السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأفضل أمته أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ذي النورين ثم علي
69- ومحمدٌ رسولُ اللهِ ( خاتَمُ النَّبِيِّينَ وسَيِّدُ المرسلينَ، لا يصحُّ إيمانُ عبْدٍ حَتّى يُؤمِنَ برسالته، ويشهَدَ بنبوتِه، ولا يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ في القيامَةِ، إلاَّ بشفاعَتِهِ، ولاَ يَدْخُلُ الجنّةَ أُمّةٌ إلاّ بعْدَ دُخولِ أُمّتِه.
70- صاحِبُ لِواءِ الحمْدِ والمقامِ المحمودِ والحوْضِ الموْرودِ، وهوَ إمامُ النَّبِيّينَ، وخَطِيبُهم، وصاحِبُ شفاعتِهم.
71- أمّتُه خيْرُ الأممِ، وأصحابُه خيْرُ أصحابِ الأنبياءِ عليهم السّلامُ.
وأفضلُ أمّتِه أبو بكْرٍ الصِّديقُ، ثُم عمرُ الفاروقُ، ثُم عثمانُ ذو النُّورَينِ، ثُم عَليّ المُرْتَضَى رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ. لِمَا رَوى عبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِي الله عنهما قال: كنَّا نقولُ والنبيُّ ( حيٌّ: أَفْضَلُ هذه الأمّة بعْدَ نبيّْها أبو بكرٍ، ثمَّ عمرُ، ثم عثمانُ، ثم عليّ فيبلغَ ذلك النبيَّ ( فلا يُنْكرُه.
72- وصحَّتِ الرِّوايَةُ عنْ عليّ ( أنَّهُ قالَ: خَيْرُ هذهِ الأمةِ بعد نبيِّها أبو بكرٍ ثم عمرُ ولو شئْتُ لسميْتُ الثَّالثَ.
73-ورًوى أبو الدّرْدَاءِ عَنِ النبيِّ ( أنّه قال «مَا طَلَعَتْ الشَمْسُ وَلاَ غَرُبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ».
74-وَهُو أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بالخِلافَةِ بعْدَ النبيِّ ( لفَضْلِهِ وسَابِقَتِه، وتَقْدِيمِ النبيِّ ( له في الصّلاةِ على جميع الصّحابةِ (، وإجماعِ الصّحابة على تقْديمِه ومُبايَعَتِه، ولم يكنِ اللهُ ليَجْمَعَهم على ضَلالةٍ.
75-ثم مِنْ بعده عمرُ ( لفضْلِه وعَهْدِ أَبي بكرٍ إليه.
76-ثم عثمانُ ( لتقْديم أهلِ الشُّورى له.
77-ثم عليٌّ ( لفَضلِه، وإجماعِ أهلِ عصْرِه عليه.
78-وهؤلاءِ الخلفاءُ الرّاشدون المهديّون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم «عَلَيْكُمْ بِسُنّتِي وَسُنّةِ الْخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ الْمَهْدِيّـينِ مِنْ بَعْدِي، عَضّوا عَلَيْهَا بِالنّوَاجِذِ»
79-وقال عليه الصلاة والسلام «الخِلاَفَةُ مِنْ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً» فكان آخرُها خلافةَ عليٍّ (.
80- ونَشْهَدُ للعشَرةِ بالجنّةِ، كما شَهِدَ لهم النبي ( فقال«أبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وعُمَرُ فِي الجنَّةِ، وعُثْمَانُ في الجنَّةِ، وعَلِيٌّ في الجنّةِ، وطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، والزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وسَعْدٌ فِي الجنَّةِ، وسَعِيدٌ في الجنّةِ، وعبدُ الرّحمنِ بنُ عوِفٍ في الجنّةِ، وأبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ».
81- وكُلُّ مَنْ شَهِدَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالجنَّةِ شَهِدْنَا له بها، كقوله«الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ»، وقولِه لثابِتٍ بنِ قيْسٍ«إنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».
82- ولا نَجْزِمُ لأحدٍ مِنْ أهلِ القِبْلَةِ بجنَّةٍ ولا نَارٍ إلاَّ مَنْ جَزَمَ لَهُ الرّسول عليه الصلاة والسلام ، لَكِنَّا نَرجو للمُحْسِنِ ونَخَافُ على المُسيءِ.
ذكر في هذه الجمل الكلام على معتقد أهل السنة و الجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يعتقدون أن خير هذه الأمة بعد نبيها ( هم صحابة رسول الله (، كما جاء ذلك في غير ما حديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال «خير هذه الأمة قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» وهذا عام لكل الصحابة، فكل صحابي يثبت هذا الفضل، فجنس الصحابة أفضل من جنس من بعدهم، والصحابة متفاوتون في الفضل، فأفضل الصحابة وأعلاهم مقاما أبو بكر الصديق (، ويليه عمر بن الخطاب (، ثم عثمان بن عفان (، ثم علي (، وهؤلاء هم الخلفاء الأربعة الراشدون، فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة؛ ترتيبهم في الفضل عند أهل السنة كترتيبهم في الخلافة، وكان هناك خلاف في القرن الأول هل يقدم علي على عثمان في الفضل أم لا يقدم؟ مع إقرار الجميع أن عثمان أولى بالخلافة من علي، لكن هل علي أفضل أم عثمان؟ فكان من أهل الكوفة من أهل السنة من يقول إن عليا أفضل، وبعضهم وهم الجمهور والعامة يقولون إن عثمان أفضل، وهذا هو الذي استقرت عليه عقائد أهل السنة والجماعة من الأخذ بقول عامة علمائهم، بل الأخذ بقول علي وقول الصحابة؛ من أن ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فعثمان مقدم على علي (.
وأولئك كانوا يسمّون في الزمن الأول الشيعة؛ فمن فضّل عليّا على عثمان نُسِب إلى التشيّع، وهو غير الرفض الموجود بعد ذلك الذي من علاماته سب الشيخين ولعنهما والتبري من عثمان ومعاوية رضي الله عن جميع الصحابة والذين يقولون إنه لم يصح إيمان إلا نفر من الصحابة فقد ارتد الأكثرون إلا طائفة.
الصحابة طبقاتهم في الفضل من حيث الإجمال: أنّ المهاجرين أفضل الصحابة، ويليهم الأنصار، ثم من شهد بيعة الرضوان، ثم من أسلم قبل الفتح – فتح مكة-، ثم من أسلم بعد ذلك، قال جل وعلا(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ([الحديد:10]، والفتح المراد به هنا صلح الحديبية، فلا يستوي من بايع بيعة الرضوان ممن أسلم بعد ذلك، فهذه طبقاتهم في الفضل إجمالا، ونقول أيضا إن جنس الصحابة أفضل من جنس من جاء بعدهم؛ لكن قد يكون في أفراد من بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة، لكنه من حيث الجنس والعموم فالصحابة أفضل هذه الأمة، لكن قد يكون فيمن بعدهم أفضل من بعض الصحابة في مقامات الإيمان والجهاد والإحسان كما قرر ذلك أهل العلم, فالكلام على الجنس من حيث أن الصحابة هم أفضل.
أفضل المهاجرين وأفضل الصحابة؛ بل وأفضل هذه الأمة العشرة المبشرون بالجنة؛ وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة بن عبد الله، والزبير بن العوام، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبد الرحمان بن عوف (، فهؤلاء العشرة هم أفضل المهاجرين، وهم أفضل الصحابة أيضا، وهم أفضل هذه الأمة.
قال (لا نشهد لمعين بجنة ولا نار).
قبل هذا نذكر حكم من سبّ الصحابة؛ سب الصحابة ينقسم إلى أقسام:
الأول: إن سبّ جميعهم، أو حكم على أكثرهم بالكفر والردة إلا نفر، فإن هذا كفر؛ لأنه ردّ شهادة الله جل وعلا بقوله(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ([الفتح:18]، قد ثبت أن الذين بايعوا تحت الشجرة كانوا ألفا وأربع مائة، وفي بعض الروايات أنه كانوا ألفا وخمس مائة.
القسم الثاني: أن يسبّ بعضا منهم، فهذا فيه تفصيل، إن سبّ بعضا منهم من جهة اعتقاد؛ يعني اعتقد فيهم أنهم أخطئوا، وأنهم فرطوا، وأنهم أصابهم ما أصابهم من جهة اعتقاد، كما يعتقد الخوارج، فإن هذا من كبائر الذنوب، ولا يعد مخرجا من الملة، وإن كان سبّ بعضهم من جهة الغيض تغيضا عليهم، وحقدا عليهم، فإن هذا كفر وخروج من الملة، قال أهل العلم: لأن الله جل وعلا قال في وصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ([الفتح:29] فمن كان في قلبه غيض على صحابة رسول الله ( فيوصف بما وصفه الله جل وعلا به من أنه من الكفار.
شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
-----------
ملاحظة : قمت بتعديل عدد من الأقواس التي ترمز على ما يبدو إلى (صلى الله عليه وسلم )بعد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام
وأما الباقية فربما ترمز إلى (رضي الله عنه) بعد ذكر الصحابة
أرجو من الأخوات أن يُصَوِّبنني لأقوم بالتعديل وجزاكنّ الله خيرا