درس / المفعول لأجله
حين يسأل المعلم تلميذه الواقف حين مرور المعلم به : لماذا وقفت ؟
يجيب التلميذ المؤدب : وقفت يا سيدي إجلالا لك!
تلك هي علة حدوث الفعل ( الوقوف)، فالوقوف ناشئ عن علة الإجلال ..
وذلك هو موضوع درسنا : المفعول لأجله ، ويسمى كذلك بالمفعول له .. ويسمى المفعول من أجله
وهو : المصدر المنصوب الذي يبين علة وقوع الحدث
ضابط المفعول لأجله هو السؤال / فنقول : لماذا وقف التلميذ؟ فالجواب نقول وقف إجلالاً لمعلمه
فالضابط هو / إجابة لسؤال ما العلة ؟ ، ما السبب ؟ ، ما الداعي ؟
والمصدر مر علينا في المفعول معه والمفعول المطلق
تعريف المصدر/ هو لفظ دال على الحدث غير مقترن بزمن
مثل أكل أكلاً وشرب شرباً فنجد أنه مشتق من الفعل كذلك
لكن أكلاً وشرباً هي حدث دون ارتباط بزمن فلا يدل على ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل
تعريف المفعول لأجله/ هو مصدر منصوب يبين سبب حدوث الفعل
مثال/ وقفتُ يا سيدي إجلالاً لك، المفعول لأجله / إجلالاً
نعرب إجلالاً / مفعولا لأجله منصوباً وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
السؤال/ هل كل مصدر منصوب يدل على أنه مفعول لأجله ؟
نقول لا ، فحتى نتبين الإجابة نطبق
التطبيق/ تصدقتُ ابتغاءَ وجه الله .
ابتغاء : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ، وجه: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف ، ولفظ الجلالة الله مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
فالمصدر هنا انتصب على أنه مفعول لأجله أو من أجله أو مفعول له
مثال/ سافرَ الشافعي طلباً للحقِ / المفعول لأجله طلباً أي سافر الشافعي من أجل طلب العلم
مثال/ اقتحمَ المناضلُ الميدانَ انتصاراً للحقِ .
(انتصاراً)ليس مفعول لأجله
سألنا سابقا / هل كل مصدر منصوب يدل على أنه مفعول لأجله ؟
قلتم لا ، فنذكر المثال السابق/ تصدقتُ ابتغاءَ وجه الله ، ابتغاءَ / مفعول لأجله ـ
سافرَ الشافعي طلباً للعلمِ ، طلباً / مفعول لأجله
لكن هذا السياق لابد أن يكون المصدر مصدراً قلبياً حتى وإن كان إجابة عن لماذا ؟
سألنا لماذا اقتحم المناضلُ الميدان ؟ نقول اقتحم انتصاراً
نعرب انتصاراً / مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، طيب نقول لماذا انتصاراً مفعول مطلق ؟
نجيب/ ألا نقول شكراً ـ حجاً مبروراً ـ هنيئاً مريئاً ، كل هذه المصادر تأتي على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف فنقدر هذا الفعل المحذوف فنقول اقتحم المناضلُ الميدان ينتصرُ انتصاراً للحق.
فيشترط أن يكون المفعول لأجله مصدراً قلبياً أي الشعور الذي منشأه الحواس الباطنية.
والمصادر القلبية مثل / التعظيم والإجلال والرحمة والتوقير والتحقير والخوف والجرأة والرغبة والرهبة والحياء والوقاحة والشفقة والحنان والعلم والجهل ، والتوبيخ ، والتأنيب ،والجرأة ، والإيمان ، والخشية، والمجاملة ،والعفة ،وازدراء، وتحريض، وفرح، وهلع ، وطمع، إلى غير ذلك من أمثلة
فحينما ينتصب المصدر ويبين سبب الحدث أو العلة فيه فإنه ينتصب على كونه مفعولا لأجله .
يقابلها من المصادر التي تكون محسوسة من أفعال الجوارح مثل انتصاراً فهو ليس مصدرا قلبياً
تعريف المفعول لأجله/ هو المصدر المنصوب الذي يبين علة وقوع الحدث وهذا التعريف فيه إشكالا
فنقول المفعول لأجله / هو المصدر القلبي المنصوب الذي يبين علة وقوع الحدث.
مثال/ سائل يقول أتفعل هذا ؟ أقول حباً وكرامةً أي أفعل هذا من أجل الحب والكرامة لك
أو نجيب خوفاً ـ شوقاً ، إذاً كل مصدر قلبي ينتصب ويبين سبب العلة وسبب الحدث فهو مفعول لأجله
مثال/ وقفتُ إجلالاً لك ـ جئتُ رغبةً في العلم
إجلالاً ورغبةً / مفعول لأجله
ملاحظة/ نستطيع نقول جئتُ لرغبةٍ في العلمِ ، فرغبة مجرورة باللام التي هي للتعليل
فنقول اللام حرف جر ، رغبة/ اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ولا نقول رغبة مفعول لأجله
قال تعالى ((يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ))
حذر/ مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ، الموت/ مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة
فالحذر هو عمل قلبي وليس من الجوارح والمعنى من أجل الحذر
الذي ينصب المفعول لأجله . 1ـ الفعل وهو الغالب/ 2ـ المصدر/ 3ـ اسم الفاعل
4ـ مبالغة اسم الفاعل / 5ـ اسم الفعل / 6ـ اسم المفعول
1ـ الفعل ، مثاله / جئتُ رغبةً في العلم ، العامل الذي ينصب المفعول لأجله رغبة هو الفعل جاء
2ـ المصدر ، مثاله/ ارتياد المكتبةِ العامةِ طلبَ المعرفةِ ضرورة
الذي نصب المفعول لأجله طلب هو ارتياد وهو مصدر
طلب/ مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ، المعرفة/ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
3ـ اسم الفاعل ، مثاله / منالُ مجدةٌ رغبةً في التميز ، الذي ينصب رغبة هو اسم الفاعل مجدة
4ـ مبالغة اسم الفاعل ، مثاله / المحسنُ فعالٌ لعملِ الخير حُباً في الخير
المفعول لأجله حُباً والعامل الذي نصبه هو صيغة المبالغة لاسم الفاعل فعالٌ
وصيغ المبالغة ( فالله عز وجل قاهرٌ قهّارٌ ، فاعلٌ فعّالٌ ، غافرٌ غفّارٌ )
ومنها ( سمّاع ، صدوق ، فعول، غفور ، رحيم ، مضحاك )
5ـ اسم الفعل ، مثاله/ نزالِ إلى ساحةِ الوغى حفاظاً على الكرامةِ.
حفاظاً / مفعول لأجله والذي نصبه هو اسم فعل الأمر نزال ، بمعنى انزل إلى ساحة الوغى
6ـ اسم المفعول ، مثاله/ المعلمُ محترمٌ نظراً لعطائه ـ المفعول لأجله نظراً والذي نصبه محترمٌ اسم المفعول
شروط المفعول من أجله.
1ـ أن يكون مصدراً قلبياً
2ـ اتحاد المصدر مع الفعل في الزمن والفاعل ـ
بالتطبيق نفهم هذا السياق . عاقبني الرجلُ كرهاً له / لا يصح هذا السياق ، ولا يكون كرهاً مفعولا لأجله ،
لأنه لم يتحد مع الفعل في الزمن والفاعل ، والسؤال هنا ، من الذي عاقب ؟ هو الرجلُ .
ومن الذي يكره الرجل هذا ؟ هو المُعَاقب الذي يتحدث فالذي عاقب غير الذي كره ، ولو قال كرهاً لي لصح
وقد تأتي كرهاً له في المستقبل ، فهنا كرهاً نعربها مفعولا مطلقا ،
فلو قلنا عاقبني الرجلُ كرهاً لي ، فكرهاً مفعول لأجله فهو الذي عاقب وهو الذي كره
مثال/ ضربني الرجلُ حقداً عليه ، فحتى يكون حقداً مفعولا لأجله لابد من اتحاد المصدر مع الفعل في الزمن والفاعل ، فالذي ضربك هو الرجل والذي يحقد هو أنت ( فهو ضربك لحقدك عليه )
فليس هناك اتحاد بين المصدر مع الفعل في الزمن والفاعل 0
مثال/ ضربتُ أخي الآن كرهاً له غداً ، قلنا المصدر يجب أن يتحد مع الفعل في الزمن والفاعل
فالذي ضرب أنا ، والذي كره أنا ، والسؤال/ متى ضربتُ أخي ؟ الآن ، متى أكرهه ؟ غداً .
هل يستقيم ذلك : تضربه الآن لأنك تكرهه غداً فهنا لم يتحد المصدر مع الفعل في الزمن والفاعل
على الرغم من أنه متحد في الفاعل فيجب أن يتحد المصدر مع الفعل في الزمن والفاعل0
3ـ أن يتجرد المصدر من أل والإضافة ، فإن تحلى بأل أو أضيف فالأكثر جره ـ
مثال/ تصدقتُ ابتغاءَ وجهِ اللهِ ، المفعول من أجله ابتغاءَ وهو مضاف
فيجوز هنا الجر والنصب لأن المصدر مضاف
فيجوز جره وهو الأكثر فنقول / تصدقتُ لابتغاءِ وجهِ اللهِ ،
ويجوز نصبه وهو قليل فنقول / تصدقتُ ابتغاءَ وجهِ اللهِ
مثال/ تاجرتُ رغبةَ زيادةِ الخيرِ ـ المفعول لأجله رغبةَ وهو مضاف
فيجوز هنا الجر والنصب لأن المصدر مضاف
فيجوز جره وهو الأكثر فنقول/ تصدقتُ لرغبةِ زيادة الخير ،
ويجوز نصبه على أنه مفعول لأجله وهو قليل فنقول / تاجرتُ رغبةَ زيادةِ الخيرِ
والحمد لله رب العالمين
الرئيسية 
البوابة 
