شرح طريقة كتابة الفقرة الوظيفية القصيرة
بقلم / د. محمَّد بن محمود فجَّال
الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود
يحتاج كثيرون إلى كتابة فقرة قصيرة تُعَبِّر عن أغراضهم المتعددة ، كوصفِ طريقٍ، أو وصفِ مَوْقِفٍ، أو ذِكر خطواتِ معاملةٍ ما، أو الإرشاد إلى فوائد دواء أو شراب أو طعام، أو تبيين أهمية شيء أو أضرار آخر.
والفقرة القصيرة هي مجموعة من الجمل التي تطور الفكرة الرئيسة، مترابطة فيما بينها ومتسلسلة، وتبدأ بسطر جديد، وتنتهي بعلامة ترقيم مناسبة.
وظيفة الفقرة :
الفقرة تُقَسِّمُ أفكار الكاتب إلى وحدات تساعد القارئ والكاتب على تناول مفهوم واحد من الفكرة العامة وتوضحه، ثم تأتي الفكرة الثانية وتعرض جانبًا آخر، وهكذا.
وتفصل بين هذه الفقرات أدوات ربط مناسبة .
خصائص الفقرة :
تدور الفقرة حول فكرة جزئية واحدة .
توضح الجملُ المساعدةُ فيها الجملة الأساسيةَ التي تسمى « الجملة المفتاحية » ، ويتشكل منها جميعها فِقْرةٌ واحدةٌ . وهذه الجملة المفتاحية تكون دعاءً ، أو استفهامًا ، أو اقتباسًا من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف ، أو من قول مأثور، أو تكون أسلوبَ نهي، أو أسلوبًا خبريًّا، أو تعريفًا للموضوع .
وطول الفقرة أو قصرها يرتبطان بنوعية الموضوع، فإن كان الموضوع شرحًا فإنه يحسن استعمال فقرات طويلة وجمل سهلة، وإن كان الموضوع للتأثير وإثارة الانفعال فيجدر أن تكون الفقراتُ متوسطةَ الطولِ ، والجملُ قصيرةً ، وكلماتُها قويَّةً.
التنويع في الأسلوب ، فجمل الفقرة لا تكون من نوع واحد ، بل تحوي جملاً اسمية وفعلية وطلبية واستفهامية وشرطية، وذلك كله يرتبط بحسب العرض والمناقشة ونوع الموضوع .
مراعاة عدم تكرار الرابط نفسه في الفقرات المتتالية ، ومن أشهر رؤوس الفقرات وروابطها : كان وأخواتها، وإنَّ وأخواتها ، والواو، والنفي، والاستفهام، وأدوات الشرط، وقد .
شروط جودة الفقرة :
هناك أمور إذا توفرت في الفقرة كانت مفهومةً مؤدية للغرض ، وهي :
الوضوح في العبارات ، والتسلسل المنطقي في الأفكار ، فقد يكون التسلسل تاريخيًّا ، وقد يكون في الاتجاهات من اليمين إلى اليسار أو من الأعلى إلى الأسفل ، وهذا ينطبق على وصف الأشياء ، فمن أراد أن يصف سيارةً مثلاً فعليه وصف الأجزاء بالترتيب ، فلا يصف خارج السيارة ثم فجأة ينتقل لوصف المقود أو الأدراج أو الشاشة الإلكترونية ، ثم يعود لوصف الإطارات .
وعلى الكاتب التطوير في الفكرة وتعزيزها بمثال أو دليل ، وتكون الفكرة فيها عمق في المعنى، ولا يكون المعنى سطحيًّا مبتذلاً، وتكون العبارات مكتملة لا ناقصة .
ويُراعَى استعمال الأعراف الكتابية من علامات الترقيم، وجمال الخط ، وتَرْكُ فراغٍ مقداره نصف كلمة في أول الفقرة، ويُعْنَى بالسلامة اللغوية والدلالية للكلمات.
أجزاء الفقرة :
تتكوَّنُ الفِقْرَةُ من ( عنوان ) و( مقدمة ) و( عرض ) و( خاتمة ) .
والعَرْضُ يتكوَّنُ من جمل ، والجملة هي القول المفيد الذي يصح السكوت عليه ، وهي الوحدة الأساسية للكلام .
وتنقسم الجملة عند النحويين إلى قسمين : صغرى أو بسيطة ، وتتكون من مبتدأ وخبر ، وكبرى أو مركبة، ويكون المبتدأ فيها اسمًا والخبر جملة .
والجمل تشتمل على ألفاظ ، وهي المكونات الأولية للجملة ، وإذا أحسن الكاتب اختيارها ووَضْعَها في مكانها الدلالي والنحوي المناسب مَلَكَ أدوات الكتابة الأساسية .
لذا يشترط في اللفظة الجيدة أن تكون مطابقة لقواعد اللغة ، والفصاحة ، ومناسبة للمعنى والمقام ، ومأنوسة، وجرسها مناسب للفكرة.
وقد تتشابه الكلمات في ذهن الكاتب للمعنى الواحد، ظَنًّا منه أنها مترادفات تؤدي معنى واحدًا ، فعليه عندئذ الرجوع إلى المعاجم للتثبت من المعنى الدقيق.
وعلى الكاتب قبل البدء بالكتابة وإمساك القلم تحديد أربعة أمور ، هي :
1- الموضوع الذي يريد الكتابة به ، والأفكار التي ينوي تضمينها في الفقرة .
2- الهدف من كتابته هذه الفقرة ، هل هو الوصف أو المدح أو الذم أو العتاب أو الشهادة أو الأمر أو النهي أو إخلاء المسؤولية ، فكما قيل : لكل مقام مقال .
3- الشريحة الموجه لها الخطاب من الناس ، هل هم جامعيون ، أو من عامة الناس ، أو سياسيون أو مشايخ ، فكل فئة طريقة خاصة في خطابهم .
4- الأسلوب الذي يصوغ عباراتِهِ فيه ، فقد يكون استفهامًا ، أو شرطًا ، أو جملة اسمية أو فعلية أو آية كريمة ، أو حديثًا نبويًّا أو قولاً مشهورًا أو قصة أو مَثَلاً .
الرابط الأصلي للموضوع :