منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
مرحبا بك (عزيزي الزائر، عزيزتي الزائرة) ،نتمنّى أن تجد(ي) ما يروقك ويلبّي حاجاتك .إن طاب لك المقام بيننا نتشرّف بدعوتك لإنشاء حسابك .
أخوك: أبو فيصل
منتديات عين بسام التربوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع تربويّ تعليميّ ثقافيّ يعتني بشؤون المتعلّمين والمعلّمين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
أهلا وسهلا بك في منتديات عين بسّام التربويّة . نسعد بحضورك معنا ونكون أسعد حين تتفضّل بمساهماتك النيّرة الهادفة . ستقضي وقتا شيّقا بين إخوانك وأخواتك في أسرة هدفها التربية والتعليم . دمت في حفظ الله ورعايته.
تذكّر قول الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد." ق 18 
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة "رواه الامام مسلم
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتّى يرجع." رواه الترمذي

 

 "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ    "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty11.08.10 11:29

"وصايا و توجيهات للصائمين"
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله: إن من خلق المؤمن رعاية الأمانة، والمحافظة على ما أؤتمن عليه، ولذا يقول الله جل وعلا في عدل ذكره لصفات المؤمنين المفلحين: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، فوصفهم بأنهم راعون للأمانة، وحقيقة الرعاية المحافظة على الأمانة، والعناية بالأمانة، وعدم التفريط في الأمانة.
أخي المسلم: إنك مؤتمن في هذه الدنيا، مؤتمن على نفسك، فحرام عليك قتلها: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، مؤتمن على دينك في إخلاصك لله في عبادتك، هل عباداتك صادرة منك؟ هل عباداتك صادرة منك؟ عن إخلاص لله وابتغاء وجهه أم أعمال رياء وسمعة مؤتمن على طهارتك؟ هل أكملت الوضوء وأسبغته أم أقللت به؟ وويل للأعقاب من النار، مؤتمن على زكاة مالك، هل أديت الزكاة ودققت الحساب، أم كنت مضيعا ومهملا ومتساهلا؟ مؤتمن على حجك، هل أديت النسك على الوجه المرضي، أم كنت مخلا بشي من ذلك؟ مؤتمن على صيام رمضان، فالصيام الذي هو أحد أركان الإسلام، والذي افترضه الله عليك قد ائتمنك عليه، ائتمنك عل أدائه ائتمنك على البعد من كل ما يفسد هذا الصيام، وينافيه، فأنت مسئول عنه يوم القيامة إنه سر بينك وبين ربك، أمانة بينك وبين ربك، ومن يدري الناس عنك، وأنت بينهم مظهرا للصيام، وفي باطن الأمر أنت مخالف، إنما يطلع على حقيقة أمرك من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أخي المسلم: ففي صيامك أمانة، إن أديتها تغلبت على نزعات الشهوات والهوى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
أخي المسلم: الصيام أمانة، أمانة في وقتك بالمحافظة على الوقت، وأمانة أيضا في عدم تعاطي ما ينافي حقيقة الصيام .
أخي المسلم: إن المسلم يجب أن يتفقه في دينه ويعلم أحكام شريعته حتى تكون عبادته في الدنيا على علم وبصيرة فإن الله لا يقبل العمل إلى إذا كان خالصا لوجهه، وكان موافقا لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الصحيح: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين".
أيها المسلم: افترض الله صيام رمضان، ولكنه جل وعلا رفع عنا الاصار والأغلال: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
أيها المسلم: إن هناك أمورا تنافي الصيام حقا، وكتاب الله قد دلنا على شي من المفطرات، فبين لنا الله في كتابه، فبين الله في كتابه مفسدات الصيام ثلاث: الأكل والشرب ومواقعة النساء، قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، كانوا في أول الإسلام إذا صاموا أبيح لهم بعد الغروب الأكل والشرب والنساء، ما لم يصلوا العشاء ويناموا، فشق ذلك عليهم، فرحمهم الله، فجعل الليل كله من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، مباحا للمسلم تناول شهواته من أكل أو شرب أو نساء إلى أن يطلع الفجر الثاني، فيجب الإمساك إلى غروب الشمس.
أخي المسلم: فإتيان النساء في نهار رمضان، مفسد للصيام بإجماع الأمة، كما دل القرآن والسنة على ذلك وهو حرام على المسلم لو استحله لكان كافرا، فيجب البعد عن كل وسيلة، أو ذريعة تفضي إلى هذا الأمر الذي ينافي حقيقة الصيام، في عهد محمد صلى الله عليه وسلم، وبين ما هو جالس في المسجد في رمضان بين أصحابه يعزمهم ويرشدهم صلى الله عليه وسلم إذا رجل يأتي إليه قائلا يا رسول الله هلكت وأهلكت، قال مالك، قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: هل تستطيع رقبة قال: لا، قال: هل تستطيع أن تصوم شهرين كاملين متتابعين قال: لا، قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا، قال: لا فأمره النبي أن يجلس، فجيئة للنبي بعلق تمر فيه خمسة عشرة صاعا، فقال: خذ هذا فتصدق به فقال: الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله والله ما بين لابتي المدينة أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال خذه فأطعمه اهلك؛ فانظر إلى الأمر النبي أقره على اهتمام هذا الرجل وقوله هلكت وأهلكت وأن هذا هلكت يترتب عليه الكفارة المغلظة فالمسلم يتقي ذلك، ويتقي كل الوسائل المفضية إليه، ولما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله في رمضان، وأنه ربما قبل بعض نسوته، يعني ربما حصل تقبيل منه لبعض نسوته قالت: لهم، وأيكم كان أملك لنفسه، يعني أن محمد صلى الله عليه وسلم مسيطرا على شهوته، لا يخشى أن تزل قدمه، وأما غيره فيجب الاحتياط والبعد عن كل وسيلة يمكن أن تقضي بالإنسان إلى هذه الهلكة.
أخي المسلم أخي المسلم إن الصوم يقول الله فيه يدع طعامه وشهوته لأجله فيا أخي المسلم هناك أمرا يجب أن تبتعد عنه وهو إخراج المادة المنوية من طريق ما يسمونه بالعادة السرية المستهجنة التي هي حرام في رمضان وفي غيره لأنها عدوان لكنها في رمضان أشد إثما فمن حاول إخراج المادة المنوية بطريق عمله بنفس عمله بيده أو نحو ذلك، فإن هذا إذا خرجت منه المادة المنوية يعتبر ذلك مفسدا ومنافيا للصيام، لأنه اخرج شهوته، والنبي يقول الله يقول: "يدع شهوته من أجلي"، وكذلك لو كثر النظر في الصور الخليعة، أو النظر إلى المسلسلات الهابطة التي ربما تعرضها بعض القنوات الإجرامية في رمضان، لإفساد صيام المسلمين، وإدخال النقص عليهم، فحصل منه إنزال فإن ذلك مناف لصيامه يجب عليه قضائه مع إثمه بما ارتكب من هذا المحظور.
أيها المسلم أيها المسلم: ومن ما ينافي حقيقة الصيام بإجماع المسلمين: تعمد الصائم الأكل، أو الشرب مهما كان نوع المأكول، أو نوع المشروب، فإن هذا مناف للصيام عند التعود، لأن حقيقة الصيام الامتناع عن هذ،ا فإذا تعاطى الأكل أو الشرب متعمدا كان عاصيا لله، ويروى من أفطر يوما في رمضان عامدا لم يكفه الدهر كله ولو صامه، وأما لو قع أكل أو شرب نسيانا يعلم الله ذلك منك، فالله يقول: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "من نسي فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"، وأيضا الاحتلام في نهار رمضان لا يؤثر ، لأن هذا من غير اختيار الإنسان، وهذا أمر واضح .
أخي المسلم: وإن مما يلحق بالمأكول، أو المشروب ما قد يستعمله المريض الذي يعطى الإبر المغذية التي فيها مادة تغذي، وتقوم مقام الماء والطعام تعطى للمريض المحتاج إلى ذلك، فهذه بلا شك أنها منافية للصيام، لأنها وإن كانت من غير المنفذ المعروف كالفم لكنها تمد الجسم بما يقوم مقام الطعام والماء، فهذه إذا وضعت على المريض، أو نحو ذلك تعتبر مفسدة للصيام يجب أن يقضي أياما مكان اليوم التي أفطرها، لأجل هذا المغذي.
أخي المسلم أخي المسلم: لو اضطررت إلى أن يحقن فيك دما نقص أصابك في دمك فاضطررت إليه في نهار رمضان فإن هذا الدم الذي يدخل إلى جوفك وحقن فيك يعتبر منافيا للصيام، لأنه خلاصة غذاء فيعتبر منافيا للصيام وإذا كنت مضطر إلى هذا الإسعاف فإنك تفعله ولكنك تقضي يوما مكان هذا اليوم، أخي المسلم لو طلب منك إسعاف بدم لمريض احتاج إلى ذلك وكان الأمر متوقفا عليك وهذه ضرورة لمسلم يحتاج إلى دم لإسعافه لعملية تجرى له أو غير ذلك فأسعفته من دمك فإن هذا إحسان منك لكن يجب أن تقضي ذلك اليوم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفطر الحاجم والمحجوم"، فالحجامة وهي إخراج الدم من الجسد تضعف بلا شك الإنسان تضعفه وتوهنه ولا يمكن أن تجمع له بين إخراج دم وبين عدم غذاء، هذا كله مشقة ولا عسر فيه يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.
أخي المسلم: لو خرج الدم منك من رعاف من أنفك أو خرج من دم سعال مع الفم أو خرج دم ناسور أو جراحة أو سقط عليك ما أخرج الدم من غير اختيارك، فهذه أمور لا تنافي الصيام، لأنها ليست باختيارك، لكن إن كثرت خروج الدم وخشيت من ضعف على نفسك عام، فلك أن تفطر لأجل هذه الضرورة.
أخي المسلم: إن اضطررت إلى البخاخ من طريق الفم لأجل مادة الربو، أو حساسية ما فاضطررت إلى البخاخ لتستعمله لتوسيع منافذ الهواء، أو اضطررت إلى البخاخ من طريق الفم، أو الأوكسجين، أو نحو ذلك من البخار، فإن هذا لا ينافي الصيام بل هو جائز لك للحاجة التي تدعوا إلى ذلك.
أخي المسلم: لو اضطررت في نهار رمضان إلى الفطر لأجل الضرورة فأرتفع الضغط عليك أو انخفض الضغط أو انخفض السكري، أو ارتفع واحتجت إلى تناول ما يرفع الضغط، أو يهبطه، أو ما يرفع المادة السكرية ونحو ذلك، فاضطررت إلى تناول مأكول أو مشروب، فإن هذا جائز لك ولا حرج عليك وتقضي يوما مكان هذا اليوم ولو قلت سأقاوم كل رمضان وسأصبر وأتجلد وربما أصابك مرض قلنا أنت مخطئ، والله يقول: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة).
أخي المسلم: لو اضطررت إلى ابر الأنسولين للسكر عند غروب الشمس، فهذه لا يؤثر عليك قبل غروب الشمس لا يؤثر عليك، لأن هذا تنظيم وليس غذاء كما يضرك تناول الإبر الأنسولين في آخر النهار قبل الغروب، لأن هذا مما تدعوا الحاجة إليه، ولا يؤثر ذلك على صيامك.
أخي المسلم: إن الذين ابتلوا بالفشل الكلوي، سواء كلها أو جزء منها، واضطروا إلى الغسيل إما يوميا، أو بعض الأيام ففي حالة إجراء الغسيل، فإن هذا مناف للصيام مهما كان غسيل ذلك الكلى، سواء إخراج لدم وتنقيته وإعادته، أو إدخال الآلة التي ربما تنظم ذلك، فكل ذلك مناف للصيام، فتفطر أثناء غسيل الكلى ، ولا حرج عليك، ثم إن كنت قادر على الصيام بقية الأيام، فصم واقض مكان ما أفطرت، وإن كنت لا تستطيع الصيام ، والطبيب يقرر أن الصيام لا يمكن مع الفشل الكلوي، أو الضغط، فإن لك أن تفطر وتطعم عم كل يوم مسكين كيلو ونصف من الأرز في آخر الشهر والله يقول: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر)، ولله الفضل والمنة فيما شرع وقضى وقدر.
أختي المسلمة: إن حيض المرأة دليل على صحتها ، ودليل على انتظام صحتها، فخروجه في وقته المحدد دليل على الصحة، وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( شي كتبه الله على بنات آدم )، فخروج دم الحيض مفسد للصيام ولو قبل غروب الشمس بدقائق، يعتبر مفسدا للصيام وصيام المرأة أثناء حيضها أمر محرم عليها، بل واجب عليها الفطر أيام الحيض، أما لو طهرت من الحيض ولو في أثناء النهار وجب عليها إمساك بقية ذلك اليوم وقضائه، احتياطا وإبراءاً للذمة، وخروجا من خلاف من أوجب ذلك.
أختي المسلمة: جاء عن بعض الصحابيات أنها قالت كنا لا نرد الصفرة و الكدرة بعد الطهر شيئا، فالمسلمة إذا كان دم حيضها موجودا، فهذا مانع للصلاة والصيام وإن أعقب أيام الحيض قبل الطهر صفرة أو كدرة، فإنها تعتبر ملحقة بالحيض إلا إذا رأت الطهرة، كما جاء بعد رؤية الطهر فإنه لا يؤثر عليها.
أختي المسلمة: ربما بعض الأخوات يصبن عند التوحم بشيء من الأمراض والتعب الشديد، إما تتابع القيء أو نحو ذلك من الأمور المعروفة، فإن المرأة إذا اضطرت إلى ذلك إذا اضطرت رأت أن الصوم يضعفها لتتابع الاستفراغ أو نحو ذلك، فلها أن تفطر وتقضي أياما أخر، وإن كانت الحامل في حملها الأخير وشق عليها الصوم، فلها أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا تيسير وتسهيلا من الله لذلك المسلمة.
أيها المسلم: إن خروج القيء من جوفك إذا كان بغير اختيارك ولا سبب منك، فإنه لا يؤثر عليك لأن هذا أمر خارج عن إرادتك، لكن لو خرج منك بتعود وبذل أسباب ، فإنك تقضي هذا اليوم مع الإثم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء)، هكذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي المسلم: إن اهتمامك بصيامك، ورعايتك لصيامك، ومحافظتك على صيامك دليل على إيمانك الصادق، ورعايتك للأمانة، وحفظك لها، فأتق الله في هذا الصوم وليظهر منك الاستعلاء على نزعات الشهوات والهوا ولتكن معامل لله بالصدق في كل أحوالك لتنال الثواب العظيم والعطاء الجزيل.
تقبل الله صيامنا وقيامنا ومنا علينا بفضله وكرمه، على استكمال صيامه وقيامه بفضله وكرمه، إنه على كل شي قدير أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، حمداً، كثيراً، طيباً، مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.
أخي المسلم: إن المؤمن حقا يجد نفسه مضطرا ضرورة قصوى إلى الإقتداء بسيد الأولين والآخرين، والتأسي بمحمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، إنه يعلم أن محمد صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق إيمانا، وأحسنهم خلقا، وأن الله أوجب علينا التأسي به وإتباع سنته، صلوات الله وسلامه عليه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
أخي المسلم: من هدي نبيك صلى الله عليه وسلم في رمضان: أنه كان يحافظ على أكلت السحر، وأنه يرغب في ذلك، فيقول صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة"، قال العلماء بركة السحور في وقته، قيام المسلم وذكره لله ودعائه وتضرعه بين يدي ربه في ذلك الوقت المبارك، حينما ينزل الله إلى سمائه الدنيا، حين يبقى ثلثي الليل الآخر، فينادي هل من سائل؟ فيعطى سؤله ؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من تائب، فيتاب عليه وبركة يعينك على مواصلة الصيام.
أخي المسلم: سحورك يميزك عن أهل الكفر والضلال، يقول صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".
أخي المسلم: والسحور بركة كله يقول صلى الله عليه وسلم: "السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يشرب أحدكم شربة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"، إذا فالمسلم يحرص على أن ينال هذا الثواب، فتصلي الله وملائكته عليه، لأجل تناوله تلك الوجبة المباركة، فأقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم.
أخي المسلم: إن هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ما كان يتسحر إلا قرب الفجر وبين انتهائه من سحوره وإقامته الفريضة والوقت اليسير، قال أنس بن مالك تسحر زيد بن ثابت مع النبي صلى الله عليه وسلم وانظر إلى اهتمامهم رضي الله عنهم قال أنس قلت لزيد كم كان بين سحوركم و إقام الصلاة قال قدر ما يقرأ القارئ خمسين آية.
أخي المسلم: فليس هناك وقت إمساك ووقت سحور إنما الوقت واحد، ونبينا يقول إن بلال يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم وكان رجل أعمى لا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت.
أخي المسلم: وهدي نبيك في الفطر أنه كان يبادر به بعد غروب الشمس ويقول إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم، فحكم عليه بالفطر بعد تأكد غروب الشمس، ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"، ويقول عن ربه جل وعلا قال: "أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا"، هكذا سنة محمد صلى الله عليه وسلم، يفطر قبل أن يصلي المغرب كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما، وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم يفطر على ما تهيء له، فربما كان في زمن الرطب فأكل رطبا ، وربما كان تمرا فأكل التمر، وربما فقد الرطب والتمر فأكتفى في فطوره شربة ماء، فيشرب ماء ويكون هذا فطوره صلى الله عليه وسلم؛ المهم أن المسلم يتحرى عند فطره إجابة الدعاء، فيروى إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، ويروى بعضهم أنهم كانوا يقولون: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله.
فيا أخي المسلم: تحر عند غروب الشمس بالدعاء الله والالتجاء بين يديه والاضطرار إليه وافضاء همك وحزنك وكل ما أهمك فأدعو ربك واقصد بابه، فإنه القريب المجيب الذي يقول لك: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، همك ديون وأمور، فأشكوا إلى ربك ذلك همك مرض وسقم، فأشكوا إلى ربك ذلك، كل أمر يهمك فأقضه إلى ربك ولا تستكثر، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه، وهو يسمع الدعاء، وهو القادر على الإجابة، فلتجئ إليه في كل أحوالك، وادعه راغبا راهبا، ارفع أكف الضراعة إليه، ولا سيما أواخر يوم الجمعة، وادعه بما أحببت من خيري الدنيا والآخرة، فإنه لا يتعاظمه شي أن يعطيك إياه، فإنه كريم جواد، وفي الحديث: "لا يأخذ أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت"،ليحدد المسألة، فإن الله لا مخير له، وفي لفظ فإن الله لا يتعاظمه شي أعطاه، فلندعو الله، ولنكمل بقلوبنا عليه، ونسأله التوفيق والهداية وصلاح الأعمال والذرية ومغفرة للوالدين والمسلمين جميعا، وأن يكسب الله ضر هذه الأمة ويرفع عنها البلاء، ويخلصها من المصائب أنه على كل شي قدير .
واعلموا رحمكم: الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ، شذ في النار، وصلوا - رحمكم الله- على سيد الأولين، والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله، الهاشمي، القرشي -صلى الله عليه وسلم-، امتثالا لأمر ربكم القائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم صلي وسلم، وبارك على عبدك، ورسولك سيد ولد آدم، وارضا اللهم عن خلفاءه الراشدين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك، وكرمك، وجودك، وإحسانك، يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام، والمسلمين، وأذل الشرك، والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وولاة أمرنا؛ اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين؛ اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك؛ اللهم أنصر به دينك، وأعلي به كلمتك، واجمع به قلوب الأمة على الخير والهدى.
اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبد العزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، واجعلهم أعواناً على البر والتقوى.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، والمنكر، والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه، يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
http://ramadhan.af.org.sa/node/916
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
miley
مشرف سابق



تاريخ التسجيل : 26/10/2010
الموقع : parai*

"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ    "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty05.12.10 21:26

شكرااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لخضر الجزائري 1
مشرف عام مميّز
مشرف عام مميّز
لخضر الجزائري 1


تاريخ التسجيل : 22/09/2009

"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ    "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty06.12.10 12:30

بارك الله فيك

أسعدني مرورك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
lara
مشرف
مشرف
lara


تاريخ التسجيل : 21/10/2010
الموقع : Facebook:lara hala

"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ    "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty06.12.10 16:50

مشككككككككووووووووووووورررررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sonia
مشرف سابق
sonia


تاريخ التسجيل : 04/10/2010

"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty
مُساهمةموضوع: رد: "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ    "وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ  Empty25.03.11 13:29

شكرااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"وصايا وتوجيهات للصائمين" خطبة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة بمناسبة أول يوم من رمضان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
» نصائح وتوجيهات لِلْمُعَلِّمِين - خطبة جمعة للشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله سبحانه -
»  {جديد}خطبة عرفة لعام 1435هـ لفضيلة الشيخ العلامة الوالد عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
» خطبة عرفة 1433للشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
» خطبة عرفة1430 مسجلة لسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ لهذا اليوم 26-11-2009

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عين بسام التربوية  :: إسلاميات :: الخيمة الرمضانيّة-
انتقل الى: