هذه طريقة في تدوين موضوع إنشاء أنقلها إليكم ليتعلم تلاميذنا .
ولابد من تعريف معنى كلمة إنشاء
شرح معنى كلمة إنشاء "لغة وإصطلاحا "
الإنشاء : لغة : من فعل أنشأ أي : بنى وشيد;والمصدر الإنشاء هو البناء والتشييد .
.و إصطلاحا في الأدب نقصد به التعبير كتابيا عن موضوع معين وفق تنسيق منظم ومسار بخطوات معينة ومقاييس مدروسة مسبقا نحترم فيها بنية اللغة العربية و فنونها وأساليبها.
ولابد من معرفة قيمة الإنشاء
قيمة الإنشاء :
إن معرفة الحروف و الكلمات و الجمل في اللغة العربية غير كافي إن لم نعرف كيفية كتابة إنشاء في مواضيع مختلفة لهذا يعتبر الإنشاء هدفا نصبو إليه كمعلمين لتلاميذ تعلموا الحروف و الكلمات و النحو و الصرف و الإملاء والمفردات فهي ذات قيمة عظيمة و غاية من كل المواد اللغوية المدروس، فهذه الأخيرة تعد وسائل و أدوات تستخدم في هذا البناء الذي هو الإنشاء مثل المعول و المطرقة والمسحة و غيرها من الأدوات البناء الضرورية في بناء منزل فلا معنى للآجر و القرميد و الأسمنت والحصى إن لم نبني به منزل نأوي إليه وكذلك الإنشاء وعلاقتها بالحروف والكلمات و العلوم اللغوية فهي أجزاء لتكمل بناء الإنشاء ؛ إذ لا فائدة من ضبط قواعد اللغة إن لم توظف في تعبيرنا الكتابي فنحن نتعلم النحو والبلاغة و الصرف و غيرها من أجل كتابة نص إنشاء فلا يجب أن نتخلى عن هذه الوسائل المهمة وضرورية في سبك نصوص مفيدة و تعبر عن المواضيع التي نخوض فيها .
و تشكل قراءة النصوص المختلفة المنطلق الأول لكل من يريد تطوير أدائه الإنشائي فإن كل موضوع يتطلب منا أولا رصيدا لغويا يرتبط بهذا الموضوع الذي نود الكتابة حوله،لهذا إذا أدرت أن تكتب إنشاء حول قيمة العمل فلا تعتمد على كتاب واحد أو نص واحد يجب أن تقرأ عنها في كتب عديدة و نصوص كثيرة لتثري ملكة المعرفة والإبداع عندك ومن خلال هذه القراءة تكتشف العديد من الأساليب و الظواهر اللغوية وعلينا بالمطالعة المستمرة سواء للجرائد اليومية أو المجلات وحتى القصص بالنسبة للأطفال مفيدة والروايات و النصوص المشهورة في الأدب العربي أو العالمي والقصائد الشعرية الحديثة و الكلاسيكية الموزونة على البحور الشعرية الخليلية.
نص الموضوع:
ينطلق كل موضوع من نص موضوع و هو يتكون من معطى و مطلوب فالمعطى يحدد لك نوعية الموضوع (البيئة ، الأم ، البطالة ، السلم والحرب ، الطلاق ، التلوث ....) ، أما المطلوب فيقدم لك التفاصيل التي ستتحدث عنها في هذا الموضوع.
فمثلا موضوع البيئة موضوع يندرج تحته مجموعة من المحاور، لكن إذا طلب منك في المطلوب أن تتحدث عن كيفية المحافظة على البيئة لا يجب أن تتحدث عن المحافظة على نظافة الجسم الإنسان أوعن موضوع مغاير مثلا تتحدث عن كرة القدم ، لا يمكنك الحديث عن محاور أخرى إلا إذا كان ذلك من باب الإشارةولها و علاقة بالموضوعو إياك أن تقع في فخ الشبهات.
فمثلا علم البيئة موضوع و البيئة موضوع آخر ولها تعريف آخرفالبيئة هي الطبيعة ،بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. فهذا تعريفها وموضوعها أما علم البيئة هو موضوع آخر إياك أن تخلط بين المواضيع فعلم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي لهذا يجب التفطن لهذه الشبهات و التطفن بعدم الخروج عن إطار نص الموضوع المراد الكتابة عنه .
تصميم الموضوع:
كل مهندس يود إنشاء بناء لا بد له من وضع تصميم لهذا البناء، فالكاتب كذلك بمثابة المهندس لا بد له من وضع تصميم يحدد فيه التفاصيل التي سيتناولها في كل عنصر من عناصر الموضوع ومعظم التصاميم تبدأ بمقدمة ثم عناصر الموضوع من مختلف جوانبه ثم الخاتمة.
فروع الموضوع :
يتكون كل موضوع إنشائي من ثلاثة عناصر :أ- المقدمة : سميت بذلك لأنها تقدم للموضوع وتكون بمثابة عنوان له و مختصر ما سيدور حوله البناء الإنشائي ، فهي بمثابة الباب الذي يدخل منه إلى البناء، و تمثل من5%إلى10%من الموضوع فحسن تقديم الموضوع يشجع القارئ على قراءة الموضوع و إستحسانه فهو مثل موظف الإستقبال في فندق إن أحسن استقبال الزبون طلب الزبون حجز غرفة بالفندق
و مما يميز المقدمة أنها تتناول الموضوع بشكل عام وقد يتم إنهاؤها بسؤال أو سؤالين تتم الإجابة عنهما في العرض وهذا التناول لا يجب الإطالة فيه.
مثال : العلم هو إدراك المجهول و هو قيمة يسعى إليها كل إنسان. فما هي فوائده و أهم مصادره ؟
أو البيئةهي الطبيعة ،بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. فهل هناك أخطار تهددها وما هي وسائل لحمايتها؟
فمعظم المواضيع تتطرق بالسؤال على أسباب و مشاكل الموضوع المطروح والسؤال الثاني حول الحلول ؟
فمثلا إذا سألنا عن أسباب البطالة نسأل عن الحلول
فمثلا إذا سألنا عن أسباب الطلاق نسأل عن الحلول
فمثلا إذا سألنا عن أسباب التلوث نسأل عن الحلول وهكذا دواليك
ب- العرض : فيه تعرض أفكار الموضوع بكل تفاصيله، و هو صلب الموضوع و وسط البناء، لذلك فهو يمثل من75%إلى80%وقد يصل إلى95%، و من خلاله يتم تناول النقاط التي وردت في المطلوب و التي تمت الإشارة إليها في تساؤلات المقدمة.
أي أنك مثلا إذا تعرضت لموضوع البطالة عليك الحديث عن مثلا سيطرة الآلة التي حرمت الإنسان من مناصب العمل و النمو السكاني الرهيب الذي جعل فرص العمل قليلة و عن الأزمة العالمية وعن المحسوبية و عن الصراع السياسي ثم تتحدث عن الحلول مثلا تتمثل في تشجيع الإستثمار و تسهيل القروض للشباب وغيرها
أما إذا تعرضت للطلاق عليك الحديث عن إنتشار الرذيلة و سوء الأخلاق و إنعدام الوازع الديني و مشكل البطالة و التفاوت الطبقي و غيرها من الأسباب التي تسبب الطلاق ثم تتحدث عن الحلول كدور القضاء عندما تطرح أمامه قضايا الطلاق في شؤون الأسرة بالسعي للصلح أو دور الإعلام في القضاء على هذه الظاهرة و توفير فرص العمل و حل أزمة السكن وغيرها من الحلول ودعوة الآباء و الأمهات إلى حسن إختيار الأنساب لأن العرق دساس .
ومثل إذا تعرضت إلى التلوث نقول أن هناك تلوث بالنفايات و تلوث الهواء و تلوث الماء وأسباب هذا التلوث وسائل النقل و المعامل و النمو الديموغرافي و سوء الأخلاق و الفوضى
والحلول هي تنظيم المرور و تشجيع النقل الجماعي و تنظيم النفايات ومحاولة فرزها و تدويرها وإختراعات وسائل نقل لا تضر بالبيئة و اختراع ما ينقص خطر الغازات المنبعثة من المعمل و غيرها من الحلول
ج- الخاتمة : سميت بالخاتمة لأن بها نختم الموضوع وهي نهاية التي تختم بها الموضوع فهي مثل باب الخروج مثل المقيم بالفندق عندما يخرج و ينتهي من الإقامة في الفندق ويغادره يستطيع أن يلخص إقامته بجملة أو جملتين ويعطي انطباعه ومن ناحية الشكل و الحجم و البناء و تمثل10%أو أقل من الموضوع، و تتضمن إما خلاصة للموضوع أو رأيا شخصيا حول الموضوع أو فتحا للموضوع على تساؤلات أخرى في نفس الموضوع.وكما يقال خير الكلام ما قل ودل و الجودة كلها في الإختصار لأن اللغة العربية لغة الإختصار.
ركائز الموضوع إنشائي الواجب إتباعها :
ـقراءة نص الموضوع بدقة و تؤدة مع تحديد معطيات الموضوع و المطلوب دون اللف و دوران في حلقة مفرغة.
ـ تشكيل موضوع من مقدمة و عرض و خاتمة مناسبة لنص الموضوع.
- طرح الأفكار العامة بدقة للموضوع و الاختصار.
- ترتيب هذه الأفكار مع اعتماد مبدأ التسلسل و هو الانتقال من فكرة عامة إلى فكرة جزئية، فمثلا : لا يمكن الحديث عن مشاكل البطالة قبل الحديث عن تعريفها والحلول لهذه الظاهرة.
الربط بين هذه الأفكار كالقول أولا ثانيا ثالثا وهكذا... أو بادئ ذي بدء ثم عدم فك النص بل يجب أن يربط بأدوات الربط كأدوات العطف (ثم ، و ، فـ ، أو ...) و أسماء الإشارة وحسن إستغلال حروف الجر مثل من و في.وعدم وضع هذه الأدوات من أجل وضعها أو حشوها فمثلا :
لا نقول :حيث أنه ولا بد من معرفة خطورة الخمر على صحة الإنسان تكمن في الإدمان .
بل نقول خطورة الخمر على صحة الإنسان تكمن في الإدمان لأن الأدوات حيث و أنه و لابد و حرف الجر من أدوات زائدة و حشو وأيضا كلمة معرفة .
-اصطفاء الكلمات المناسبة للتعبير عن كل فكرة وتحاشي التكرار واختيار الألفاظ الجزلة والمعبرة بشكل واضح
ـتوظيف الظواهر اللغوية التي درستها في البلاغة و الأسلوبية.
ـ توظيف بما يسمى الشواهد أي الأبيات الشعرية و المقولات الشهيرة و الأمثال و الأحاديث النبوية الشريفة و القدسية و الآيات القرآنية و أقول العلماء و المفكرين ..
ـ استعمال الأساليب اللغوية كالتشبيه و التعجب و الاستفهام...
- حسن تصريف الأفعال فيجب إعطاء الفعل الماضي حقه و المضارع و الأمر لتحاشي الوقوع في الأخطاء النحوية و الإملائية و والصرفية وخاصة المعروفة
-مراجعة الموضوع الذي كتبته و الإنشاء الذي بنيته من العيوب ليكون في أبهى حلة وعدم الغرور بالقول أنا لا أقوم بأخطاء بل من الواجب مراجعة النص لتفقد العثرات و الأخطاء لمسحها أو تصحيحها من المسودة قبل كتابتها في ورقة الإمتحان المعدة لذلك.
-نقل الموضوع على ورقة التحرير بخط واضح أو على أقل مقروء
. -نصائح مهمة للممتحن في الإنشاء:
قبل الكتابة عن أي موضوع حاول أن تقرأ عنه جيدا كما أنك يجب المطالعة على نصوص سابقة و معرفة مثلا 20 موضوع مختلف ومن أحسن أكثر حول أسباب ذلك الموضوع و مشاكله و الحلول أو حسن وصف المناظر الطبيعة أو فصل من الفصول السنة أو سيرة أي شخصية أو تصميم الحكاية أو القصة القصيرة إن طلب منك ذلك لأن الخيال الخصيب يكون بالمطالعة وعليك إثراء ذاكرتك بذلك كما أن سماع حكايا أو نصوص شعرية أو نثرية عبر أمواج الأثير لا مناص منه و لا يوجد أي حرج فلايجب أن \نعتمد فقط على البصري فالسمع يثري الذاكرة فيجب الإنتباه و حب ذلك.
-ـ تجنب تكرار العبارات و الجمل و حاول توظيف الضمائر لأن التكرار يعتبر حشو والتعويد على جمل مثلا تتكون من فعل وفاعل و مفعول به خاصة للمبتدئين في عالم الإنشاء الرحب.
-تجنب كثرة الاستطراد و هو الخروج عن الموضوع لأن ذلك يوحي بأنك تحاول أن يكون موضوعك سمينا أو أنك وقعت في فخ الشبهات.
ـاحذر من التعبير عن الأفكار بلغة دارجة أو أجنبية حتى لا يقول مصحح الإنشاء أنك مستواك هابط أو انك لا تحسن الكتابة باللغة العربية الفصحى فتجنب الكتابة باللهجات .
-لا تكتب شيئا هلاميا غريب الأطوار لا تفهمه.
ـحاول أن تبحث عن الأسلوب السهل الممتنع و خاص بك تستطيع أن تدافع عن البناء الذي تبنيه
و لا تقلد الآخرين ؛ بل استفد منهم وكن خيرا منهم.
ـ اترك فاصل بين كل عنصر و آخر لإبراز المقدمة من العرض من الخاتمة تتبع تصاميم فن النصوص و تنظيمها من خلال الأساتذة أو حتى الحاسوب أو الإنترنت.
ـلا تهمل علامات الترقيم فالفاصلة لها معنى و النقطة لها معنى و علامة التعجب لها معنى وعلامة الإستفهام لها معنى و نقاط الحذف لها معنى لأن علامات الترقيم إذا أخطأت فيها تغير المعنى.
مثال : قال حليم : ليست هي :قال : كريم ، ففي الأولى القائل هو حليم أما في الثانية فالقائل شخص آخركما لا تستشهد بآية وهي في الحقيقة حديث نبوي شريف وإذا اختلط عليك الأمر فالحل هو أن تتقول بأن عقيدة الإسلام فيها كذا و كذا حتى لا يعيب عليك المصحح لورق الإمتحان الخلط الذي وقعت فيه وتنجو من نيل علامة متدنية.
ـ تعلم فن الكتابة لأن معظم من ينالون علامات ضعيفة سببها عدم فهم محتوى الإنشاء لأن الخط رديء.
الرئيسية 
البوابة 
