من الزمن مراكز اقتصادية وحضارية حية. أسَّس الأوروبيون مدناً كثيرةً في إفريقيا، كانت البداية بمستوطنة مدينة الكاب الهولندية عام 1652م في جمهورية جنوب إفريقيا.
والعمارة في مدن جنوب الصحراء مزيج من النمطين التقليدي والحديث. وتضم الأحياء في المدن الحديثة الحدائق والفنادق ومباني المكاتب والمساكن العالية والمحالّ التجارية الكبيرة. أما الأحياء القديمة، فإنها تعجُّ بالمنازل والحوانيت على جنبات الطرقات الضيقة. ولاتزال الأسواق المفتوحة، حيث يشتري الناس الطعام والكساء والأغراض الأخرى المتنوعة، ظاهرةً عامةً في العديد من المدن.
مباريات كرة القدم تجذب حشوداً كبيرة في المدن الإفريقية إذ إنها لعبة ذات شعبية واسعة في كل القارة. الصورة لمباراة تلعب في أكرا بغانا.
وكما هو الحال في إفريقيا الشمالية، فإن سكان المدن في جنوبي الصحراء يتمتعون بمستوى معيشي أفضل من سكان الريف. وتوفر المدن مدارس ومؤسسات طبية أفضل من تلك التي في الريف. كما توفر المدينة لأصحاب المهارات الأساسية فرص عملٍ ذات عائدٍ مجزٍ سواءٌ أكان في وظائف الدولة أم في الأعمال التجارية أم في الصناعة أم في المجالات الأخرى.
وتختلف أنماط الحياة داخل المدينة بصورةٍ ملحوظة. يسكن الأثرياء في شققٍ فخمة أو في منازل واسعةٍ وحديثة، إلا أن أغلب السكان يقطنون في أحياءٍ غير مخطَّطة في منازل صغيرةٍ من طابق واحد، وتبنى الكثير من المنازل من الخشب أو من قوالب الخرسانة، وهي ذات أسقف من الحديد المضلع.
وتواجه مدن جنوبي الصحراء نفس المشاكل التي تواجهها مثيلاتها في الشمال؛ فالزيادة الحادّة في أعداد سكان المدن جعلت من الصعب على الحكومات توفير إسكان كافٍ ومواصلات عامةٍ فعَّالة. وتواجه إمدادات المياه والصرف الصحي والأنظمة الكهربائية ضغوطاً فوق طاقتها، كما أن العديد من المدن تعاني تضخم أعداد العاطلين.
النساء في مالي يقمن بتحويل الحبوب إلى طحين. ويشارك الجنسان في العمل بالمزرعة، غير أن هناك أعباءً خاصةً بالرجل وأخرى خاصة بالمرأة. وإعداد الطعام من واجبات النساء.
الزواج والأسرة. ترتبط الأسر الإفريقية فيما بينها بروابط ومشاعر قوية يميزها الإخلاص والتعاون. ولاتقتصر هذه المشاعر على الأبوين فقط، وإنما يتساوى في ذلك الأبناء والأجداد وكذلك العمَّات والأعمام وأبناؤهم. وتساعد الأسرة أفرادها فيما يتعلق بأعمالهم وفي غير ذلك، كما تعنى الأسرة بالمرضى والمسنِّين. ولايزال كثيرٌ من الإفريقيين يطلبون نصيحة وموافقة الأقارب قبل اتخاذ أي قرارٍ مهم.
وحسب الأعراف الإفريقية، فإن الزواج أكثر من رابطةٍ بين الزوج والزوجة، بل هو وسيلة لكسب المزيد من الأقارب بإضافة إخوان الزوج وإخوان الزوجة والأطفال. وعموماً، فإن عائلتي العريس والعروس لابد أن يوافقا على الزواج قبل أن يتم فعلاً. ومن المتعارف عليه في معظم المجتمعات أن على الرجل أو والده أو أحد أعمامه تقديم مهرٍ في شكل نقودٍ أو ماشيةٍ أو غيرها. ولاينظر الإفريقيون إلى المهر كثمنٍ للعروس بل هو تعبير عن الاهتمام بها ومدى التقدير للعلاقات الجديدة مع أسرتها.
ويسمح العديد من المجموعات العرقية في إفريقيا بتعدد الزوجات. وبعض الرجال لديهم أكثر من زوجة، ويوزع الزوج اهتمامه وإمكاناته بالتساوي بين زوجاته، وتتوقع كل واحدة منهن أن يكون لها منزلها المستقل وماشيتها وأغراضها الأخرى. لقد حاول بعض الإفريقيين والمنصِّرين إلغاء تقليدي المهر وتعدد الزوجات، غير أن محاولاتهم باءت بالفشل.
وللإفريقيين طرق مختلفة في تتبُّع أنسابهم. تهتم بعض الجماعات بجانبي الأم والأب معاً، إلا أن معظم الجماعات منظمة على الأساس الأبوي، فهم يتتبعون الأنساب عن طريق رجال العائلة. ويتم الميراث عن طريق الأب لأبنائه الذكور ويتمتع الآباء بالولاية القانونية على أبنائهم.
ينتشر النظام الأمومي وسط بعض الجماعات، خصوصاً في إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وأحراش غرب إفريقيا. يتصل أفراد العائلة في تلك الجماعات عن طريق النساء. ويتم الميراث عن طريق الأم لبناتها ويكون لإخوان الأم الولاية على أبنائها.
ولكل نظام قرابةٍ أسماؤه الخاصة التي يُطلقها على الأقارب. وتصنف هذه الأسماء أفراد العائلة في مجموعاتٍ تختلف عن تلك المتعارف عليها في المجتمعات الغربية. ونجد في المجتمعات التي تتحدث باللغة الإنجليزية مثلاً أن شقيق الأب والأم يحملان نفس اللفظ، إلا أن ذلك يختلف في النظم الإفريقية حيث إن لكل منهما لفظًا قائمًا بذاته. وبنفس الطريقة، يصنف الأفارقة أبناء أعمامهم وأبناء أخوالهم.
وتُصنف مجموعاتٌ من الأُسر في بعض المجتمعات في شكل عشائر، ويرى أبناء العشيرة أنهم جميعاً سلالة رجلٍ واحد. وتراعي بعض العشائر نظماً خاصة، كما أن العشيرة تقوم بما تقوم به العائلة من حماية لأعضائها.
لقد تضاءلت الروابط الأسرية لدى بعض الإفريقيين بفعل الهجرة إلى المدن. يعيش الأقارب في نفس الحيّ. ومعظم سكان المدن يحتفظون بعلاقاتٍ متينة مع أقاربهم في الريف.
الولائم الجماعية مثل التي في الصورة أعلاه في غانا، تُقام للاحتفال بمناسبات كالزواج والولادة. فاللقاء يقوِّي الروابط العامة والعلاقات الأسرية التي تساعد بدورها في توحيد المجتمعات الإفريقية.
الطعام والشراب. يأكل معظم الإفريقيين في جنوبي الصحراء، سواءٌ أكانوا في المدن أم في الريف، وجبةً رئيسيةً واحدةً في اليوم تكون عادةً في المساء، كما يتناولون وجباتٍ خفيفةً في أوقاتٍ مختلفةٍ من اليوم. وتعتبر الوجبة الرئيسية فرصةً للقاء الأقارب والجيران. يتناول بعض الرجال والصبيان الوجبة بمفردهم وليس مع النساء والبنات. يجتمع الناس في معظم البيوت حول قصعةٍ توضع على الأرض، ويلتقمون الطعام بأصابعهم أو بقطعٍ من الخبز.
وتتكون الوجبة الإفريقية العادية من طعامٍ نشويًّ كالأرز أوحساء الطحين أو اليام، ويقدم الطعام مع مرقٍ يحتوي على خضارٍ وقطعٍ من اللحم. والطعام الشائع في إفريقيا المدارية هو لسان الحمل أو موز الجنة الإفريقي الكبير الذي يمكن أن يغلى ويطبخ كحساء أو يجفَّف ليطحن كدقيق.
يأكل الإفريقيون الدجاج ولحم الماعز والضأن والبقر. ويشكل السمك جزءاً مهماً في وجبة سكان السواحل، وأولئك الذين يعيشون حول ضفاف الأنهار وحول البحيرات. ويعتمد الإفريقيون الذين يربون الأبقار على اللبن والجبن وقشدة اللبن، كما يسحب بعضهم ـ مثل قبائل الماساي ـ الدم من الأبقار خصوصاً في أيام الاحتفالات الكبيرة ويشربونه طازجاً أومغلياً أو مخلوطاً مع قشدة اللبن.
ويصنع كثيرٌ من الإفريقيين ـ من غير المسلمين ـ البيرة من العسل أو من بعض الحبوب، كالذرة الشامية والدخن، كما أنهم يصنعون النبيذ من عصارة بعض أنواع النخيل.
ويعاني الناس في أجزاء من إفريقيا سوء التغذية نتيجةً لنقص الغذاء الموسمي والحاجة إلى وجبة متوازنة. كما تؤدي فترات الجفاف الطويلة، خصوصاً في أطراف الصحراء، إلى مجاعاتٍ طاحنة حيث يموت آلاف الناس أحياناً بسببها.
الملابس التقليدية تتميز في إفريقيا بالألوان الناصعة والتشكيل البارز. وتُلبس الأزياء المطرزة والحليّ في المناسبات الخاصة. الصورة لزعيم قريةٍ يصل إلى احتفال إسلامي في تشاد ـ يلبس هو وحاشيته أزياءً إسلاميةً تقليدية. الزي الأوروبي يُلبَسْ في المناطق الحضرية بكثرة. وهذا المنظر في مدينة دار السلام بتنزانيا.
الملابس. يلبس كثير من الرجال في غربي إفريقيا وفي المناطق المجاورة للصحراء ثوباً متدلياً، أو سراويل فضفاضةً مع قميصٍ واسعٍ أو جلباب، كما أنهم يستعملون العمامة والطاقية. وتأخذ المرأة قطعةً طويلةً من القماش تلفّها حول جسمها في شكل فستان، كما تقوم أيضاً بلف قطعة أخرى حول الرأس فيما يشبه العمامة. وتتَّبع معظم النساء المسلمات التقاليد الإسلامية في تغطية وجوههن بحجاب كلما خرجن إلى الشارع. ويربط كثير من أهل الريف ـ رجالاً ونساءً ـ قطعةً من القماش حول الخصر أو الكتف في شكل عباءة، كما يلبس بعض الرعاة الإفريقيين جلباباً من الجلد. وتُعتبر العقود الزاهية والأسورة والخلخال والأقراط جزءاً من الزيّ الإفريقي.
يلبس ملوك الأشانتي في غانا وكذلك ملوك بعض القبائل الأخرى وحواشيهم أزياء جميلة في مناسباتهم الخاصة. انظر: الملابس.
التعليم الجامعي يتوافر في معظم الأقطار الإفريقية. وقبل أربعينيات القرن العشرين، كان على الإفريقيين الذهاب إلى الخارج لتلقي التعليم الجامعي. والصورة أعلاه لطلاب في جامعة داكار بالسنغال.
التعليم التقليدي في إفريقيا يزود الأطفال بمهاراتٍ خاصة يحتاجونها لكي يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم. وهنا، يتعلم الصبية كيف يصنعون رأس الحربة.
التعليم. أنشأ المسلمون قبل مئات السنين أول مجموعة من المدارس في إفريقيا عند حوافّ الصحراء. وقد قامت هذه المدارس بتعليم الإسلام واللغة العربية والعلوم. لكن بالنسبة لمعظم الإفريقيين لم يكن التعليم يعني الذهاب إلى المدرسة. وكان الآباء يعلمون أبناءهم بالقدر الذي يؤهلهم لإتقان حرفةٍ معينةٍ تكون مصدراً للدخل، فكانوا يتدربون على فنونٍ مثل تشكيل المعادن وتشكيل الخشب وصنع الخزف، والنسيج.
بدأت الإرساليات التنصيرية بتعليم الإفريقيين في جنوبي الصحراء القراءة والكتابة منذ القرن السادس عشر الميلادي، غير أن النهضة التعليمية الحقيقية لم تحدث إلا في القرن العشرين عندما أحسَّت القوى الاستعمارية الأوروبية بحاجتها إلى إفريقيين للعمل في وظائف الدولة والقطاع الخاص. انطلاقاً من ذلك، قامت بريطانيا وفرنسا والقوى الاستعمارية الأخرى بإنشاء المدارس في إفريقيا.
وتتبنَّى الحكومات الإفريقية في الوقت الحاضر برامج لبناء المدارس وتوسيع فرص التعليم لأعدادٍ كبيرةٍ من الناس. ونجد اليوم عدداً كبيراً من الإفريقيين، أكثر من أي وقت مضى ينتظمون في المدارس الابتدائية والثانوية وفي الجامعات.
وبالرغم من التقدم الذي حدث في مجال التعليم هنالك بعض المشكلات. من بينها ارتفاع نسبة الأمية، ولا تتعدى نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في إفريقيا جنوبي الصحراء 25%. وتتفاوت هذه النسبة من بلد إلى آخر، فهي في الجابون وزمبابوي، على سبيل المثال، 60% وفي تنزانيا أعلى من 90%. أما في بلدانٍ مثل بوركينا فاسو ومالي وبنين، فهي حوالي 20%. وتعاني مناطق عديدة ـ خصوصاً في الريف ـ نقص المدارس والوسائل التعليمية والمعلمين المؤهلين.
لا يذهب عددٌ كبير من الأطفال في بعض المناطق إلى المدرسة إطلاقاً، كما تترك أعدادٌ أخرى المدرسة بعد وقت قصير للانضمام إلى سوق العمل لمساعدة عائلاتهم في كسب العيش.
الفنون
العمارة الإفريقية تتنوع بين المساجد الرائعة ومنازل القرية البسيطة. المسجد في الصورة أعلاه في القيروان بتونس شُيِّد عام 1860م، والصورة إلى اليسار في إحدى قرى الدوجون في مالي حيث تُبنى المنازل وصوامع الغلال ذات الأسقف القبابية من اللَّب
نالت فنون عدة قدراً عالياً من التطور منذ آلاف السنين في أجزاء كثيرة من إفريقيا. وأقدم قطعةٍ فنيةٍ عرفت في إفريقيا كانت رسوماتٍ من عهود ما قبل التاريخ وجدت في ناميبيا، في الصحراء وفي مناطق أخرى وفوق الصخور وعلى جدران الكهوف والحواجز الصخرية لكن فنون المعمار والرسم والنحت المصري القديم هي الأشهر عالمياً في هذا المجال. ونجد اليوم أن الكثير من الشعوب الإفريقية تقدم أمثلةً رائعةً في عمل السلال والخزف والأشغال الجلدية والمعدنية والغزل وصباغة الأقمشة. والفن جزءٌ من الحياة اليومية في إفريقيا، ومن هنا فإن فنوناً رائعةً تظهر من خلال صنع الأدوات والأواني المنزلية كما تتبدَّى في التحف ولوازم الحفلات.
وفنون إفريقيا الشمالية تختلف عن فنون بقية القارة. ينتج الفنانون في الشم