بسم الله الرحمن الرحيم
معلوماتٌ أساسيّةٌ عن أحكام فريضةِ الصيام
اختصرتها من (الملخص الفقهيّ) للعلامة الفوزان -حفظهُ اللهُ-
،،،
حكم صوم رمضان
صومُ شهر رمضان ركن من أركان الإسلام! وفرض
من فروض الله، معلوم من الدين بالضرورة.
دليله
ويدل عليه الكتاب والسنة والإجماع:
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ} إلى قوله تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} الآية.
ومعنى {كُتِبَ}: فرض، قال: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
والأمر للوجوب.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«بُني الإسلامُ على خمسٍ»
وذكرَ منها: صوم رمضان.
والأحاديث في الدلالة على فرضيته وفضله كثيرة مشهورة.
وأجمع المسلمون على وجوب صومه، وأن من أنكره كفر!
الصوم في الشرع
هو الإمساكُ بنيّةٍ عن أشياءَ مخصوصة؛ من أكل وشرب وجماع، وغير ذلك مما ورد به
الشرع، ويتبع ذلك: الإمساك عن الرفث والفسوق.
الحكمة في شرعية الصيام
- تزكية للنفس، وتطهيرًا وتنقية لها من الأخلاط الرديئة
والأخلاق الرذيلة، لأنه يضيق مجاري الشيطان في بدن
الإنسان؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم،
فإذا أكل أو شرب؛ انبسطت نفسه للشهوات،
وضعفت إرادتها، وقلت رغبته
ا في العبادات، والصوم على العكس من ذلك.
- تزهيد في الدنيا وشهواتها، وترغيب في الآخرة
- باعث على العطف على المساكين وإحساس بآلامهم؛
لما يذوقه الصائم من ألم الجوع والعطش.
بداية وجوب الصوم اليومي ونهايته
يبتدئُ وجوب الصوم اليومي: بطلوع الفجر الثاني؛ وهو البياض
المعترض في الأفق، وينتهي بغروب الشمس
قال الله تعالى:
{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}
ومعنى: {يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} :
أن يتضح بياض النهار، من سواد الليل.
فتبين من الآية الكريمةِ تحديد الصوم اليومي بداية ونهاية
فبدايته: من طلوع الفجر الثاني
ونهايته: إلى غروب الشمس
ويبدأ وجوب صوم شهر رمضان؛ إذا علم دخوله.
للعلم بدخوله ثلاث طرق
1) رؤية هلاله، قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيتِه»
فمن رأى الهلال بنفسه؛ وجب عليه الصوم.
2) الشهادة على الرؤية، أو الإخبار عنها؛ فيُصام برؤيةِ عدْل
مكلَّف إخباره بذلك؛ لقوله ابن عمر:
"تَراءى الناسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أنِّي
رأيتُهُ، فصامَ، وأمرَ الناسَ بصيامِهِ".
3) إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا، وذلك حينما لا يُرى
الهلالُ ليلةَ الثّلاثين من شعبانَ، مع وجودِ ما يمنعُ الرؤيةَ؛ من غيمٍ أو قتر،
أو مع وجودِ شيء من ذلك، لقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
«إنما الشهرُ تسعٌ وعشرونَ يومًا؛ فلا تصومُوا حتى ترَوُا الهلالَ،
ولا تفطرونَ حتَّى تروهُ، فإن غُمَّ عليكمْ؛ فاقدُرُوا له».
ومعنى "اقدُرُوا له"؛ أي: أتموا شهر شعبان ثلاثين يومًا؛ لما ثبت في
حديث أبي هريرة: «فإن غُمَّ عليكُمْ؛ فعدُّوا ثَلاثينَ».
من يلزمه صومُ رمضان
يلزم صوم رمضان كلّ مسلمٍ مكلَّف قادر.
فلا يجب على كافر، ولا يصحُّ منه، فإن تاب في
أثناء الشهر؛ صام الباقي، ولا يلزم قضاء ما سبق حال الكفر.
ولا يجب الصوم على الصغير
ويصح الصوم من صغير مميز، ويكون في حقه نافلة.
ولا يجب الصوم على مجنون، ولو صام حال جنونه؛
لم يصح منه؛ لعدم النية.
ولا يجب الصوم أداءً على مريض يعجز عنه، ولا مسافر،
ويقضيانه حال زوال عذر المرض والسفر، قال تعالى:
{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} .
نيّة الصوم
ولا بد أن ينوي الصيام الواجب من الليل، فلو نوى
الصيام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر؛ فإنه يمسك،
وصيامه صحيح تام -إن شاء الله-".
انتهى، بتصرف يسير.
،،،
نسأله تعالى أن يوفّقنا ويعيننا على صيامه وقيامه كما يحبُّ ويرضى.