مهارة التلخيص
(المهارات لا تكتسب بمجرد معرفة ماهيتها أو تعريفها بل بالممارسة والتمرن والصبر والمثابرة. وأعتقد أن من أهم معوقات التعليم في بلادنا العربية حصره في تلقين المعارف والتعريفات وإهماله لجوانب التطبيق والتدريب والتمرين)
مهارة التلخيص تتضمن وتفترض اتقان مهارات أخرى مهمة جدا: هي مهارات الفهم والاستيعاب (للكلام والنصوص) أي إتقان مهارة الإصغاء والاستماع والقراءة النشطة، وكذلك مهارة التعبير (الكلامي والكتابي) التي بواسطتها سنقوم بصياغة تلخيصنا. وكلها مهارات لا تكتسب الا بالممارسة والتمرن والصبر والمثابرة.
لذا فالتلخيص أداة فعالة ومضمونة لمراقبة الفهم والاستيعاب. لما يقال ويسمع ولما يكتب ويقرأـ
التلخيص تمرين على إعادة صياغة المقروء أو المسموع بشكل موجز ومركز في أسلوب شخصي سليم وواضح، مع المحافظة على الأفكار الرئيسية ويحتاج الطالب والطالبة في دراستهما إلى تلخيص المحاضرات والدروس، كما يحتاجان إليه عند الإجابة عن أسئلة الاختبارات بجمع أفكار الإجابة في سطور قليلة.
وحينما كنت في المستوى الأول من الجامعة كانت المدرسة تدخل وتطلب منا أن نلخص صفحة من كتاب بعد أن تقوم بقراءتها علينا مرتين. وفي البدء كان التمرين صعبا جدا ثم تعودنا على الاستماع بتركيز لنستوعب ما نسمع.
ما المقصود بالتلخيص ؟
هو إبراز النص الأصلي في عدد قليل من الكلمات مع الحفاظ على صلب النص المكتوب دون إخلال بالمضمون أو إبهام في الصياغة، فنحن حين نلخص عبارة فإننا نستخلص منها الفكرة الأساسية التي تتضمنها
خطوات التلخيص :
1ـ قراءة النص قراءة استكشافية : لإدراك الفكرة الأساسية التي يتضمنها النص .
2ـ قراءة النص مرة ثانية قراءة متمعنة وتحديد الكلمات المفتاحية : هي الكلمات التي تتضمن الفكرة التي تتناولها كل فقرة أو كل جزء من النص المقروء أو المسموع
3ـ كتابة التلخيص : وأسلم طريقة لكتابة التلخيص هي أن نضع النص الأصلي جانبا بعد اتمام الخطوتين السابقتين ،ثم نكتب التلخيص من استيعابنا للفقرة . هذه الطريقة تجنبنا الوقوع في خطأ وضع النص الأصلي أمامنا والتقاط بعض الجمل بنصها منه ، ثم ربط بعضها ببعض فنخرج بهذه الطريقة غير السليمة باقتباس وليس تلخيصا ،بل ربما ينتج عن ذلك إفساد للمعنى الذي يقصده الكاتب ،وبالتالي نخرج بتلخيص مهلهل وغير سليم .
4ـ مراجعة التلخيص بعد كتابته بالطريقة التي ذكرناها؛ وذلك للتحقق من صحة التلخيص للأصل وما تقتضيه المراجعة من تعديلات على التلخيص نحوا وإملاء وأسلوبا.
المرحلة الأول: قراءة النص الأصلي قراءة متأنية فاحصة واستيعاب مضمونه وأهدافه.
المرحلة الثانية: تدوين الأفكار الرئيسية ” أثناء القراءة ” في مذكرات مختصرة خارجية او في الهامش.
المرحلة الثالثة: إعادة صياغة الفكرة أو الأفكار الرئيسية بأسلوبك الخاص بإيجاز محكم بدون إضافة أو تعليق مراعية السمات التالية:-
أ) تنقيح الكتابة للتأكد من وجود التتابع المنطقي وتسلسل الأفكار كما وردت في النص الأصلي.
ب) التأكد من سلامة التلخيص من الأخطاء اللغوية والنحوية.
جـ) تجنب التعديل أو التحريف المخل الذي يشوه ويغير المعنى الأصلي.
د) أن لا يتجاوز التلخيص للموضوع الثلث من النص الأصلي ونادراً ما تأتي في نفس الحجم الأصلي من حيث الطول.
هـ) الاستعانة بالمعاجم اللغوية عن فهم بعض المفردات والاصطلاحات العلمية أو الفنية أو اللغوية في الموضوع.
مبادئ أساسية يجب أن تراعى في التلخيص :
1. الاستغناء عن التفاصيل والمناقشات المتعددة الواردة في الأصل .
2. عدم تحريف أو تشويه المعلومات الواردة في الأصل .
3. عدم إهمال المراجع والأدلة التي اعتمد عليها النص.
4. لا بأس من ذكر تعليقات أو تنويهات يضيفها الكاتب إذا رأى في ذلك إثراء للنص الأصلي.
5. إدراك أن نسبة طول الملخص إلى طول الموضوع الأصلي تختلف باختلاف تكثيف النص الأصلي .فقد يكون النص الأصلي مركزا تركيزا واضحا لا تستطيع أن تختصره كثيرا ، مثل التعريفات أو الخلاصات النحوية .
مهارات التلخيص :
• كل موضوع يتكون من عدة عناصر .
• وكل عنصر يسمى ( فقرة)
• الفقرة تتكون من جمل قليلة أو كثيرة .
• في نهاية الفقرة توضع نقطة ( . )
كيف تلخص الفقرة ؟
• من السهل عليك أن تلخص الفقرة إذا حصلت على مفتاحها .
• للحصول على مفتاح الفقرة طريقتان :
1. أن تضع لها عنوانا ؛فيكون العنوان مفتاح التلخيص .
2. أن تختار من الفقرة جملة تكون مفتاح التلخيص .
والأسس الفنية للتلخيص هي:
1- الفهم الواعي والاستيعاب الدقيق لموضوع التلخيص.
2- فهم الفكرة الأساسية في الفقرة، والأفكار الجزئية التي تندرج تحتها.
3- معرفة الجمل الأساسية ، والجمل المفسرة الشارحة، والجمل المؤكدة والمعللة.
4- معرفة الجمل المفتاحية التي تبدأ بها الفقرة.
5- إعادة صياغة الفقرة مع الحفاظ على الأفكار الأساسية، وحذف الجمل المترادفة والتكرار والحشو مع بقاء جمل التعليل.
6- تحديد الفكرة المحورية للموضوع.
7- معرفة المساحة التي سيعرض فيها التلخيص، فقد تكون مساحة محدودة جداً لا تتسع لأكثر من الفكرة المحورية، وقد تتسع لإيراد الفكرة الرئيسية ، وقد تزداد اتساعاً فتسمح بإيراد بعض التفاصيل.
8- التعبير يكون بألفاظ المُلَخِص، وقد يسمح بالاستعانة ببعض ألفاظ الموضوع وخاصة المصطلحات العلمية.
9- لابد من الالتزام بالأمانة العلمية عند التلخيص فتكتب أفكار الكاتب وآراؤه، كما هي دون تدخل من المُلخِّص إلا في حالة التعليق النهائي إذا تطلب التلخيص ذلك.
10- إذا كان الموضوع يتضمن بعض الاستشهادات تذكر بمعناها ولا بد من توخي الدقة إذا كان الاستشهاد بمعنى آية قرآنية كريمة. وكذلك الشأن بالنسبة للحوار يثبت مضمون الحوار فقط.
كيف تلخص موضوعا أو رسالة ؟
يراعى في تقدير درجات التلخيص المهارات الآتية :
1. أن تهتم بالأفكار الأساسية .
2. أن تراعي التسلسل المنطقي في عرض الأفكار .
3. التحرر من لغة الموضوع الأصلية .
4. مراعاة الوقف والترقيم .
5. تجنب التكرار .
في تدريس المهارة :
لا توجد طريقة واحدة للتدريس بل هناك طرق عديدة ،ولكل شيخ طريقته كما يقولون ،ولكن هناك بعض الأسس التي ينبغي مراعاته في كل فن من فنون اللغة فعلى سبيل المثال لا الحصر نتبع في تعليم التلخيص الآتي :
1. مقدمة يسيرة عن الإطناب في اللغة العربية.
2. إعداد نص مما سلفت الإشارة إليه .
3. قراءته على الطلاب من قبل المعلم .
4. قراءة بعض الطلاب له عدة مرات .
5. تأمين نسخ بين أيدي الطلاب .
6. تدريب الطلاب على تحديد فكرته العامة وأهم الأفكار الرئيسة .
7. تدريب الطلاب على استبعاد المعاني الثانوية، والزينات اللفظية والاستطراد ات ،وغيرها من خلال ما سبق بيانه عن الإطناب في اللغة العربية .
8. تدريب الطلاب على التعبير بأسلوبهم عن الأفكار الرئيسة وفق المسموح به من السطور .
9. الوصول إلى النموذج الأمثل للتلخيص المطلوب .
10. المراجعة النهائية والدقة في الكتابة .
11. يفضل أسلوب التعلم التعاوني .
كيفية تقويمه :
إما أن يكون شفهيا وإما كتابيا فيراعى بالتالي في تقويم العمل المهارات الأساسية للتعبير الشفهي والكتابي من الجرأة والطلاقة في الحديث والثقة في النفس وترتيب الأفكار في أسلوب جيد ومرتب وعدم الإخلال بالنص من حيث الأفكار الأساسية والبعد عن النقل الحرفي, والتعبير بأسلوب الملخص نفسه .والتعبير الصحيح للكتابة العربية من جودة الخط ومراعاة علامات الترقيم وتجنب الأخطاء الإملائية والنحوية….الخ