معجم الأمثال التي بدأت بكلمة
هذه مجموعة من الأمثال التي بدأت بكلمة: "لكل"، وفقًا لما أدَّاه إليَّ اطلاعي[1]، وقد جمعتها في مكان واحد؛ ليسهل معرفتها، والنظر فيها، وهي غير مرتبة، وقد علقت على بعض مواضع للحاجة إلى ذلك، وصدرتها بكلمة: "قلت"، وإليك ما جمعت:
1- لكل جوادٍ كبوة؛ ["الأمثال" لابن سلام (ص/ 51)].
2- لكل صارمٍ نبوة؛ ["الأمثال" لابن سلام (ص/ 51)].
3- لكل عالِمٍ هفوة؛ ["الأمثال" لابن سلام (ص/ 51)].
4- لكل أناس في بعيرهم خبر.
يعنى: أن كل قوم أعلم بأمرهم من غيرهم، وهو من شعر لعمرو بن شأس:
["جمهرة الأمثال" (2/ 187)].
5- لكل عمل ثواب؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 105)، "العقد الفريد" (3/ 14)].
6- لكل كلام جواب؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 105)].
7- لكل عمل رجال؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 105)].
8- لكل مقام مقال.
يراد: أن لكل أمرٍ أو فعلٍ أو كلام موضعًا لا يوضع في غيره.
أول من قال ذلك طرفة بن العبد في شعر يعتذر فيه إلى عمرو بن هند:
معناه: أحسِن إليَّ حتى أذكرك في كل مقام بحُسن فعلك.
ولذا وضعه الثعالبي في "الصداقة والصديق" (ص/ 247) تحت: "اختصاص كل مكان ووقت وحال بما يليق به من الكلام".
["الأمثال المولدة" (ص/ 105)، "الفاخر" (ص/ 314)، "مجمع الأمثال" (2/ 198)].
9- لكل أمر سبب؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 105)].
10- لكل نبأ مستقر؛ ["العقد الفريد" (3/ 14)، "التمثيل والمحاضرة" للثعالبي (ص/ 16)].
11- لكل حي أجل؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 106)].
وفي "العقد الفريد" (3/ 14): لكل أجل كتاب.
قلت: وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38]، وقوله: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11]، وقوله: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ﴾ [نوح: 4]، إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على هذا المعنى من أن الله لا يؤخر شيئًا عن وقته الذي عُيِّنَ له، ولا يقدمه عليه.
12- لكل داء دواء؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 106)].
قلت: أخرج مسلم [صحيح مسلم (2204)] عن جابر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواءُ الداءِ، بَرَأَ بإذن الله عز وجل)).
13- لكل غد طعام؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 106)، مجمع الأمثال (2/ 202)].
14- لكل يوم غد؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 115)].
15- لكل جديد لذة؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 117)].
16- لكل هم من الهموم سَعة؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 416)].
17- لكل شيء أجل ومنتهى؛ [الأمثال المولدة (ص/ 417)].
18- لكل كلام يا بني جواب؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 460)].
19- لكل اجتماع من خليلين فرقة؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 461)].
20- لكل عاصفة ركود؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 484)].
21- لكل حريق مطفئ؛ للنار الماء، وللسم الدواء؛ ["جمهرة الأمثال" (1/ 18)].
22- لكل شيء طرفان ووسط، ففي طرفه الأول شُعْبَة من التَّقْصِير، ومع الأخير بعض الإفراط، وخيره وسطه؛ ["جمهرة الأمثال" (1/ 20)].
23- لكل شيء ضراوة؛ فضر نفسك بالخير؛ ["جمهرة الأمثال" (1/ 494)، "الفاخر" (ص/ 263)].
قلت: وأخرج أبو الشيخ في "الأمثال" (ص/ 422)، عن أكثم بن صيفي، قال: "لكل شيء ضراوة؛ قصر لسانك بالخير".
الضراوة: اللهج بالشيء فلا يُصْبَرُ عنه؛ غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 10).
وضَرِيَ على الشَّيء يضرَى ضِراءً وضَراوةً، إِذا اعتاده؛ جمهرة اللغة (2/ 1066).
فمعنى: "لكل شيء ضراوة"؛ أي: عادة ولهج به لا يصبر عنه.
أما معنى: "فضر نفسك بالخير"؛ فقال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (3/ 360-361): "الضاد والراء ثلاثة أصول: الأول خلاف النفع، والثاني: اجتماع الشيء، والثالث: القوة، وأما الثالث فالضرير: قوة النفس، ويقال: فلان ذو ضرير على الشيء، إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة"، وعليه فإن معنى: "فضر نفسك بالخير"؛ أي: علق نفسك بفعل الخير، واجعله عادة لك، والله أعلم.
24- لكل ساقطةٍ لاقطةٌ؛ ["جمهرة الأمثال" (2/ 179)، "مجمع الأمثال" (2/ 193)، الأمثال للهاشمي (ص/ 213)].
وفي "مجمع الأمثال": "قال الأصمعي وغيره: الساقطة الكلمة يسقط بها الإنسان؛ أي: لكل كلمة يخطئ فيها الإنسان من يتحفظها فيحملها عنه، وأدخل الهاء في "لاقطة" إرادة المبالغة، وقيل: أدخلت لازدواج الكلام، يضرب في التحفظ عند النطق، وقيل: أراد لكل كلمة ساقطةٍ أذنٌ لاقطة؛ لأن أداة لَقْطِ الكلام الأذُنُ".
قلت: قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (9/ 104-105): "المرأة مظنة الطمع فيها ومظنة الشهوة، ولو كانت كبيرةً، وقد قالوا: لكل ساقطة لاقطة، ويجتمع في الأسفار من سفهاء الناس وسقطهم مَن لا يرتفع عن الفاحشة بالعجوز وغيرها؛ لغلبة شهوته، وقلة دينه ومروءته، وخيانته ونحو ذلك، والله أعلم".
25- لكل داخل دهشة؛ أي: حيرة؛ [الأمثال للهاشمي (ص/ 341)، مجمع الأمثال (2/ 187)].
قلت: وفي "المقاصد الحسنة" للحافظ السخاوي (ص/ 339): "حديث: "الداخل له دهشة"، في رواية الأبناء عن الآباء من العباسيين للحلابي، بسند ضعيف من حديث الحسن بن علي مرفوعًا: للداخل دهشة، فتلقوه بالمرحبا".
وروى الخطابي في "غريب الحديث" (2/ 466-467) بإسناده عن الفراء عن الكسائي قال: قال ابن عباس: "لكل داخل برقة"، وهذا إسناد ضعيف، فقد مات الكسائي في سنة اثنتين وثمانين ومائة كما في "تاريخ بغداد" (11/ 410)، فبينه وبين ابن عباس مفاوز!
قال الخطابي: "البرقة: الدهشة، يريد قول الناس: لكل داخل دهشة، يقال: برق الرجل يبرق برقًا، إذا بهت من فزع أو نحوه، فبقي شاخصًا بصره لا يطرف".
26- لكل ذي عمود نوى.
المعنى: لكل اجتماع افتراق، ولكل امرئ حاجة يطلبها؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 194)، "التذكرة الحمدونية" (7/ 61)].
27- لكل زَعْمٍ خَصْم.
الزَّعْمُ والزُّعْم والزِّعْمُ: ثلاث لغات، والتقدير: لكل ذي زعم خصم؛ أي: لكل مُدَّعٍ خصم يباريه ويناويه، يضرب عند ادعاء الإنسان ما ليس له؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 197)].
28- لكل قومٍ كلب، فلا تكن كلب أصحابك.
قاله لقمان الحكيم لابنه يعظه حين سافر؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 200)].
وفي "الحيوان" للجاحظ (1/ 170): وقال كعب الأحبار لرجل وأراد سفرًا: إن لكل رفقة كلبًا، فلا تكن كلب أصحابك.
29- لكل جيشٍ عراة وعرام.
أي: فساد وشر؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 201)].
30- لكل جَابِهٍ جَوْزَةٌ، ثُمَّ يُؤَذَّنُ.
يقال: جَبَهْتُ الماء جَبَهًا، إذا وردته وليس عليه أداته ولا دلاؤه، والجَوْزَة: السَّقْية، ولا فعل منه في الثلاثي، والجَوَاز: الماء الذي تُسْقَاه الماشية، يُقَال: اسْتَجَزْتُه فأجازني، إذا سَقَاك ماء لأرضك أو ماشيتك، وقولهم "ثم يؤذَّن" يُقَال: أذَّنْتُه تأذينًا؛ أي: رَدَدته، وتلخيص المعنى: لكل مَنْ ورد علينا سَقْية، ثم يُمْنَع من الماء ويُرَدُّ.
يضرب للنازل يُطيل الإقامة؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 201)].
31- لكل دهرٍ رجال؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 202)].
وفي "الحيوان" للجاحظ (1/ 132)، و"العقد الفريد" لابن عبدربه (3/ 14): "لكل زمان رجال".
32- لكل جنب مصرع.
المَصْرَع: يكون مَصْدرًا، ويكون موضع الصَّرْعِ، والمعنى لكل حي موت؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 202)].
33- لكل عُودٍ عُصَارَةٌ.
العُصَارَةُ: ما يخرج من الشيء إذا عصر، إن حُلْوًا فحلو، وإن مُرًّا فمُرٌّ؛ أي: لكل ظاهرٍ باطنٌ؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 202)].
34- لكل قضاء جالب، ولكل دَرٍّ حالب؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 203)].
35- لكل شيء عماد؛ ["مجمع الأمثال" (2/ 449)].
36- لكل طعام أكلة؛ ["الحيوان" للجاحظ (1/ 132)].
37- لكل صباح صبوح.
أي: كل يوم يأتي بما ينتظر فيه؛ ["المستقصى" (2/ 292)، "مجمع الأمثال" (2/ 182)].
38- لكل ضعيف صولة، ولكل ذليل دولة؛ ["البيان والتبيين" (3/ 239)، "التذكرة الحمدونية" (1/ 417)].
39- لكل عشاء عشاء؛ ["محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء" للراغب الأصفهاني (1/ 601)].
40- لكل فرعونَ مُوسَى.
أَي: لكل ظَالِم مبطلٍ عَادلٌ مُحِقٌّ؛ ["خِزانة الأدب" (7/ 241)].
41- لكل يدٍ ما ضربت.
أي: كسبت؛ ["المستقصى" (2/ 293)].
42- لكل قَذَرٍ قَذِرٌ.
أي: لكل عمل سيئ مَن يباشره؛ ["المستقصى" (2/ 293)].
43- لكل عتيق حرمة؛ ["الأمثال المولدة" (ص/ 117)].
44- لكل نعمة حمدٌ، ولكل خطيئة توبة؛ ["الأمثال من الكتاب والسنة" للحكيم الترمذي (ص/ 262)].
45- لكل قومٍ لِسْنٌ.
أَي: لغة يتكلّمون بها؛ ["تهذيب اللغة" (12/ 296)، "الصحاح" (6/ 2195)].
قلت: اللسان يطلق على اللغة، كما قال تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، وقال: ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].
وقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ ﴾ [الروم: 22]، قال ابن كثير في "تفسيره" (6/ 309): "يعني: اللغات، فهؤلاء بلغة العرب، وهؤلاء تتر لهم لغة أخرى، وهؤلاء كرج، وهؤلاء روم، وهؤلاء إفرنج، وهؤلاء بربر، وهؤلاء تكرور، وهؤلاء حبشة، وهؤلاء هنود، وهؤلاء عجم، وهؤلاء صقالبة، وهؤلاء خزر، وهؤلاء أرمن، وهؤلاء أكراد، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله من اختلاف لغات بني آدم".
46- لكل عمود ندى.
يضرب للرزق المقدر لكل أحد؛ ["المستقصى" (2/ 292)].
47- لكل أمر عاقبة حلوة أو مرة؛ ["التذكرة الحمدونية" (1/ 74)].
48- لكل مقبل إدبار؛ ["التذكرة الحمدونية" (1/ 74)، مجمع الأمثال (1/ 18)].
49- لكل شيء حلية، وحلية المنطق الصدق؛ ["التذكرة الحمدونية" (3/ 64)].
50- لكل فعل أوان؛ ["خاص الخاص" لأبي حيان التوحيدي (ص/ 32)].
قلت: وقد مر، "لكل مقام مقال".
51- لكل صناعة شكل؛ ["الحيوان" (3/ 174)].
52- لكل سِرٍّ مستودع؛ ["العقد الفريد" (3/ 14)].
53- قلت: وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ ﴾ [الأنعام: 67]، قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان" (6/ 350): "قال غير واحد من العلماء: ﴿ لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ ﴾؛ أي: لكل خبر حقيقة ووقوع، فإن كان حقًّا تبين صدقه ولو بعد حين، وإن كان كذبًا تبين كذبه".
هذا آخر ما تيسر لي جمعه، والله الموفق
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم