الأُسلُوبُ الخَبَري
1/ تعريف الأسلوب الخبري:
هو كل كلام يحتمـــل الصِّدقَ أو الكَذِبَ, أي أنه يُطابق الواقع أو لا يطابقه, بصرف النَّظر عن قائِله, و على هــذا فالقارئ ينظر إلى الكلام نفسه, مع ما يتضمنه ذلك من صدق أو كذب, لا إلى قائله, كأن تُخْبِرَ عن الأخبار الواجب الصدق فيهــــــــــا كأخبار الله تعال, و أَخْبار رُسُله, و البديهيـــات من آياته في هــذا الكون , كأن تقول: السمــــاء مرفوعة, و الجبـــال منتصبة, و الأرض مسطحة ... و كأن تُخْبِرَ عن الأخبار الوَاجِبِ الكَذِبُ فيهـــا كَأَخبــــار المنجمين و السحرةِ ...
2/ أعراض الخبــر البلاغية:
الأصل في الخبر أن يلقى لأحد الغرضين همـــــــــــا:
1- إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة, إذا كان جاهلا له و ذلك يسمى (فائـــدة الخبر). نحو قولك:
* الدِّينُ مُعَامَلَةٌ.
* الجَزَائِرُ تُؤَيِّدُ قَضَايَا السَلاَمِ فِي العَالَمِ.
2- و إمـــا إفادة المخاطب أن المتكلم عالـــم أيضــا بالخبر و الحكم الذي يعلمه المخاطب و ذلك يسمى (لاَزِمَ الفائدة). نحو قولك:
* أَنْتَ نَجَحْتَ فِي الامْتِحَانِ. (و المخاب يعلم بذلك).
هذا و قد يخرج الاسلوب الخبري عن أصله إلى أغراض بلاغية, تُدْرَكُ و تُسْتَفَادُ مِن سياق الكلام و حالة قائله النفسيّة.
و إليك توضيح أهم هذه الأغراض البلاغية:
- الإعجاب:
نحو قوله تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما } الآية 63 من سورة الفرقان
-الاستِعطاف:
نحو قولك: إِنِي فَقِيرٌ إِلَى عَفْوِ رَبِي.
- الحزن و الأسى:
نحو قول الخنســـــــــاء شاعرة الرثاء, راثيةً أخاهـــــــــــا:
فقد ودعت يوم فراق صخر *** ابي حسان لذاتي وانسي
- الضعف و الخشوع:
نحو قوله تعالــى: { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً} الآية 4 سورة مريم.
- الفخـــــــــر:
نحو قول عنترة بن شداد:
إني امرؤ من خير عبس منصبـا *** شطري واحمي سائري بالمنصل
- التَّهدِيد:
نحو قول الحجَّاج بن يوفَ الثقفي في خُطبته لأهل العراق:
" من أعياه داؤه فعندي دواؤه, و من استطال أجله فعليَّ أن أعجَّله، و من ثقل عليه رأسه و ضعت عنه ثقله "
هـــذا و للأسلوب الخبري أغراض بلغية أخرى منهـــا:
المدح, التوبيخ, النصح و الإرشـــاد و غيرهـــــا
و كلهــــا تُدْرَك -كمـــا أسلفنـــا- من سِيـــاق الكلام و الحـــالة النفسية لقائله.