حوار بين الضاد و الظاء
الضَّاد : ( بنبرة كلها أسى و حزن )
سلام عليك أيها الأخ العزيز .. أنتَ محظوظ أيها الظاء ..الكل يحبك و يصر على وجودك في كل لفظ .. أما أنا ( العبد الفقير لله ) فأبناء العروبة نسَوني .. و تكاد لغة الضاد في كتاباتهم تخلو من الضَّاد ..فإلى متى سيضنُّون بحبهم لي ؟ متى سأحظى باهتمامهم ؟ و إذا تذكروني جعلوني في غير موضعي .. في ألفاظ
ليست لي ..
الظاء : ( و بفخر )
و عليك السلام و رحمة الله .. هذه عاقبة المكابرة .. تفاخرت عليَّ سنوات طويلة كانت مريرة .. بأنك الأعزّ و الأقوى .. و بأن لغة القرآن سمِّيت بك .. فأنت حرف أسطوري لا نظير لك في لغات العالم .. كما أنَّ مخرجك عزيز .. قلة
قليلة من يجيدون نطقك نطقًا سليمًا و باللغة العربية عزّ يعز أي صار نادراً ، تقول : معدن عزيز ، حجر عزيز كريم ، اختصاص عزيز نادر ،و الشيء الذي لا مثيل له نسميه عزيزاً ، قد نسمي الأشياء عزيزة إذا ندر وجودها.. و ظلْتَ تتباهى عليَ .. ثم تهزأ بي و بمخرجي السهل .. و تمكُّن الكثيرين من نطقي بسلاسة و يسر .. و ها أنت الآن تجني ما زرعت ..
الضاد : ( و لا زال فيه شيءٌ من الكبر)
نعم .. أنا حرف مميز ..فالضاد حرف من الحروف المجهورة، وهي تسعة عشر حرفاً ، والجيم والشين والضاد في حيز واحد، وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة . خذ مثالا :
ضأضأ : الضِّئْضِئُ والضُّؤْضُؤُ : الأَصل والـمَعْدِنُ .
قال الكميت: وَجَدْتُك في الضِّنْءِ من ضِئْضِئٍ .. أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الصِّغارا
وفي الحديث: أَن رجلاً أَتَى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، وهو يَقْسِمُ الغنائم ، فقال له : اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِلْ . فقال: يخرج من ضِئْضِئي هذا قوم يَقْرَؤُون القرآن لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ ، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ . الضئْضِئُ : الأَصْلُ .
و أزيدك من الشعر بيتًا .. حرف الضاد هو الحرف الخامس عشر من حروف الهجائية في اللغة العربية، كما أن اللغة العربية تُشار بحرف الضاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يجمع خبراء الصوتيات أن اللغة العربية تمتاز بهذا الصوت دون غيرها من اللغات حيث لا يوجد في أي نظام صوتي لغوي رسمي صوتا مماثلا لصوت حرف الضاد أثناء نطقه بشكل صحيح لذلك تسمى اللغة العربية بلغة الضاد ..
لاحظ أيها الظاء هذه الكلمات التي ازدانت بالضاد :
الضاحي :الظاهر و البادي للعيان كالضحى ..
ضحى : الضحى : ضوء النهار وعند الضحى يرتفع الضوء ويمتد
ويقال : ما بكلامه ضحى أي : ماله بيان وأنت البيان لمنليس له بيان والضحوة : قرب انتصاف النهار والضحى والغداة
والضّحية : الضحى والأضحى ..
ضرام : اتقاد واشتعال
ضرغام : الأسد الضاري الشديد
ضيف : من ينزل عند غيره فيكون مستحقا للتكريم و الإعزاز ،
والمضياف : كثير الضيوف ، وأبو ضيف كريم .
ضيغم : الأسد الواسع الشدق .
ضياء : في الضياء نور .. وفي الضياء : إشراق ومن كانت ضوءا فهي منيرة مشرقة وهناك من يسمونها ضوء النهار و الضوء أقوى وأسطع .
ضمضم : الأسد الغضبان والشجاع ، والجسم المجتمع الخَلق .
الظاء : ( يتباهى )
لا تتذاكى عليَّ يا رفيقي فقد روى الليث أَن الخليل قال : الظاء حرف عربي خُصَّ به لسان العرب لا يشركهم فيه أَحد من سائر الأُمم ، والظاء من الحروف المجهورة ، والظاء والذال والثاء في حيِّز واحد ، وهي الحروف اللِّثَويَّة ، لأَن مبدأَها من اللِّثة ، و الظاء حرف هجاء يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً ، قال ابن جني : ولا يوجد في كلام النبَط ، فإِذا وقعت فيه قلبوها طاء .. انظر و تأمل في بعض كلماتي الجميلة :
· ظمأ: الظَّمَأُّ : العَطَشُ. وقيل : هو أَخَفُّه وأَيْسَرُه. وقال الزجاج : هو أَشدُّه. والظَّمْآن : العَطْشانُ. وقد ظمِئَ فلان يَظْمَأُ ظَمَأً وظَماءً وظَماءة إِذا اشتدَّ عَطَشُه. ويقال ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً فأَنا ظامٍ وقوم ظِماءٌ. وفي التنزيل: لا يُصِيبُهم ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ . وهو ظَمِئٌ وظَمْآنُ والأُنثى ظَمْأَى وقوم ظِماءٌ أَي عِطاشٌ.
التهذيب: رجل ظَمْآنُ وامرأَة ظَمْأَى لا ينصرفان ، نكرة ولا معرفة. وظَمِئَ إِلى لِقائه : اشْتاقَ ، وأَصله ذلك. والاسم من جميع ذلك : الظِّمْءُ ، بالكسر. والظِّمْءُ : ما بين الشُّرْبَيْنِ والوِرْدَيْن،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وظِمْءُ الحَياةِ : ما بين سُقُوط الولد إِلى وقت مَوْتِه. وقولهم : ما بَقِيَ منه إلاَّ قَدْرُ ظِمْءِ الحِمار أَي لم يبق من عُمُره إِلاَّ اليسيرُ. يقال : إِنه ليس شيءٌ من الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً من الحِمار، وهو أَقل الدوابّ صَبْراً عن العَطَش ، يَرِدُ الماءَ كل يوم في الصيف مرتين . وفي حَدِيث بعضهم : حين لم يَبْقَ من عُمُري إِلاَّ ظِمْءُ حِمار أَي شيءٌ يسير. وأَقصَرُ الأَظْماءِ : الغِبُّ، وذلك أَن تَرِدَ الإِبلُ يوماً وتَصْدُرَ، فتكون في المرعى يوماً وتَرِدُ اليوم الثالث ، وما بين شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ ، طال أَو قَصُر والـمَظْمَأُ: موضع الظَّمإِ من الأَرض.
و خذ هذه أيضًا :
ظافر : من الظفر بمعنى الفوز، وهو من الأسماء التي توحي بالتفاؤل
ظاهر : في الظهور على العدو غلبة وانتصار، وفي الظهور وضوح وعلو
ظبية : الظبي العربي يقال له الغزال الأعفر والظبى إذا نفر من مكان لايعود إليه ولهذا يقولون لأتركنك ترك الظبي ظله وكم تغنى الشعراء بظبيات القاع ،
و وقف شاعر أمام ظبية فراح يتأملها ويقارن بينها وبين من يحب ثم يقول : فعيناك عيناها، وجيدك جيدها غير أن عظم الساق منك دقيق .
ظريف : فيه حذق ولباقة وكيَاسَة والظرف في اللسان بلاغته، ومن كان ظريفا كان محببا إلى القلوب .
ظلال : لست ظلا واحدا ولكنك ظلال والظل : ضوء الشمس حينما تستتر عنا بحَاجز ، والظل من الشيء : أوله .. يقال :ظل الشباب .. ويعيش الناس في ظل فلان أي في كنفه .. وفي ظلال القرآن ينعم الناس بالأمان
ظمياء : الشفة الظمياء : فيها سمرة وذبول واللثة الظمياء : قليلة الدم ، والعين الظمياء رقيقة الجفن ، والساق الظمياء قليلة اللحم وفي ظمياء تلتقي السمرة مع الرقة ..
ظهير : مُعين يُعتَمدُ عليه ، ويُطْمَأن إليه ..
و لكني غيرة على لغتي لا أحب الخلط بين الضاد و الظاء .. و عليكم أحبتي التمييز جيدا بينهما نطقا و كتابة فكلانا له خصائصه و ألفاظه.. و عذرا رفيقي الضاد .. لقد قسوت عليك قليلا .. و ذلك بسبب ما أراه من تعدٍّ فاضح عليك و عليَّ في كتابات الكثير .. فـ يضنُّ بماله صارت : يظن .. و مضرب المثل صارت : مظرب و النظافة من الإيمان .. صارت : النضافة .. قاعدة الضرب .. صارت : الظرب .. و الظهر أصبحت الضهر ..
يا إلهي .. كفى أيها العرب .. فلتتقنوا لغتكم نطقا و كتابة حتى يتقنها غيركم ..
الضاد : ( بلهجة المعلم المحبّ الغيور )
مما لا شك فيه أن حرف الضاد هو من أصعب حروف اللغة من حيث الأداء ، وهذا ما أجمع عليه وأقر به أهل الأداء المتقنين من المتأخرين والمتقدمين على حد سواء..غير أن الأمر وإن كان صعباً فهو ممكن. فتعالوا ننطق الضاد بأيسر الطرق كالآتي :-
( فالنطق السليم يعني كتابة سليمة )
أولاً: أن تركز جيدا: فأنت تتكلم بعقلك لا بلسانك أو بغيره من الأعضاء ، أي يجب أن تعطي أنت الإشارة لأعضاء حرف الضاد للعمل كما تريد أنت ، لا أن تتركها تعمل من تلقاء نفسها.
ثانيا: خذ نفسا قوياً عميقاً وأخرجه ببطء، وكرر هذا ثلاث مرات على الأقل، من أجل الاسترخاء وزيادة نسبة التركيز ، ودفع حالة التشنج التي قد يصاب بها البعض عند نطق الضاد.
ثالثاً : ركز بعقلك أن ترفع لسانك من أوله (ناحية منبته) لأعلى.. مع دفع الهواء من الجوف إلى خارج الفم وأنت تنطق بهمزة وصل متحركة أ ؤ إ.
رابعا: الصق أحد حافتيه (أوالحافتين) بما يحاذيها من الأضراس العليا.
خامسا:دع حافة اللسان "حافتيه" تلتصق بالأضراس التصاقا تدركه بإحساسك مع ترك اللسان رخوًا دون تصلب ليمتد امتدادا طبيعيا ويأخذ صفة "الاستطالة"
سادسا:يجب أن تدرك كل مرحلة مما سبق بعقلك من ناحية "توجيه الأعضاء المتحركة وهي اللسان " ثم "التركيز على تسجيل الشعور والإحساس المادي الناتج عن إلصاق حافة اللسان بالأضراس العليا "
يقول الإمام الجزري رحمه الله في المقدمة :
والضاد من حافته إذ وليا ... الأضراس من أيسر أو يمناها
و هكذا نكون قد وضعنا الحل و الباقي عليكم أيها الأعزاء .. رجاء .. الضاد ضاد و الظاء ظاء .. و لا تضنوا بجهودكم لرفعة الضاد .. و تظاهروا لإنصاف الظاء .. فالشعب يريد إسقاط الخطأ فيهما و الخلط بينهما ..
يا ضاد مالَكَ و النَّظرْ .. يا ظاء دعْك من الضَّررْ
الضاد تقبع في مُضَرْ .. و الظاء ليست في الحضَرْ
م-ن-ق-و-ل