علم المعاني(الخبر و الإنشاء..)-دورة البلاغة-المجموعة الأدبية السلام عليكم
نكمل دورتنا مع علم المعاني ومنه الخبر و الانشاء دائما من تنظيمي وباسلوب خاص:
علم المعاني:
1*الخــــــــــــــبر:
هو كلام يحتمل الصدق و الكذب لذاته.فيصح ان يقال لقائله إنه صادق أو كاذب، و يكون الخبر جملة فعلية أو إسمية
(يمحوا الله ما يشاء و يثبت ، و عنده أم الكتاب)
جملة فعلية *******************جملة اسمية
و الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين:
*إما إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة إذا كان المخاطب جاهلا له ، و يسمى هذا النوع (فائدة الخبر) ، مثل : (الدين المعاملة)،(ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل ، و أوحي إليه في سن الأربعين)
*و إما إفادة المخاطب أن المتكلم عالم أيضا بأن المخاطب يعلم بالخبر ،و هنا لا يفيد المتكلم السامع في شيء لأنه عالم بما تضمنه الكلام ، و يسمى هذا النوع (لازم الفائدة) لأنه يلزم في كل خبر أن يكون المخبر به عنده علم أو ظن به. مثل أن تقول لتلميذ أخفى عليك نجاحه عنك و علمت من مصدر ما : (أنت نجحت في الامتحان)، (أنت تعمل في حديقتك كل يوم).
- لكن قد يخرج الخبر عن هذين الغرضين إلى أغراض أخرى تستفاد بالقرائن و من سياق الكلام أهمها:
**الاسترحام و الاستعطاف كقولك (إني فقير إلى عفو ربي) ، فهنا ليس الغرض هو إفادة الحكم و لا لازم للفائدة لأن الله تعالى عليم و لكنه طلب عفو ربه.
**اظهار الضعف و الخشوع مثل : (رب إني وهن العظم مني).
**إظهار التحسر كقولك: (رب إني وضعتها أنثى).
**الفخر مثل:
إذا بلغ الفطام لنا صبي**** تخر له الجبابر ساجدينا.
**المـــــدح مثل:
فإنك شمس و الملوك كواكب****إذا طلعت لم يبد منهن كوكب.
**التحذير كقولك : (أبغض الحلال عند الله الطلاق).
*أضرب الخبــــــــــــر:
تختلف صور الخبر في أساليب اللغة باختلاف أحوال المخاطب الذي يعتريه ثلاث أحوال:
1/ أن يكون المتلقي خالي الذهن من الخبر غير متردد فيه و لا منكر له ، و في هذه الحالة لا يؤكد له الكلام لعدم الحاجة إلى التوكيد مثل : (المال و البنون زينة الحياة الدنيا) و يسمى هذا النوع : ابتدائيا.
2/ أن يكون المتلقي متردد في الخبر طالبا الوصول لمعرفته ، فيستحسن تأكيد الكلام الملقى إليه تقوية للحكم ليتمكن من نفسه و يطرح الخلاف وراء ظهره ، مثل :
إن البناء إذا ما انهد جانبه **** لم يأمن الناس أن ينهد باقيه
و يسمى هذا النوع طلبا.
3/ أن يكون المتلقي منكرا للخبر الذي يراد إلقاؤه إليه مع معتقدا خلافه فيحب تأكيد الكلام له بمؤكد أو مؤكدين على حسب حاله من الإنكار ، مثل: (لعمري إن الحق يعلو و لا يعلى عليه). و يسمى هذا الضرب من الخبرإنكاريا.
**لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها : (إن ، أن ، القسم ، لام الابتداء ، نون التوكيد ، أحرف التنبيه ، قد ، أما الشرطية).
2* الإنشـــــــــــاء:
لغة: الإيجاد. اصطلاحا : كلام لا يحتمل صدق أو كذبا لذاته. (أحب لغيرك ما تحب لنفسك) لا ينسب لقائله صدق أو كذب.
و هو نوعان : طلبي و غير طلبي
*الإنشاء الغير طلبي: ما لا يستدعي مطلوبا و له صيغ كثيرة منها : التعجب و المدح و الذم و القسم و أفعال الرجاء ، و هذا النوع لا يبحث فيه علماء البلاغة لأن أكثر صيغه في الأصل أخبار نقلت إلى الإنشاء و إنما المبحوث عنه في علم المعاني هو الإنشاء الطلبي لما يمتاز به من لطائف بلاغية.
*الانشاء الطلبي:
وهو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب و يكون بالأمر أو بالنهي أو الاستفهام أوالتمني أو لنداء.
الأمـــــــــر:
هو طلب حصول الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء مع الالتزام و هو نوعان: حقيقي و غير حقيقي فالحقيقي مثل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم) ومن الغير حقيقي:
قفا نبكي من ذكرى حبيب و منزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
النهــــــــــي:
هو طلب الكف عن الشيء على وجه الاستعلاء مع الالزام وله صيغة واحدة هي المضارع لمقرون ب لا الناهية (ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها)
وهو نوعان:
_ نهي حقيقي: ( ولا تقربوا مال اليتيم )
_ نهي غير حقيقي:
فلا تبلغاه ما أقول فإنه ** شجاع متى يذكر له الطعن يشتق
فهنا نهي لتماس
الاستفـــــهام:
هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل و ذلك بأداة من احدى الأدوات التالية: الهمزة,هل,ما,متى,ايان,كيف,أين, أنى,كم,أي
الهمزة: يطلب بها أحد الأمرين تصور أو تصديق
_ التصور هنا هو ادراك المفرد و في هذه الحالة تأتي الهمزة متلوة بالمسؤول عنه, ويذكر له في الغالب معادل بعد أم , مثل: أأنت مسافر أم أخوك؟ (يكون الجواب ب أنا أو أخي , المعادل هنا هو أم)
_ التصديق هو ادراك النسبة وهنا يمتنع ذكر المعادل , مثل: (أيصدأ الذهب؟) تكزن الاجابة نعم أو لا.
هل: يطلب بها التصديق ليس غير, و يمتنع معها ذكر المعادل,وهنا المتكلم لا يتردد في معرفة مفرد من المفردات و لكنه متردد في معرفة النسبة. (هل ينمو الجماد؟)
بقية أدوات الاستفهام:
من: لتعيين العقلاء.(من فتح مصر؟)
ما: شرح الاسم أو حقيقة المسمى. (ما الشمس؟)
متى: تعيين الزمان ماضيا كان أو مستقبلا. (متى نحظى بالحرية؟)
أيان: تعيين المستقبل خاصة و تكون في موضع التهويل. (يسأل أيان يوم القيامة)
كيف: يطلب بها تعيين الحال.
كيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ** ورأي أمير المؤمنين جميل؟
أين: تختص بالمكان. (أين شركاؤكم؟)
أنى: و تأتي بعدة معاني, فتكون بمعنى كيف (أنى يحي هذه الله بعد موتها),وبمعنى أين(يا مريم أنى لك هذا),وبمعنى متى(زرني أنى شئت).
كم: يطلب بها تعيين العدد.(كم لبثتم).
أي: و يطلب بها تعيين أحد المشاركين في أمريعمهما. (أي الفريقين خير مقاما؟)
*جميع الأدوات المتقدمة يطلب بها التصور و لذلك كون الجواب معها تعيين المسؤول عنه.
يسمى هذا الاستفها م حقيقي.
وأما الاستفهام الغير حقيقي هو الذي لايراد به الاستفهام عن الشيء و يفهم من سياق الكلام ودلالاته , مثل:
الانكار: (أغير الله تدعون؟)
النفي: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان؟)
التقرير: ألست أعمهم جودا و أزكا ** هم عودا و أمضاهم حساما؟
التوبيخ: إلام الخلف بينكم إلاما؟ ** وهذي الضجة الكبرى علاما؟
التعيم: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟)
الوعيد: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد؟)
الاستبطاء: (متى نصر الله؟)
التحسر: ما للمنازل أصبحت لا أهلها أهلي ولا جيرانها جيراني؟
التمـــــــــني:
هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى و لا يتوقع حصوله إما لكونه مستحيلا :
فليت الليل فيه كان شهرا *** ومر نهاره مر السحاب
وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله : (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون).
وله أربع أدوات , واحدة أصلية (ليت) وثلاثة غي أصلية نائبة عنها (لو,لعل,هل).
النـــــــــــداء:
هو طلب المتكلم اقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب (أنادي) المنقول من الخبر الى الانشاء و أدواته ثمانية: (الهمزة,أي للقريب,يا ,آ,أيا , هيا , وا للبعيد)
_ قد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة أو أي , اشارة لقربه من القلب و حضوره في الذهن مثل :
أسكان نعمان الأراك تيقنوا *** بأنكم في ربع قلبي سكان
_ كما أنه قد ينزل القريب منزلة البعيد فينادى بغير الهمزة و أي , اشارة إلى علو منزلته كقول الشاعر:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة **** فلقد علمت أن عفوك أعظم
أو انحطاط مكانته مثل : (أيا هذا).
أو غفلته و شرود ذهنه مثل :ّ
أيا جامع الدنيا لغير بلاغة *** لمن تجمع الدنيا و أنت تموت
_ وقد يخرج النداء عن معناه الأصلي الى معان أخرى تستفاد من القرائن.مثل :
الزجر: أفؤادي متى المتاب ألما** تصح و الشيب فوق رأسي ألما
التحسر: أيا قبر معن كيف واريت جودة * ** وقد كان منه البر و البحر مترعا
الإغراء: يا مظلوم تكلم.
الاستغاثة: يا الله المؤمنين.
التواضع: أنا الفقير المسكين أيها الرجل.