الفرض الثاني من الفصل الثاني في مادة اللغة العربيّة
متوسّطة .........
المستوى : الرابعة متوسّط
السند
- الرحمة -
سأكون في هذه المرّة شاعرا بغير قافية و لا بحر ، إنّي أريد أن أخاطب القلب وجها لوجه ، و لا سبيل إلى ذلك إلاّ سبيل الشّعر . إنّ البذور ( تلقى ) في الأرض فلا تنبث إلاّ إذا حرث الحارث تربتها ، و جعل عاليها سافلها . كذلك القلب لا تبلغ منه العظة إلاّ إذا داخلته ، و تخلّلت أجزاءه ، و بلغت سويداءه ، و لا محراث للقلب غير الشعر .
أيّها الرجل السّعيد : كن رحيما ، أشعر قلبك الرحمة ، ليكن قلبك الرّحمة بعينها ، ستقول : ( إنّي غير سعيد ) ، لأنّ بين جنبيّ قلبا بلمّ به الهمّ ما يلمّ بغيره من القلوب . أجل ، فليكن ذلك كذلك ، و لكن أطعم الجائع ، و عزّ المحزون ، و فرّج كربة المكروب يكن لك من هذا المجموع البائس خير عزاء يعزّيك عن همومك و أحزانك ، لا تعجب أن يأتيك النّور من سواد الحالك ، فالبدر لا يطلع إلاّ إذا شقّ رداء اللّيل...
أحسن إلى الفقراء و البائسين ، و أعدك وعدا صادقا أنّك ستمرّ في بعض لياليك على بعض الأحياء الخاملة فتسمع من يحدّث جاره عنك من حيث لا يعلم مكانك ... و هناك تجد من سرور النّفس و حبورها بهذا الذّكر الجميل في هذه البيئة الخاملة ما يجده الصالحون إذا ذكروا في الملإ الأعلى .
ليتك تبكي على محزون أو مفؤود ، فتبتسم سرورا ببكائك ... و اغتباطا بدموعك ؛ لأنّ الدّموع ( التي تنحدر) على خدّيك في مثل هذا الموقف إنّما هي سطور من نور تسجّل لك في تلك الصّحيفة البيضاء : إنّك إنسان ابن إنسان.
إنّ السّماء تبكي بدموع الغمام ، و يخفق قلبها بلمعان البرق ، و تصرخ بهدير الرّعد ، و إنّ الأرض تئنّ بحفيف الرّيح ، و تضجّ بأمواج البحر ، و ما بكاء السّماء و لا أنين الأرض إلاّ رحمة بالإنسان ، و نحن أبناء الطبيعة فلنجارها في بكائها و أنينها .
المنفلوطي- بتصرف-
الأسئلة :
البناء الفكري 6 نقاط ) 1- استمدّ الكاتب حجّته من الطبيعة ليطالبنا بالاتّصاف بالرحمة ، ما هي الفقرة المشيرة إلى ذلك ؟ ما هي فكرتها ؟.....................................................................................................1.5ن
2- استعمل الكاتب النّبرة الخطابيّة ، أين يظهر ذلك ؟ لماذا اعتمدها ؟...................................1.5ن
3- ابحث في النّص عن مرادفات و أضداد الكلمات التالية : مفؤود- أفقها- الظلام.......................3ن
البناء اللغويّ:(5 نقاط )
1- حدّد محلّ ما بين قوسين من الإعراب ....................................................................1.5ن
2- أعرب ما تحته خط في النّص................................................................................1.5ن
3- استخرج من النص مفعولا به مقدّما و بيّن سبب ذلك......................................................1 ن
4- ما حكم الإدغام في ما يأتي و لماذا ؟ " من نور "...........................................................1ن
البناء الفنّي: ( 3 ن )
1- ما نوع الصور البيانيّة التالية ؟..................................................................................2ن
"إنّ السّماء تبكي "- "جزّار عشاؤه لغت" – "يمكن للمدارس أن تسهم"- "أبناء الطّبيعة"
2- استخرج مقابلة و بيّن نوعها ؟ ............................................................................1ن
الوضعيّة الإدماجيّة : ( 6ن )
الحبّ و الكره خصمان لا يتآلفان .
التعليمة :
في فقرة وجيزة-ـ توظّف فيها تصغيرا لغرض التحقير، و جملة شرطيّة ـ توضّح فيها السّعادة التي ينشرها الحب في قلوب المحبّين ، و عواقب الكراهية .