في منتدانا الغالى الكثير ممن يحتاجون إلى كيفية كتابة قصيدة سليمة موزونه لذيذة ملهمه مفعمة بكل ما ييصل النفس إلى النشوة المرجوة من الشعر واطرابه للأذن
وقد وجدت أن أسهل طريقة هى ما سأعرضه عليكم تتابعا وعسى أن يكون عرض الموضوع فيه إفادة عن سوابقه من البداية في علم العروض وكيفية تعلم الشعر وخلافه .
لذا فقد رأيت أن هذه الطريقة بمتابعتها ستجعل منا جميعا شعراء بمعنى الكلمة نتمتع بفكر مختلف انشاء الله
بداية أود أن أعرض في بحثى هذا طرق الوزن وكيفية وزن القصيدة ووجدت أن هذه الطريقة أسرع طريقة تصل إلى الذهن :-
هناك طريقتان ، لوزن القصيدة ومعرفة الكسور فيها : -
الأولى:
تلحينها وغنائها ، أي تقويم الأبيات على لحن معين تسحب عليه الأبيات كاملة حتى تكون جميع الأبيات على سياق اللحن ولا تشط عنه في نشاز لحني ، وإلا كان هذا هو الكسر .
الثانية:
وهي الأضمن والأفضل ولكنها ليست الأسهل ) .. وهي التفاعيل)
والتفاعيل لها حروف خاصة تسمى حروف التقطيع ولها مقاطع صوتيه بعضها سمي أسبابا وبعضها سمي أوتادا ، وبعضها خماسي وبعضها سباعي .
الطريقة :
ركز معي الآن ، القصيدة عبارة عن أبيات .. الأبيات عبارة عن كلمات .. الكلمات عبارة عن حروف ..
جميل .. وصلنا للحروف .. الحروف في التفاعيل تنقسم إلى نوعان : متحرك ، وساكن .. فقط لا غير
أي فتحة وسكون .. وسأستعيض عن الفتحة بالداش أي /
وأستبدل السكون بحرف الأو بالانجليزي أي O
حسناً .. دعنا نوزن بيت واحد فقط الآن ، مثلا هذا البيت :-
أنثر قصيدي مثل نثري للأحلام .. غيري تمتع به وأنا ضايق البال
لا تنسى : الحروف في هذا البيت ، نوعان في من التفاعيل ، متحرك وساكن
وزن الكلمة الأولى يكون على النحو التالي :
أ ن ث ر
حرف الألف : متحرك .. لماذا ؟ لأن غير ساكن ، أي توجد فوقه فتحة . فيكتب : / ( فتحه) ، أو حركة
حرف النون : ساكن .. لماذا ؟ لأنه غير مضموم ولا مكسور بل ساكن ، فيكتب (سكون ): O
حرف الثاء : متحرك ؟ لنفس السبب ، أي لأن تحته كسره وينطق أنثـِـر ، فيكتب متحرك أي
: /
حرف الراء : ساكن ، فيكتب
: O
O/O/إذن .. فالكلمة الأولى تكتب
الفتحة الأولى هي حرف الألف والسكون الثاني هو حرف النون ، والفتحة الثالثة حرف الثاء ، والسكون الأخير هو الراء.
إذا استوعبت الكلمة الأولى فيمكنك وزن باقي البيت والقصيدة كلها على نفس الموال ، أي ، تكتب الكلمة الثانيه وتقسمها إلى حروف متحركة وساكنة ، بنفس الطريقة الأولى ، وكذلك الكلمة الثالثه ، والرابعة حتى ينتهي الشطر الأول ثم تكمل الشطر الثاني بنفس الطريقة ، فيصبح :
أن ث ر قصي دي مث لنثـ ري للح لا م
/O /O // O / O /O // O /O // O /O /
ألا تلاحظ شي ؟ .. بأن السكون يكون هو آخر حرف دائما ، بعده تكون تفعيلة ثانيه ، وهذا هو الصواب ، أن يكون السكون مرحلة الانتقال للتفعيلة الثانية ، أو التقطيعة الثانية وإلا فإنك ستبقى تكتب /// حتى تواجه سكون فيكون ///O ، بعدها تبدأ من جديد.
الشطر الثاني
، وهو : غيري تمتع به و أنا ضايق البال ، سيكتب على النحو التالي- :
غي ري تمت تع به وأنا ضا يقل با ل
/O /O // O / O /O // O /O // O /O /
ألا تلاحظ شي آخر هنا ..؟
، في كلمة تمتّـع ..؟ ، في التقطيع أضيف لها حرف تاء ثالث !.. فـأصبحت في التقطيع ، تمتـ تـع.
لماذا ؟ .. السبب .. لأن التاء مشدّدة .. وفي حالة تشديد أي حرف يتحول لحرفين في التقطيع . لأنه ينطق أصلا حرفين ( جرب الآن كلمة تمتـّـع ) ستجد أنك نطقت التاء ثلاث مرات في الكلمة ، لذلك فهو يكتب في التقطيع كما ينطق .
بعد أن انتهيت من البيت الأول كاملا .. أدرج البيت الثاني تحته وقطـّعه بنفس الطريقة ، إذا كان البيت الثاني موزون على نفس وزن البيت الأول فإنك تسير على نفس البحر .. ولا توجد كسور في قصيدتك ، أي .. الشطرين الذين كتبناهما الآن تقطيعهما كالتالي : -
/O /O // O / O /O // O /O // O /O / *** /O /O // O / O /O // O /O // O /O /
يجب أن يكون البيت الثاني بنفس التقطيع أي : -
/O /O // O / O /O // O /O // O /O / *** /O /O // O / O /O // O /O // O /O /
وهكذا الى نهاية القصيدة
وبعد ان تطرقنا الى موضوع الوزن نتطرق الى
نصائح مفيدة قبل البدء في إنشاء القصيدة
دائما ما تكون أجواء كتابة القصيدة مميزة .. فإمّـا أن تكون مشاعر الحزن قد طغت على مشاعر الفرح ، أو العكس .. فتلجأ للكتابة .
حتى وإن لم تكن شاعرا .. لا بد أنك في يوم قد حاولت أن تكتب الشعر .. فكل إنسان في داخله شاعر .. لذلك فأنا قد جمعت لك من بعض المراجع ومن خلال خبرتي البسيطة ، بعض النصائح علها تفيدك في مشروع قصيدتك القادمة :-
أولا- الفكرة :
قبل أن الشروع في كتابة القصيدة ، يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها ، والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة ، وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص .
ثانيا- الجو :
حاول أن تهيئ الجو المناسب الذي تعوّدت على الكتابة فيه .
ثالثا- الخيال:
تأمل في الفكرة جيدا قبل أن تبدأ في الكتابة ، وطلق العنان لخيالك أن يجوب فكرة القصيدة ، فهو بذلك يبرز لك بعض الارتباطات بين الفكرة والخيال ، ويعبث بأبعاد النص اللغوي .
رابعا - أول بيت :
أ-لاتفكرفي الوزن بل تجاهله مؤقتا .. فكر فقط في المعنى الذي تريد أن تقوله .. أعد التفكير مرتين وثلاث في موضوع القصيدة .. تماما وكأنك تشرح لشخص يجلس أمامك .
ب- ابدأ بوضع لحن معيّن تعتقد بأن المعنى الذي أردت قوله توافق يتوافق معه .. أي بمعنى آخر القصيدة نفسها تحدّد بحرها بنفسها .. فلا تقل لنفسك أريد الكتابة على بحر الهلالي مثلاً .. خصوصاً في البداية بل تغن بالكلمات التي تحس أنها تبحث مافي نفسك على أي بحر كانت ثم أكمل بعد ذلك .
جـ - إبحث عن القافية التي تحس أنها تتناغم مع البحر الذي تريدة أو الذي بدأته بالفعل .. مثلاً .. لنفرض أنك وضعت بيتاً على (المسحوب )وكانت قافيته الأولى بكلمة(منال)) وقلت فيما معناه .. بأن الوصول إليك صعب المنال .. وتريد أن تقول أيضاً أنك رغم ذلك حاولت فقلت في الشطر الأول من البيت الأول ( وصلك حبيبي صار صعب المنال ) .. تبحث عن كلمة القافية ولدينا منها الكثير مثل : محال .. وصال .. وقال .. الخ ؛ مثلا لنأخذ كلمة ( محال ) .. فأنت الآن يجب ان تربط هذه الكلمة بالكلام الذي تريد أن تقوله ، فتحاول ربطها بمعنى كأن تقول ( حاولت .. لكن كان هذا محال ) ..
أو كلمة مثل ( ليال ) .. فتقول ( حاولت أجي يمك بسود الليال )، وهكذا تمد الجسور بين القافية والمعنى ، حتى تختم القصيدة .
حاول أن تجعل المعاني متقاربة ولا تبتعد كثيراً فكل بيت يكمل البيت الذي قبله ، أو يبدأ معنى جديد له علاقة بمعنى البيت الذي قبلة ، المهم أن يخدم جو القصيدة .
سادساً - بعد الانتهاء :
حاول إقامتها مرة أخرى على الميزان ثم اللّحن حتى تتأكد من سلامتها .
تــــــذكـــر :-
** الحرف الذي لاينطق لا يكتب ولا يوزن .
** حروف العلة سواكن .
إقامة القصيدة على لحن واحد تجيده تفيدك كثيراً في الحكم المبدأي على أي قصيدة
أما والقسم الثانى من هذا البحث فهو عن بحور الشعر العربي الفصيح
الشاعر المبتدئ في الشعر (الفصيح) الأفضل له إنه يكون على علم بأوزان وبحور الشعر العربي العامودي ..
وهذا العلم يُسمَّى بـ(العَروض) .. وقد ابتكره العالم والداهية والعبقري الفذ العربي المسلم / الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - (100 - 175هـ) .
وأوزان الشعر العمودي (16) وزناً .. وتُسمى البحور أو الأوزان (الخليليّة) .. نسبة للخليل بن أحمد .
والبحور تتكون من تفعيلات .. والتفعيلات عشر : ( مستفعلن ، متفاعلن ، مفاعيلن ، مفاعلتن ، فاعلاتن ، فعولن ، فاعلن ، مفعولاتُ ، مستفعِ لن ، فاعِ لاتن ) . وأقصى ما يتكون منه البحر تفعيلتان فقط مُكررة على حسب طول البحر .. وقد يكون البحر بتفعيلة واحدة مكررة .
وتتعرض هذه التفعيلات لتغييرات بنقص أو زيادة تُسمى بـ (الزحافات ، والعلل) .. وسنعرض لبعض منها .
والبحور هي :
( الطويل ، البسيط ، الكامل ، الوافر ، الخفيف ،
الرمل ، المديد ، المتقارب ، المتدارك ، المضارع ،
المقتضب ، المجتث ، الرجز ، الهزج ، السريع ، المنسرح ) .
وسنلقي الضوء على البحور المشهورة
1 / الطويـــــل :
تفعيلاته : ( فعولن.مفاعيلن.فعولن.مفاعيلن .... فعولن.مفاعيلن.فعولن.مفاعيلن )
وهو أشهر البحور العربية وأكثرها استعمالاً .. حيث جاء عليه (ثلث) الشعر العربي
ومن شواهده معلقة امرؤ القيس المشهورة :
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ .... بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
وتتعرض تفعيلات هذا البحر لتغييرات كثيرة .. فـ (فعولن) : قد تكون (فعولُ) وهذا كثير .. و (مفاعيلن) : قد تكون (مفاعلن) أو (مفاعي) .. وهذا كثير أيضاً ..
2 / البســـــيط :
تفعيلاته : (مستفعلن.فاعلن.مستفعلن.فاعلن ..... مستفعلن.فاعلن.مستفعلن.فاعلن )
ومن شواهده درّة المتنبي التي مطلعها :
وا حرّ قلباه ممّن قلبُهُ شَبِـــمُ ...... ومَن بجسمي وحالي عنده سقمُ
والتي يقول فيها :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي مَن به صممُ
أنام ملء جفوني عن شواردها .... ويسهر القوم جرّاها ويختصموا
الليل والخيل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
وتفعيلاتها تتعرض لتغييرات أيضاً .. فـ(مستفعلن) تتحول إلى (مُتَفعلن) أحياناً .. و (فاعلن) تتحول إلى (فعلن) كثيراً .. ويلزم هذا التغيير في أخر تفعيلة في الأبيات في القصيدة الماضية .
3 / الكامـــــل :
وتفعيلاته : ( مُتَفاعلن . متفاعلن . متفاعلن ........مُتَفاعلن . متفاعلن . متفاعلن )
ومن شواهده معلَّقة عنترة الشهيرة :
هل غادر الشعراء من متــــــردّمِ .... أم هل عرفت الدار بعد توهُّم
ومنه قول الشاعر :
ذهب الذين أعيش في أكنافهم ...... وبقيتُ فرداً مثل جلد الأجربِ !
وتتعرض تفعيلته الوحيدة (متفاعلن) إلى تغييرات .. وهي (متْفاعلن) -بتسكين الثاني - وهو كثير ولا يلزم .. و (مُتفاعلْ) وهو لازم في آخر تفعيلة كما في هذا البيت :
بيني وبينَكَ حُرقةٌ وهيـامُ ....... وصبابةٌ نحُلتْ لهـا الأجسامُ
وهناك تغييرات أخرى لا يسع المجال لسردها .
4 / الوافـــــر :
وتفعيلاته : ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن ........ مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
ومثاله معلقة عمرو بن كلثوم والتي فيها :
ونحنُ الحاكمون إذا أُطعنــــا ........ ونحن العازمون إذا عُصينـــــــا
ونحن الفائزون إذا هُزمنـــا ........ ونحن الغاضبون إذا رَضينــــــا
5 / الخفيف :
وتفعيلاته : ( فاعلاتن مستفعلن فاعلات ....... فاعلاتن مستفعلن فاعلات )
ومن شواهده معلقة الحارث بن حلزة اليشكري :
آذنتنا ببينهــــا أسمـــاءُ ...... رُبَّ ثاوٍ يمل منها الثـــــواءُ
ومنه قول شوقي :
خدعوها بقولهم حسنـــــــــاءُ ...... والغواني يغرّهنّ الثنــــــــاءُ
6/ الرمــــل : وتفعيلاته
: ( فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن ......... فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن )
7/ المتقارب : وتفعيلاته :
( فعولن فعولن فعولن فعولن......... فعولن فعولن فعولن فعولن)
8/ المديـــد : وتفعيلاته :
( فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ......... فاعلاتن فاعلن فاعلاتن )
9/ الهـــزج : وتفعيلاته :
( مفاعيلن . مفاعيلن......... مفاعيلن . مفاعيلن)
10/ الرجـــــز : وتفعيلاته :
( مستفعلن مستفعلن مستفعلن......... مستفعلن مستفعلن مستفعلن)
11/ الســريع : بحرُ ُ سريعُ ماله ساحلُ وتفعيلاته :
( مستفعلن مستفعلن فاعلن......... مستفعلن مستفعلن فاعلن)
12/ المنسرح : وتفعيلاته ؛
( مستفعلن مفعولاتُ مفـتعـلن ......... مستفعـلن مفعولاتُ مفـتعـلن )
............
13/ المضارع : وتفعيلاته :
( مفاعيلُ فعولن .... مفاعيلُ فعولن )
............
14/ المجتث : وتفعيلاته :
( مستفعِلن. فاعلاتن ......... مستفعِلن. فاعلاتن )
15/ المتدارك: وتفعيلاته:
( فعلن فعلن فعلن فعلن .... فعلن فعلن فعلن فعلن )
16/ المقتضب : .. اقتضب كما سألوا ... وتفعيلاته :
( فاعلاتُ مفـتعـلُ .... فاعلاتُ مفـتعـلُ )
وأخيرا فأن الشاعر الحق هو ما يحول الاحساس الناتج من داخه إلى خارجة فمنا من يقول الله أحسنت ومنا من يقول لو كنت قلت لكان أجمل
وأهم من كل ما سبق هو أن الشاعر لن يكون إلى بالقراءة المستمرة لشعرائه المحبوبين فمنهم تستوحى الخيال والمجال فالقالب الشعرى الذى يريح الشاعر ويسير عليه في أغلب ما يقول ويصف اما عمودي أو رباعي أو غنائى لكن الأساس وجود الموهبة الشعرية .
لكن اذا كنت من هواة العامية مثلى فالاساس هو الوزن وتحدثنا عن كيفية ضبطه بالطريقة الثانية
منقول للفائدة