الغلاف الجوي الأرضيتقديم:
يعتبر كوكب الأرض كوكباً فريداً ليس فقط ضمن كواكب المجموعة الشمسية أو في مجرة درب التبانة فقط بل يمكن أن يكون في الكون بأسرة,هناك العديد من الأسباب وراء هذا التفرد , فكوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي نعرفه ويحمل جميع مقومات الحياة البشرية من هواء وماء ونبات إضافة إلى ذلك فان بعده المناسب عن الشمس يوفر لها ضوءً وحرارة مناسبتين للحياة , كما يوفر دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها, بسر عات متناسبة, اختلاف الفصول الأربعة و تعاقب الليل والنهار مما يسبب تنوعاً في ظروف الحياة بطريقة تحافظ على مقومات الحياة على سطح الأرض كما أن وجود غلاف جوي حول الأرض بخصائص و مميزات فريدة مقارنتاً بالأغلفة الجوية المحيطة بكواكب المجموعة الشمسية يعتبر من أهم المميزات الفريدة والمهمة لكوكب الأرض.
أهمية الغلاف الجوي:
الغلاف الجوي الأرضي هو عبارة عن طبقة رقيقة مركبة من الغازات وبعض المركبات الكيميائية تحيط بالأرض وتحميها بنفس الطريقة التي تحمي بها قشرة التفاحة الخفيفة التفاحة شكل(1).
يعتبر وجود الغلاف الجوي حول الأرض عاملاًً أساسيا و مهماً جداً في نشأة الحياة على الأرض.
فالغلاف الجوي بمكوناته الغازية يوفر المواد الأساسية اللازمة للحياة كالأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون و غاز النيتروجين الذي يعتبر حجر الأساس في كل صور الحياة الموجودة على سطح الأرض, كما أن هناك غازات ومركبات كيميائية أخرى مهمة تدخل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في معظم أنشطة الإنسان على سطح الأرض .
تتسبب حركة الغلاف الجوي سواء على مستوى الكرة الأرضية أو على المستوى الإقليمي المحدود في حدوث الكثير من الظواهر الطبيعية مثل تجانس مكونات الهواء وتكون السحب والمطر وهبوب الرياح, و كذلك حفظ كوكب الأرض من التغييرات الكبيرة و المفاجئة في درجات الحرارة.
بالإضافة إلى ما سبق فأن الغلاف الجوي الأرضي يعمل على حمايتنا من الأشعة الشمسية الضارة كالأشعة الفوق البنفسجية والأشعة السينية الصادرة والمنطلقة من الشمس بصفة مستمرة, وكذلك الأشعة الكونية القادمة من الشمس و الفضاء الخارجي والتي لولا إرادة الله تعالى ثم وجود الغلاف الجوي لا أنهت هذه الأشعة جميع أنواع الحياة البشرية الممكنة على سطح الأرض. والأهم من ذلك كله أن الغلاف الجوي يشكل سقفاً فوق الأرض يعمل على حمايتها من الشهب الكونية الكبيرة التي تحترق في أعلى الغلاف الجوي لتصل إلى الأرض على هيئة نيازك صغيرة نسبياً.
قال تعالى : ( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون) . الأنبياء 32
مكونات الغلاف الجوي
يتكون الغلاف الجوي من خليط من الغازات تنقسم إلى قسمين أساسيين, الغازات الأساسية أو النشطة وهي الغازات التي تدخل مباشرةًً في التفاعلات الحيوية على الأرض وهذه الغازات هي: غاز النيتروجين ونسبته 78% من مجموع الغازات الموجودة وغاز الأكسجين ونسبته 21% وغاز ثاني أكسيد الكربون ومجموعة أخرى من الغازات بنسب ضئيلة شكل(2) .
أما القسم الثاني فهي الغازات النادرة أو الخاملة والتي نادراً ما تدخل في التفاعلات الحيوية ومن هذه الغازات غاز الميثان والارجون والهليوم والهيدروجين والأوزون .
بالإضافة إلى الغازات السابقة فان الغلاف الجوي يتكون من بعض المركبات الكيميائية المهمة مثل بخار الماء الذي تختلف نسبته باختلاف المكان والزمان والحرارة والعوامل الجوية المسببة في تغيره, كما يوجد في الغلاف الجوي نسبة من الغبار العالق المكون في الغالب من المعادن والمركبات العضوية الموجودة على سطح الأرض أو تلك التي في النيازك والتي هي عبارة عن جزئيات صغيرة جداً(ميكروسكوبية) من الغبار و التي تعمل على تشتت أشعة الشمس والاحتفاظ بدرجة حرارة الكرة الأرضية و المساهمة في تكثيف بخار الماء لتكوين حبات المطر.
الأقسام الرئيسية (الأساسية) للغلاف الجوي:-
ينقسم الغلاف الجوي المحيط بالأرض إلى قسمين أساسيين هما الغلاف الجوي الداخلي و الغلاف الجوي الخارجي شكل(3).
قسم العلماء الغلاف الجوي الداخلي إلى طبقات مختلفة بناءً على الاختلاف في درجات الحرارة مع الارتفاع شكل(4) وهي:
طبقة التروبوسفير
1. طبقة التروبوسفير أو الطبقة المناخية Troposphere
إن كلمة تروبوسفير هي تسمية يونانية فتروبو تعني متغير و سفير تعني الكرة . طبقة التروبوسفير هي الطبقة السفلي من الغلاف الجوي والملاصقة لسطح الأرض تعتبر هذه الطبقة من أهم طبقات الغلاف الجوي الأرضي بالنسبة لجميع أنواع الحياة على سطح الأرض. يبلغ متوسط ارتفاع هذه الطبقة حوالي 11 كلم. بالرغم من قلة سمك طبقة التروبوسفير مقارنتاًً بسمك الغلاف الجوي فأن حوالي 75 % من كتلة ومادة الغلاف الجوي الأرضي توجد في هذه الطبقة يختلف سمك هذه الطبقة بين خط الاستواء والأقطاب وذلك بسبب الاختلاف في درجات الحرارة في هذه المنطقتين. تعتبر طبقة التروبوسفير الطبقة الفعالة في تغيرات المناخ, حيث يطلق عليها الطبقة المناخية لأنة يحدث بها جميع الظواهر الجوية كالضباب والغيوم والأمطار والعواصف الرعدية والعواصف الرملية وكذلك حدوث تقلبات المناخ و الطقس وما يتبع ذلك من رطوبة وحرارة وضغط. تحتوي طبقة التروبوسفير أيضا على معظم بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي لذلك تعبر هذه الطبقة من أهم طبقات الغلاف الجوي بالنسبة لعلماء الأرصاد الجوية meteorology وعلماء المناخ climatologic شكل(5).
يبلغ متوسط درجة حرارة سطح الأرض في اسفل هذه الطبقة حوالي 15 درجة مئوية. تتميز طبقة التروبوسفير بانخفاض في درجة الحرارة مع الارتفاع بمعدل 6 درجات مئوية لكل كيلومتر حيث يقل معدل التناقص هذا إلى ارتفاع 15 كلم إلى أن يتوقف هذا التناقص تماماً على ارتفاع حوالي 20 كلم والتي هي الحد الفاصل بين طبقة التروبوسفير والطبقة التي تليها طبقة الستراتوسفير يعرف هذا الفاصل بطبقة التروبوبوز(تروبو تعني تغير , بوز تعني الاستقرار , أي طبقة وقف التغيرات)حيث تعرف طبقة التروبوسفير و التروبوبوز لدي العلماء بالغلاف الجوي السفلي Lower Atmosphere .
يعتبر احتباس الأشعة الشمسية التي تصل إلى الأرض أو ما يعرف بظاهرة البيوت الزجاجية هو مصدر الحرارة و التسخين لطبقة التروبوسفير..
2. طبقة الستراتوسفير الطبقة الهادئة stratosphere
تمتد طبقة الستراتوسفير من ارتفاع 20 كلم إلى حوالي65 كلم فوق سطح البحر تتميز هذه الطبقة بازدياد في درجة الحرارة بشكل عام من حوالي 60 درجة مئوية تحت الصفر من طبقة التربوبوز إلى حوالي صفر درجة مئوية في أعلى الستراتوسفير (ستراتوبوز) . تتميز هذه الطبقة بالاستقرار التام في جوها حيث ينعدم فيها بخار الماء وتكون جافة واقل كثافة من التروبوبوز , كما تخلو من الظواهر الجوية كالغيوم والضباب والأمطار.. الخ لذا فإن الطيران في هذه الطبقة يعد مثاليا ومريحاً للطائرات، تحتوي طبقة الستراتوسفير على مجموعة من الغازات الحقيقة التي تكون بصورة ذرية أو جزئية أو مركبات غازية. في أعلى الستراتوسفير يوجد طبقة الأوزون و التي لها دور كبير في امتصاص الأشعة الفوق البنفسجية الشمسية وحمياتنا من مخاطرها.
طبقة الأوزون:
تتواجد طبقة الأوزون(Ozone layer) على ارتفاع حوالي 35 كلم أي في الجزء الأعلى من الستراتوسفير , ويبلغ سمكها حوالي 16 كلم . يعتبر غاز الأزون O3 من أهم مكونات طبقة الستراتوسفير. تكون طبقة الأوزون اقل سمكاً في المناطق الاستوائية وتكون اكثر كثافة باتجاه الأقطاب .
تتواجد طبقة الأوزون على ارتفاع حوالي 35 كلم عن سطح الأرض وهي مؤثرة جداً في امتصاص الإشعاعات الشمسية الفوق بنفسجية ولا تسمح ألا بنفاذ جزء صغيرة جدا منها ولولا و وجود طبقة الأوزون هذه و امتصاصها لهذه الأشعة القاتلة لكانت شدة هذه الإشعاعات مهلكة لجميع من في الأرض
ينتج غاز الأوزون من اتحاد الأكسجين الجزئي O2 الموجود في طبقة الستراتوسفير مع الأكسجين الذري O1 الناتج من تفكك الأكسجين الجزئي عن طريق الأشعة الفوق البنفسجية القادمة من الشمس عند الطول الموجي(320-243) نانومتر وفقاً للتفاعل التالي شكل(7):
O2+hv-->O+O
ويمكن لتلك الذرات أن يعاد اتحادها مباشرة مع بعضها البعض مكونتا الأكسجين الجزئي ليتولد غاز الأوزون
O2+O-->O3
فبالرغم من أن الأشعة فوق البنفسجية تعمل علي فصل و تفكيك غاز الأوزون فان الأوزون سيعاد تكوينه وفقاً للتفاعل التالي:
O3+hv --> O2+O
O+O2--> O3
O+O3--> O2+O2
تمثل طاقة الأشعة الفوق بنفسجية. hv
يعتبر امتصاص الإشعاع الشمسي بواسطة الأوزون مصدر من مصادر الطاقة, والتسخين للغلاف الجوي و المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير.
تفصل الستراتوبوز هذه الطبقة عن الطبقة التي تليها وهي الميزو سفير.
3 . طبقة الميز وسفير-الطبقة الوسطي mesosphere
وهي الطبقة التي تلي طبقة الستراتوسفير وتمتد من ارتفاع 56 كلم إلى حوالي 90 كلم فوق سطح البحر اي بسمك حوالي 24 كلم. تتميز هذه الطبقة بتناقص مضطرب في درجات الحرارة مع الارتفاع حتى تصبح الحرارة في أعلى هذه الطبقة منخفضة جداً حوالي 100 درجة مئوية تحت الصفر والتي تعتبر أقل درجة حرارة في الغلاف الجوي في أعلى هذه الطبقة. في طبقة الميز وسفير يتم احتراق الشهب الكونية القادمة إلى الأرض و التي تصل إلى سطح الأرض على هيئة نيازك صغيرة نسبياً. في الغالب يستخدم علماء الأرصاد الجوية هذه الطبقة في إرسال ووضع المناطيد الخاصة بهم التي تطلق يومياُ من الأرض لأخذ بعض المعلومات عن الغلاف الجوي كأجهزة Radiosnode شكل(
.
تصل كثافة الغلاف الجوي في هذه الطبقة حوالي 0.0007 % من كثافة الغلاف الجوي عند سطح الأرض وهذه الكثافة هي في حقيقة الأمر متغيرة نتيجة المتغيرات التي تحصل في هذه الطبقة بسبب التغير في النشاط الشمسي. تفصل الميزيوبوز طبقة الميز وسفير عن الطبقة التي تليه الايونوسفير ويطلق العلماء على منطقة الستراتوسفير و الميز وسفير مع الستراتوبوز و الميزيوبوز الغلاف الجوي الأوسطMiddle Atmosphere .
4 الطبقة المتأينة الايونوسفيرIonosphere
تمتد طبقة الايونوسفير من ارتفاع حوالي 90 كلم إلى حوالي 775 إلى 1000 كلم عن سطح البحر أي بسمك يصل بين 685 إلى 910 كلم . سميت هذه الطبقة بالطبقة المتأنية لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الأكسجين والنيتروجين المتأين( التأين هو فقدان ذرات المواد لبعض من الكتروناتها). إن السبب الرئيسي في تأين مكونات هذه الطبقة هو امتصاص غازات طبقة الايونوسفير للأشعة السينية والأشعة الفوق البنفسجية القادمة و الموجودة في الإشعاع القادم من الشمس حيث تعمل هذه الأشعة ذرة أكسجين على اقتلاع إلكترونات ذرات هذه الغازات وترك ذراتها في حالة تأين شكل(9).
نظراُ للتأين الشديد لذرات غازات هذه الطبقة فإننا نجد دائماً أن الايونوسفير مشحونة بالكهرباء الأمر الذي يودي إلى ارتفاع كبير في درجة حرارتها. تبلغ درجة الحرارة على ارتفاع 160 كلم حوالي 343 درجة مئوية , ثم ترتفع مع الزيادة في الارتفاع إلى حوالي 1000 درجة مئوية , إلا انه عندما نبدأ بالاقتراب من أعلى الايونوسفير فان الحرارة تأخذ بالانخفاض بدرجة كبيرة بحيث لا تتجاوز الحرارة عند سطحها حوالي 1,25 درجة مئوية.
إن وجود عدد كبير من الإلكترونات والأيونات في هذه الطبقة جعل هناك إمكانية في أن تكون طبقة الايونوسفير طبقة عاكسة لموجات الراديو و اللاسلكي الطويلة التي يزيد طولها الموجي عن 15 متر ,الآمر الذي يساعد على إرسال إشارات الراديو من مكان إلى أخر على سطح الأرض فلو لم تكن هناك طبقة الايونوسفير في الغلاف الجوي الأرضي لتعذر الاتصال اللاسلكي بالأمواج الراديوية ولانطلقت هذه الأمواج ونفذت في الفضاء الخارجي.
تختلف درجة التأين في طبقة الايونوسفير من ارتفاع إلى آخر من يوم لأخر ومن شهر إلى شهر ومن فصل إلى فصل , و السبب في هذا الاختلاف هو ارتباط تكون طبقة الايونوسفير بالشمس وما يحدث بها من تهيجات وهدوء, هذا التغير في أحوال الشمس هو أيضا السبب في التشويش أو الانقطاع أحيانا في إرسال أو استقبال الموجات اللاسلكية و الراديوية على سطح الأرض وبناءًُ عليه فقد قسمت طبقة الايونوسفير إلى مجموعة من الطبقات بسبب الاختلاف في درجة تأينها وهذه الطبقات هي :
الطبقةD وهي تقع في الجزء الأسفل من الايونوسفير على ارتفاع 50-90 كلم ويوجد بها تركيز خفيف من الإلكترونات الحرة وهي بذلك تعكس الموجات الطويلة, الطبقة E وتقع على ارتفاع 90 إلى 150 كلم وهي أكثر تأينا من الطبقة D وتعكس الموجات ذات الأطوال المتوسطة .الطبقة F وتقع على ارتفاع من 150 إلى 400 كلم وهي الأكثر تأيناً من الطبقات السابقة وهي مفيدة في الاتصالات الراديوية. تتميز الطبقة E بأنها اقل شدةً في تأينها من الطبقة F الأمر الذي يجعلها تختفي في الليل مما يجعل من السهل التقاط موجات مختلفة من AM في الليل عنها في النهار شكل(10),
كذلك لا بد من ذكر أن الطبقتان Eو F تتأثران كثيراً بالنشاط الشمسي والانفجارات الشمسية المرتبطة بدورة الـنشاط الشمسي و التي يزيد فيها عدد البقع الشمسية و الانفجارات الشمسية وهذه الدورة تحدث كل11 سنة.
الغلاف الخارجي و الغلاف الأرضي المغناطيسي Exosphere
عند ارتفاعات أعلى من 400 كلم يصبح الغلاف الجوي خفيف والتصادم بين مكوناته قليلة بل نادرة ولن يكون هناك للحرارة والتوزيع الحراري معنى حيث تتميز هذه الطبقة بقلة كثافتها بحيث تستطيع الجزئيات المتحركة في هذا الارتفاع أن تتحرك إلى مسافة لا نهاية دون أن تصطدم ببعضها البعض وبالتالي تكون إمكانية هروبها من الجاذبية الأرضية كبيرة شكل(11).
بعد دراسة المعلومات التي حصلت عليها الأقمار الصناعية اكسبلورار 1,2.3,4 توصل العالم جيمس فان الن في عام 1958 م إلى أن الايونوسفير مغلفة بحزامين مغناطيسيين يبدأ الأول عند ارتفاع 775 إلى 1000 كلم و ينتهي أعلاه عند 13000 كلم كما يبدأ الحزام الثاني عند ارتفاع 13000 إلى 65000 كلم , حيث تبين له فيما بعد و بعد دراسات مستفيضة أن الحزامين عبارة عن حزام واحد يعرف اليوم بالغلاف المغناطيسي الأرضي Magnetosphere أو حزام فان الن شكل(12)Van Alen Belt .
يقترب الغلاف المغناطيسي من الأرض قرب القطبين مثل الطبقات الغازية السابقة بينما يكون أعلى ارتفاعاً فوق المنطقة الاستوائية. يتأثر الغلاف المغناطيسي كثيراً بالشمس حيث تعمل الرياح الشمسية القادمة من الشمس والتي هي في غالبيتها عبارة عن بروتونات وجسيمات مشحونة على الضغط على الجانب من الغلاف المغناطيسي المواجه للشمس و العمل على اندفاع الجزء الأخر منة أو الجزء الخلفي إلى مسافات كبيرة تصل إلى حوالي 5 مليون كلم مكونتاً الذيل الخلفي الطويل للغلاف المغناطيسي الأرضي شكل(13) .
يعمل الغلاف المغناطيسي بعد إرادة الله سبحانه وتعالى على حماية الأرض من الرياح الشمسية القادمة من الشمس بالإضافة حمايتها من الجسيمات المشحونة و العالية الطاقة من الأشعة الكونية القادمة من الفضاء الخارجي حيث يعمل على حرف وتغير مسارات هذه الأشعة بعيداً عن الأرض. بالإضافة إلى حرف هذه الجسيمات فان الغلاف المغناطيسي يتفاعل بعض الأحيان مع بعض الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس و يدفعها عبر خطوط القوي المغناطيسية باتجاه القطبين مشكلةً التشكيلات الضوئية الجميلة المعروفة باسم الشفق القطبي Aurora و التي يكثر حدوثها في فترات النشاط الشمسي شكل(14).
بعض الظواهر المهمة في الغلاف الجوي
1. ظاهرة البيوت الزجاجية
إن وجود الأغلفة الجوية حول بعض الكواكب يعمل على حفظ سطوحها عند درجات حرارة متوسطة و معتدلة الأمر الذي يجعل الحياة ممكنة عليها, وهذا هو الحال في كوكب الأرض إذا يعمل الغلاف الجوي الأرضي عمل البيوت الزجاجية المستخدمة لأغراض الزراعة والتسخين حيث يحفظ الطاقة الشمسية التي تخترقه من النفاذ منه مره أخرى مما يودي إلى رفع درجة حرارة سطح الأرض ويجعلها مستقرة.
وفكرتها كآلاتي: تشع الشمس طاقة في غالبيتها تكون في الجزء من الطيف بين 0.4-0.7 ميكروميتر تعمل بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي و التي تعرف بغازات البيوت المحميةGreen House Gases و التي يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون واحدا ًمن أهمها, بامتصاص جزء من الإشعاع القادم بينما يعبر جزء من هذا الإشعاع دون أن يمتص ويصل إلى الأرض حيث يعمل هذا الإشعاع على تسخين ورفع درجة حرارة سطح الأرض وكما هو معروف فيزيائياً أن الجسم الأسود( تعتبر الأرض فيزيائياً جسم اسود) هو جسم مشع وممتص جيد للحرارة حيث تمتص الأجسام السوداء الأشعة تحت الحمراء الساقطة عليها وبذلك ترتفع درجة حرارتها فيسخن ونتيجة للسخونة فإن الأجسام السوداء تصدر أيضا أشعة غير مرئية (تحت الحمراء) ولكن بأطول موجية أطول من الموجود في الإشعاع الشمسي, وعلية فان الأشعة الحمراء الصادرة من الجسم الأسود لا تستطيع النفاذ من سطح الأرض بسبب طولها الموجي وكذلك أيضا بسبب امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى لهذا الإشعاع المرتد وبالتالي ينعكس ويرتد إلى سطح الداخلي مرة أخرى ويمتصها الجسم الأسود مرةً أخرى وبذلك ترتفع درجة حرارتها اكثر وبهذا تتجمع الحرارة في الجسم الأسود وترتفع درجة حرارتها اكثر فأكثر شكل(15).
إن الكواكب التي لها أغلفة جوية تكون درجة حرارة سطوحها أعلى من تلك التي تفتقر الغلاف الجوي بسبب هذه الظاهرة. وتجدر الإشارة أن الغيوم تعمل على الحفاظ على درجة حرارة الأرض من الانخفاض ليلاً. ففي ليالي الشتاء الغائمة لا تنخفض درجة الحرارة بشدة بسبب حفظ الغيوم للإشعاعات تحت الحمراء الصادرة عن الأرض قريباً من سطحها. بينما في الليالي الخالية من الغيوم فان درجة الحرارة تنخفض بشدة و ذلك لفقدان الأرض كميات كبيرة من الإشعاعات تحت الحمراء بعيداً عن سطحها و يتكون في بعض الأحيان نتيجة لذلك الصقيع حيث تساهم السحب و الغيوم أيضا في تسخين الأرض.
ثقب الأوزون Ozone Hole
خلال ال خمسة عشر سنة الأخيرة وجد أن طبقة الأوزون حصل لها تحلل depletion و اختلاف في توازن مكوناتها الكيميائية والسبب الرئيس في ذلك هو التصاعد المستمر للمواد الكيمائية الناتجة من المصانع التي عملها الإنسان على سطح الأرض والمكونة في الغالب من عنصر الكلورين مثل (CFS) والمركبات الكيميائية التي تحتوي على البرومين والهيدروجين وكذلك أكسيد النيتروجين. مركبات CFC هي في الغالب ناتجة من منتجات صناعية كأنظمة التبريد( غاز الفريون) أجهزة التكييف.... . أما أكسيد النيتروجين فهو ناتج من الانبعاث الغازي من الطائرات.
هذه المواد الكيميائية المتصاعدة إلى أعالي الغلاف الجوي سوف تتفاعل مع الأكسجين الموجود في الستراتوسفير الأمر الذي سيودي إلى اضطراب وعدم توازن في عملية إنتاج الأكسجين الجزئي المستخدم في تكوين غاز الأوزون وبالتالي فان ذلك سيؤثر علي عملية إنتاج غاز الأوزون , الأمر الذي سيودي في النهاية إلى تحلل في كمية غاز الأوزون. وهذا يعني أننا سنفقد جزءً من فوائد هذه الطبقة الأمر الذي سيودي إلى تعرضنا إلى المزيد من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة و التي تعتبر من أهم مسببات مرض سرطان الجلد, هذا بالإضافة إلى تأثيرها علي بعض المنتجات الزراعية.
الاحتباس الحراريGlobal Warming
كما ذكرنا في وصف ظاهرة البيوت الزجاجية هناك غازات كثاني أكسيد الكربون CO 2 وبخار الماء والميثان تعمل على امتصاص الأشعة الحمراء من الإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض وعكس جزء منه على سطح الأرض وجعل درجة حرارة الأرض مستقرة نسبياً و الحياة ممكنة بإذن الله.
ولكن اكتشف العلماء في السنوات الأخيرة إلى أن هناك زيارة في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة لحرق بعض المواد على سطح الأرض وتصاعد الغازات ودخان المصانع بصف مستمرة شكل(16)
حيث توصلوا إلى أن الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون تعمل على زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي, وكذلك توصلوا إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربونCO2 سيزداد الضعف بنهاية القرن الحالي. حيث توصلت النماذج الرياضية الموضوعة حالياً أنه بحلول عام 2100 م(17) سوف ترتفع درجة الحرارة إلى حوالي 2 درجة مئوية الأمر الكافي لتغير مناخ الأرض وزيادة مستوى المياه على سطح الأرض.
الأرض بدون الغلاف الجوي:
هناك الكثير و الكثير من الأمور و الخصائص المهمة للغلاف الجوي و التي لا يسع المجال هنا للحديث عنها وقد أصبحت دراسة الغلاف الجوي الأرضي و التغيرات التي تحصل له محل اهتمام كبير لدي العلماء و المختصين في هذا المجال, فبالإضافة إلى دراسة الغلاف الجوي من الأرض توجهت الكثير من مراكز الأبحاث العالمية إلى دراسة الغلاف الجوي عن طريق الأقمار الصناعية المرسلة لهذا الغرض شكل(18)
والآن لنتصور أن كوكب الأرض ليس له غلاف جوي فببساطة لن يكون للحياة وجود على سطح الأرض, فحرارة الشمس ستعمل على تبخر جميع المحيطات و البحار و الأنهار ولن يكون هناك توازن للحياة على سطح الأرض ولن يكون هناك نباتات تستهلك ثاني أكسيد الكربون, كما أن الأشعة الشمسية بجميع أطوالها الموجية ستصل إلى الأرض و ستدمر الشهب و النيازك جميع أنواع الحياة على سطح الأرض إن بقي هناك حياة .
فتبارك الله احسن الخالقين .