41- وحتى إذا أضيفت نقطة أو نقطتان أو ثلاث نقاط في الفرض للتلميذ في مقابل سلوك جيد ومشاركة في القسم وواجبات منزلية ومحروسة و..يجب أن نبقي على نقطة الاختبار كماهي.
42-لا يجوز أن يشتريك-أيها المعلم-غني أو قوي من أجل أن تزيد ولو نصف نقطة لابنه أو ابنته تحت ضغط التهديد أو الوعيد أو باسم الترغيب أو الترهيب أو انطلاقا من الطمع في الولي أو الخوف منه.إن ذلك حرام شرعا أولا وممنوع قانونا ثانيا.
43- يستحب للمعلم أو الأستاذ –مهما كانت المادة التي يُدرسها-أن يبدأ حصته مع التلاميذ بكتابة"بسم الله " أو"بسم الله الرحمان الرحيم" على السبورة أو كتابة ما يرادفها بالفرنسية أو بالإنجليزية،ليربي تلاميذه باستمرار على ما أخبر به رسول الله-ص-من أن كلَّ عمل لم يُبدأ فيه ب"بسم الله" فهو أبتر(مقطوع ، لا بركة فيه).
44- يمكن كتابة التاريخ الهجري والميلادي (على السبورة في بداية كل حصة)وإعطاء التلاميذ معلومة واضحة عن الفرق بينهما ، وأننا-نحن المسلمين-نعتز بالتاريخ الهجري وعلينا أن نبين للتلاميذ أن هذا التاريخ هو منذ هجرة الرسول-ص-من مكة إلى المدينة.وهي معلومة عليهم معرفتها بشكل جيد.
45- يجب كتابة عنوان الدرس بخط واضح على السبورة ، وعلى المدرس تعويد نفسه على ذلك.ولا تهمل هذه الخطوة تحت أي ظرف من الظروف.ويجب أن تكون السبورة عنوانا للترتيب والنظام ، وأن تكون خطوات الدرس وأهم الأفكار والحقائق والقوانين مبينة عليها.كما يستحب استخدام الألوان كذلك عند الكتابة على السبورة.إن السبورة هي ما يقتدي به التلميذ في كراسه.والمُدرِّس الذي يرى كراسات تلاميذه غير مرتبة ومهملة عليه أولا أن ينظر إلى نفسه وإلى سبورة فصله قبل أن يلوم التلميذ.
46- على المعلم أن يجعل مخافة الله وتقواه نصب عينيه وأن يجاهد في سبيل أداء أمانة التربية والتعليم كاملة غير منقوصة كما يحب الله ورسوله ، وأن لا يتراخى في ذلك لحظة واحدة مهما كانت حقوق المعلم مهضومة ومهما كانت المثبطات والعوائق والأشواك على الطريق كبيرة خاصة في هذا الزمان وخاصة في بلادنا ، كما يجب أن يكون المعلم محركاً لمواهب وقدرات التلاميذ محبباً إياهم في الحضور والانتظام والاجتهاد والمثابرة داخل المدرسة والمتوسطة والثانوية.
47- وعليه كذلك أن يأخذ تعليمات مديره ورؤسائه (المشروعة والقانونية) في المؤسسة وفي مديرية التربية وفي الوزارة على محمل الجد وأن يكون مثالاً يحتذى في كل ما يتعلق بالعلم وآدابه وأمانته.
48- يمكن للمعلم أن يضيف للتلميذ في نهاية كل فصل دراسي (ثلاثي) نقطة أو نقطتين أو أقل إلى نقطة الفرض كمكافأة للتلميذ على سلوكه الطيب في القسم وفي المؤسسة ، بشرط مراعاة الموضوعية والحياد وتجنب التمييز لاعتبارات لا شرعية ولا قانونية.وعلى الضد من ذلك ، فإنني أرى-والله أعلم بالصواب-أن الأفضل للمعلم أن لا يُنقص للتلميذ ولو نصف نقطة بسبب أنه سيئ السلوك.
49-على المعلم أن يقوي صلته بأولياء تلاميذه سواء من خلال الاتصال بهم داخل المؤسسة أو خارجها ، بطريقة أو بأخرى ليُعرِّف الوليَّ بابنه أكثر وليتعرف على التلميذ أكثر من خلال ما يسمعه من الولي ، وذلك حتى يكون مردود العملية التعليمية والتربوية أكبر وأكمل بإذن الله.
50-على المعلم أن يعوِّد تلاميذه على الحوار ثم الحوار فيما بينه وبينهم سواء تعلق الأمر بمادة التدريس أو بسلوك الأستاذ أو بسلوكات التلاميذ.
51- يمكن للمعلم أن يطلب من التلاميذ أن يكتبوا له في بداية السنة نصائح تتعلق بما يحبه التلميذ(خاصة في الثانوية) في الأستاذ:من حيث السلوك أو من حيث طريقة التدريس.وليس صحيحا-في رأيي-ما يقال من أن التلميذ لا يعرف شيئا ، إذن لا يجوز أن نستشيره أو أن نطلب منه النصيحة!. صحيح أن التلميذ لا يعرف الكثير لكنه يعرف بالتأكيد أشياء يمكن للأستاذ أن يستفيد منها.وليس شرطا بطبيعة الحال أن يأخذ المعلم من التلميذ كل ما يقوله بل يأخذ منه ما يراه مناسبا ويرد غير ذلك.
52-على المعلم أن يوصي الوالدين(أو أي ولي أمر للتلميذ) متى أتيحت له الفرصة يوصي بتعليم الولد أو البنت كيفية تنظيم الأوقات للقيام بالواجبات المدرسية على اعتبار أن ذلك سر من أسرار النجاح ، وكيف يصبر الولد ويثابر ويبذل كل طاقة لديه للانتقال دوما إلى الأحسن.
53-على المعلم أن ينصح التلاميذ باستمرار بما يساعدهم على المثابرة والعمل الجاد والتحديد الجيد للأوقات المناسبة للمراجعة وكذا بما يساعدهم على تعلم فقه الأولويات في مجال دراستهم.
54- كما أن على المعلم أن يوجه التلاميذ إلى ما من شأنه أن يعطيهم مع الوقت القدرة على مواجهة المواقف الصعبة دونما ارتباك سواء في مجال الدراسة أو في حياتهم العملية وكذا ما من شأنه أن يُكوِّن عندهم الثقةَ بالنفس بعد تمام التوكل على الله.
55-على المعلم أن يكون قدوة في نظافة ملبسه وهندامه وفي حسن تنظيم وترتيب أدواته أمام التلاميذ.
56- إياك والكذب مع التلاميذ فإنه صفة مذمومة شرعا وممنوعة قانونا ومستهجنة عرفا من أي إنسان وخاصة من المعلم أو الأستاذ.
57- مطلوب من المعلم أن ينصح التلاميذ ويوجههم إلى أن أحسن أوقات المراجعة هو ما قبل الصبح وما بعده ، وإلى أنه مما ثبت بالتجربة أهمية المراجعة كذلك قبل النوم مباشرة بشرط أن لا يكون التلميذ في ذلك الوقت مُتعبا إلى درجة يصبح معها لا يستوعب شيئا مما يراجع.
58-يربي المعلم تلميذَه على احترام التعليم والمعلمين وعلى أن ذلك عبادة من العبادات وعلى أن الإسلام كما أمرنا أن نحسن إلى الوالدين وأن نحترمهما وأن نقدرهما أمرنا أن نفعل نفس الشيء مع المعلم الذي قال عنه الشاعر قولته المشهورة والصادقة:
قم للمعلم وفه التبجيلا ...... كاد المعلم أن يكون رسولا
ورحم الله زمانا (عندما كنا تلاميذ صغارا )كان التلميذ إذا رأى المعلمَ يمشي على طريق بدَّل وغير طريقه حتى لا يراه المعلم مجرد رؤية خارج المدرسة ، طبعا حياء منه وأدبا معه!.
59-على المعلم أن يُظهر الاهتمام والحماس لجهود تلاميذه ، كما أن عليه إظهار الإعجاب تجاه أدنى تقدم يحرزه التلميذ وكذا تشجيع كافة الجهود المعادة والمتكررة من طرفه لتحسين مستواه ، وتجاهل كافة المحاولات غير الموفقة أو الفاشلة.ولو قام المعلم بتشجيع التلاميذ على هذا النحو، فإنه بذلك سيلاحظ أنهم يتجهون بإذن الله من الحسن إلى الأحسن أو من السيئ إلى الحسن.
60- يجب أن يعلم الأستاذ أن الهدف من التدريس ليس تحقيق التلميذ لأعلى الدرجات وتفوقه الدراسي فحسب ولكن الهدف يجب أن يكون أبعد من ذلك : أَلاَ وهو بناء شخصية متكاملة عندها القدرة على مجابهة الحياة وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة.على المعلم (وكذا الوالدين)أن يخفف من اهتمامه بالنتائج المباشرة للامتحانات والفروض ، وأن يركز على قيمة"العمل"وليس على الدرجات ، ويعطي للعمل الأولوية الحقيقية.إنه بمجرد أن يصبح العمل الجاد عادةً راسخة لدى أبنائنا التلاميذ ، فإن بقية الخصال الطيبة سوف تتحقق تلقائيًّا من كسب المهارة في تلقي العلم إلى زرع الثقة في النفس إلى..فليس المطلوب إذن التركيز على النقاط أو العلامات ، بل على"بذل المجهود"والتشجيع والاهتمام بأي مجهود مهما صغُر.
61-هناك سبب آخر لإخفاق الآباء والمعلمين في تربية الأولاد وتعليمهم ، وذلك يكمن في رؤية هؤلاء لمفهوم الموهبة مقابل العمل الجاد.لقد أظهرت الدراسات أن عددًا لا بأس به من الآباء ما يزالون يرون"الموهبة" والقدرات الشخصية هي المسئولة عن سوء أداء أبنائهم ، وما يحتاجه الآباء فعلاً-ومعهم المعلمون والأساتذة-هو إعلاء قيمة العمل الجاد بدلاً من الموهبة.إن التلميذ قد لا تكون له موهبة أصلا ومع ذلك فإنه بالاجتهاد والمثابرة والعمل المتواصل يمكن أن يكون في النهاية من التلاميذ المتفوقين والممتازين والناجحين بإذن الله.
62- على المعلم أن يكون متمكنا ومتقنا للمادة التي يُدرسها ، وإلا ناله عتاب الله له ، واستياء التلاميذ وأوليائهم منه.وإذا كان المعلم غير متمكن فلا يصلح أن يتحدث مع التلاميذ في دين لأن حديثه هذا قد يأتي بالثمار المعاكسة ، بمعنى أنه قد يُنفر من الإسلام عوض أن يجلبَ إليه.
63-إذا وجد الأستاذ بأن تلميذا له مشكلة نفسية يمكن أن يوجهه إلى المرشد المدرسي أو إلى المستشار التربوي.وإذا وجد تلميذا محتاجا ماديا وقدر على تقديم العون له ( أقول إن قدِرَ لأنني واحد من المعلمين وأعرف ظروفَ المعلمين المادية بشكل عام خاصة في بلد متخلف وعلامة تخلفه وضع الدولة للمعلم في آخر اهتماماتها) فليفعل,ولا بأس أن ينصح من يقدر على إعانته بإعانته,مع الاستعانة على هذا الأمر بالكتمان حتى نرفع الحرج عن التلميذ.
64-احرصي أيتها الأستاذة (في المتوسط وفي الثانوية)على أن تنصح التلميذات بارتداء الحجاب على اعتبار أنه واجب شرعي فرضه الله على كل فتاة بلغت المحيض. وكذلك عليك أن تنصحهن بالابتعاد عن مخالطة الذكور، وبتجنب التبرج الحرام و.. بالأسلوب الحسن الذي يُرغب ولا يُنفر ، وبعيدا عن الاصطدام بولي التلميذة أو بالإدارة التي يُفترض فيها أن تكون هي المطبقة الأولى للقانون الوضعي الذي يوجب عندنا في الجزائر على التلميذة أن لا تلبس ما يخالف العادات وأن لا تلبس إلا لباسا محتشما.
65-على الأستاذ أن ينصح التلاميذ بأن يراعوا ما يلي في قاعة الاختبار,مثل شهادة التأهيل للانتقال إلى السنة السابعة أساسي أو شهادة التعليم الأساسي أو شهادة البكالوريا :
* قراءة الأسئلة جيداً وفهمها قبل الحل.
* تقسيم الوقت المخصص للإجابة عن الأسئلة بشكل عاجل آخذاً في الاعتبار الدرجات المخصصة لكل سؤال.
* الإجابة على الأسئلة أولا على ورقة أوساخ إذا لم يكن التلميذ متأكدا من صحة الإجابات.
* البدء بالإجابة على الأسئلة السهلة وترك ما يصعب من الأسئلة إلى فترة لاحقة.
* محاولة الإجابة على كل الأسئلة.
* عدم تسليم ورقة الاختبار قبل مراجعتها مراجعة جيدة,وذلك بقراءة الأسئلة والإجابة عليها بشكل مقبول.
66- من بين متطلبات وجود الإنسان في الحياة : الثقافة الجنسية التي يحث عليها الإسلام كما يحث علي أية ثقافة ، بشرط أن تتم بقدر فهم الفتى والفتاة لهذه الأمور وفي إطار المبادئ الإسلامية وبما لا يتناقض مع روح الإسلام العامة.ويجب أن ننتبه إلى أن هذه الثقافة إذا أهملت سيُحدث الجهلُ بها آثاراً ضارة وإذا أبيحت على الإطلاق ستحول المجتمع إلى مجتمع غربي أو أمريكي ، وهذا لا يناسبُ ديننا وآدابنا وتقاليدنا على الإطلاق. ومن هنا يجب على المعلم أن يهتم بتعليم التلاميذ بعض الأمور الخاصة بأحكام الأسرة ، والوضوء والغسل والختان ، والحيض والنفاس ، والودي والمذي والمني ، وعورة الرجل وعورة المرأة ، وما يباح إظهاره من جسد كل واحد منهما للآخر، وما يجوز فعله بين الرجل والمرأة الأجنبية وما لا يجوز ، وميل قلب كل منهما للآخر، وحقيقة الحب بين الجنسين وحدوده الشرعية ، و..وكل ذلك بأسلوب سهل ونظيف وبعيدا عن الإثارة ، مع التأكيد للتلاميذ على أن السعادة الحقيقة للإنسان لن تتحقق في الدنيا وقبل الآخرة إلا بالوقوف عند حدود الله ورسوله وعدم التعدي عليها.والأفضل أن لا يتم تدريس الثقافة الجنسية كمادة منفصلة ، لأن ذلك سيلفت الانتباه ويتضمن لوناً من الإثارة للتلاميذ في العنوان ذاته ، ولكن يمكن تدريس الثقافة الجنسية في إطار مادة العلوم الطبيعية حتى لا يتم التركيز على جزئية التمتع والإثارة وإشباع الرغبات وإهمال باقى أجهزة الجسم.كما يمكن تدريسها في إطار مادة العلوم الإسلامية ( التي نتمنى أن لا تحذف من المنهاج الدراسي من طرف أعداء العربية والدين عندنا في الجزائر بل نتمنى أن تصبح مادة أساسية في كل أطوار الدراسة).كما يمكن أن تقسم إلى جزء يدرس ضمن الدين وهو ما يتصل بفقه الطهارة والغسل والفقه و.. ،وجزء يدخل في مادة العلوم وهو ما يتصل بوظائف الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة و...أما إذا تجاوزنا الحد الأدنى من هذه الثقافة ، فإنني أخاف أن يصبح الأمر دعوة لتفتيح الأذهان ونشرًا لما لا يحمد عقباه في أوساط التلاميذ من الجنسين والعياذ بالله تعالى.لا بد من تأهيل الأستاذ والأستاذة لتدريس هذه المادة من طرف الدولة إذا أرادت بالنشء خيرا ، وإلا فعلى الأستاذ تقع مهمة تأهيل نفسه بنفسه لتدريس هذه المادة ، لأن دور الأستاذ في هذا المجال مهم جدًا وخطير جدا.ومن جهة أخرى لابد أن يكون الأستاذ الذي يتحدث مع التلاميذ عن الثقافة الجنسية على خلق ودين حتى لا يضِل ولا يكون سببا في الإضلال.وأنبه مع كل ما قلت سابقا إلى أن التثقيف الجنسي فائدته ستكون أعظم إذا تم في إطار الأسرة ، أما إذا تم في المؤسسة التعليمية فأخشى أن يساء استخدامه.
67- يمكن للأستاذ أن يستغل البعض مما يراه في القسم أو ما يسمعه لينصح التلاميذ وليوجههم إلى ما فيه خيرهم : دينا ودنيا ، حاضرا ومستقبلا ، ما تعلق بدراستهم وما تعلق بالحياة العامة ، مع مراعاة الاقتصاد والاختصار وعدم تضييع وقت الدراسة على التلاميذ . يفعل الأستاذ هذا مهما كانت المادة التي يُدرِّسها.
68- يجب على كل معلم وأستاذ أن يعلم بأن فرنسا عندما خرجت من الجزائر مكرهة عام 1962 م بعد استعمار دام 132 سنة أكلت فرنسا خلالها من خيرات الجزائر ما أكلت وحاربت الإسلام خلالها ما حاربت ، إن فرنسا عندما خرجت تركت للأسف الشديد أولادها من"حزب فرنسا"ومن"الشيوعيين"ومن"العلمانيين" الذين أفرغوا-أو كادوا-المنظومة التربوية من عروبتها وإسلامها طيلة ال 40 سنة الماضية ، وإنهم يبذلون في السنوات القليلة الأخيرة الجهود الجبارة من أجل القضاء على ما تبقى من رائحة العروبة والإسلام في هذه "المظلومة" التربوية مدعين كذبا وزورا وبهتانا بأن العربية والإسلام هما السبب الأساسي من وراء التطرف والتزمت والتعصب"كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبا".
والمطلوب إذن الانتباه ثم الانتباه والحذر ثم الحذر,ولنكن على يقين من أن الدين منتصر لا محالة بنا أو بغيرنا ، نسأل الله أن ينصره بنا-آمين-.
69-المراهَقة هي قفزة قوية من عالم الطفولة إلى ما بعده ، والمراهق يُرهق من حوله في فهم الطريقة التي يتعاملون بها معه قبل أن يُرهق نفسه في إدراك ما يصبو إليه.بالفعل قد يرهقك هذا الصغير ذو الفكر المتعنت (سواء كان تلميذا في ثانوية أو في متوسطة)فإن أنت وبخـته ولمته وعاتبته أو ضربته ازداد-في بعض الأحيان -تمنعا وعصيانا وانسياقا وراء شهواته وأهوائه ووراء أحضان السوء التي تتلقفه خارج المنزل والمدرسة ، وإن أنت كلمته بالعقل والسياسة والهدوء وكلمت فيه الإنسان الواعي والناضج قد يسكت وقد يطرق في سكون مثير للشك لأنه لا يوحي بالرفض ولا بالإيجاب وقد يركب على ظهرك ويناقشك ويتجرأ على المساس بكرامتك وشخصك وينعتك بأقسى النعوت و..فتقع-أيها الأستاذ-في حيرة من أمرك:أتعرض عنه فيستبيح حماك مرات ومرات أم تضربه أو تلومه فيزداد الشرخ في جسده وفكره؟!.والأستاذ الحكيم والكيس الفطن يعرف غالبا كيفية اتخاذ الأسلوب المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وفي الظرف المناسب,وذلك بعد أن يأخذ نصيبا ولو بسيطا من العلم بنفسية الطفل المراهق ذكرا كان أم أنثى.والبعض يرى أن المراهق كقنينة الوقود التي تنتظر شرارة الفراغ لتنفجر، لذلك لا بد من إشغال وقت فراغ هذا الإنسان التائه وتثقيفه دينيا ومعرفيا وشغل وقت فراغه من طرف الأسرة أولا ثم المعلم والأستاذ ثانيا.وعلى الأستاذ أن يحذر من المبالغة في فرض السلطة على التلميذ المراهق وأمره بفعل كذا أو كذا بالقوة لأنه يمكن أن يأنف من تنفيذ الأوامر ويمضي إلى مخالفتها جملة وتفصيلا.
70- حقيقة يجب أن نعترف بها ونقرها : أبناؤنا يتعرضون للضغوط النفسية الآتية من البيت ومن الشارع ومن وسائل الإعلام ومن...وحتى نحسن فهمها ونجيد التعامل معها لابد أن ننتبه إلى جملة أمور منها أن الأستاذ يجب أن لا يكون مصدراً جديداً لتلك الضغوط.يجب أن نحسن التعامل مع تلاميذنا : بهدوء وبعيداً عن الانفعال والتعجل ، كما يجب أن يتحمل الأستاذ ما يعانيه من بيته ومن إدارته ومن المجتمع بشكل عام ويستعين بالله أولا على ذلك ، ويذهب إلى القسم وهو هادئ ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، محاولا تجنب تعنيف التلاميذ تحت تأثير مشاكله الشخصية التي لا دخل للتلميذ فيها وتجنب إضاعة وقت التلاميذ (مهما كان قصيرا) في حديثه معهم عن مشاكله الشخصية.