الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ...
فيقول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6]
وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ).
ومسئولية الرجل في بيته يقول فيها العلامة النجم اليماني مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى[size=18][1]:[/size]
"والناس في شأن النسوة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
ـ قسمٌ أطلق لهن العنان يسرحن ويمرحن ويسافرن بدون محرم، ويختلطن في المدارس والجامعات والأعمال في الدوائر والمستشفيات، وغير ذلك من الأعمال الدنيوية، التي أصبحت أمور المسلمين فيها فوضوية بل إفرنجية، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ وقسم آخر يهمل النساء بدون تعليم، يتركهن كالأنعام فلا تعرف مما أوجب الله عليها شيئـًا، فهي معرضة للفتن، ولمخالفة أوامر الله، بل لإفساد أسرتها والاستجابة لكل ناعق.
ـ وقسم وسط يقوم بتعليمهن في حدود الكتاب والسُّـنَّة، امتثالًا لقول الله عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6] الآية.
وما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
وأعداء الإسلام حريصون غاية الحرص على إضلال المرأة بأنواع الدعايات الكاذبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون) انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
والآن سؤال لكل راعٍ في بيته من الرجال من أي صنفٍ من الناس ترى نفسك في معاملتك وتعاملك مع نساء بيتك؟!
أيها الأفاضل راجعوا أنفسكم فإننا نسمع أخبارًا ونرى واقعـًا لا يسر بل هو محزنٌ جدًا، ولعل سببه انتشار أسلوب التعامل الذي ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في القسم الثاني بين بعض الناس ممن نظن بهم ونأمل بهم الخير. والله المستعان.
ـــــــــــــــ
[size=19][1] من مقدمة الشيخ رحمه الله تعالى لكتاب (نصيحتي للنساء) لأم عبدالله الوادعية: 6-7، ط. دار الآثار.[/size]