منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع تربويّ تعليميّ ثقافيّ يعتني بشؤون المتعلّمين والمعلّمين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا وسهلا بك في منتديات عين بسّام التربويّة . نسعد بحضورك معنا ونكون أسعد حين تتفضّل بمساهماتك النيّرة الهادفة . ستقضي وقتا شيّقا بين إخوانك وأخواتك في أسرة هدفها التربية والتعليم . دمت في حفظ الله ورعايته.
تذكّر قول الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد." ق 18 
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة "رواه الامام مسلم
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتّى يرجع." رواه الترمذي

 

 مفهوم التربية الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

مفهوم التربية الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم التربية الإسلامية   مفهوم التربية الإسلامية Empty24.06.13 21:53


مفهوم التربية الإسلامية
شيع استخدام مصطلح التربية الإسلامية ، وبخاصة بين المدرسين والتلاميذ على أنها المواد المنهجية التى يدرسها التلاميذ فى المدارس ، والمشتملة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والعبادات والمعاملات والسير والعقيدة ... والحقيقة أن التربية الإسلامية أشمل وأعمق من ذلك بكثير، وفيما يلى عرض لبعض التعريفات الخاصة بالتربية الإسلامية .
يعرفها أنور الجندى (1982) بأنها:"التربية الإسلامية هى إنشاء الإنسان إنشاء مستمراً من الولادة حتى الوفاة ... هذا على الامتداد الأفقى ... أما على الامتداد الرأسى فهى تربية كاملة متوازنة ، عقلية بالمعرفة ، وجسمانية بالرياضة ، ونفسية بالإيمان وهى جامعة من حيث أنها تغرس القيم الخلقية والاجتماعية التى تحمى الإنسان من أخطار الاضطراب والتمزق
ويعرفها : محمد صلاح الدين مجاور (1983) بأنها:" لون خاص من التربية يمثل صنع الإنسان المتوازن المتكامل وطريقة بناء ذاته وتكوين شخصيته عقلياً ووجدانياً والعمل على تكوين أفراد لهم خصائص ذاتية واجتماعية تؤهلهم للإسهام فى تكوين مجتمع متقدم ، كل هذا على أساس من فضائل السلوك وسامى المثل» .
وبالنظر إلى التعريفات السابقة يلاحظ أنها تدور حول المعانى التالية :
- أن التربية الإسلامية تربية تنمى الإيمان وتقوى العلاقة بين الإنسان وخالقه وفى ذلك إشباع لما لديه من مشاعر انفعالية كإحساسه بالحاجة إلى التدين ، وإحساسه بالحاجة إلى الأمن والطمأنينة النفسية ، وهى تربية تعنى بالعقل الإنسانى وتدريبه على التفكير العلمى السليم والنظر والبحث ، وتزوده بالعلم والمعرفة .
- أن التربية الإسلامية تربية تهدف إلى تهذيب الخلق وإعلاء الدوافع والارتقاء بالسلوك الإنسانى وتوجيهه نحو خدمة الإنسانية وخيرها فهى لا تعطيه معلومات بقدر ما تعطيه سلوكاً وقيماً .
- أن التربية الإسلامية تربية لا تغفل عن صحة الإنسان وقوته الجسمية، وهى فى كل ذلك تقوم على معتقد يربط الإنسان بالله عقلياً وعاطفياً يئول أخيراً إلى سعادته فى الدنيا والآخرة.
الأهداف العامة للتربية الإسلامية :
مع ظهور الدين الإسلامى الحنيف في الجزيرة العربية تعرض المجتمع العربي إلى نقلة نوعية كبيرة ؛ فالبيئة الاجتماعية القائمة على التعددية القبلية أصبحت قائمة على أساس التوحد ومن التناحر والانقسام الاجتماعي إلى الوحدة الاجتماعية الكبرى التي تمثلت بالأمة وبعد أن خرج العرب حاملين رسالتهم إلى الأمم الأخرى حملهم الله سبحانه وتعالى مسؤولية عظيمة في تحرير الإنسان من الاضطهاد وقد رافق ذلك تمسكهم بمنهجهم الجديد منهج القرآن الكريم المبني على أساس تحكيم العقل بالاعتماد على الحجج والحوار وفي الإثارة والإقناع والتعليل والبرهان والحجة والمنطق . ومن الطبيعي ان تؤثر هذه النقلة بشكل مباشر على التربية وأساليبها وأهدافها. ويمكن إجمال أهم الأهداف التربوية الإسلامية التي لها علاقة بالبيئة والسلوك الديني والاجتماعي والتربوي فيما يلى :
عبادة الله عز وجل :تميزت الثقافة العربية الإسلامية عن الثقافات الأخرى بالتوحيد وقد اشتهرت في العالم على هذا الأساس والتوحيد كهدف لا يقتصر على المعنى الديني المحدود بل يشمل كل جوانب الثقافة العربية وإبداعاتها وذلك لسبب جوهري هو اختلاف معنى الدين في الإسلام عن المعنى الذي جرت عليه الديانات السابقة فلقد تجاوز الدين في مفهومه الجديد تلك الحدود أولا من صلات الإنسان مع قوى الغيب العلوية الى حدود أخرى أعطاها نفس الاهتمام، ألا وهي صلات الإنسان مع الإنسان ثم فوق ذلك حمل المخاطبين به على الاحتكام في كل تلك الصلات مع الله والإنسان الى العلم والعقل والفكر .
تعد العبادة في نظر الإسلام الهدف الأساس فهي منهج حياة ويشتمل على ما يقوم به العبد من أقوال وأحاسيس أو أي مظهر من مظاهر سلوكه وهي لا تعني الانقطاع او الخلو بل تعني المشاركة والتفاعل البشري على أساس ما أمر به الله سبحانه وتعالى أو ما نهى عنه فهي ضبط للسلوك الإنسانى أولا وأخيرا ،ولو تحققت بهذا المعنى لكان سلوك الإنسان مع نفسه وأسرته ومع مجتمعه وعالمه سلوكا أخلاقيا نبيلا خاليا من التعصب والحقد والكره والبغض ولكان في الوقت نفسه سلوكا ملتزما بالحق منصفا للآخرين دون تفريط أو إفراط .
إن ذلك يقضي أن يتعلم الإنسان ويعي مسؤوليته اتجاه الآخرين ليتطابق ما تعلمه مع فعله الواقعي وتعامله مع فعله الواقعي وتعامله مع أفراد مجتمعه، ولذلك فقد نبه الله سبحانه وتعالى الذين يعلمون الناس أمور دينهم ولم يطبقوها على أنفسهم ولم يتجسد في سلوكهم اليومي فيقول تعالى: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون"البقرة:6 "
تهذيب الأخلاق وضبط السلوك :إن هدف الأخلاق وضبط السلوك يعد من أهم الأهداف التي تسعى التربية العربية – الإسلامية إلى تحقيقها في تنشئة الطفل وهو محور النشاط التربوي وقد ظهرت أهمية هذا الهدف واضحة من خلال ما ورد في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة من آيات وأحاديث تحث المسلم على التحلي بالخلق الكريم وقد خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم في قوله تعالى : ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))( القلم 4) وذهب المفكرون المسلمون أمثال الإمام الغزالي إلى ربط العلم بالعمل والسلوك الديني بالسلوك الأخلاقي فالتربية بالنسبة له هي : إخراج الأخلاق السيئة وغرس الأخلاق الحسنة في نفس المتعلم . والتربية الصحيحة ما هي إلا عملية بناء للقيم وبذلك فهي تشجيع التلاميذ على الخلق النبيل وان يكون اللوم والتوبيخ والعقاب برفق معهم وهي عملية توجيه لا تأنيب وعقاب وعنف لذلك نجد أن الغزالي كان ضد الإسراع في معاقبة التلاميذ بل انه كان يحبذ التعرف على الدوافع الكامنة وراء السلوك الشاذ والسعي الى تغيرها وتعديلها فالتلميذ لا يولد شاذا ولا منحرفا وإنما هناك ظروف تدفعه إلى مثل هذا السلوك غير السوي .
التوحد مع الجماعة :إن التوحد مع الجماعة بالدرجة الأساس هي حماية للفرد وتأمين حاجاته النفسية والمادية وهي بذلك تحفظ كيانه الذي هو جزء من كيان المجتمع الذي يعيش فيه ومن هذا المنطلق فقد شددت التربية العربية - الإسلامية على صيانة حقوق الفرد وتوفير متطلبات حياته ودعت إلى تحقيق العدل بين الأفراد والتجرد من الأنانية والمنفعة الشخصية على حساب حقوق الآخرين .وقد تطلب التوحد بناء علاقات وثيقة مع الأسرة والأقارب والتأدب في المحيط الاجتماعي هي إحدى وظائف الأسرة في صياغة سلوك الطفل وتشربه بالقيم الأخلاقية السامية في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه .
احترام العقائد الاخرى :لم تكن الثقافة العربية الإسلامية منغلقة على نفسها بل العكس من ذلك فهي ثقافة متفاعلة منذ تكوينها وصيرورتها الأولى حيث احتكت مع الثقافات القائمة آنذاك وتعاملت مع أجانس وأقوام متباينة من البشر لهم ثقافاتهم الخاصة بهم، وقد أعطت جل احترامها وتقديرها لها ، وكثيرا ما يوجه الأفراد والمؤسسات باحترام هذه العقائد كالتوجيهات التي كانت توجه بها الجيوش الفاتحة لحماية المؤسسات الدينية لغير المسلمين وعدم الإساءة إليها وقد بين لنا التاريخ العربي الإسلامى أن الكثير من الملل غير العربية المسلمة ارتقت مناصب في كثير من الدول والإمارات الإسلامية كما وأن المؤسسات التعليمية الخاصة لهذه الملل استمرت تؤدي عملها في ظل الحضارة العربية الإسلامية دون مصادرة لها او تعطيل عملها.
مما تقدم نستطيع القول بأن التربية العربية الإسلامية اتجهت إلى صقل شخصية الفرد وتنميتها باتجاه صلاح المجتمع وسعادته ضمن إطار محكم من الضبط الأخلاقى والاجتماعي وموازنة دقيقة بين الحقوق والواجبات فهي تتضمن في محتوياتها تنشئة وتكوين الإنسان المؤمن الصالح العابد لربه العارف بنفسه مستعينا بعقله الذي كرمه الله به وفضله على سائر المخلوقات .
مستويات الهدف التربوى لمادة التربية الإسلامية .
للهدف التربوى العديد من المشتريات نوجزها فيما يلى :
1- السمو بالروح الإنسانية وتحقيق النفس .
والمقصود بالنفس عند القائلين بهذا الهدف هى الروح ، والسمو بها حتى تصل إلى درجة ترتبط فيها بخالقها عز وجل ، وللفرد نفسان : أحدهما دنيا تميل به إلى الانغماس فى الملذات والتمرد والعصيان ، وثانيهما نفس عليا ترتفع عن المثل الدنيا وتؤثر التضحية والخضوع واتباع العقل والسمو بالأخلاق وهى المقصودة بالتربية حيث تسعى التربية إلى صياغة هذه النفس والعمل على تأصيلها وعلى امتدادها وبسط قواها إلى أقصى ما يمكن أن تمتد إليه ، بالإضافة إلى القضاء على النفس الدنيا وقهرها .
والتربية الإسلامية تسعى إلى إيجاد نوع من التوازن بين الروح والعقل والجسم ، إذ لا يحقق الإنسان ذاته إلا إذا أتبع حاجاته الروحية والعقلية والبدنية.
2- إعداد الإنسان الصالح .
الإنسان فرد فى جماعة له حقوق وعليه واجبات لايمكن إغفالها ، وهو فى حاجة إلى التربية الصالحة التى تعده لتحمل واجباته ومسئولياته الاجتماعية ، إن إعداد الإنسان الصالح ينصب على تهيئة الفرد لأن يعيش فى أى مجتمع ليشارك فى رفع المستوى العام مع التوفيق بين حاجاته الشخصية وحاجات المجتمع المجتمع ، والإسلام باعتباره نظام سياسى يحيا الفرد فى ظله يرى أن من علامات إيمان الفرد إخلاصه لوطنه ومجاهدا فى سبيل رفعته والدفاع عنه ، ويرى أن الصلاح الدينى والخلقى وما يرتبط به من إيمان بالله واليوم الآخر وتمسك بتعاليم الدين وأخلاق ركنا أساسيا من أركان المواطنة الصالحة ومقوما من مقومات الإنسان الصالح .
3- النمو الشامل المتكامل لشخصية المتعلم :
ويقصد بالنمو أن يتعدى ليشمل كل النواحى وأن يتسم بالاستمرار طيلة الحياة . وأن يرتبط نمو المتعلم بنمو المجتمع الذى يعيش فيه وبالمسؤوليات والوجبات التى يتوقعها منه هذا المجتمع ، وجعل النمو الروحى والخلقى فى مقدمة الجوانب التى يشملها النمو المستهدف من العملية التربوية.
4-الإعداد الجيد للحياة الدنيا والآخرة :
إن الوعى بحقيقة الدين ومقاصده النبيلة وتعاليمه ومبادئه السمحاء والتى من أهمها ضرورة الموازنة بين متطلبات الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، بحيث لا تطغى إحدى الحياتين على الأخرى ، إذا نجد أن الدين جمع بين العقيدة والشريعة وبين الجسم والروح وبين الدنيا والآخرة ، بين عدم الانقطاع للعبادة والانسحاب من المجتمع وبين العمل والإنتاج ، فنجد أن الدين أنكر على الإنسان عدم الأخذ بأسباب العيش . لذا فإننا نجد أن التربية الإسلامية تهتم بتنشئة الأطفال والشباب على معرفة الدين وحسن الخلق وعدم إهمال إقامته الشعائر الدينية من، صلاة وصيام وزكاة وحج ، وإقامة الروابط والعلاقات الطيبة بين الفرد وبقية الأفراد واحترام الناس ، وعدم التعرض لأى منهم بسيئة فعلية أو كلامية ، كما وجهت التربية الإسلامية المسلمين إلى ضرورة العناية بالمعرفة والبحث العلمى ، كما ضمن أهدافه التربوية النفع المادى وتربية الأجسام وتعليم المهارات والصناعات قال تعالى(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)(( القصص77)).
أهداف تدريس مادة التربية الإسلامية.
للتربية الدينية الإسلامية كتربية سلوكية خلقية هدف عام تسعى إلى تحقيقه للإنسان المسلم، وهذا الهدف العام تندرج تحته أهداف تفصله وتوضحه ، والهدف العام للتربية الدينية الإسلامية يمكن تلخيصه فى أنه : بناء الشخصية المسلمة السوية التى تؤمن بتكوين الإنسان المسلم الذى يؤمن بخالقه، ويعرف منزلته فى الكون ووظيفته فى تعمير الحياة وفق منهج الله . والإنسان المسلم الذى يدرك مفردات الكون من حوله ، كالماء والهواء والحيوان والنبات . ويعرف كيف يتعامل معها بطريقة تفيد الحياة والأحياء وتنشر العدل والسلام بين البشر وفى الكون . فالهدف الأساسى للتربية الإسلامية هو إعداد الإنسان المسلم الذى يعبد الله حق العبادة ويسير على طريق الله عز وجل ويلتزم بمنهجه القويم المستقيم الذى أرسل رسوله الكريم لهداية الخلق أجمعين منذ بعثته وإلى أن تقوم الساعة انطلاقـًا من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) ( الذاريات 56-58 ).
أو هى تهدف كذلك إلى تحقيق التقوى فى النفوس بالخشية من الله ومراقبته عز وجل ، على أساس عقد الصلة الدائمة بين الإنسان وخالقه وبين الإنسان والناس وبين الإنسان والبيئة والطبيعة من حوله .
وهناك أهداف تفصيلية تفصل الهدف العام للتربية الدينية الإسلامية وتوضحه وهى :
ترسيخ عقيدة التوحيد فى النفوس .
تنمية الوازع الدينى لدى المتعلم .
تأصيل الشخصية الإسلامية وتأكيد ذاتيتها وتمجيد مبادئها .
الحفاظ على عقيدة المسلم وفطرته وتنميتها من خلال تعريفه بخالقه وبناء علاقة بينهما على أساس ألوهية الخالق وعبودية المخلوق .
بناء شخصية الإنسان المسلم السوى القادر على تحمل أمانة الاستخلاف فى الأرض بالحق .
تربية الفرد المسلم المتكامل النمو ( روحياً – انفعاليا- اجتماعيا- عقلياً – جسمياً ) حتى يكون قادراً على بناء جندى من جنود الله فى الأرض يعمل على تنفيذ أحكامه ويرفع رايته فى العالمين وحتى يتحرر من التمزق والاضطراب.
إيجاد الاتجاه العقلى والعاطفى الصحيح نحو الله ورسوله
تنشئة الفرد على احترام العمل القائمين به وإعداده لمواجهة متطلبات حياته.
تحقيق التوازن عند الإنسان بين الحياتين: الحياة الدنيا والحياة الآخرة .
إمداد المتعلم بالمعرفة الدينية التى تمكنه من ممارسة الشعائر الدينية عن وعى وفهم.
تزويد المسلم بالفكر الدينى الذى يتدرج سعة وعمقاً تبعاً لمراحل النمو .
تنقية الأفكار الدينية من الشعوذة والخرافة والأفكار الخاطئة والبدع المستحدثة.
تنمية الروح الدينية الإنسانية التى يعيش بها المسلم لنفسه ولغيره.
تطوير سلوك الفرد وبناء اتجاهاته اللفظية والعملية السلوكية أو تغيرها بحيث تتسق وتتطابق مع السلوك والاتجاهات الإسلامية.
حماية الناشئة من زيغ العقيدة والشباب من الاتجاهات العقلية والفلسفات المادية الإلحادية التى لا تقيم وزناً للقيم الدينية .
تحويل المعرفة الفقهية إلى عمل وسلوك .
إمداد المتعلم بالقيم الموجهة للسلوك والضابطة له .
تحقيق الوحدة الفكرية القائمة على وحدة العقيدة .
تطبيق العبادات وممارستها عملياً بحيث تشمل كل ما يقوم به العبد من أقوال وأفعال .
تعويد المتعلم آداب السلوك التى يجب أن يتحلى بها فى سلوكه اليومى.
تقوية عاطفة المتعلم القومية وغرس حب الوطن فى نفسه .
وللتربية الإسلامية – كمادة دراسية أهداف محددة يجب اتباعها وتحقيقها فى المراحل التعليمية المختلفة
( الابتدائية والإعدادية والثانوية ) . وهى أهداف يتم تحديدها فى ضوء الخصائص النفسية والعقلية لكل مرحلة من هذه المراحل .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

مفهوم التربية الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم التربية الإسلامية   مفهوم التربية الإسلامية Empty24.06.13 21:55


خصائص التربية الإسلامية:



الأبعاد التربوية للعبادة في الإسلام

(مدخل عام)

الدكتور أحمد أبوزيد



خصائص التربية الإسلامية

نود في هذا الفصل أن نلقي الضوء على أهم خصائص التربية الإسلامية، إذ أن التربية هي مناط تنشئة الأجيال علي الاستقامة حتى تؤتي العبادات ثمراتها. وقد فرَّق أئمة المسلمين بين التربية على الاستقامة التي هي بمثابة الوقاية من الفساد وشروره، وبين التوبة بعد الانغماس في الحياة المادية وترهاتها، فهي، وإن كانت تحقق نفعا ًومصلحة أكيدة للتائب، إلا أنها بمثابة علاج للمريض. وفرق كبير بين من نشأ صحيحاً، وبين المريض الذي يتناول الدواء للشفاء، فالأخير يحتاج إلى وقت ومثابرة وجهد، بينما الأول يعيش في تلقائية ويسر في المُناخ النقي، وفي كلٍّ خير.

أهم خصائص التربية الإسلامية
1. تربية إيمانية : أولى خصائص التربية الإسلامية هي أنها تربية إيمانية تهدف إلى تكوين الإنسان المؤمن الذي يوحد الله تعالى، ويراقبه في سره وعلانيته، ويسارع في الخيرات، لذلك تبدأ بغرس كلمة الإيمان في النفس، وتعمل بوسائل شتى على ترسيخها وتثبيت جذورها في القلب، لأن الإيمان إذا تغلغل في القلب كان قوة ذاتية تدفع الإنسان إلى السلوك القويم، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والاستقامة على طريق والصلاح.
على هذا المنهج قامت دعوات الأنبياء عليهم السلام، بدأ كل واحد منهم بتقرير قاعدة الإيمان والتوحيد، وجاهد بكل الوسائل من أجل ترسيخها.
وعلى ذلك النهج قامت الدعوة الإسلامية في المرحلة المكية، جاهد النبي، صلى الله عليه وسلم، سنوات طوالاً في سبيل تقرير معاني التوحيد ومبادئ الإيمان وتخليص نفوس المؤمنين من رواسب الشرك والوثنية، وذلك لأن العقيدة السليمة إذا تمكنت ورسخت في النفوس، كانت كافية لجعل الإنسان مستعدّاً تمام الاستعداد للقيام بالتكاليف وامتثال الأوامر عن طواعية.
الإيمان الراسخ هو الأساس الذي يرتكز عليه منهج التربية الإسلامية، وهو الأصل الذي تنبثق منه سائر الفضائل الخلقية. قال الله عز وجل : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنُبِ والصاحب بالجنْبِ وابنِ السبيل وما ملكت أيمانُكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراًً}(1).
في هذه الآيات الكريمات ما يدل على أن مظاهر السلوك وفضائل الأخلاق ومحاسن المعاملات مرتبطة بالعقيدة، فإفراد الله تعالى بالعبادة يتبعه الإحسان إلى الوالدين وذوي القربى واليتامى والمساكين. فالباعث على الخلق الطيب والعمل الطيب هو الإيمان بالله واليوم الآخر والتطلع إلى رضا الله وجزاء الآخرة.
والكفر بالله واليوم الآخر يتبعه الاختيال والفخر والبخل وكتمان فضل الله ونعمته وسائر الرذائل.
من هذا المنهج التربوي الرباني انطلق لقمان الحكيم في نصائحه التربوية الحكيمة التي نصح بها ولده، فقد بدأها بدعوته إلى الإيمان والعقيدة الصافية، وذلك ما دل عليه النهي عن الشرك والتحذير منه في قوله كما ورد في القرآن الكريم. {يا بُنيَّ لا تُشركْ باللهِ إن الشركَ لظلمٌ عظيم}(2).
ومنه انطلق كذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين وجه نصيحته التربوية الحكيمة لسيدنا عبد الله بن عباس وهو غلام يافع. >عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: كنت خَلْفَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على دابة فقال: يا غلام إني أعلمك كلماتٍ: احفظِِ اللهَ يحفظْك، احفظِ الله تجدْهُ تجاهَك، إذا سألتََ فاسألِ الله، وإذا استعنتََ فاستعنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك لم يضرُّوك إلا بشيٍء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفَّتِ الصُّحُفِ< (3) .
أراد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث أن يصفي عقيدة ذلك الغلام من كل ما قد يعكرها من الشوائب. إن من طبيعة الإنسان أن يبحث لنفسه عن سند قوي، يحميه وقت الحاجة، ويعينه على بلوغ مقاصده، ويجلب له المنافع ويدفع عنه المضار. ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلم أن هذا هو المَنْفَذُ الذي يتسرب منه الشرك إلى القلوب، فيفسد العقيدة، ويبطل الإيمان، فأراد، صلى الله عليه وسلم، أن يعلم هذا الغلام العقيدة الصافية، ويبين له أن الحافظ والمعين والنافع والضار هو الله تعالى.
وهذه الوصية التربوية النبوية تدل على أن العقيدة هي أساس التربية في المنهج الإسلامي، فالإيمان بأن الله تعالى هو وحده الحافظ والمعين والنافع والضار، يحرر فكر الإنسان من الأوهام والخرافات، ويوجهه في طريق التفكير السليم، فلا يطلب العون إلا من الله، وإن جاءه نفع أو ضر من قبل مخلوق، أيقن أنه بإذن الله وقضائه.
وإن للعقيدة لأثراً طيباًً في تكوين الضمير الأخلاقي، قال الشيخ القرضاوي، > فعقيدة المؤمن في الله أولاًً، وعقيدته في الجزاء والحساب ثانياً تجعل ضميره في حياة دائمة، وفي صحوة مستمرة، إنه يعتقد أن الله معه حيث كان في السفر أو في الحََضَر، في الخلوة أو الجلوة، ويعتقد أنه محاسب يوم القيامة على عمله. بهذه العقيدة يصبح ويمسي مراقباًًً لربه محاسباً لنفسه، لا يظلم ولا يخون، ولا يتطاول ولا يستكبر ولا يفعل في السر ما يستحي منه في العلانية. هذا الضمير الديني هو الركيزة الأولى للأخلاق، وهو الأساس لحياة اجتماعية فاضلة"(4).
2. تربية متوازنة : من أهم خصائص التربية في المنهج الإسلامي أنها تربية تهتم ببناء شخصية الإنسان من جميع جوانبها، تقدم له حاجته من التربية الروحية والعقلية والجسدية، وتسعى لتنمية طاقاته المتنوعة وصقل مواهبه.
غير أن التربية الروحية تحظى في المنهج الإسلامي بعناية خاصة، لأن الروح في نظر الإسلام هو مركز الكيان البشري، وجوهر حقيقة الإنسان، ولأن التربية الروحية هي الأساس لسلامة العقل والنفس معاً.
الإسلام يولي عناية كبيرة للصحة القلبية، ويؤكد أن في صلاحه صلاح الجسد كله، كما في الحديث النبوي الشريف: >ألا وإن في الجسدِ مُضْغََةٌ، إذا صَلُحََتْ صَلُحَ الجسدُ كله ألا وهي القلب" (5).
ويبين أن سبيل الفلاح التام هو تزكية النفس، وأن سبب الخسران التام هو تدنيسها. {قد أفلحَ من زكَّاها* وقد خاب من دسََّاها}(6).
وتظهر العناية التامة بالتربية الروحية في المنهج الإسلامي في الطريقة التي أدب الله بها رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأعده لتحمل أعباء الرسالة وتبليغها، فقد جاءت الآيات القرآنية الأولى التي نزلت عليه، صلى الله عليه وسلم، في بداية بعثته بأوامر وتوجيهات تربوية صارمة تندرج كلها في إطار التربية الروحية. قال الله عز وجل: {يا أيها المُدَّثر * قم فأنذر *وربك فكبر *وثيابك فطهر* والرُّجز فاهجر *ولا تمنُن تستكثر* ولربك فاصبر}(7).
فنداء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بصفة "المدثر"، نداء تنبيه وتأديب، لأن القعود تحت الدثار، وهو الغطاء، لا يليق بمقام الرسالة، لأنه مقام **** وحزم وعزم، ولكن ال**** في سبيل تبليغ رسالة الله ونقل الناس من معتقدات راسخة إلى الإيمان الصحيح، ومن عادات سيئة متأصلة إلى الأخلاق الفاضلة، تكليف ضخم يحتاج إلى إعداد وتربية روحية متينة، ومن ثم أردف الله أمر رسوله بالإنذار، الذي يتضمن في هذا السياق معنى التبليغ وال****، بمجموعة من مبادئ التربية الروحية، وهي قوله، عز وجل: {وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر*ولا تَمْنُنْ تستكثْر* ولربك فاصبر } .
المبدأ الأول هو تخصيص الله تعالى بالتكبير، وهو يشمل إفراده تعالى بالتوحيد والعبادة، والمبدأ الثاني هو تطهير النفس وتطهير السلوك {وثيابك فطهر* والرُّجْزَ فاهجر}، فالمراد بالثياب هنا النفس أو القلب، والمراد بالرّجْز هو الأعمال السيئة والأوصاف الذميمة. والمبدأ الثالث: هو نكران الذات. {ولا تََمْنُنْ تستكثر}، لأن تبليغ الرسالة الإلهية، ودعوة الناس إلى دين الله يستلزمان التضحيات الجسام بالنفس والمال والجهد، ويستلزمان أيضاً هجر حياة الراحة واللذة النفسية. كل ذلك في سبيل الله ونشر دينه، لا لمنفعة ذاتية، ولا لأجر دنيوي عاجل.
والمبدأ الرابع: هو الصبر. وهو زاد الأنبياء وسلاح الدعاة.
وللعبادة فضل كبير في التربية الروحية، فهي أنجع وسائلها، وأنفع أدواتها، ويظهر هذا، أيضا، في تأديب الله تعالى لرسوله وللمؤمنين الأوائل الذين سبقوا إلى الإيمان وذلك بقوله الله عز وجل: {يا أيها المزَّمل قم الليل إلا قليلاً* نصفه أو انقص منه قليلاًً* أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً* إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
فرض الله على رسوله ومن آمن معه في المرحلة الأولى من بعثته قيام الليل ، وترتيل القرآن وبين له العلة في ذلك فقال: إنا سنلقى عليك قولا ثقيلاً، والمراد بالقول الثقيل التكليف بأمانة تبليغ الرسالة، وال**** لتكون كلمة الله هي العليا. عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، قالت: >إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثْنَى عشر شهراً. ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعاً من بعد فريضة"(9).
والتخفيف المذكور في كلام عائشة، رضي الله عنها، هو قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقومُ أدنى من ثلثي الليل ونصَفهُ وثُلثُه وطائفةُ من الذين معك والله يقدّر الليل والنهار علم أن لن تُحْصوه فتابَ عليكم فاقرأوا ما تيسَّرَ من القرآنِِ} (10).
إن فرض الصلاة الليلية وترتيل القرآن على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى طائفة المؤمنين معه، هو تربية روحية، قصد بها إعدادهم لتحمل تبعات الإيمان، والصمود في وجه صناديد الكفر، والصبر على الابتلاء، والثبات على طريق ال**** الطويل الشاق.
إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة، والعبادة فيه ذات أسرار، ومن أسرارها أنها زاد الطريق، وأنها مدد الروح، وأنها جلاء القلب، وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر.
إن الله تعالى حين أمر موسى، عليه السلام، بالذهاب إلى فرعون ومواجهته بالدعوة إلى الحق، تهيب موسى من مواجهة طغيان فرعون، فدعا الله تعالى أن يشرح صدره ويحل عقدة لسانه، ويؤيده بأخيه هارون، فأعطاه الله كل ما سأل، ثم أرشده إلى العبادة والإكثار من ذكر الله، للتزود بالقوة الروحية اللازمة للموقف الرهيب، فقال سبحانه : {اذهبْ أنت وأخوك بآياتي ولا تََنِيا في ذكري* اذهبا إلى فرعون إنه طغى}(11).
نخلص من كل هذا أن التربية الروحية تحظى بالأولية في المنهج الإسلامي، وأن العبادة والذكر وترتيل القرآن من أهم وسائل هذه التربية.
3. تربية مستمرة: ومعنى مستمرة أنها ليست محصورة في مرحلة معينة من العمر، بل تستمر مدى الحياة، في مرحلة الصغر يقوم بها الأبوان أو من يستعينان به من المؤدبين، وفي مرحلة الرشد يواصل الإنسان نفسه تربيته. وكل فرد مسؤول عن تزكية نفسه، وتهذيب أخلاقه وسلوكه، وتنمية مواهبه، وتحسين مستواه الفكري والعلمي، ومواصلة طلب العلم حتى اللحد. كما أنه مسؤول عن مجاهدة نفسه ومحاسبتها ومراقبتها ومقاومة أهوائها ونزعاتها السيئة، ومسؤول عن الإسهام مع إخوانه المومنين، في إصلاح المجتمع ونشر الفضائل ومقاومة الرذائل.
والنهوض بهذه المسؤولية يقتضي التدريب التربوي الذي يجعل النفس الإنسانية مستعدة لاحتضان الفضائل وتجنب الرذائل وحب الخير، ونظام العبادة يحقق هذا التدريب.
4. تربية جماعية: التربية في المنهج الإسلامي ليست محصورة في المسجد أو الكُتََّاب أو المدرسة، ولا في البيت والأسرة، إنها عمل جماعي تتعاون عليه الجماعة بكل مؤسساتها ووسائلها. تشارك فيه الأسرة والأبوان والمدرسة والكتاب، والمسجد والجماعة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغير ذلك.
وتقع المسؤولية في المرحلة الأولى منها على الأسرة، يتحملها الأبوان، عليهما أن يستقبلا الطفل ويهيئا له في البيت الجو التربوي الصالح، والوسائل الضرورية للحفاظ على فطرته سليمة، بعيدة عن المؤثرات الضارة. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوة تأثير الأبوين في حياة الطفل وتوجيهه، إذ قال : >كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"(12).
والأبوان الواعيان اللذان يقدران هذه المسؤولية حق قدرها، يحرصان أشد الحرص على تطهير البيئة المنزلية، من كل المؤثرات التي من شأنها أن تفسد فطرة طفلهما، ويجعلان من البيت روضاً يفوح بطيب الفضائل، ومحاسن الأخلاق، يعطيان بسلوكهما ونظام حياتهما اليومية القدوة الحسنة لأبنائهما.
وبعد الأسرة تقع المسؤولية في تربية الناشئة على المدرسة والمعلم. والنهوض بهذه المسؤولية يقتضي أن يكون جو المدرسة جوّاًً تربويّاً سليماً، يشارك في إيجاده الإدارة والمدرسون والتلاميذ والمناهج التربوية وما يصاحبها من الأنشطة، ويقع القسط الأوفر من هذه المسؤولية على المعلم. وذلك لأنه أوثق اتصالاً بالتلاميذ، وأعمق تأثيراًً في نفوسهم. يحمل الأطفال الصغار لمعلمهم احتراماً وإجلالاً كبيراًًً، ويضعون فيه الثقة الكاملة، ويرون فيه المثل الأعلى، وقد تكون سلطته المعنوية على نفوسهم أقوى من سلطة الأبوين، وهذا ثابت بالتجربة، ومن ثم كانت مسؤولية المعلم كبيرة.
وللمسجد في المنهج التربوي الإسلامي أهمية لا تقل في شيء عن أهمية المدرسة، بل إن المسجد هو المجال الصالح للتطبيق العملي لما تعلمه الإنسان من مبادىء الفضائل والأخلاق في المدرسة.
فالمسجد هو المكان الطاهر الذي يلتقى فيه أفراد الجماعة المسلمة خمس مرات في اليوم، لإقامة صلاة الجماعة، وتلاوة كلام الله، وحديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، وتعلم دينهم، وتطبيق شعائره، وتعاليمه، وفي هذا اللقاء الجماعي بين المسلمين من الفوائد التربوية الفردية والاجتماعية الشيء الكثير.
ففي المسجد يحصل التعارف بين أفراد الجماعة، وتتوثق روابط الإخاء والتعاون والتعاضد بينهم، وينشأ الوعي الجماعي الذي يجعل كل فرد يشعر أنه جزء من الجماعة، يسوؤه ما يسوء كل فرد من أفرادها ، ويسره ما يسره.
وفي المسجد يتعلم المسلم بطريقة عملية فضيلةَ التواضع والمساواة، لأنه مدعو إلى الوقوف مع إخوانه في صف واحد متراص لأداء الصلوات، لا فرق فيه بين الغني والفقير، والشريف والوضيع، ولا بين الرئيس والمرؤوس . يتكرر هذا الوقوف في صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم فترضخ له النفس، وتتخلص من العجب والكبرياء، وتتزين بخلق التواضع والمساواة، ويزداد فضل المسجد في التربية الجماعية، وترسيخ الوعي الجماعي، إذا كان يقوم برسالته كاملة. ورسالة المسجد في الإسلام تشمل أداء الشعائر الدينية، ونشر العلم، وتدبير أمور الجماعة وحل مشاكلها، وإصلاح أحوالها، والتعاون على إقامة دينها.
والذي يؤسف له أن المسجد تخلى عن القيام برسالته كاملة، واقتصر على جزء منها هو إقامة الصلوات، ولذلك تقلصت مكانته التربوية في هذا العصر.
ـــــــــــــــ
(1) سورة النساء .36/4
(2) سورة لقمان 13/31.
(3) الحديث رواه الترمذي.
(4) الإيمان والحياة، ص 230.
(5) الحديث السادس من الأربعين النووية.
(6) سورة الشمس 10-9/91.
(7) سورة المدثر 7-1/74.
([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سورة المزمل5-1/73 .
(9) رواه مسلم في صحيحه .
(10) سورة المزمل 20/73.
(11) سورة طه 43-42/20.
(12) تقدم الحديث في فصل سابق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم التربية الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» - حصن طالب السنة الرابعة متوسط في التربية الإسلامية - ملخص الكتاب المدرسي للتربية الإسلامية السنة 4 متوسط
» التربية الإسلامية
» إختبار في التربية الإسلامية
»  - ملخصات التربية الإسلامية 4 متوسط
»  الفر ض الأول في التربية الإسلامية س4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عين بسام التربوية  :: التعليم المتوسّط :: اللغة العربية والتربية الإسلامية :: السنة الرابعة-
انتقل الى: