أولا : التعريف بالمهارة :
الرحلة هي الانتقال من مكان إلى آخر ، ويقصد بوصف الرحلة : تصوير الأمكنة والأشخاص ونقل المشاهدات و الوقائع وصياغة ذلك في موضوع إنشائي يهيمن فيه الوصف على السرد.
ثانيا : نص الانطلاق :
"كان خروجي من ........ مسقط رأسي في يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة، معتمداً حج بيت الله الحرام، وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. منفرداً عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته..."
ولما وصل ابن بطوطة مكة كان أهلها صائمين فكتب ذاكرا بعض عوائد أهلها في هذا الشهر المبارك.
"وإذا أهل هلال رمضان تضرب الطبول والدبادب عند أمير مكة. ويقع الاحتفال بالمسجد الحرام، من تجديد الحصر، وتكثير الشمع والمشاعل، حتى يتلألأ الحرم نوراً، ويسطع بهجة وإشراقاً...وأعظم من تلك الليالي عندهم ليلة سبع وعشرين... وهذه الليلة من الليالي المعظمة عند اهل مكة، يبادرون فيها إلى أعمال البر من الطواف والصلاة جماعات وأفداذا والاعتمار.
ويجتمعون في المسجد الحرام جماعة، لكل جماعة إمام. ويوقدون السرج والمصابيح والمشاعل. ويقابل ذلك ضوء القمر فتتلألأ الأرض والسماء نوراً ويصلون مائة ركعة، يقرأون في كل ركعة بأم القرآن وسورة الإخلاص، يكررونها عشراً وبعض الناس يصلون في الحجر منفردين، وبعضهم يطوفون بالبيت الشريف، وبعضهم قد خرجوا للاعتمار.
ابن بطوطة . تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . ط1 ، دار النفائس للنشر والتوزيع ، بيروت ، ص/ص : 5 ، 66 ، 67 ، (بتصرف)
ثالثا : خطوات المهارة :
1- الاستعداد للرحلة : نبدأ بكتابة مقدمة للموضوع نركز فيها على العناصر التالية :
أ- تحديد نقطة الانطلاق وزمنه
ب- تحديد وجهة الرحلة
ج- تحديد غاية الرحلة (مقصديتها)
2- الرحلة : في هذه الخطوة نصل إلى عرض الموضوع ، وفيه نركز على :
أ- سرد الأحداث المرتبطة بالرحلة
ب- وصف الأمكنة والشخوص
***وهنا تجدر الإشارة إلى أنه رغم المزج بين الوصف والسرد في الرحلة إلا أننا نعطي الأهمية للأول على الثاني ، لأن الرحلة نص وصفي تكثر فيه الأوصاف وتهيمن فيه الأسماء على الأفعال ، على عكس اليومية التي تصنف ضمن إطار النصوص السردية.
3- الرجوع من الرحلة : في خاتمة الموضوع نعبر عن :
أ- شعورنا إزاء الرحلة التي قمنا بها
ب- أهمية الرحلة وفائدتها
رابعا : نموذج للتطبيق والاستئناس :
رحلة إلى الأندلس
... وصلنا إلى مدينة "مالقة" ، إحدى قواعد الأندلس . وبلادها الحسان جامعة بين مرافق البر والبحر ، كثيرة الخيرات والفواكه . رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير . ورمانها لا نظير له في الدنيا ، وأما التين واللوز فيجلبان من أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب .
وب"مالقة" يصنع الفخار المذهب العجيب ، ويجلب منها إلى أقاصي البلاد. ومسجدها كبير الساحة ، شهير البركة ، وصحنه لا نظير له في الحسن ... ثم سافرت منها إلى مدينة "غرناطة" ، قاعدة بلاد الأندلس وعروس مدنها ، وخارجها لا نظير له في بلاد الدنيا ، وهو مسيرة أربعين ميلا تخترقه الأنهار الكثيرة ، والبساتين والجنان والرياض والقصور . وكان ملك غرناطة في عهد [دخولي] إليها السلطان أبا الحجاج يوسف بن السلطان أبي الوليد ... ولم ألقه بسبب مرض كان به ... ولقيت بغرناطة جملة من فضلائها ، منهم قاضي الجماعة الشريف البليغ أبو القاسم الحسيني السبتي ، ومنهم فقيهها المدرس الخطيب العالم أبو عبد الله البياني ، ومنهم قاضيها وعالمها أبو سعيد فرج بن قاسم ... كما لقيت بها الشيوخ والمتصوفين ، وكان منهم الفقيه أبو علي عمر بن أبي عبد الله ، وأقمت أياما بزاويته وأكرمني أشد الإكرام ...
ثم سافرت إلى "رندة" ثم إلى قرية "بني رياح" فأنزلني شيخها أبو الحسن علي بن سليمان الرياحي ، وهو أحد كرماء الرجال وفضلاء الأعيان ، يطعم الصادر والوارد ، وأضافني ضيافة حسنة . ثم سافرت إلى جبل الفتح ، وركبت البحر في المركب الذي جزت فيه أولا ... وعدت إلى المغرب ...
ابن بطوطة ." تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ( بتصرف )
يمثل النص أعلاه نموذجا لرحلة حذفت منها المقدمة والخاتمة ، أعد صياغتهما مطبقا مادرسته في أنشطة الاكتساب
المقدمة : .....................................................................................................….......... .............................................................................................................................. .............................................................................................................................. ..........................................................................................................…................
|
الخاتمة : .................................................................................................................. ............................................................................................................................. ............................................................................................................................. ..........................................................................................................…...............
|