((فضائل شعبان))
الحمدلله الذي منّ الله علينا بشهر عظيم ،في كل وقت تتجدد عطايه، ومن تلكم العطايا
؛صيام هذا الشهر المبارك ؛فبصيامه حصول الأجر الجزيل والمغفرة والتجاوز عن
سيئآتنا الا لمشرك او مشاحن كما أخبر بذلك النبي صلى الله وعليه وسلم ،أيها
الاخ الحبيب فاحرص على صيامه ولو يوما واحدا ،فهل تريد ان يغفر الله لك؟
فعليك بتوحيده الذي أنار الله به قلبك وأنار وحشتك وجعل الأنشراح في صدرك،
وانبذ الشرك واهله والبدع واهله ، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان لا
يحرمنا صيامه .
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال
قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان
قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب
العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. رواه النسائي، وهو حديث حسن.
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ولا يفطر حتى نقول ما في نفس رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يفطر العام ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول ما في نفسه
أن يصوم العام وكان أحب الصوم إليه في شعبان .رواه أحمد والطبراني ، حسن
لغيره.وعنها n]يعني عائشة رضي الله عنها ] قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا
يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر
رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.صحيح
ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله.رواه ابو داود، صحيح.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن . رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه،حسن صحيح.
كل هذه الاحاديث ماخوذه من صحيح الترغيب والترهيب للالباني.
من فوائد تلكم الاحاديث :
1- الترغيب من صيامه والحث عليه والاكثار منه.
2- الابتعاد عن الدنيا وملذاتها وشهواتها والأقبال الى الله بالطاعات حتى لا تكون غافلا .
3- أثبات علوا الله عز وجل .
4- فيه إثبات رفع الاعمال الى الله الا المتخاصمين لم يرفع حتى يصطلحا، فاحرص على عمل الخير وكن سباقا له .
5_ الاهتمام والعناية بالتوحيد وتعلمه وفهمه وتحقيقه وتعليمه لكي تنال المغفرة من الله ؛بشرط تجنب الشرك والبدع.
6_ فضل ليلة النصف من شعبان.
((أقوال العلماء فيما يتعلق بشهر شعبان))
س443: ما حكم الصيام في شهر شعبان؟
الجواب: الصيام في شهر شعبان سنة والإكثار منه سنة حتى قالت عائشة رضي
الله عنها:" ما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان [439] فينبغي الإكثار
من الصيام في شهر شعبان لهذا الحديث.
قال أهل العلم : وصوم شعبان مثل السنن الرواتب بالنسبة للصلوات المكتوبة،
ويكون كأنه تقدمه لشهر رمضان، أي كأنه راتبه لشهر رمضان،ولذلك سن الصيام في
شهر شعبان، وسن الصيام ستة أيام من شهر شوال كالراتبة قبل المكتوبة
وبعدها. وفي الصيام في شعبان فائدة أخرى وهي توطين النفس وتهيئتها للصيام
لتكون مستعدة لصيام رمضان، سهلا عليها أداؤه.فتاوى أركان الاسلام لابن
عثيمين.
قال ابن عثيمين في مجموعه (20/11): في صيام يوم النصف منه، فقد ذكر ابن رجب ـ
رحمه الله تعالى ـ في كتاب اللطائف (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن
في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن
الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر
له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع
الفجر» قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في
المجلد الخامس من مجموع فتاويه): والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر
عبدالله بن محمد، المعروف بابن أبي بسرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن
معين: إنه كان يضع الحديث.
وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام
الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم
إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد حتى يرتقي الخبر بها
إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان
بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة».
السنن المستحبة في شهر شعبان
السؤال:
هل هناك من سنن تؤدى في شهر شعبان؟ الجواب: المعروف في شهر شعبان أن
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر فيه من الصيام، وجاءت بذلك السنة عن
رسول الله عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان وفي شهر محرم، فهذان الشهران
أكثر ما يصام فيهما، وأكثر ما كان يصوم الرسول صلى الله عليه وسلم في
شعبان، هذا هو الذي جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما
ليلة النصف من شعبان فتخصيصها بالصيام وتخصيص الليل بالقيام لم يثبت في ذلك
سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت الصيام لكونه يكثر منه،
أما أن يقصد يوماً معيناً كيوم النصف من شعبان ويخصه بالصيام فهذا من
الأمور المبتدعة والمحدثة.شرح سنن ابي داود للعباد.
قوله(أي: سيد سابق): "قضاء رمضان لا يجب على الفور بل يجب وجوبا موسعا في أي وقت وكذلك الكفارة".
قلت(الالباني):
هذا يتنافى مع قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}
[ آل عمران: 133 ] فالحق وجوب المبادرة إلى القضاء حين الاستطاعة وهو مذهب
ابن حزم 6 / 260 وليس يصح في السنة ما يعارض ذلك.
وأما استدلال المؤلف على عدم الوجوب بقوله:
"فقد صح عن عائشة أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان. رواه أحمد ومسلم ولم تكن تقضيه عند قدرتها على القضاء".
فليس بصواب لأنه ليس في حديث عائشة أنها كانت تقدر أن تقضيه فورا بل فيه عكس
ذلك فإن لفظ الحديث عند مسلم 3 / 154 - 155: ص -422- ... "كان يكون على
الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان الشغل من رسول الله صلى
الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم".
وهكذا أخرجه البخاري أيضا في "صحيحه" خلافا لما أوهمه تخريج المصنف وفي رواية لمسلم عنها قالت:
"إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تقدر على أن
تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي شعبان".
فالحديث بروايتيه صريح في أنها كانت لا تستطيع ولا تقدر على القضاء قبل شعبان وفيه
إشعار بأنها لو استطاعت لما أخرته فهو حجة على المؤلف ومن سبقه ولذلك قال
الزين بن المنير رحمه الله:
"وظاهر صنيع عائشة يقتضي إيثار المبادرة إلى القضاء لولا ما منعها من الشغل فيشعر بأن من كان بغير عذر لا ينبغي له التأخير".
واعلم
أن ابن القيم والحافظ وغيرهما قد بينا أن قوله في الحديث: "الشغل من رسول
الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم مدرج في الحديث
ليس من كلام عائشة بل من كلام أحد رواته وهو يحيى بن سعيد ومن الدليل على
ذلك قول يحيى في رواية لمسلم: "فظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله
عليه وسلم".تمام المنة 1/422.
أسأل الله ان يجعل هذا عملي قربة الى الله خالصا له .
كتبه :نورس الهاشمي.