برج التيس
سئل حجا ذات مرة:
- ما هو برج حظك؟
فقال:
- برج التيس!
فقيل له:
- لا يوجد برج يهذا الاسم!
فقال:
- اعلم!... ولكن لما كنت صغيراً كان برجي برج برج الجدي، ولا بد أنه قد صار بعد هذا العمر الطويل تيساً.
أنا اخوه الذي يشبهه!!
دعا جحا جماعة من أصحابه ليتناولوا الغذاء في بيته، ولما وصلوا إلى البيت، تركهم واقفين بالباب، ودخل إلى زوجته, وقال لها:
- لدينا اليوم ضيوف... ماذا سنقدم لهم من الطعام يا زوجتي العزيزة؟
فقالت له:
- ليس لدينا شيء نقدمه لهم!
فعاد إلى أصحابه وقال لهم:
- يا جماعة الخير... إن جحا ترككم وخرج من باب البيت الخلفي، فلا تنتظروه!
فقالوا له:
- ولكن من أنت... الست جحا؟!
فقال لهم:
- لا... أنا أخوه الذي يشبهه!
لا تشدد في الأمر هكذا!
قال جار جحا له:
- لقد سمعت بالأمس صراخاً بداركم، وصوت كأنه شيء يتدحرج على السلالم.
فقال له جحا:
- لقد وقع بيني وبين امرأتي نزاع بسيط ومجادلة، وفي أثناء ذلك لطمت امرأتي الجلباب، فسقط وتدحرج على السلالم، وأحدث ذلك الصوت الذي سمعته!
فقال له الجار:
- وهل يصدر من الجلباب، إذا سقط وتدحرج على السلالم مثل الصوت الذي يشبه صراخ الإنسان؟!
فقال له جحا:
- يا أخي لا تشدد في الأمر هكذا... لقد كنت بداخله!
المختصر المفيد
كلن جحا يقف بناصية حارته, وكان يقبض على شيء في يده، حين مر به أحدهم فسأله:
- ماذا بيدك يا جحا؟
فقال له:
- هكذا!
فقال الرجل:
- أسألك عما بيدك فتقول لي هكذا!؟
فقال له:
- يا أخي بيدي تمرتين... ولو قلت لك ذلك، فستقول: أعطني واحدة... وسأقول لك: لا فتقول: ولماذا لا تعطيني؟! فأقول لك: هكذا... ولهذا اختصرت ذلك كله وقلت لك كلمة واحدة:هكذا.
ثمن رائحة الشواء...
وقف رجل فقير أمام محل يشوي اللحوم، وكانت رائحة الشواء تتصاعد من المحل وتملأ جو المكان, وكان الرجل جائعاً، فاشترى رغيفاً، بالقرش الوحيد الذي كان معه، وجلس بالقرب من المحل، وراح يأكله على رائحة الشواء.
فرآه صاحب المحل، فاندفع نحوه وطلب منه ثمن رائحة الشواء, فلم يدفع له الرحل شيئاً، واستغرب من طلبه.
وتعلق صاحب المحل بثياب الرجل وأخذه إلى القاضي والقاضي كان جحا.
قال له:
- يا سيدي القاضي... هذا الرجل أكل رغيفاً كان معه على رائحة شوائي، ولا يريد أن يدفع لي ثمن الرائحة!
ففكر جحا قليلاً، ثم قال:
- وكم تطلب ثمناً لرائحة شوائك؟
فقال:
- خمسة وعشرون قرشاً.
فأخرج جحا من كيس نقوده قطعة نقود معدنية فئة الخمسة والعشرين قرشاً، وقال للرجل اقترب مني، ثم رنها على الطاولة أمامه، ثم قال لرجل الشواء:- هل سمعت شيئاً؟
فقال:
- نعم سمعت رنين قضطعة النقود!
فقال له جحا:
وهذا الرنين هو رائحة شوائك خذه!
انت محقة وأنا مخطئ!
تشاجر أخوان، فذهب أحدهما إلى جحا، وقص عليه ما كان بينه وبين أخيه من شجار، فقال له جحا:
- أنت محق... وأخوك مخطئ!
وخرج من عنده، ثم جاء الأخ الثاني، وقص عليه ما كان بينه وبين أخيه، فقال له:
- أنت محق... وأخوك مخطئ!
وخرج من عنده.
وكانت زوجة جحا بداخل الدار، وسمعت ما كان من أمر الأخوين الشاكيين، وما قاله زوجها لكل منهما، فقالت له:
- كيف تقول يا جحا لكل منهما: أنت محق وأخوك مخطئ؟!...
فقال لها:
- لا تغضبي... قأنت محقة وأنا مخطئ!!
لا داعي لحضورك الآن
شعرت زوجة جحا ببعض الألم في جسدها، فطلبت منه أن يذهب من فوره لإحضار الطبيب، ليخلصها من هذا الألم، وبينما كان خارجاً من البيت، أطلت عليه من النافذة وقالت:
- الحمد لله... لقد زال الألم، ولا داعي لإحضار الطبيب!
لكن جحا أسرع في طريقه إلى الطبيب، ليقول له:
- كانت زوجتي قد شعرت ببعض الألم، وكلفتني أن أستدعيك لعلاجها، إلا أنها أطلت علي من نافذة البيت وأنا في الطريق إليك، وقالت لي إن الأمل قد زال, وأنه لا داعي لحضورك الآن.
كنت أريد النزول!
كان جحا راكباً حماره متجهاً به إلى السوق، وفجأة أسرع الحمار, ثم رفع مؤخرته لأعلى وراح يقفز في الهواء، فوقع جحا على الأرض، ورآه صبية كانوا يلعبون، فراحوا يضحكون ويشيرون إليه وإلى الحمار.
فقال لهم:
- لا تضحكوا... فإنني قبل أن أقع كنت أريد النزول.
الله يعطيك
كان جحا جالساًَ في الهواء الطلق فوق سطح داره، حين دق بابه أحد الشحاذين، فنظر إليه من أعلى, وسأله:
- من أنت... وماذا تريد؟!
فقال له الشحاذ:
- انزل!
فنزل جحا من فوق السطح، ظناً منه أن في الأمر ما يستدعي!
فقال له الشحاذ:
- اعطني مما أعطاك الله.
فقال له جحا:
- اتبعني.
فتبعه الرجل حتى صعدا فوق السطح، وحينئذٍ استدار جحا وواجهه قائلاً:
- الله يعطيك!
فقال له الشحاذ:
- ولماذا لم تقل لي هذا وأنا تحت؟
فقال له جحا:
- وأنت لما ذا لم تطلب الحسنة وأن فوق؟!
دواء
سئل جحا عن دواء للعين المريضة, فقال:
- بالأمس آلمني ضرسي، فلم أجد وسيلة تريحني منه إلا خلعه.
أردت أن أتأكد
اشترى جحا غراباً. فسأله أحد أصدقائه مستغرباً:
- غراب؟!... وماذا ستفعل به؟!
فأجابه:- سمعت أن الغربان تعيش أكثر من مائتي عام، فأردت أن أتأكد من ذلك بنفسي!
حتى يعرف قيمته!
سئل جحا:
- إذا طلب منك شخص شيئاً... لماذا لا تعطيه هذا الشيء إلا في اليوم التالي؟!
فقال:
- حتى يعرف قيمته!
الخاتم الضائع
ضاع خاتم جحا داخل بيته, فخرج يبحث عنه خارج البيت, فرآه جاره، وساله:
- عم تبحث يا جحا؟
فقال له:
- ضاع خاتمي داخل البيت وأنا أبحث عنه.
فقال الجار:
- ولماذا لا تبحث عنه داخل البيت؟!
فقال جحا:
- داخل البيت ظلام حالك... أما هنا فنور!
نوع الكلمة..
سئل جحا عن نوع كلمة (جاء).
فقال: مصدر.
فقيل له:
- لماذا لا تفكر قليلاً لتجيب جواباً صحيحاً؟!
فقال:
- لو قلت لكم! إنها فعل ماضٍ، لطالت الأسئلة: فعل ماض مبني للمجهول أم مبني للمعلوم؟... وهل هو (مسند) أم (غير مسند)؟... وإذا كان مسنداً: هل هو مسند إلى مذكر أم إلى مؤنث... إلخ. ولكن (المصدر) بعيد عن كل ذلك!
لماذا لا تطالب غيري بزيادة الإيجار؟!
طالب جحا أحد سكان بيته بزيادة في الإيجار الذي يدفعه.
فقال له الساكن:
- ولماذا لا تطالب غيري بتلك الزيادة، ألا يكفي أنني أسكن فوق السطح؟
فقال له جحا:
- ولهذا السبب بالذات أطالبك بالزيادة, لأنك وحدك الذي تنتفع بالسلالم كلها.
ما هذه الحلة الصغيرة يا جحا؟!
استعار جحا من جاره حلة تطبخ فيها امرأته. ثم ردها له بعد أن وضع بداخلها حلة صغيرة.
فنظر الجار إلى الحلة الصغيرة وراح يقلبها في يده ثم قال:
- وما هذه الحلة الصغيرة يا جحا؟!
فقال له جحا:
- بنت الحلة التي استعرتها منك... ولدتها.
ومرة أخرى استعار جحا الحلة، ولم يردها، فذهب إليه الجار وسأله:
- أين الحلة يا جحا؟
فقال جحا:
حلّتك ماتت.
فقال الجار:
- وهل الحلة تموت؟
فرد عليه جحا:
- وهل كانت الحلة تلد؟!
أصول المهنة!
كان جحا حلاقاً، وكان يغلق على جدران محله صوراً تثير الفزع والرعب، ولما سئل عنها قال:
- شيء لزوم الشيء... فعندما يراها الزبون يقف شعر رأسه من الخوف، فأستطيع أنا أن أقصه بسهولة!